قد لايصدق بعض القراء هذا العنوان الغريب وقد يستغرب البعض هذه القصه .
القصه أعرفها تماما وتأكدت من تفاصيلها الدقيقه مؤخرا . وقد سمعتها من الشامي ومن المغفور له الشيخ عبدالله المبارك الصباح رحمهم الله وهو يقصها على الكثير من زواره بديوانه . وهو متعجب ومتندر بها ومبتسم وضاحكا منها . اذ كيف وصلت افكار الشامي بالمغامره والتحدي الى هذا التصرف .( الدكتوره سعاد الصباح وبعض من عائله أبو حديده وغيرهم الكثير سمعوا هذه القصه من الشيخ عبدالله المبارك الصباح ) .
اليكم القصه الغريبه . بحدود سنه 1952استاجر عبدالرزاق القدومي الشامي طائره داكوتا محركات من الخطوط الجويه السوريه وكان ينقل بها ركاب من والى الكويت من سوريا . وقد خطرت بباله فكره جلب ثلج من سوريا بسبب احتكار الثلج من معملي الحميضي والغانم. حيث كان يباع القالب بخمسين روبيه وكان هذا المبلغ كبيرا جدا بذلك الوقت .
ومن باب التجاره والمضاربه كان كل من يريد كميه من قوالب الثلج أن يحجز ويدفع الثمن مقدما وهو بالطبع اقل من سعر مصنعي ثلج الغانم والحميضي ويتراوح سعره بحدود 30 - 35 روبيه للقالب زنه 20 كيلو جرام حسب ظروف المضاربه التجاريه والاحتكاريه لصناعه الثلج .
كانت تحمل الطائره بقوالب الثلج . كل اربعه قوالب بكيس من الخيش للمحافظه على برودته وعدم ذوبانه قدر الامكان الى جانب طلبهم من المعمل بسوريا بان يكون الثلج أصلب مايكون ليتحمل عوامل الوقت وحراره الكويت . لان الرحله من دمشق للكويت كانت تستغرق 4 ساعات طيران . وكانت عندما تصل الطائره كان كل من حجز كميته التجاريه يستلمها من مطار النزهه مباشره بسياراتهم اللوري الخاصه .
وكان معملي الغانم والحميضي يخفضوا أسعارهم من خمسين الى عشره روبيات للقالب عندما يعلموا بوصول الطائره من الشام كنوع من المضاربه. وقد كانت الطائره تحمل حوالي الاربعه اطنان من الثلج يعني بحدود 200 قالب زنة 20 كيلوجرام. وقد استمرت هذه الفكره لعشرات الرحلات ثم توقفت بسبب المضاربه الشديده والخساره الماديه.
وفي احدى الرحلات الثلجيه صادف وصول الشيخ عيسى بن خليفه رحمه الله سنه 1952 بزياره للكويت وكان من ضمن مستقبليه بمطار النزهه المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح رحمه الله. فروى له قصه طائره ثلج الشامي من سوريا وأشار له الى الطائره القريبه . فلم يصدق الشيخ عيسى . فاخذه ليصعدوا للطائره وليشاهدوا ما تحمله من ثلج وهو غير مصدق بما رأى .
ملاحظه الساعه 11.30مساء : وصلتني الان معلومه بالتلفون من احد المخضرمين في سوريا والذي على علم ميداني بهذه التجاره . أنه أحيانا كثيره كان يتم كسر السعر لاقل كثيرا من 30 روبيه للقالب وقد تصل أحيانا الى 10 روبيات للقالب الواحد وذلك لمنافسه المصنعين الآخرين .
وأعتقد شخصيا بان هذا السعر المتدني هو الذي سبب الخساره وتوقف هذه التجاره الثلجيه .
.
الأخ ولد الشامي القدير
ليس بغريب على العم عبدالرزاق القدومي (الشامي) رحمه الله
هذه التجارة والمضاربة بها
وعلى حسب معرفتي بمعلومات وفيرة عنه
بأنه زاول التجارة والمضاربة بها بشتى مجالاتها في دولة الكويت
كان رحمه الله جريئاً يخضوض التجارة مثل مانقول بقلب ميت