راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2009, 10:57 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي عبدالله فريح عثمان الفدا

عبدالله فريح عثمان الفدا
(1297-1371هـ) (1879م – 1951م)

المولد والنشأة:

ولد المحسن عبد الله فريح عثمان الفدا عام


1297هـ الموافق لعام 1879م في قرية الجنوبية بمنطقة السدير في إقليم نجد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. وهو أكبر إخوته سناً، ويليه أخوه عثمان ثم أخته منيرة ثم أخوه إبراهيم.

تحمله المسؤولية مبكراً:

عندما توفي والده رحمه الله كان عبدالله لا يزال في سن الشباب, ولكنه كان على قدر المسؤولية وعند حسن ظن إخوته ووالدته وجميع أقاربه ومعارفه, فقد أحسن تحمل المسؤولية، بل تعوََد عليها فقوي عوده واشتد ساعده, وتعلم كيف ينهض بها دون كلل أو ملل، وهكذا تصنع الشدائد الرجال, وعند البلاء تظهر معادن الناس, وما أحسن قول المتنبي:
إذا القوم قالوا من الفتى خلتأنني عُنيت فلم أكسل ولم أتبلِّدِ تعليمه


لم ينل المحسن عبدالله فريح الفدا حظاً وافراً من التعليم
, إذ لم يكن التعليم شائعاً في ذلك الوقت كما هو معروف، فقد كان مقتصراً على تعليم قراءة القراَن الكريم في الكتاتيب وحفظه, وكانت القراءة والكتابة تشكل صعوبة, ولكن عبدالله كان محباً للقرآن الكريم محافظاً عليه ومتمسكاً بتعلمه وقراءة ورده منه يومياً، حرصاً على تحصيل ثواب تلاوته, عاملاً في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ " رواه الترمذي.
رحلته من نجد إلى الزبير ثم الكويت:

قضى المحسن عبد الله فريح الفدّا فترة طفولته وصباه ومطلع شبابه في نجد، وظل بها حتى القرن العشرين الميلادي، وكان عمره حوالي 21 عاماً، ونظراً لما أصاب نجد من جفاف في تلك الفترة, فقد انتقل إلى منطقة الزبير بالعراق مع والدته وإخوته الثلاثة، سعياً وراء الرزق الحلال, وعملاً بقولة تعالى:

"وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً (100)" سورة النساء.وبعد أن وصل إلى الزبير, بقي فيها فترة من الزمن, عمل خلالها في مجال البناء، حتى أصبح أستاداً في هذا المجال, لإتقانه لعمله بكل ما يستطيع وإخلاصه فيه, واجتهاده في تحصيل الرزق بهذا الطريق الحلال.

وبينما كان المحسن عبد الله فريح مقيماً بالزبير, مقبلاً على حياته فيها, متقناً عمله راضياً بما قسم الله له, سمع عن أهل الكويت، وعن سماحتهم وطيب مقامهم وحسن عشرتهم, فقرر هو ومجموعة الأستادية الذين يعملون معه التوجه إلى الكويت؛ سعياً وراء الرزق الحلال ومجاورة لأولئك القوم الطيبين الذين سمعوا عنهم خيراً كثيراً.

وفي الكويت أقام بمنطقة القبلة (جبلة)، وبدأ العمل بها وتعرف على أهلها وكان من بينهم السيد داود المرزوق البدر، الذي لمس فيه الإخلاص في العمل وحسن إتقانه له, واستراح هو أيضاً له, فاتخذ قراراً بالمكوث في الكويت هو وأهله، خاصة بعدما طلب منه السيد داود المرزوق الإقامة في منزل خصصه له ولأهله, بعدما لمس فيه الكثير من الصفات الطيبة والأخلاق الحميدة.
صفاته وأخلاقه اتسم المحسن عبد الله الفدّا بالعديد من الخصال الحميدة والأخلاق الحسنة التي اكتسبها من خلال قراءته للقراَن الكريم أولاً, ثم من خلال الأسرة والبيئة الصالحة التي نشأ وتربى فيها، فكان خلقه الحسن أحد أوجه الخير والإحسان لديه، وهو من موجبات الجنة. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ، قَالَ: التَّقْوَى وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَسُئِلَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ قَالَ الأَجْوَفَانِ الْفَمُ وَالْفَرْجُ " رواه ابن ماجه.

ويأتي على رأس هذه الصفات التي حرص رحمه الله - على التحلي بها لإرضاء ربه، التمسك بصلاة الجماعة وحبه للسعي إلى المساجد, دون أن تلهيه أعماله وأولاده وتجارته عن أداء حقوق ربه عليه وأولها الصلاة، مستجيبا ًلقوله تعالى:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)" سورة المنافقون.


إخلاصه في عمله وإتقانه له
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه"، بهذا المبدأ كان المحسن عبد الله الفريح محسناً لعمله متقناً له مخلصاً فيه, وهذا ما دعا أهل الكويت إلى حبة واستحسان أخلاقه, فأحاطوه بالرعاية والحب وأغدقوا عليه من المودة والوفاء.


ومما يؤكد إحسانه لعمله وإخلاصه فيه, تعلمه لطريقة البناء باستخدام الصخر، وهي الطريقة التي كانت شائعة الاستخدام في دولة الكويت آنذاك وهي تختلف عن الطرق التي تعلمها عبدالله الفدا في منطقة الزبير التي تعلم فيها أصول البناء وأصبح أستاداً فيه، ولكنه سرعان ما تعلم فنون البناء على الطريقة الكويتية، لشدة إخلاصه وحبه للعمل ورغبته في البقاء بهذا البلد الطيب الذي وجد من أهله كل الود والترحيب.

ومن الصفات الواضحة للمحسن عبدالله الفريح، الإيجابية والجديةوذلك لاستجابته السريعة لتطورات الأحداث، وسعيه الدؤوب إلى طلب الرزق في أي مكان وزمان، فقد ترك نجد إلى الزبير بالعراق، ثم توجه إلى الكويت فيما بعد.
سماحته
عُرف المحسن عبدالله الفدّا بصفاته الطيبة، بل وسمي بها، فقد أطلقوا عليه لقب


"أبو مسامح" دلالة على سماحته ولينه، وذلك بسبب تأصل هذه الخصلة وتجذرها في وجدانه, وبروزها في أخلاقه ومعاملاته، وحرصه رحمه الله على نيل بركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة والسماحة في المعاملة، قال صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى" رواه البخاري في صحيحه.
حب العلم ومجالسة العلماء رغم أن المحسن عبدالله فريح لم ينل قدراً كبير من التعليم, إلا أنه كان حريصاً على مجالسة العلماء والصالحين, عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ" رواه أبو داود.

ولذا حرص - رحمه الله - على مجالسة الصالحين ومنهم الشيخ عبد الله الخلف - رحمه الله - حيث كانت جلساته في ديوانه الكائن بالقرب من مسجد البدر.
زواجه وأسرتهلما كبر المحسن عبد الله الفريح وبلغ مبلغ الشباب, شرع في البحث عن شريكة له في الحياة , تقاسمه الآمال والآلام وتكون عوناً له على الخير, ودافعاً إلى البر, ولعل الله تعالى يرزقه منها الذرية الصالحة التي تساهم في إعمار الأرض ورفعة شأن الوطن العزيز.

وقد وفقه الله تعالى إلى الزواج من فتاة طيبة من بلده نجد, قبل أن يغادرها إلى محل عمله الجديد بالزبير, وقد رزقه الله منها بنتاً واحدة, وقدر الله تعالى لها أن تتوفى وهي في سنٍ صغيرة لتكون شفيعاً له يوم القيامة، بإذن الله.

وبعد أن استقر في وطنه الذي أحبه (الكويت) تزوج بالثانية ورزقه الله منها بنتاً وولدين هما: فريح وعثمان.

ثم جد له من الأمور ما دعاه إلى الزواج بثالثة, ورزق الله منها بنتاً واحدة، وهكذا كانت ذريته ولدين وبنتين، كانوا جميعاً خير خلف لخير سلف، قال تعالى:

"ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)" سورة آل عمران.

عمله في الكويت كان رحمه الله - أستاداً في البناء كما ذكرنا, وقد زاول عمله بداية في الزبير, ولم يكن يتقن البناء بالصخر وهى الطريقة المعروفة للبناء عند أهل الكويت آنذاك.

ولكنه عندما انتقل إلى الكويت كان حريصاً على الاستقرار بها لطيب أهلها وسماحتهم ورغبة في البقاء معهم , وقد حرص على تعلم البناء بطريقة الصخر وإتقانها وإحسانها.
أستاد من الطراز الأولومع مرور الزمن بدأت سمعته تنتشر شيئاً فشيئاً, وذاع صيته بين الناس, حتى أصبح أستاداً من الطراز الأول, خاصة بين أهل جبلة, وقد ازدادت شهرته عندما قررت بلدية الكويت استغلال مياه الأمطار وتجميعها للاستفادة منها كمخزون استراتيجي من المياه عند الحاجة إليها. ولذا شرعت البلدية في بناء البرك في الأسواق لتجميع مياه الأمطار المتساقطة على أسقف شبرات الأسواق, فطلبت من المحسن عبدالله الفريح رحمه الله - أن يتولى عملية بناء هذه البرك, فقام ببناء واحدة في سوق المناخ, وأخرى قريبة من سوق الدعيج, وثالثه قريبة من سوق "الزل".

وقد أجاد رحمه الله - بناء هذه البرك الثلاثة لاستخدامه طريقة خاصة في بناء أسقفها، وكانت هي سر مهنته, حيث لم يستخدم في بنائها الحديد كما هو شائع في ذلك الوقت، بل استخدم طرقاً أخرى لسقفها مهما كان حجم تلك البركة, وكان متقناً لهذه الطريقة دون غيره من الأستادية، وتسمى طريقة "العقادة" مع لفظ القاف جيماً قاهرية، وتقوم فكرتها على تشريك (تعقيد) الصخور بشكل هندسي ينقل أحمالها إلى بعضها، بشكل يضاعف قدرة تحملها للأثقال فوقها.
بِركة القصروهنا نذكر حادثة وقعت عند بناء قصر نايف, إذ إنه بعدما تم بناء بركة كبيرة في القصر بإشراف أحد الأستادية, وبعد الانتهاء من بناء سقف البركة, وأثناء فك الخشب وإخراجه تهدم السقف على العاملين فيها, فقتل من قتل, وجرح من جرح, وهنا طلب الشيخ عبدالله الأحمد - رحمه الله - من المرحوم عبدالله الفدا إعادة بنائها على طريقته (العقادة)، فكان له ما طلب، وأدى المرحوم عبد الله الفدا المهمة على خير وجه, لدرجة أنه بعد الانتهاء من بناء سقف البركة تصادف مرور بعير محملاً بعدد ست قرب ماء على هذه البركة، وعندما همّ بالمرور فوقها أوقفه الشيخ عبدالله - رحمه الله - خوفاً من سقوطها, كما حدث في المرة الأولى، إلا أن المرحوم الفريح طمأن الشيخ بأن البركة تستطيع تحمل سيارة بكامل حمولتها، وليس فقط بعيراً واحداً، وبالفعل أمر بمرور البعير من فوق البركة، بالرغم من وجود ابنه فريح بداخل البركة الذي كان يعمل في فك الخشب، ومر البعير بسلام ولم تتأثر به البركة بفضل الله تعالى, مما زاد ثقة الناس فيه واقتناعهم بحسن صنعته وإتقانه لعمله.()
بعض إنجازاتهلم يقتصر جهد المحسن عبدالله الفدا على بناء البرك فحسب, بل شارك في العديد من الأعمال الأخرى المهمة في دولة الكويت ومنها:

- بناء مسجد الساير القبلي بجبلة, من أموال الأخوين عبد الله ومبارك الساير - رحمهما الله.


- بناء العديد من منازل أهل الكويت في جبلة وشرق وغالبية مناطق الكويت.


- المشاركة في بناء سور الكويت بعد معركة الجهراء.

أوجه الإحسان في حياته
الإحسان سمة من سمات المؤمنين الصادقين, ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه, والله غني عن العالمين، قال تعالى في كتابه العزيز:

"هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)" سورة محمد.


ولذلك فقد تعددت أوجه الإحسان في حياة المرحوم عبدالله الفريح - رحمه الله - ومنها:
وصيته تعددت صور صلة الرحم لدى المحسن عبدالله الفريح رحمه الله فقد كان حريصاً على صلة رحمه والبر بأهله في حياته وبعد مماته, ولذلك فقد أوصى - رحمه الله - قبيل مماته بجزء من ماله لأقاربه وذوى رحمه, راغباً في ثواب الله تعالى وعطائه الذي وعد به رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" رواه أحمد في المسند.

كما أوصى بألف روبية لأخيه إبراهيم, ولأخته بمائتي روبية, ولبناتها المتزوجات بمائتين, ولغير المتزوجات ستمائة روبية.


أما أخوه عثمان الذي توفي قبله، فقد أوصى عبدالله الفريح رحمه الله - بأضحيتين كل سنة, واحدة له ولأخيه عثمان والثانية لأبيه.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-05-2009, 10:59 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

ثلثه الخيري:
وقد ترك المحسن عبدالله الفدا رحمه الله ثلثاً خيرياً، وأوصى به ابنه فريح لينفق منه في كل ما يعود عليه رحمه الله - بالأجر والثواب، وقد بارك الله تعالى في هذا الثلث وتحقق من خلاله عدد من المشروعات الخيرية، تم تنفيذها بواسطة الهيئات والجمعيات الخيرية العاملة في دولة الكويت، وقد تنوعت هذه الأنشطة الخيرية وشملت وطنه الكويت وعدد من الدول الإفريقية والأسيوية، نسأل الله تعالى أن يجعلها صدقة جارية له، مصداقاً لما أخبر به الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلا مِنْ ثلاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ"رواه الترمذي.
بناء المساجدأيقن ورثة المرحوم عبد الله الفريح والقائمون على وصيته أهمية إعمار بيوت الله تعالى وعظم قدرها في الإسلام، وكذلك عظم الأجر والثواب الذي سيعود على الواقف وهو والدهم عبدالله الفريح
رحمه الله من أجر بناء المساجد التي قال الله تعالى فيها:
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36)" سورة النور.
ولهذا قاموا
- بفضل الله تعالى - ببناء عدد من المساجد والمراكز الإسلامية بناءً على وصيته رحمه الله وقد أشرف على هذه الأعمال المباركة ابنه فريح (الوصي على الثلث)، جعل الله تعالى له من أجرها نصيباً موفوراً، ومن هذه الأعمال ما يلي:
مسجد عبدالله الفريح الفدا بالنقرةوقد تأسس هذا المسجد المبارك في منطقة النقرة بمحافظة على شارع شرحييل المعروف بكثافته العمرانية وكثرة أسواقه، وقد تم بناءه في يوم
20 محرم عام 1403هـ الموافق للسادس من نوفمبر عام 1982م، وهو مسجد جامع يشغل مساحة كبيرة من الأرض أشرف على بناءه وتجهيزه ابنه فريح.
المواصفات العامة للمسجد
:
- المساحة الكلية للمسجد 1506 متراً مربعاً.
- مساحة مصلى النساء 416 متراً مربعاً.
- يتسع مصلى الرجال لأكثر من 900 مصلٍّ، بينما يتسع مصلى النساء لعدد 140 مصلية.
- توجد مكتبة عامرة مساحتها 70 متراً مربعاً

- يبلغ ارتفاع مئذنته 32 متراً.
- بني المسجد على الطراز العادي الحديث.
ولا يزال هذا المسجد قائماً بفضل الله تعالى يرفع من فوق مئذنته نداء
"الله أكبر"، وتنطلق بين جدرانه تكبيرات المؤمنين، وتسبيحات المصلين، ودعوات الراكعين الساجدين بخير الجزاء للمحسن الكريم - رحمه الله - وذريته المباركة، فتعطر الأجواء وتطهر القلوب.
مسجد بالفلبين حيث إن المسلمين أقلية في هذا البلد الذي تعتنق أغلبيته النصرانية
, وكانوا في حاجه إلى هذا المسجد يوحدون فيه ربهم ويؤدون صلواتهم, قام فريح - جزاه الله خيراً ببناء مسجد بالفلبين, من ثلث المرحوم والده, وقد نفذ المشروع في الفلبين مركز الشباب المسلم، بالتعاون مع بيت الزكاة الذي أشرف على تنفيذ المشروع ومتابعته حالياً، وقد تم بناء هذا المسجد بعد تحرير دولة الكويت مباشرة، وهو مسجد جامع تأسس على مساحة كبيرة من الأرض، في جامعة مسلم مندناو بالفلبين، ويضم المسجد مصلى للنساء وله مئذنة.
مستوصف عبدالله الفريح بالفلبين
:
وقد تأسس هذا الموستصف لخدمة المسلمين في الفلبين أيضاً بجوار المسجد في جامعة مسلم مندناو، وقد نفذه أيضاً مركز الشباب المسلم بالفلبين بالتنسيق مع بيت الزكاة الكويتي، من ثلث المرحوم المحسن عبدالله فريح الفدا
.
مركز إسلامي بملاوي
:
كما قام فريح ببناء مركز إسلامي في مالاوي نفذته لجنة مسلمي إفريقيا، بتكلفة قدرها
200 ألف دينار كويتي، أنفقها المحسن الكريم عبدالله الفدا في سبيل الله تعالى بكل سخاء ودون تردد؛ لعلمه بأنه سينال أجرها أضعافاً مضاعفة عند الله تعالى القائل في كتابه العزيز:
"
مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)" سورة البقرة.

وقد أشرف الدكتور عبد الرحمن السميط أمين عام لجنة مسلمي إفريقيا على تنفيذ هذا المركز الذي لا يزال قائماً شاهداً على مواقف أهل الكويت الأبرار وإحسانهم وامتداد عطائهم إلى مناطق شتى من أنحاء العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً
.
ويزاول المركز نشاطه منذ افتتاحه في عام
1999م، في خدمة المسلمين هناك ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام، كما يحتوي المركز على مشاريع كبيرة ذات أهمية خاصة، ويعتبر كل مشروع منها عملاً خيرياً بذاته، وهي:
مسجد
.
مركز تدريب مهني
.
مدرسة
.
سكن مدرسين
.
سكن طلاب
.
مختبرات علمية
.
- وزيادة في الخير وحرصاً على تقديم أكبر الفائدة للطلبة والمدرسين المقيمين في هذا المركز فقد تم إنشاء حظيرة صغيرة تضم أبقاراً حلابة تكفي بفضل الله تعالى لسد حاجة هؤلاء من الحليب ومنتجاته.
بئر ارتوازي في السودان كانت الآبار
- ولا تزال - تشكل المصدر الرئيس للشرب في كثير من المناطق لندرة الأمطار من ناحية, وقلة الجداول والأنهار ومصادر الشرب الطبيعية من ناحية أخرى، ولذا طلب فريح حفر بئر ارتوازي في السودان, وقد تأسس هذا البئر في عام 1989م في إحدى المناطق التي تحتاج بشدة للماء، وهي منطقة الدروشاب.
وهذا البئر يتكون من مضخة رئيسة وخزان للمياه، وهو لا يزال موجوداً شاهداً على بر هذا الرجل وإحسانه وجوده وكرمه، نسأل الله تعالى أن يجعله صدقة جارية له ولمن ساهم في بنائه، فسقي الماء من أفضل الصدقات، مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ
: "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ سَقْيُ الْمَاءِ" رواه ابن ماجة في سننه.
وقف عقاري بجنوب إفريقيا
:
وقد نفذت هذا المشروع أيضاً لجنة مسلمي إفريقيا، حيث تم بناءه في مدينة جوهانسبرج بدولة جنوب إفريقيا، على نفقة المحسن الكريم عبدالله فريح الفدا
رحمه الله وهذا التبرع الكريم جاء من ثلثه الخيري على يد ابنه فريح، وبلغ إجمالي تكاليف بناء وتجهيز هذا العقار 44 ألف دينار كويتي، جعلها الله تعالى في ميزان حسناته.
ولهذا العقار أهداف سامية
- وفق ماذكره لنا ابنه فريح عبدالله الفدا - حيث ينق ريعه على كفالة ورعاية الأيتام المقيمين في مركز عبدالله الفدا الإسلامي في ملاوي الذي سبق وأشرنا إليه آنفاً، وذلك رغبة منه في نيل رضى الله تعالى، وعملاً بقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ أَوْ يَتِيمَةٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ" رواه أحمد في المسند.
حفظ الله ورعايته له واجه المحسن عبدالله الفريح
- رحمه الله مواقف مميتة؛ لولا حفظ الله تعالى له بما فعله من خيرات جعلها الله تعالى جميعاً في ميزان حسناته يوم القيامة. وقد صدق الله سبحانه القائل في كتابه العزيز:
"... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)" سورة الطلاق.
قصته مع الحية
:
بينما كان عبدالله الفريح صبياً في نجد
, يرعى الغنم ذات مرة وهو متحزم بالحبل على وسطه - كما هي عادة كثير من الرعاة في ذلك الوقت - أحس بشيء بارد ثقيل داخل ثوبه يلامس ظهره فعرف أنها حية, فألهمه الله الهدوء والسكينة رغم كونه صغير السن قليل الخبرة بمثل هذه الأمور, فحرك يديه بهدوء باتجاه الريح ليدخل الريح من كمه الآخر، فلما أحست الحية ببرودة الهواء خرجت من كمه دون أذى.
وأخرى مع الذئاب
:
بعدما انتهى ذات يوم من رعي الأغنام أيضاً
, قبيل الغروب، جمع القطيع, وشرع في التوجه إلى بيته وبينما هو عائد مع غنمه تجمعت مجموعة من الذئاب حوله وحول غنمه, وكان فتى صغيراً لا خبرة له, وكأنى به توجه إلى الله بالدعاء أن يفرج عنه ويصرف هذا البلاء, قائلاً:
"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ... (62)" سورة النمل.

فمرت
- بفضل الله تعالى - دون أن تمسه أو تمس غنمه بأي ضرر، وهكذا أحاط الله هذا الغلام الصغير بعنايته, وهو تعالى أعلم بما في نفسه من خير وما في قلبه من بر، فنجاه في الشدة وفرج عنه الكربة.()
دوره الوطنيكان
رحمه الله - محباً لوطنه الكويت, وقد رسخ حب هذا الوطن في قلبه وأصبحت الكويت جزءاً منه، فكان مشاركاً لأهلها في أفراحهم وأتراحهم, في العسر واليسر، ومن مواقفه الوطنية المشهودة مشاركته في بناء سور الكويت بعد معركة الجهراء، بالرغم من أنه لم تمض على زواجه سوى أيام قلائل, وهكذا فقد قدم نداء الوطن وواجبه على مصالحه الشخصية وسعادته الذاتية.
وفاته بعد عمر مديد ناهز الاثنين والسبعين عاماً
, قدم فيه الكثير من أعمال الخير والبر، ولم ينتهي هذا الخير بعد وفاته ولكن شاء الله تعالى أن يجعل في ذريته خير خلف لخير سلف وأن يكون ثلثه الخيري الذي تركه شجرة مباركة تؤتي ثمارها في كافة أوجه الخير كل حين.
وقد توفي رحمه الله تعالى بالمستشفى الأميري في مدينة الكويت عام
1371هـ الموافق لعام 1951م, بعد معاناة وصراع مع المرض.
رحمه الله رحمة واسعة
, وجزاه عما فعل خير الجزاء, وجعل أعماله في ميزان حسناته.
المصادر والمراجع
:* مقابلة مع السيد فريح عبدالله فريح الفدا ابن المحسن عبدالله الفدا رحمه الله.
- لجنة مسلمي إفريقيا (جمعية العون المباشر حالياً).
- بيت الزكاة الكويت إدارة النشاط الخارجي.
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطاع المساجد الإدارة الهندسية.
- حمد محمد السعيدان الموسوعة الكويتية المختصرة الجزء الأول الطبعة الثالثة الكويت 1993م.
وثق هذه المادة ابنه فريح عبدالله فريح الفدا.
منقول محسنون من بلدي .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-05-2009, 11:40 PM
بوفاطمه بوفاطمه غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 35
افتراضي

والله ونعم في اسرة الفدا وابنائها
وهذا ليس بغريب عليهم وهم من اصل
ينبت منا الطيبين المخلصين للبلد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24-05-2009, 03:29 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

عبدالله الفدا

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فريج المطران ,,, سؤال؟ نيدي أصيل القسم العام 2 13-11-2014 02:16 PM
الدكتور عثمان خليل عثمان في الكويت IE المعلومات العامة 0 01-12-2010 08:48 PM
فريج كويتي اصطناعي ولدالشامي المعلومات العامة 18 12-11-2009 12:53 AM
مقابلة مع العم عثمان الخراز حول الشاعر عبدالله الفرج mub2 مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 14-05-2009 04:06 PM
عبدالله بن عثمان العنقري وعيسى العبدالجليل - 1908م AHMAD الوثائق والبروات والعدسانيات 0 20-02-2009 03:24 AM


الساعة الآن 03:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت