راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2009, 01:27 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي محمد بن فلاح الفلاح (1854 – 1934م)

محمد بن فلاح الفلاح


( 1262- 1354هـ) (1854 – 1934م)

المولد والنشأة :
هو محمد بن فلاح مفلح آل هبدان، المولود عام 1271هـ الموافق لعام 1854م على وجه التقريب بمنطقة القبلة في دولة الكويت.

ينتمي إلى أسرة قد مارست العمل في البر والبحر وتكونت لديها خبرة وأصبحت لها تجارب فيهما، وأيضا اشتهرت بالجود والكرم ومكارم الأخلاق، هي أسرة الفلاح التي تعود أصولها إلى قبيلة شمر والتي كانت مستقرة في مدينة حائل ثم انتقلت إلى الزلفي في نجد، ومنها قدمت إلى الكويت.

وقد سميت العائلة بهذا الاسم نسبة إلى جدها الأكبر "فلاح" الذي قدم من نجد إلى الكويت واستقر بها في نهاية القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلادي، حيث اشترى بيتاً فيها.
وقد جاءت في هذه العائلة التي تربى فيها المحسن محمد فلاح الفلاح عدة شهادات مسجلة عن تاريخها القديم سواء من أبنائها الذين عاشروا الأجداد أو ممن حولهم من الجيران والناس عموما، نوجز منها ما يلي:

- كان لدى العائلة حملة حج تجارية على الإبل "البعارين" ويخصص أفرادها فى كل عام أسهماً هي عبارة عن إبل مجانية يحملون بها الفقراء معهم إلى الحج من دون عوض أو أجر متحملين بذلك نفقاتهم من الذهاب إلى القدوم.

- كانت كل أمور إدارة العائلة بيد محمد الفلاح لكونه أكبر العائلة، وكان الآخرون من أفراد العائلة يضعون بيده ما يحصلون عليه من مدخول سواء من التجارة أو الغوص أو حملة الحج أو بيع الماء الى أن توفي فانتقلت القيادة إلى أخيه أحمد ومن بعده إلى أخيه حمد.

- كانوا ينفقون مما تفضل الله به عليهم من نعمة فلا يتأخرون بها لأهل الحاجة سواء من القريبين أو البعيدين من الناس.
- كان لهم ديوان على مستوى الكويت آنذاك مفتوحاً على مدار الساعة ليلاً و نهاراً وتقدم به الوجبات الثلاث بل إن من الناس من اتخذه مبيتا له سواء بالليل أو الظهيرة ولذلك سمى هذا الديوان باسم ( سَدَّاحَة ) ولا يشاركهم بمثل هذا الأمر إلا عائلة الرومي([1]) بمنطقة الشرق على ساحل البحر، حسب نقل الرواة المشار إليهم أعلاه، ونقل العم جاسم صالح المسباح ­ رحمه الله ­ في لقاء مع عبدالله فلاح حمد الفلاح بديوان المسباح بمنطقة الشعب.

- كانت خدماتهم تقدم لأهل الفريج والحي دون مقابل على مدار الساعة خاصة الماء الذي كان يأخذ من "البركة"([2]) التي بالديوان وكذلك الحطب والعرفج وغيره من الأشياء والأدوات مثل الدَّلو([3])، و"الملمص"([4]) ولم يكونوا يردون سائلاً في طلبه أياً كان.
- كان الماء الذي يأتون به من شط العرب بسفينتهم، فيه نصيب مفروض للفقراء والمهاجرين وابن السبيل، وبعد ما ينتهي أصحاب السبيل والحاجة من الفقراء يعرض الباقي للبيع على الناس.
- كانت لهم رحلات إلى البر "منطقة الصبية" بقيادة حمد الفلاح بعد رجوعه من الغوص وهناك يأتي بالغنم لهم من الجهراء راعى الغنم "ضبيب" وينصبون الخيام العسكرية ذات الطابقين وبيت الشعر وكان حمد الفلاح يستضيف أهل الفريج من الرجال والنساء فى مخيمه بالصبية ويقوم على ضيافتهم طوال فترة بقاء المخيم التي غالباً ما تمتد إلى شهرين.
- وذكر خالد صالح مفلح الفلاح أن العائلة "عائلة الفلاح" كانت محل ثقة بالنسبة للآخرين وكانوا يحلون المشاكل التي تحصل بين الناس بالحي "الفريج"، بما امتازوا به من حسن العلاقة مع الجميع وكانوا يعملون على عدم تصعيد المشاكل التي تحصل أحياناً بين الناس والذهاب بها الى الشرطة فى ذلك الوقت، وكان الجميع يرضى بحكم العم محمد الفلاح لما امتاز به من مكانة طيبة بين الناس.
وقد درس محمد الفلاح كأغلب أقرانه لدى الملا بالكتاتيب "المؤسسة التعليمية الوحيدة في ذلك الوقت"، إذ لم يكن هناك تعليم نظامي بالمعنى المتعارف عليه الآن، ورغم ذلك فقد أتم ­ رحمه الله ­ حفظ القرآن الكريم ودراسة الحديث الشريف والشعر على يد المربى الفاضل

______________________________

(1) كانت عائلة الرومي آنذاك من العائلات الكبيرة والموسرة وقد ظهر منها عدد من المحسنين أوردنا ذكرهم في الجزء الأول من هذه السلسلة (شملان بن علي)، والجزء الثاني (حسين بن علي) والجزء الرابع (بشر بن يوسف).

(2) البركة (بكسر الباء وتسكين الراء - وتنطق الكاف جيماً مكشكة): هي خزان ماء أسمنتي محفور في وسط حوش (فناء) المنزل، يتراوح عمقه في العادة من 3-4 أمتار، وعادة ما يكون مستدير الشكل، ويتفاوت اتساعه من منزل إلى آخر، وتستعمل أيضاً في المساجد لتخزين المياه.
(3) الدلو: السطل، وهو وعاء يستخدم لاستخراج الماء من البئر أو لنقل الماء.
(4) الملص: هو عدد من الكلاليب المتحركة تعلق في حلقة يربط بها حبل لإخراج الدلاء الواقعة في الآبار ونحوها، وتسمى "سلامة وبناتها" أو "عوقدة" وتلفظ القاف جيماً مصرية.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-03-2009, 01:34 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

الشيخ عبداللطيف العمر ووالده من قبله وأيضاً ملازمته ومصاحبته للعالم الجليل الشيخ الفاضل عبدالله خلف الدحيان الذي كان من أعز أصدقائه.

يذكر عبدالرحمن حمد الفلاح عن المُترجم له المحسن محمد الفلاح أنه كان محباً للشعر حافظاً الكثير منه، بجانب حبه الأساسي للقرآن الكريم الذي حفظه عن ظهر قلب ­ كما أسلفنا ­ فكان ذلك سبباً في اختياره إماماً لمسجد الصقر المجاور لبيت التويجري والمزيد والنمش ولقد استمر بإمامة الناس فى مسجد الصقر متطوعاً لمدة اثنتي عشرة عاماً، وذلك بشهادة ابن أخيه السيد عبدالرحمن حمد الفلاح.

زواجه:
لما شب المحسن محمد الفلاح، وبلغ مبلغ الرجال، في تحمل المسؤولية، والنهوض بأعباء البيت والأسرة، قدم على الزواج ورزقه الله ذرية مباركة: ثلاثة من البنين هم زيد، وجاسم وعبدالعزيز،
وثلاثاً من البنات أيضاً، كن خير أمهات لبيوتات كويتية كريمة.

صفاته وأخلاقه:
كان المحسن محمد الفلاح رحمه الله يتمتع بالكثير من الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة، فكانت هذه الصفات وتلك الأخلاق الفاضلة وجهاً من وجوه إحسان هذا الرجل، لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ".([1])
وقد رسخت هذه الصفات الحميدة، وقد نمًّاها وثبتها في نفسه نشأته في وسط طيب مبارك، وصدق الشاعر إذ قال:
وينشأ ناشئ الفتـيان مـنا على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجىً ولكن يعوده التدين أقربــوه

وقد شاء الله تعالى أن يحرم المحسن محمد الفلاح – رحمه الله - نور عينيه، لكن الله تعالى عوضه عنهما خيراً فرزقه نور البصيرة، فحفظ كتاب الله تعالى في سن مبكرة، وهذا شرف ما بعده شرف، ومكانة يسعى إليها كل مؤمن صادق الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم:"خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" (رواه البخاري).
وبنور بصيرته أيضاً أصبح يرى ما لا يراه المبصرون، قال تعالى: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور(46)" سورة الحج.

وهناك العديد من المواقف والحكايات التي تروى عنه في هذا المجال سنوردها فيما بعد.
ومن صفات المحسن محمد الفلاح - رحمه الله - أنه كان قوي العزيمة عالي الهمة، فكان هو المسؤول عن البوم (السفينة) الذي تملكه عائلته، وعن مصاريف البيت، وكان يجيد الحساب كما ذكرنا، مما ساعده على أن يؤدي هذه المهمة على أكمل وجه رغم فقدانه نعمة البصر، إذ كان - رحمه الله - يمتاز بالفطنة والفراسة والذكاء وسرعة البديهة, كما أنه كان هادئاً بسيطاً متواضعاً في الوقت نفسه.

كما اتصف محمد الفلاح ­ رحمه الله ­ بالسخاء والجود والتواضع الجم وخدمة الناس ومساعدتهم. وقد اشتهر في زمانه بأنه كان سمحاً كريماً لا يرد سائلا سأله حاجة أبداً، وسنبسط الحديث عن جوده وسخائه بالتفصيل عندما نتحدث عن أوجه الإحسان في حياته.

فطنة وذكاء:
ومما يذكر للمحسن محمد الفلاح ­ رحمه الله ­ في هذا المجال، أنه كان ذا فطنة وذكاء ومعرفة جيدة بالمسالك والدروب، وحساب الساعات والأيام والشهور.
ومن عجيب ما يروى عنه في هذا السياق، أنه في إحدى رحلاته في قافلة الحج، وبعد أن دخلوا الأراضي السعودية، وبينما هم سائرون في الليل، يحدو حاديهم بأهازيج الحج العطرة، ويرددون النداء العذب الندي، الذي يشق ظلام الليل، فيؤنس القلوب من وحشتها، ويخلص الأفئدة من رهبتها، إذا به يأمرهم بالتوقف فجأة - وهو رجل كفيف - ويفاجئهم بقوله لهم: "لقد أخطأنا الطريق" ويكررها مرتين!، فلقد اعتقدوا بخطأ رأيه في بادئ الأمر، ولكونه أميرا للقافلة أمرهم بالتوقف عن السير قائلاً: "من أصبح أفلح" .

ولما أصبحوا عرفوا أنهم فعلاً أخطئوا الطريق، بل كانوا متوجهين إلى منحدر صعبٍ، فعجبوا وسألوه: كيف عرفت أننا قد ضللنا الطريق، بينما لم نكتشف ذلك نحن المبصرين؟ فأجابهم: "لقد اكتشفت أننا قد ضللنا الطريق لسببين: الأول هو تغير رائحة العشب بالمكان، والثاني هو تغير مهب الهواء من جهة الأذن، فعرفت أننا قد ضللنا الطريق"، فعجبوا لفطنته وذكائه، وقد صدق الله تعالى القائل في كتابه الكريم: "أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُون (63)" سورة النمل.

ومما يدل على فطنته أيضاً، ما يروى عنه أنه كان إذا صافحه أحد عرفه، قبل أن يتكلم، فكانوا يعجبون من ذلك أشد العجب، وهذا من فضل الله تعالى الذي وهبه هذه القدرات فكانت قدرة البصيرة عوضاً له عن فقده لبصره: »ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)« سورة الجمعة.
وقد روى العم ناصر حمد الفلاح ابن أخيه عنه: أنه كان يقوده ذات مرة إلى المسجد أو الديوان وكان حينها العم ناصر حمد الفلاح فتىً يافعاً، فأقبل عليهما المرحوم خالد سعود الخالد، فأشار من بعيد إلى الصغير ناصر حمد الفلاح بألا تتكلم معي ولا تذكر اسمي، فوضع يده في يد المرحوم محمد الفلاح ليصافحه دون أن يلقي السلام عليه، وذلك ليختبره أيعرفه أم لا، فلم تكن سوى برهة تحسس خلالها يده، حيث عرف مقصده من هذه الحركة، فقال بكل ثقة: "بوسعود كيف حالك ؟" فذهل المرحوم، وأقسم بأن يده لم تلامس يده منذ ثلاث سنوات، ولكنه ميزه بها، فكم هي الفطنة والذكاء، وحدة الإحساس عنده وهذه صفة عامة عند من فقد نعمة البصر.

خبرته بعلم الفلك:
كان المحسن محمد الفلاح - رحمه الله - رغم ذهاب بصره خبيراً بأمور الفلك - كما أسلفنا - يعرف بحساباته الفلكية مواقيت ظهور النجوم فنجده يقول مثلاً: "غداً سيظهر أو يولد النجم الفلاني"، وغالباً ما تكون حساباته صحيحة بفضل الله تعالى، ومن لطيف ما يروى عنه أنه كان ينشد بيتاً من الشعر للشاعر الخلاوي عن كل نجم أو كوكب مستفيداً من حسابه الفلكي.([2])
وكان أغلب الصيادين يذهبون إليه ويسألونه عن مواقيت ظهور نجم معين، حتى يرتبوا مواعيد خروجهم إلى البحر للصيد، لأن حركة الأسماك كما نعلم تتأثر بحركة تيارات الماء التي تتأثر ­ بدورها ­ بقوة حركة القمر والنجوم ومطالعها.
كما كان العاملون في سفن الغوص أيضاً يسألونه عما يستعصي عليهم من أمور متعلقة بهذا الشأن.

___________

(1) رواه مسلم.
(6) هو الشاعر راشد الخلاوي الذي عاش في الفترة ما بين النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري والنصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري، وقد امتاز شعره بالحكمة والرصانة، وكان ملماً بعلم النجوم ومواقع البروج والفصول الأربعة وهبوب الرياح ومواسم الأمطار ومضارب هطولها، وقد آخذ هذا العلم بالبديهة والترحال راجلاً أو راكباً، فعبر عن كل هذه الخبرات بقصائد عديدة منها "الَّدالية" التي خلَّدت هذه الاهتمامات واستفاد منها الحجاج في سفرهم على ظهور الإبل، واستهدى بها الغواصون على اللؤلؤ وصيادو الأسماك في لجج البحر، رغم أنه لم يركب البحر البعيد عن البيئة المحيطة به في نجد، ومطلعها:
متى الثُّريا مَعْ سَنا الصبح وايقت على كلِّ خضرا وَدَّعتْ بالسَّنَايِدْ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-03-2009, 01:44 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

درايته بعلم الحساب:
كان المحسن محمد الفلاح رحمه الله - على دراية واسعة بمسائل الحساب، بل كان يحسب ­ كما يقول عنه الكثيرون ممن عرفوه ­ مثل الحاسوب في عصرنا الحديث، فكان يشرف على توزيع المصروفات، والواردات والأرباح، وتوزيع الأجور على العاملين معه في سفن الغوص التي تسمى" القلاطة" وهي السهم، كل ذلك دون مساعدة من أحد أو حتى باستخدام الحسابات الدفترية، بل كان يعطيهم الجواب فوراً عند انتهاء السؤال ودون تكلف منه.

حبه الشعر والشعراء:
اشتهر المحسن محمد الفلاح ­ رحمه الله ­ أيضا أنه كان محباً للشعر، والشعراء وكما نعلم أن الشعر هو ديوان العرب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً" رواه البخاري في صحيحه.
وقد كان ­ رحمه الله ­ يعقد حلقة للشعر بديوانه العامر ليلة كل جمعة من كل أسبوع حيث يجمع الشعراء ويطلب منهم إلقاء قصائدهم ويستمع إليهم، ويقدم لهم الشاي بالحليب والقهوة.([1]) وكان يبالغ في إكرامهم والاحتفاء بهم تقديراً لهم وإدراكاً لمكانتهم الكبيرة.

أوجه الإحسان في حياته:
كان المحسن محمد الفلاح من أهل الخير والبر، الذين وفقهم الله تعالى إلى أن يبذروا من بذور الخير ما فيه نفع كبير لعباد الله المسلمين، لذا فقد تعددت أوجه الإحسان في حياة هذا الرجل على وجه قلما وجد له نظير .. إذ لم يقتصر إحسانه على بذل المال والإنفاق في سبيل الله تعالى فقط،
بل حرص على أن يشارك بنفسه في العمل وتوزيع هذه الخيرات على مستحقيها، وليس مهماً عنده بعد ذلك أن يجني هو الثمار أو يجنيها غيره، إنما الأهم عنده هو أن يعمل بقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( 77)" سورة الحج.
ومن أبرز صور الإحسان للآخرين في حياته انه أمر باقتطاع جزء من بيت العائلة الكبير ثم بنائه وإهدائه إليهم لضيق ذات اليد عندهم حسبما أفاد زيد حمد الفلاح في المقابلة الشخصية مع موثق هذه المادة ( أحمد عبدالعزيز محمد الفلاح ) .


كلمة للحق والتاريخ في حق إخوانه من أفراد العائلة "حمد وأحمد ويوسف وصالح وعبدالله"

لعله من الأمانة وتحري الكمال المنافي للنقصان عندما نتكلم عن السيرة العطرة للمرحوم محمد الفلاح أن لا ننسى بالذكر الجميل إخوانه الكرام.
فعندما نتكلم عن جوانب الإحسان والخير في شخصية المرحوم محمد الفلاح ونذكر المحاسن والمناقب فإنه من الطبيعي أن نكون قد شملنا بالحديث اخوته احمد وحمد, وذلك لاعتبار مهم يعرفه الكبير والصغير من عائلة الفلاح الكريمة، وهو كون الحلال مشتركاً, فما يصرفه محمد من مال أو يقدمه من مساعدات هو من نفس المصدر الذي تم جمعه عن طريق التجارة والغوص وحملة الحج وبيع الماء الذي كان يقوم به كل من أحمد وحمد وأبناء أخيه مفلح ويوسف صالح وعبدالله .

ثم لما كُفَّ بصر أحمد استمر حمد وبقية أبناء إخوانه في الغوص وتسيير حملة الحج واستجلاب الماء من شط العرب، وبلا مبالغة فقد كانوا يضعون مدخولهم من الغوص والتجارة وبيع الماء وقافلة الحج مباشرة في تصرف أخيهم الأكبر محمد بكل رضا وقناعة منهم لأن في ذلك حسن التدبير وجمع الشمل وطيب الخاطر، ورغم أن كلاً منهم كان يعتبر هو "الكدًّاد"([2]).
وفعلاً كان محمد عند حسن ظنهم بل كان بحسن تصرفه وسلوكه مع الآخرين أحد الذين ساهموا بإبراز اسم أسرة الفلاح في مجتمع الكويت وتاريخه.
لذلك كله كان لزاماً علينا ­ للأمانة والتاريخ ­ ألا نختم الحديث عن سيرته العطرة دون الإشارة إلى الدور الكبير الذي قام به الآخرون من أفراد العائلة الذين سبق ذكرهم.
وهذه حقيقة نثبتها في حقهم ... فلولاهم ما كان إحسان محمد، وهم شركاء في الأجر معه إن شاء الله كما هو الظاهر، والله أعلم.

كرمه وسخاؤه :
وهما صفتان عظيمتان، وقد وصف الله تعالى بهما ثلة من الأنبياء والمرسلين منهم سيدنا إبراهيم عليه السلام. قال تعالى: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِين(24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)" سورة الذاريات.
وكذلك كان المعلم القدوة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم أسخى الناس وأجودهم، فكان لا يرد سائلاً قط، وكان صلى الله عليه وسلم يسعى في مساعدة من يسأله حتى يقضي له حاجته. وقد حاول المحسن محمد الفلاح التشبه قدر استطاعته بهذه القدوة الحسنة، والسير على هدى تلك النجوم النيرة، وقد صدق الشاعر القائل:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

وقد كان له بالفعل من مسماه نصيباً وافراً, فاقترنت سيرته العطرة بالحمد والفلاح، وقد اشتق اسمه منهما. وقد قطع ­ رحمه الله ­­ في ذلك شوطاً طويلاً وسجل صفحات طيبة من الكرم والسخاء، فكان ديوانه مفتوحاً طوال الليل والنهار حيث يبدأ النشاط فيه من آذان الفجر إلى آخر الليل، وكانوا يسمونه "سَدَّاحة " أي ديواناً يستلقي (ينسدح باللهجة الكويتية) فيه الضيوف من شيب وشباب وضيوف وخدم، كما كان هذا الديوان يبدو وكأنه "معمل" أو "ورشة عمل" لخدمة أهل الفريج، حيث كان يقوم بخدمة ضيوفه، فيشعل لهم النار، ويجهز لهم القهوة ويحضر الماء لهم بنفسه، بالرغم من كونه كفيفاً، كما كان من يريد أن يخيط شراعاً، أو يحضر شيئا يحتاج فيه إلى عمل جماعي يحضره إلى الديوان فيشارك جميع من في الديوان وعلى رأسهم محمد الفلاح بإتمام هذا العملً تشجيعاً منه للآخرين على الكسب الحلال وعلى تقوية الصلة بين أبناء الفريج الواحد.

كما كان يستقبل في هذا الديوان العامر أهل نجد الذين كانوا يفدون إلى الكويت آنذاك للتجارة أو غيرها، فيطعمون ويبيتون فيه كيفما شاءوا، إلى أن يقضوا حوائجهم في الكويت ويعودوا بسلام إلى ديارهم، داعين له بالثواب الجزيل من الله تعالى على ما قدم وأنفق في سبيل خدمتهم, حيث لم يكن في الكويت ثمة فنادق أو دور ضيافة ولو بالأجرة آنذاك.

ولهذا العمل ثواب كبير وأجر عظيم من الله تعالى: فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: »أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِنًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ« رواه الترمذي.

سقي الماء:
يعد سقي الماء من أعظم الأعمال وأجلها، وأثقلها في ميزان المسلم يوم القيامة .. وقد جاء في الحديث الصحيح أن رجلاً سقى كلباً كان يلهث يأكل الثرى من العطش، فشكر الله له فغفر له.
أما سقي الماء في الكويت في ذلك الوقت فقد كان عملاً من أجلِّ وأعظم الأعمال وأنفعها للناس، إذ كانت المياه العذبة سلعة نادرة، تُشترى بالمال إن وُجدت، فهي لا تتوافر إلا من خلال إحضارها بالسفن من شط العرب بالبصرة، أو من الآبار والسدود والخباري([3]) خاصة في أيام الشتاء بعد هطول الأمطار الغزيرة، وأشد ما يخشاه الناس هو تأخر هذه السفن "سفن الماء" إذ لا بديل لها، ولا غنى عنها.

وكان التجار يبيعون الماء الذي يحضرونه من شط العرب إلى الكويت، وكان منهم المحسن محمد الفلاح رحمه الله الذي كان يملك "بومين للماء([4]) فى كل واحد منهم تسعة خزانات (توانكي باللهجة الكويتية)([5]) فقام بعمل جليل لخدمة أهل بلده الكويت، حيث خصص اثنين من هذه الخزانات (التوانكي) لصالح العائلات الفقيرة التي لا تستطيع شراء الماء فيأخذون منهما حاجتهم من الماء مجاناً، صدقة لله تعالى، عملاً بالحديث المشهور في فضل صدقة سقي الماء وهو: "عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ سَقْيُ الْمَاءِ" أخرجه ابن ماجه في سننه.

ثم لم يقتصر إحسان المرحوم محمد الفلاح - رحمه الله - على سقي الماء وتقديمه لهم مجاناً فحسب، بل كان يسخر دابته "حماره" في نقل ماء السبيل هذا إلى بيوت هؤلاء الفقراء، حتى لا يتحملوا مشقة تدبير الدابة التي تحمله إليهم، ولعل هذه المشاعر العالية بالرحمة بهؤلاء الفقراء والمساكين تأتي تأسياً بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ" رواه البخاري.

العطف والشفقة على من حوله:
كان المحسن محمد الفلاح رحيماً بمن حوله، رؤوفاً بهم، عطوفاً عليهم، يقربهم ويدنيهم منه ليعرف حاجتهم عن كثب وفي سرية تامة، فيحنو عليهم، ويعطيهم من الخير الذي وهبه الله إياه.
والرحمة واللين في التعامل صفة من صفات الأبرار، وعلى رأسهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه الله تعالى بقوله: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ...(159)" سورة آل عمران.
ولذا فقد كان المحسن محمد الفلاح لا يقتصر حنانه وعطفه على أبنائه وأحفاده فقط بل كان يشمل كل من يلاقيه من صغير أو كبير من الناس، فيمازحهم ويضاحكهم، ويشاركهم لحظات فرحهم وسرورهم، فكان الكل ينهل من حنانه، ويسعد في كنف بره وإحسانه، سواء من أهله أو من الخدم.

__________

(7) لم يكن من اليسير على الناس في ذلك الوقت تقديم غير القهوة لضيوفهم، فإن اجتهد بعضهم في البذل قدموا لضيوفهم الشاي بالإضافة إلى القهوة، لذا كان تقديم الحليب في حينها من مظاهر الإكرام، وقد كانت بيوت أهل الحضر في ذلك الوقت فيها بعض الأغنام أو الماعز أو البقر واحدة على الأغلب، وهي بالكاد تنتج ما يكفي لأهل البيت في الصباح والمساء.

(8) الكدًّاد: أي الذي ينفق على العائلة من عمله.

(9) الخبرة: هي ما يتجمع من ماء على الأرض، خاصة الأرض الرملية.

(10) البوم: نوع من السفن الكويتية الكبيرة الحجم.

(11) لعل أصلها كلمة "tank" باللغة الإنجليزية، ومفردها تانكي، أما إن كانت صغيرة الحجم فتسمى بالتنكة.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-03-2009, 01:45 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

تحمل نفقات الحج عن بعض الفقراء:
لم يشأ المحسن أن يحرم نفسه من ثواب عظيم، هدفه مساعدة أولئك الذين يرغبون في أداء فريضة الحج وهم لا يستطيعون إلى ذلك سبيلاً، فكان رحمه لله يتحمل نفقات بعض الحجاج الفقراء كل عام، محتسباً ذلك عند الله تعالى، عاملاً بقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :"مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ"([1])،و ايضا كما قال صلى الله عليه وسلم "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ فَقَدْ غَزَا"([2])، كيف لا والحج هو الجهاد الذي لا شوكة فيه كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟

وقياساً على ذلك فإن من جهز حاجاً فكأنما حج مثله، غير أن هذا لا ينقص من أجر الحاج شيئاً، والله أعلم. وقد كان المحسن محمد الفلاح أميراً على حملة الفلاح للحج وعلى الحملات التي ترافقهم من بداية موسم الحج إلى نهايته مع كونه كفيفاً، وكان ذلك أيضاً اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: "إِذَا كَانَ ثلاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ" أخرجه أبو داود، أي يجعلوه أميراً عليهم، يقودهم ويوجههم ويجمع كلمتهم، ويوحد صفهم، ويقضي بينهم حتى لا يكون للشيطان عليهم سبيلا.

وقد كان المحسن محمد الفلاح من أعلم هؤلاء الأفراد، وأحفظهم لكتاب الله، ولذا كان يتم اختياره دائماً أميراً عليهم ولسنوات عديدة تناهز العشرين عاماً، فكان يسير فيهم بأمر الله تعالى، سواء كانوا من منتسبي حملته أو من الحملات الأخرى.

القيام بنظارة الوقف
الوقف من الأعمال المستحبة في الإسلام، والتي لا يعود نفعها وثوابها على صاحبها في حياته فحسب، بل يمتد أجرها بعد وفاته أيضاً. قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه" رواه مسلمُ.
ومن أوجه الإحسان في حياة المرحوم محمد الفلاح كذلك عملاً بهذا الحديث، والتماساً لما بشر به من ثواب أنه كان يتكفل برعاية بعض الأسر الفقيرة ويقوم بالإنفاق عليها نفقة كاملة، كما تبرع بكفالة بعض الأسر التي توفي عائلها، وكان يساعد بعض الأرامل في الحي الذي يقيم فيه على رعاية أبنائهن والإنفاق عليهم بعد موت آبائهم.
وامتداداً لهذا الحس الكبير بالمسؤولية والقدرة على الرعاية والمتابعة رغم كونه كفيف البصر، فقد عمدت إليه أكثر من امرأة من نساء الحي بالقيام على نظارة الوقف الخيري الذي خصصته لوجه الله تعالى، وكان هذا الوقف على الأغلب عبارة عن بيت تسكنه الأسر الفقيرة، أو يؤجر ويصرف ريعه على وجوه الخير والإحسان، وكان يقوم بذبح الأضاحي لهن من ريع هذا الوقف في عيد الأضحى من كل عام، وأحياناً في المواسم الدينية المباركة والنوافل، وخصوصاً شهر رمضان المبارك.

حبه لإطعام الطعام وإفطار الصائمين:
من الأعمال العظيمة التي دعانا إليها الإسلام في القرآن والسنة إطعام الطعام، إذ قال تعالى عن الأبرار: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(8)" سورة الإنسان.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا بالليل وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ" أخرجه ابن ماجه والترمذي وقَالَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
لقد كان شديد الحرص على أن يقوم بتوزيع التمر عند الإفطار على بعض الأسر والجيران في الحي الذي يعيش فيه، وكان يشرف على هذا العمل بنفسه، متأسياً في ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :"مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا" أخرجه الترمذي.
وكان أيضاً عند شرائه لإدام البيت يخصص جزءاً منه للفقراء، ويقوم بربطه بخيط تمييزاً له عن بقية الإدام الخاص بالعائلة، فكان يأمر "بخيتة الفلاح" بتوزيعه على الفقراء من الأسر والمحتاجين وذلك قبل أن يقوم بتناول طعامه.

الحث على فعل الخيرات:
لم يكتف المحسن محمد الفلاح رحمه الله بصنع المعروف بنفسه وعمل الخير وحده فحسب، بل كان يحث أهله وجيرانه وكل من يعرفهم على عمل الخير والفوز بنصيب وافر من فضل الله تعالى، فكان يدعوهم إلى الصلاة والزكاة وفعل الخيرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عملاً بقول الله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ..(110)" آل عمران.
ومقتدياً بسيدنا إسماعيل عليه السلام الذي قال عنه الله تعالى: " وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا(55)" سورة مريم.
وقد تولى ­ رحمه الله ­ مهمة الدعوة إلى الله والوعظ وإرشاد الناس إلى طريق الحق والنور أيضاً من خلال عمله التطوعي الذي أشرنا إليه سابقاً وهو إمامة مسجد الصقر لمدة اثنتي عشرة عاماً متطوعاً لله تعالى، واهباً جهده لله تعالى دون مقابل مادي.

دوره الوطني:
إن المسلم الحق لا يهتم بنفسه فحسب، ولا يعيش لنفسه فقط، فمن عاش لنفسه عاش صغيراً ومات صغيراً، ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومات كبيراً، لذلك كان يهتم بأحوال إخوانه المؤمنين جميعاً في كل مكان، قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اخوة فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون (10)"سورة الحجرات.
وقد جاء في الأثر: "ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط". فعند الكوارث والأزمات تظهر معادن الرجال، وأهل الخير الذين كان منهم المحسن محمد الفلاح رحمه الله ذو المعدن الأصيل، الذي كان فعل الخير متجذراً في وجدانه، فكان يسارع عند الأزمات أو الشدائد والكوارث إلى مساعدة إخوانه المحتاجين والمكروبين في حيهم أو الأحياء المجاورة لهم .
فعندما وقعت الأمطار الغزيرة وتحولت إلى سيول جارفة سنة 1934م والتى على أثرها سقطت الكثير من المنازل وسميت تلك السنة باسم "الهدامة"([3]) قام المحسن محمد الفلاح بتكوين لجنة مع إخوانه من أهل الخير والبر والإحسان، وكانوا يطوفون على الفرجان " الأحياء " المجاورة لهم، ويقدمون المساعدة لمن يحتاجها، عاملين في ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ" رواه البخاري.

بل كان الديوان بمثابة خلية نحل يتم فيها تبادل المعلومات وتوزيع الحراسات و تنظيم الدوريات في حالة قيام الآخرين بالغزو على الكويت .

وفاته:
وفى عام 1354هـ الموافق 1934م، توفي المحسن محمد فلاح مفلح الفلاح رحمه الله، بعدما بذل كل ما أمكنه في أوجه الخير والإحسان ما قدر عليه ووفقه الله له.
نسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة، ويجعل أعماله في ميزان حسناته، وأن يجزل له الثواب، إنه هو الرحيم التواب.

قالوا عنه:
لعله من المميز لسيرة المرحوم محمد فلاح مفلح الفلاح هو استخلاصها من روايات كثيرة موثقة على شكل أشرطة تسجيلية، من أشخاص كثر، سواء أكانوا من عائلة الفلاح أو من القريبين منهم. لذا نسوق بعض روايات من تحدثوا عنه من المقربين منه والملازمين له فى أغلب الأوقات العارفين لصفاته وأخلاقه فيما يلي:

- السيد سعود عبدالعزيز الهولى:
يقول فى المقابلة المسجلة إن محمد الفلاح – رحمه الله - كان معروفاً بالشهامة والكرم والفضل وبعلاقاته المميزة مع الناس التي أشبه ما تكون بعلاقة العائلة الواحدة، ويؤكد ذلك ما حدث لهم عندما ذهب أبوهم عبدالعزيز الهولى إلى الغوص وكان ذلك فى أيام عيد الأضحى المبارك ولم يترك لهم شئ من المال بسبب الفقر وقلة ذات اليد فذهبت عمته أم حسين إلى بو زيد "محمد الفلاح" فسلم عليها وعرفها من صوتها وسألها عن أحوالهم فى المرة الأولى، فأخبرته بخير، ولكنه كان لديه الإحساس أن فى الأمر شيء، وسألها في المرة الثانية وألح عليها بالسؤال، فأخبرته أن عبدالعزيز ذهب إلى الغوص ولم يترك لهم شيء وليس عندهم ما يضحون به فما كان منه إلا أن رجع من فوره وخرج من البيت وبعد فترة حضر ومعه الأضاحي لهم.

ويضيف سعود الهولى بأن محمد الفلاح يمتاز بعلم الفلك والرياضيات حتى أنه كان يأمرنا ونحن صغار بكسر غصن الشجرة "السدرة التي في الديوان" في الصباح الباكر فلا يخرج من الغصن الماء، ثم يأمرنا بكسر غصن الشجرة في المساء فيخرج منها الماء فيقول لنا انظروا إلى تغير الأوقات ودخول المواسم، ويؤكد فى مقابلته أن محمد الفلاح قد حج ما يقرب من عشرين حجة كلها على الإبل، وكانت له دراية بعلم الوراثة، وكان مصاحباً لفضيلة الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان ويعتبر من أحد تلامذته ويؤكد على أن ديوانيه الفلاح "السداحة" كانت مفتوحة على مدار 24 ساعة.
لقد كان محمد الفلاح ­ رحمه الله ­ من الذين يفصلون في المنازعات بين النواخذة والبحرية وكان أخاه أحمد الفلاح يتاجر بالقماش ويسعر اللؤلؤ بالديوانية "طواش".

- السيد جرمان المطيري:
فى المقابلة التي أجريت معه فى بيته ذكر أن محمد الفلاح ­ رحمه الله ­ كان معروفاً بالدراية والعلم والبصيرة، وهو الذي كان يحتكم إليه النواخذة فيما يحدث بينهم وبين بحارتهم، عند حدوث مشاكل


---------------
(12) رواه مسلم.
(13) رواه الترمذي

([3]) وقعت الهدامة في الكويت عام 1353هـ (1934م)، وتسمى هذه السنة بالهدامة لهطول الأمطار المستمرة (ديمة) بشكل أثر في القوام الطيني للبيوت، ومع الرطوبة المستديمة طوال أسابيع انسلخ الطين بالتدريج عن الحوائط حتى سقط كثير منها، وذلك على عكس المطر القوي القصير الذي يكسبها رطوبة محددة تكفي لزيادة صلابتها.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-03-2009, 02:08 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

بينهم، فكانوا يرتضون بحكمه ويتقبلونه لما عرفوا عنه من العدل والإنصاف ولو كان على نفسه، بل الأكثر من ذلك أنه كان يقوم بعمل الحسبة للمستحقات المالية للبحارة بدقة متناهية يعجز عنها أهل الاختصاص، وذلك دون تكلف منه أو جهد، وإنما تأتى بالعفوية بعدما يتم تزويده بالمصروفات التي ترتبت عليها رحلة الغوص، ويؤكد المرحوم جرمان المطيري أيضاً أن الديوانية تستقبل الناس من منطقة القبلة وغيرها وخاصة أهل اللنجات فى أيام الشتاء التي يشتد فيها البرد، فإنهم يلجئون إليها للتدفئة وتوفر الطعام والقهوة والشاي .

السيدة بخيتة الفلاح:
ذكرت السيدة بخيتة الفلاح أن محمد الفلاح رحمه الله تعالى كان كثير الصلاة والصوم والعبادة والصدقة، وكان مسراً بصدقته، لا يريد أن يعرفها أحد، فإذا أراد أن يتصدق على أحد يناديني يا بخيتة: تعاليْ، نادوها تأتيني لقضاء بعض الحاجات.
فيتظاهر بأنه يحك أجنابه حتى يدخل يده في جيبه ويعطيها »بيزات«([1]) ويقول لها: »هذا لفلان وهذا لفلان«.

وأضافت: "كان محمد إذا ذهب إلى السوق يأتي بكثير من التفاح وينادي زوجته نورة([2]) ويقول لها: "قسميه على الفقراء.." فتقوم نورة وتقسمه عليهم"، ومن الجدير بالذكر أن التفاح لم يكن آنذاك سهل المنال لكثير من الناس، ولم يكن يطعمه كل من يشتهيه في ذلك الوقت.
وذكرت بخيتة الفلاح أيضاً أن القهوة كانت تقدم دائماً من الصباح إلى المساء، وأنه إذا دخل رمضان كانوا يلازمون قراءة القرآن الصغير منهم والكبير.

كما ذكرت أنه كان لديهم بوم للماء، وأنه كان إذا وصلت سفن الماء بقيادة العم يوسف الفلاح لا يقومون ببيع الماء حتى يأخذ أهل السبيل نصيبهم من الماء وكانت تلك وصية العم محمد الفلاح - رحمه الله.
وقالت إن محمداً كان محباً للخير للناس جميعاً، ومن ذلك أنه إذا جاء أناس يريدون الماء، ينادي محمد على أبنائه وأبناء إخوانه آمراً لهم: »أعطوهم ما يريدون، أو دعوهم يدخلون للديوان ويملئون ما عندهم من أوانٍ«.
وأضافت: كان محمد في رمضان يشرف بنفسه على إطعام الفقراء ويناديها: "تعالي" ويعطيها الخبز، ويقول: "هذا أعطيه لفلان وهذا توصلينه لفلان وهذا تذهبين به لفلان".
وكان إذا جاء اللحم يأخذ منه نصيباً مفروضاً للفقراء ويميزه عن لحمهم بربطه بالخيط ويقول لها: "لا يختلط هذا مع إدامنا"([3])، فآخذه وأقوم بتوصيله إلى الفقراء الذين أُمرتُ أن أوصله إليهم.


السيد خالد صالح الفلاح:
قال عنه: "كان محمد الفلاح – رحمه الله – من أهل التقوى والصلاح الذين يدخلون إن شاء الله تعالى تحت قوله: " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63)" سورة الفرقان.
وكان إذا ما اعتدى عليه أحد أو ظلمه بقول أو عمل عفا عنه وصفح. وكان مكرماً ومعززاً عند أهل الكويت قاطبةً وذلك لما يتحلى به من كريم السجايا وطيب الخصال وحسن المعاشرة وإذا ذكرت سيرته أمام أحد من الناس لم يملك إلا أن يقول "والنَّعِمْ"، وهي كلمة بالغة المديح عند أهل الكويت فى القديم والحديث.
وقد اشتهر ­ زيادة على الديانة والإمامة والصلاح ­ بحساب الغوص والعلم بالفلك والتاريخ، وكان الناس يأتونه ويسألون عن جميع هذه المسائل، وكان عادلاً في بيته ومنصفاً وصاحب مروءة وكرم".


السيد ناصر حمد الفلاح:
ناصر حمد الفلاح هو ابن أخ المحسن محمد الفلاح - رحمه الله – وقد ذكره قائلاً: "كان - رحمه الله - ينظم حملة للحج يشرف عليها بنفسه فيذهب بالحجاج ويرجع بهم، ويأخذ دائماً أناساً فقراء يحجون معه بغير عوض، وكان الناس يحبونه كثيراً وكانت حملته جيدة الترتيب، وكان كثير الصدقات.
وكان يمتلك سفينة بها عدد كبير من الخزانات "التوانكي" حوالي 1400 تنكة، فكان يقوم بتوزيع الماء أولاً على الفقراء احتساباً للأجر والثواب، حتى ينتهوا تماماً، ومن ثم يقوم ببيعه الناس الآخرين.
وكان يجمع المال من أهل الخير والإحسان بالكويت ويذهب بها إلى الزلفي ويقوم بتوزيعها هناك على المحتاجين والفقراء، حيث كانت الحالة المادية هناك متدنية جدا قبل اكتشاف النفط.
وكان يذهب إلى السوق، يشتري لحماً ويجعل في جزء منه خيطاً "ينيشنه" - أي يجعل عليه نيشان- وهو العلامة المميزة حتى يميزه عن غيره ليعطيه للفقراء والمحتاجين صدقة خالصة لوجه الله تعالى، وذلك بعد طبخه وتجهيزه مع الرز".

السيد عبدالله فلاح حمد الفلاح:
قال عنه أيضاً: إن المرحوم محمد كان يعطي كل الحوائج التي يحتاج إليها الناس في حياتهم وخاصة معدات الطبخ أو أدوات العمل من بيت الفلاح لأهل الفريج لاستعمالها عند حاجتهم فلا يرد منهم أحداً جاءه في حاجة أبداً، فيعطيهم السُلَّم، والدلو، والملمص، والحبلوغيرها الكثير بدون استثناء، ولا يرد سائلا أياً كان، سواءً على سبيل الاستعارة أو على سبيل الهبة.
وكانت ديوانية الفلاح تفتح 24 ساعة، وهذه الحالة تنفرد بها ديوانية الفلاح عن باقي الديوانيات في الكويت عدا ديوانية الرومى فى منطقة الشرق، ولقد كان بيت الفلاح ميسوراً بفضل الله سبحانه وتعالى بسبب تقوى هؤلاء الناس لله تعالى، فأفاض عليهم من فضله وجعل البركة في رزقه لهم من خلال الماء الذي يجلبونه من شط العرب وبيع اللؤلؤ والتجارة.

وكان محمد أيضاً يأخذ مما عنده ومما عند أهل الخير من الصدقات والزكوات، ويذهب بهذه الأموال إلى الفقراء ويوزعها عليهم.
وعلى كل حال فإن محمد الفلاح – رحمه الله – كان رجلاً طيب الأخلاق، حسن السيرة والسريرة، موصوفاً بالكرم والشهامة .


السيد علي جاسم محمد الفلاح:
في المقابلة المسجلة ذكر السيد علي جاسم محمد الفلاح أن جده محمد الفلاح رحمه الله كان كل سنة يذهب إلى الحج ويأخذ معه بعض الفقراء يحججهم على نفقته الخاصه، فكان يتحمل مصروفهم كله وأكلهم وغير ذلك بدون مقابل.
وكانت ديوانيته "سداحة الفلاح" مفتوحة أربعاً وعشرين ساعة، من أتاها يأكل ويشرب، وإذا أراد أن ينام فهي مفتوحة دائماً.

السيد عبدالرحمن حمد الفلاح:
قال إن محمد الفلاح كان يتميز بمميزات عديدة أذكر منها:
أنه كان مشهوراً بالرحمة والإنسانية والتدين والخبرة والمعرفة. فلذلك اتخذه أهل الفريج (الحي) مرجعاً لهم في كل القضايا التي تواجههم لعلمه الواسع، واحترامهم وتوقيرهم له وتقديرهم لحكمته.
كما كان يحل لهم الحسابات المعقدة وخاصةً حسابات الغوص، وكان مشهوراً بعلم الفلك. وقد اشتهر بالإحسان والعطف على الفقراء وكان إخوته مثله يحبون فعل الخير والإحسان إلى الفقراء.

_______________________


(15) البيزات جمع بيزة، وهي إحدى فئات العملة المستخدمة آنذاك وهي » الروبية«، وقد كان الكويتيون يطلقون اسم البيزات على النقود، ولعل مرد ذلك هو كون البيزة هي الفئة الوسط والعملية, باعتبار أن الروبية تساوي 16 آنة، والآنة الواحدة تساوي 4 بيزات، والبيزة الواحدة تساوي 3 آرديات.

([2]) نورة: هي زوجته نورة الزمامي.

([3]( إدامنا لفظة كويتية تعني ما يوضع على الرز من اللحم أو السمك أو الدجاج، وتلفظ بالياء: إيدام.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-03-2009, 02:10 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

المصادر والمراجع
· مقابلة حديثة مع العم ناصر حمد الفلاح ­ ابن أخي المحسن محمد بن فلاح الفلاح – رحمه الله.
·مقابلات مسجلة لكل من خالد وعبدالله وعبد الرحمن وبخيته الفلاح رحمهم الله.
·مقابلات مسجلة لكل من سعود الهولي وجرمان المطيري رحمهم الله.
·مقابلة مسجلة مع سارة الأحمد السعد - أطال الله عمرها.
·الموسوعة الكويتية المختصرة – حمد محمد السعيدان – الطبعة الثالثة – الكويت 1992م.
·وثق هذه المادة السيد أحمد عبدالعزيز محمد الفلاح ­ حفيد المحسن محمد بن فلاح الفلاح – رحمه الله.

من كتاب
محسنون من بلادي
للدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-07-2009, 04:08 PM
ابن التاريخ ابن التاريخ غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 13
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AHMAD
  
المصادر والمراجع




· مقابلة حديثة مع العم ناصر حمد الفلاح ­ ابن أخي المحسن محمد بن فلاح الفلاح – رحمه الله.
·مقابلات مسجلة لكل من خالد وعبدالله وعبد الرحمن وبخيته الفلاح رحمهم الله.
·مقابلات مسجلة لكل من سعود الهولي وجرمان المطيري رحمهم الله.
·مقابلة مسجلة مع سارة الأحمد السعد - أطال الله عمرها.
·الموسوعة الكويتية المختصرة – حمد محمد السعيدان – الطبعة الثالثة – الكويت 1992م.
·وثق هذه المادة السيد أحمد عبدالعزيز محمد الفلاح ­ حفيد المحسن محمد بن فلاح الفلاح – رحمه الله.


من كتاب
محسنون من بلادي

للدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي

مشرفنا الغالي ...
محمد الفلاح رحمة الله له شهرة عظيمة بالزلفي ومعروف عند كبار السن في الزلفي أسوة بغيرة من الشخصيات المميزة بزمانه ويوجد بالزلفي سوق يحمل اسم سوف فلاح وهو من أهل الزلفي الذين جلوا إلى أماكن أخرى على المعمورة خلال الثلاثة قرون الماضية ومثل غيرة من التجار من سبقوه و من عاصروه أو أتوا بعدة و له بصمة مميزة بالتجارة بالزلفي وبالحملات مثل الكثير من أهل الزلفي وأهل العقيلات بالقصيم . فحملات الحج والتسوق بالزلفي قد تميز بها على جميع من سبقوه ومن أتوا بعده ولا سيم أن أهل الزلفي أهل قوافل وأهل تجارة وهو يعتبر امتداد لهم أي لأهل الزلفي لان الزلفي من السابق إلى الآن تعتبر نقط تجمع الحجاج من العقير بل عمان إلى الكويت وجنوب العراق و إيران وخاصة الذين سوف يتميدنون أولا , من جهة عمان إلى العقير مرورا بالإحساء ..... لابد ما يمرون الزلفي ثم البكيرية ثم درب زبيدة علما أن الذين سوف يذهبون إلى المدينة أنهم يلتقون قرابة البكتيرية الرس مع القادمين مع درب زبيدة فتنضم القوافل لبعضها إلى المدينة أم الذاهبين إلى مكة فأنهم يلتقون جنوب غرب الرس بدرب زبيدة
ومن معالم درب زبيدة سوق زبالة حيث قال عنه الأصفهاني في كتاب بلاد العرب زبالة سوق عظيمة من أسواق طريق الكوفة , وزبالة ماء بني أسد و بها قصر وبناء للسلطان وهناك درب من ( الكويت و الزبير و البصرة ) إلى (مرورا بجبل سنام او الرقعي ايهما اقرب ) ثم الباطن ثم ذبحة ثم أم عشر ثم الثمامي ثم الحجرة ثم الطراق ثم الساروت ثم جزرة ثم الزلفي ثم القصيم ثم مكة أو المدينة

التعديل الأخير تم بواسطة ابن التاريخ ; 12-07-2009 الساعة 04:26 PM.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13-07-2009, 06:03 PM
ابن التاريخ ابن التاريخ غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 13
افتراضي

أنعم و أكرم بهم و نسبهم بالتحديد يرجع للعفران من آل سعيد من اليحيا من عبده من شمر و قدومهم للكويت كان من الزلفي في القرن التاسع عشر و كان اسمهم الهبدان و مناسبين الخميس "براك" .

* مصدر المعلومة * الأخوان حمد الفلاح و الأخ


منقول
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14-07-2009, 09:53 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

شكراً على الإضافة ..

بالفعل هناك سوق معروف ومشهور بالزلفي .. إسمه "سوق فلاح " .. نسبةً لجد هذه الأسرة الكريمة

تحياتي
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24-07-2009, 01:32 AM
كحيلان كحيلان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 16
افتراضي

والدته رحمهم الله هي طرفه بنت محمد بن حمد بن زيد الزمامي اما زوجته فهي نوره بنت علي بن محمد الزمامي وهي بنت خاله وله من الذريه الذكور جاسم وعبدالعزيز
ومن الاناث 3بنات اما جالبوت الفلاح فاسمه خلاصه وسنبوك الفلاح اسمه عناد............ ودمتم بخير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفلاح والد الخميس جبلة 34 22-09-2022 08:07 AM
روزنامات (النواخذة - الفلاح والحجي واليتامى) AHMAD التاريـــخ البحـــري 4 02-06-2010 09:23 AM
عشر سنوات بين العبدلي وعبدالرحمن الفلاح - عبدالمحسن الخرافي AHMAD المعلومات العامة 1 10-11-2009 02:50 PM
النوخذة فلاح عبدالمحسن الخرافي (جريدة الدار) متصفح الشخصيات الكويتية 0 13-10-2009 01:23 PM
الحاج فلاح بن سعيّد الجويسري ولد البدع الشخصيات الكويتية 4 18-07-2009 06:23 AM


الساعة الآن 07:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت