السيرة الذاتية:
- عبدالحميد جاسم البلالي.
- مواليد 1955 القبلة - الكويت.
- درس في الكلية الصناعية عام 1971 وذهب في بعثة علمية الى بريطانيا وحصل على دبلوم بالهندسة الكهربائية من كلية بورمث عام 1978 والبكالوريوس بالهندسة الالكترونية من جامعة دايتون الاميركية عام 1990.
- عمل مهندسا للكهرباء في شركة المباني الجاهزة ثم تدرج من مهندس الى رئيس قسم للصيانة ومهندس تخطيط اول في شركة صناعة الكيماويات البترولية.
- مارس الخطابة في المساجد منذ ان كان طالبا في الجامعة وقدم برامج دعوية واجتماعية في التلفزيون والاذاعة.
- صحافي وكاتب، تنقل بين مجلة المجتمعوالقبس والانباء والوسط وصوت الكويت والرأي العام.
- رئيس مجلس ادارة جمعية بشائر الخير المتخصصة في علاج المدمنين.
- عضو في جمعية الاصلاح الاجتماعي واللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات واتحاد الجمعيات العربية غير الحكومية لمكافحة المخدرات.
- شارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بعلاج المدمنين من المخدرات على المستوى الخليجي والعربي والدولي.
- أصدر كتبا عدة في مجال مكافحة المخدرات وفي الانتاج العلمي بلغت 37 كتابا وترجمت كتبه الى اللغات الانكليزية والفرنسية والاوردو والفارسية والماليزية والتركية والمالاوية.
بهره الامام حسن البنا الذي ذهب الى المقاهي حين بدأ الدعوة وكان حلمه أن يقوم بعمل مماثل، لذلك اختار المكان الصعب، مع المدمنين والحشاشين لينشئ جمعية بشائر الخير ويستقبل كل سنة 150 حالة بعد ان استطاع مع فريق العمل الذي لازمه من انقاذ نحو 1042 مدمنا وأعادهم الى اسرهم ومجتمعهم معافين تماما، ولهذا اطلق عليه اسم صديق التائبين.
بعد عشرين سنة من العمل مع مدمني المخدرات جعلت اصدقاءه الوحيدين هم المدمنين، لان من يمشي معه يصبح مشبوها كما قال في حديث له للزميلة رانيا حسام، وهؤلاء هم اصدقاؤه الذين يفتخر بهم، جعلوه يدرك ان هناك حقولا للدعوة لم يقترب منها اصحاب الرسالة، بل وجد تقصيرا منهم وهروبا من مواجهة مشكلة تعصف بالمجتمع الكويتي.
كان من ضمن خمسة اشخاص قرروا بعد تحرير الكويت التصدي لآفة المخدرات، وعلى خلفية تجاربه وزيارته للسجون الاميركية وعلاقته بالدعوة، لا سيما بين طلبة الجامعة، قرر توظيف الخطاب الديني في علاج وتأهيل المدمنين ورفع شعار بالايمان تقضي على الادمان لينشئ لجنة بشائر الخير تخصصت في علاج وتأهيل مدمني المخدرات ويتم اشهارها عام 2005 كجمعية نفع عام.
نزل إلى الارض ولم يكتف بالشعارات بل مارسها على الطبيعة لتثبت النظرية التي عمل بها وهي استبدال القيم والمفاهيم الخاطئة لدى المدمن بالقيم والاخلاق الاسلامية انها قادرة على تحقيق نجاحات، حيث تصل نسبة اقلاع المدمنين الى %80 بينما النسبة العالمية لا تتجاوز %13.2 ونسبة انتكاسة المدمنين في العالم تصل الى %95 بينما لا تصل نسبة من ترعاه بشائر الخيرإلى %20.
ابتكر فكرة انشاء عنابر التائبين في السجن المركزي، حيث تتولى الجمعية اعادة تأهيل ومتابع كل من تجد فيه الرغبة والامل والاستعداد النفسي للتوبة، والرحلة تبدأ من هنا إلى داخل السجن المركزي وفي مركز علاج الادمان مستشفى الطب النفسي حيث يتم تأهيلهم ايمانيا ونفسيا وصحيا. وتعرض الجمعية خدماتها عليهم وبعد مرور سنة على التحاق التائبين بالبرنامج ينقل المميزون منهم الى المقر الرئيسي.
يأخذ بيد النزلاء في السجن المركزي والذين يودون الاقلاع عن تعاطي المخدرات وهو ما يسمى بالافراج الشرطي كاستجابة للرغبة الاميرية التي صدرت عام 2000 اي الافراج المبكر عن التائب والخروج من السجن قبل اتمام فترة العقوبة الصادرة بحقه نظير اقلاعه عن المخدرات، لتشجيعه قدما في التوبة. ويظل المفرج عنه خاضعا لرقابة وزارة الداخلية ومتابعة جمعية بشائر الخير وهو ما يعرف بالرعاية اللاحقة.
وقد بلغ عدد التائبين الذين تم ارسالهم من لجنة الرعاية اللاحقة الى لجنة رعاية التائبين خلال ثماني سنوات 879 تائبا من أصل 1042 تائبا.
اضاف خدمة جديدة لرعاية التائبين الذين يعانون حرمانهم من فرص العمل لسنوات بعد خروجهم من السجن ريثما يحصلون على شهادة حسن سير وسلوك عدا عن الغرامة المالية التي تفرض عليه، مما يساهم بتراكم الديون عليهم وهو ما دفع جمعية بشائر الخير لإبرام اتفاقية تعاون مع بيت الزكاة عام 2006 لتأسيس صندوق لرعاية التائبين برأسمال مائة ألف دينار كويتي لحل المشكلات المالية والديون عليهم وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم ولأسرهم.
أجمل هدية تقدم له عندما يسمع كلمة شكر ودعاء من أم اكتوت لوعة بولدها أو بأب غزته الأمراض أو بزوجة مفجوعة بسبب الإدمان.. لقد أعاد البسمة إلى بيوتنا، وهي بمنزلة بشارة حلوةكانت فأل خير على المجتمع والأسرة وفي الوقت نفسه شكلت حافزا إضافيا للشيخ البلالي ورفاقه على مواصلة الطريق وإرجاع البسمة لأسر لم تعرف سوى الرعب والألم، وهذه البشارة جعلته يغير اسم اللجنة من لجنة التوعية الاجتماعية إلى لجنة بشائر الخير تحقيقا لواقع يتم كل يوم.
خاطب المدمن باللغة التي يفهمها وشجعه على اتخاذ أهم قرار في حياته وهو الاقلاع عن المخدرات، وقال له عبر الندوات والمحاضرات واللقاءات المفتوحة، وجها لوجه، سينتهي بك المطاف إلى الموت أو السجن أو المستشفى إن لم تبادر الآن وتتوكل على الله وتقرر أن تعيش حياة سعيدة وطبيعية في مجتمعك ومع أسرتك وتنقذ نفسك من اليأس.
نجاحه في مجال علاج المدمنين من المخدرات جعل بعض الدول تستنسخ التجربة البلالية وفق النظرية الإيمانية التي يعالج بها التائبين، كما فعلت السعودية والبحرين وسوريا، أضافت إلى رصيده ثروة جديدة عبارة عن 7 البومات مصورة و37 كتابا دعويا وايمانيا وعلميا و5 كتب عن مكافحة المخدرات ومشاركته وحضوره عشرات المؤتمرات الاقليمية والدولية ذات العلاقة المباشرة بمكافحة المخدرات.
بدأ خطيبا بالمساجد ايام الجمع، وهي عادة انتقلت اليه من والده الذي كان يصحبه معه الى المسجد ليجلس على المنبر ويقلد الخطيب ثم اكمل رحلته كمهندس لكنه لم يتخل عن كونه من الدعاة، خاصة عندما ذهب ليدرس في انكلترا، مشترطا على من يساعده ايجاد مسكن لا يكون فيه عند الاسرة التي سيعيش معها، كلب او بنات، التزاما بوصية اخلاقية سار عليها منذ صغره، الى ان دخل مرحلة الكتاب والتخصص بالعمل التطوعي في مكافحة الادمان والمخدرات.
الشيخ البلالي في طور الانتقال الى العالمية واشهار الهيئة العالمية للبشائر وطموحه ان تتوج هذه التجربة بمحطة فضائية ومقر كبير تتوفر فيه كل وسائل الترفيه واعادة التأهيل للتائبين، وصولا لنيل الاعتراف بنظريته العلاجية التي اتبعها والقائمة على الخطاب الديني، لا سيما في مشكلة تعاطي المخدرات، يبقى علاجها ناقصا ان لم يصحبه محفزات ايمانية لتقوية ارادة المدمن الذي يعاني في الاساس من ضعف وتردد في اتخاذ القرار.
مهندس كهرباء، خطيب مسجد، دارس للفقه، متخصص بمكافحة المخدرات، داعية وشيخ، كاتب وصحافي، تلك صفات ومؤهلات حملها عبدالحميد البلالي الذي تزوج ابنة خاله وكان عمره 21 سنة، ليصبح اليوم من الاوائل الذين اسهموا بشكل فعال في اعادة التائبين الى مجتمعهم كأصحاء معافين يمارسون حياتهم الطبيعية، ويدخل عالم المدمنين من بوابة السجن المركزي الى بوابة الحياة.
القبس 28/3/2010