مقابلة سليمان محمد العدساني
العدساني لـ الجريدة: اعتز كثيراً بالثقة التي أولاني إياها أمير القلوب
أكد أنه تأثر بالشاهين والسعدون والدخيل والصانع والحمد والفارس
حازم ماهر
أعرب سليمان العدساني في الحوار الذي أجرته معه «الجريدة» عن اعتزازه الشديد بالثقة الكبيرة التي أولاه إياها أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، باختياره عضوا لمجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة لثلاث دوِِرات.
يعد رئيس نادي كاظمة عضو الهيئة العامة للشباب والرياضة رئيس اللجنة الانتقالية باتحاد كرة القدم السابق سليمان العدساني واحدا من الذين بدأوا السلم من اوله في مجال الرياضة، حيث بدأ العدساني ممارسة الرياضة، وهو مازال في سن صغيرة، حينما مارس كرة القدم قبل ان يلتحق بمرحلة التعليم الابتدائي، وعند التحاقه بالمرحلة الابتدائية بدأت لعبة الكرة الطائرة تلفت انتباهه حتى مارسها الى ان صار قائداً لفريق الكرة الطائرة بنادي كاظمة،
ثم تدرج العدساني بعد اعتزاله اللعبة في سن مبكرة نتيجة للاصابة، في المناصب الادارية المختلفة كعضو مجلس ادارة لنادي كاظمة، ثم اميناً للسر ونائب رئيس مجلس ادارة، حتى جلس على مقعد الرئاسة،
ثم تعيينه عضوا للهيئة العامة للشباب والرياضة لثلاثة دورات، ثم وقع عليه اختيار الاتحاد الدولي لكر ة القدم رئيساً للجنة الانتقالية لاتحاد الكرة، ونجح العدساني في كل المناصب التي تبوأها في كسب احترام الجميع حتى الذين اختلفوا معه في الرأي لسبب بسيط وهو وضعه نصب عينه المصلحة العامة للرياضة الكويتية.
«الجريدة» التقت في هذا الحوار العدساني الذي اطلق العدساني عليه «حوار الذكريات» ووجهت اليه الكثير من الاسئلة فبماذا اجاب وماذا قال.
لاعب عصبي المزاج
● متى كانت ممارستك الحقيقية للرياضة؟
- بدأت ممارسة الرياضة من خلال فريق كرة القدم في المنطقة التي كنت اقطن فيها، اثناء مرحلة الطفولة وهو حي الوسط، وهو الجزيرة الواقعة بين منطقة شرق ومنطقة جبلة، وهي المنطقة التي تعلو قصر السيف ومجلس الوزراء، وذلك قبل التحاقي بمرحلة التعليم الابتدائي، وعندما التحقت بمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية كانت الامكانيات في ذلك الوقت متوافرة من ادوات وكرات وملابس ووجود مدرسين على كفاءة عالية، وبدأ عشقي للكرة الطائرة من خلال مشاهدة تدريبات فريق المدرسة، ومن الرياضيين البارزين الذين كان بهم بصمة في الرياضة الكويتية وزاملتهم في المدرسة، المرحوم فاروق ابراهيم.
● وماذا بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية؟
- وعندما انهيت المرحلة الابتدائية انتقلت الى مدرسة المباركية المتوسطة واستمررت في متابعة لعبتي المفضلة الكرة الطائرة، ومن الاشياء التي لن انساها هي المباريات التي تقام في ليالي رمضان في المدرسة المباركية، حيث كنت أهرول مسرعا الى المدرسة بعد الانتهاء من تناول الافطار لمشاهدة المباريات، وقد كانت مدرسة المباركية زاخرة بالنجوم الذين أصبحوا فيما بعد نجوماً للاندية الكويتية، بعد اشهارها في الستينيات امثال يوسف السليم والمرحوم خالد المسعود والشيخ علي عبدالله السالم، الذي كان لاعبا مميزا في كرة السلة وعبدالله الدولة والمرحوم فيصل حسين.
وعند انتقال اسرتي عام 1926 من منطقة حي الوسط الى منطقة كيفان التحقت بمدرسة الخليل بن احمد المتوسطة وانضممت الى صفوف فريق الكرة الطائرة في المدرسة. ومن ابرز اللاعبين الذين زاملوني: خالد البحر، عبدالله العتيبي، يوسف الصانع، المرحوم عبدالرحمن الصانع، احمد العبود.
● اذن متى وكيف جاء انتقالك الى نادي كاظمة؟
- التحقت بنادي كاظمة عام 1965ولعبت في مرحلة الناشئين وتدرجت في المراحل السنية حتى وصلت الى الفريق الاول عام 1968، وتركت اللعبة 1975 وعمري 25 سنة، وسبب ابتعادي تعرضي لاصابة في الركبة وخيرني الطبيب بين اجراء عملية الغضروف او الابتعاد عن ممارسة اللعبة ففضلت الابتعاد.
● هل حقاً كنت لاعبا عصبي المزاج؟
يضحك... ثم يجيب قائلاً: نعم كنت عصبيا لا أرضى بالخطأ، واصعد الى الحكام وأجادلهم حتى ان احد الحكام طردني في مباراة مصيرية، ودفع هذا مدرب الفريق في ذلك الوقت تبولكا الى سحب شارة الكابتن مني، وقال لي: ان عصبيتك تؤثر في اداء الفريق، إلا أنه اعادها لي مرة اخرى.
فريق 23 يوليو وعبدالناصر
● ذكرت سلفاً ان بدايتك كانت مع كرة القدم... فما هي ذكرياتك مع الساحرة المستديرة؟
- انا من عشاق كرة القدم، ولعبتها في حي الوسط حيث كنا نمارس اللعبة بكرة تسمى «ام سر»، وكذلك كرة القدم «الربل» والتي كنا نشتريها من محل الغربللي، وعند انتقالي الى منطقة كيفان، كوَّنا فريقا لكرة القدم اطلقنا عليه في البداية فريق «الغروب»، ثم تم تغيير الاسم الى فريق 23 يوليو، تيمنا بتاريخ انطلاق الثورة في مصر، حيث كان الزعيم جمال عبدالناصر يحتل حيزا كبيرا في قلوب شباب الكويت،
● وهل كان للفريق مقر ثابت؟
- لم يكن فريقنا مجرد اسم وانما كان له مقر ثابت ورئيس وكابتن للفريق. وتكون من درجتين «أ ، ب» وضم عددا كبيرا من النجوم الذين يلعبون كذلك في اندية الكويت منهم عبداللطيف الخميس، وفهد العثمان، ورياض فالح وهؤلاء لعبوا للقادسية ومحمد الفصام لعب في نادي التضامن، وخالد الموسى في السيف الذي كان لاعبا في نادي كاظمة وانتقل الى خيطان، وكان معنا الشيخ د. جاسم مهلهل الياسين الذي كان لاعبا مميزا في مركز «الباك» اليمين، والمرحوم يوسف مدوة العمود الاساسي للفريق والمرحوم محمد العساكر واحمد العليان وناصر الضاحي وعبداللطيف مدوة وعبدالله القطان وخالد البحر ومحمد البناي وابراهيم وعبدالله العساكر وحمد الفصام ومحمد سعيد الماجد، وكنا نشتري ملابس الفريق من القاهرة ونرتدي اللون الأخضر واللون البديل اللون الابيض وكان مقر الفريق في ملحق محمد الفصام والملعب في ساحة ملاصقة لشارع القدس قريب من محطة بنزين كيفان قرب المخبر الآلي، ومن عشقي لكرة القدم كنت أتغيب عن تدريب الطائرة في النادي من اجل ممارسة الساحرة المستديرة بالفريج مع اصدقائي.
● اعلم ان لك العديد من الاقارب في الساحة الرياضية... حدثنا عنهم؟
-نعم هناك لاعبون واداريون بارزون من اقاربي وهم المرحوم عبدالوهاب النجدي ابن عمتي، الذي كان امين السر النادي العربي واخوه عثمان النجدي الذي كان احد اعمدة فريق الندوة بمنطقة شرق، وسليمان النجدي الذي كان اداريا لفريق كرة القدم الذهبي للنادي العربي وقت ان كان عبدالرحمن الدولة احد اعمدة النادي العربي، ومنتخب الكويت، وخالد النجدي الذي كان لاعبا بارزا في النادي العربي ومنتخب المدارس، كما كان ابن خالي بدر حسن العميم لاعبا بارزا في نادي الكويت، ومنتخب المدارس والمرحوم فوزي العميم الذي كان لاعبا «حريفاً» في نادي القادسية.
● هل أثرت الرياضة على تحصيلك العلمي؟
- لم تؤثر الرياضة ومزاولتها على تحصيلي العلمي على الاطلاق حيث حصلت على نسبة %80 في الثانوية العامة، واهلني هذا المجموع للالتحاق، بدار المعلمين وبعد التخرج عملت مدرسا للغة العربية في المدرسة التي درست فيها سابقا (الخليل بن احمد)، واعتز كثيرا بالفترة التي عملت فيها في مدرسة الخليل حيث ادين للفضل بعد الله سبحانه وتعالى للاخ الكبير عبدالرحمن بوزبر الذي كانت له بصمة في صقل شخصيتي المهنية،
واعتز كذلك بمن عملت معهم من الاساتذة: يوسف الدخيل وعبداللطيف مدوه وعثمان السميط وصالح البريه ورجب معيوف وعلي المنصور وغيرهم كثيرون، وبعد اربع سنوات ترقيت للعمل وكيلا لمدرسة الحسن البصري، ثم حصلت على اجازة دراسية لمتابعة تحصيلي العلمي ونلت شهادة البكالوريوس من كلية الاداب- لغة عربية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وتشرفت بمصافحة سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه 1981م.
وقد اصبحت ناظرا في عام 1984م واستمررت في العمل حتى التقاعد عام 2006م، وقد عملت كذلك مراقبا للتأثيث والتجهيز في وزارة المالية عام 1983م وكذلك مديرا للشؤون الادارية في منطقة العاصمة التعليمية عام 1992م، ولكن عشقي لمهنة التدريس جعلني اعود مرة ثانية الى المجال التربوي، والآن اشعر بالندم لعدم تكملة دراستي وحصولي على شهادتي الماجستير والدكتوراه.
● وماذا عن تاريخك في الإدارة الرياضية؟
- دخلت عضوية مجلس ادارة نادي كاظمة عام 1980 وتدرجت في المناصب من عضو مجلس ادارة الى امين سر، الى نائب رئيس مجلس الادارة الى رئيس مجلس الادارة حتى عام 2006، ولم ابتعد مطلقا عن النادي سوى الدورة من 97 الى 2000 وكانت بمحض ارادتي؛ لكي أتفرغ لعضوية مجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة، وهي الفترة التي تسلم رئاسة النادي خلالها خالد الصانع ثم عدت الى رئاسة النادي بعدما تركت الهيئة عام 2000، وابتعدت عن العمل الاداري عام 2006 وتسلم الرئاسة اسعد البنوان.
● تردد ان ثمة اختلافات حدثت في عهد رئاستك لنادي كاظمة... فما صحة ذلك؟
- شيء طبيعي ان تكون هناك اختلافات في وجهات النظر، لكن الجميع يعمل دائما من اجل المصلحة العامة للنادي. ولكن من المؤكد ان النادي لا توجد صراعات انتخابية فيه ولا هناك مجال لتصفية الحسابات الانتخابية، والمناصب التنفيذية في مجلس الادارة بالنسبة لنا عملية تنظيمية فقط ويختفي الرئيس والمرؤوس ونذوب جميعا في عشق نادينا.
الاعتزاز بثقة أمير القلوب
● وماذا عن تعيينك عضواً لمجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة؟
- اعتز كثيرا بالثقة الكبيرة التي أولاني اياها امير القلوب الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه عندما تم تعييني لثلاث دورات عضوا بمجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة من عام 1992 حتى عام 2001م، وسعدت بالعمل مع استاذي خالد الحمد عندما كان رئيسا للهيئة، وكذلك مع الاخوان سليمان العون وسعد الدوسري وصالح النفيسي واعضاء مجلس الادارة من دون استثناء الذين زاملتهم في تلك الفترة، وكذلك مع المستشار صفوت الفقي المستشار القانوني للهيئة.
● هل تأثرت ببعض الشخصيات في الساحة الرياضية؟
-أكيد لابد أن تكون هناك شخصيات رياضية قد كانت مثلا أعلى اعتز به وأحاول أن أصل الى مكانتهم الكبيرة والدور الذي لعبوه في الساحة الرياضية مثل يوسف عبدالله الشاهين الغانم وأحمد السعدون وعبدالله الدخيل وخالد الصانع وخالد الحمد وعبدالمحسن الفارس.
ذكريات رمضانية
● كلمنا عن ذكرياتك الرمضانية؟
- عن ذكرياتي الرمضانية فحدث ولا حرج، فعندما كنت صغيرا، كنت أذهب مع أصدقائي إلى قصر السيف، وذلك قبل أذان المغرب وندخل القصر كي نشاهد مدفع الافطار، وهو ينطلق وكان موجودا في غرفة وضع في سقفها العلوي زجاج وكان المدفع موجها صوب ناحية البحر وعندما ينطلق المدفع نقوم بصيحات قوية تعبيرا عن الفرح. أما الاسرة فتعمل المحلبية وبعد أن توضع في «الصحون» أقوم بتذوق ما يلصق بالقدر من بقايا المحلبية وهي حارة الا انها لذيذة جدا.
وكانت الحركة تدب في الفريج قبل الأذان بنصف ساعة حيث تجد كل بيت يقدم للبيوت الاخرى بعض المأكولات من هريس وجريش وتشريب. ورغم ذكرياتي السعيدة في هذا الشهر الفضيل فإن هناك ذكرى حزينة للغاية وهي استشهاد اعز اصدقائي الشهيد علي صالح الفهد في حرب اكتوبر 1973، فقد كان لاعبا مميزا وأحد اعمدة مدرسة الخليل بن احمد في كرة القدم حيث كانت المدرسة من المدارس البارزة في الالعاب المختلفة لا سيما كرة القدم.
● ولكنك لم تحدثنا عن ذكريات الدورات الرمضانية ... فماذا عنها؟
كان للدورات الرمضانية طعم ومذاق يختلف كثيراً عن الدورات الحالية التي اتجهت الى الاحتراف اكثر منها الى الوناسة، وانا ارفض تماماً ان تقام الدورات الرمضانية بهذا الشكل الاحترافي، كما ان الدورات الرمضانية في لعبتي الكرة الطائرة والسلة، كانت تجذب الابصار ربما اكثر من دورات كرة القدم في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كما ان الدورات الرمضانية للعبتي السلة والطائرة، والتي تقام في جامعة الكويت كانت تحظى بحضور جماهيري ضخم، وكنت حريصا على الاشتراك في بطولة الكرة الطائرة ممثلاً في بعض الاحيان لنادي كاظمة، وفي احيان اخرى ممثلاً لدار المعلمين.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
|