تطور الزراعة في الكويت - جمع واعداد : مشاري الهولي
تاريخ الزراعة في الكويت:
يعود تاريخ الزراعة في الكويت إلى ما قبل ظهور النفط بكثير ، حيث كانت الزراعة مقتصرة على مناطق محدده كالجهراء والفنطاس والفحيحيل والفنيطيس وغيرها من المناطق ، حيث كان القائمين على الزراعة في ذلك الوقت هم " في الغالب يفدون من نجد الى الكويت وبعضهم من العوازم احدى القبائل في الكويت" (1) ، وقد كانت الزراعة في اراضي ومساحات معينة" حينما يتوافر الماء الساقط أو المستخرج من الآبار " (2) ، "وكانت هذه المزارع الصغيرة في مساحتها محاطة بمصدات للرياح اما من اغصان الاشجار والبواري أو اشجار الأثل لحماية المزروعات من العواصف الرملية والرياح الشديدة. وكان مصدر المياه لهذه المزارع الآبار القلبان" (3) .
"وقد اعتبرت زراعة الخضروات من المحاصيل الرئيسية فقد كان يزرع الآتي:
(( الطماطم – البصل – الثوم – البقل – الفجل – (الرويد) – الجزر – البطيخ الأصفر (الشمام) – البطيخ الأخضر (الرقي) – القثاء – (الطروح) – الخيار – القرع الأخضر – الفلفل – الخس – البذنجان – الباجلا (الفول) – الرجله (البربير). ))" (4) .
تطور الزراعة:
أدى اكتشاف النفط الى طفرة في كافة المجالات في دولة الكويت ، ومنها المجال الزراعي حيث مرت الزراعة بمراحل من الاهمال بعد اكتشاف النفط " ففي فترة الخمسينات تلك اقتصرت الزراعة على القطاع الحكومي وفي مجال التجميل والتحريج فقط مما تحتاجه المدارس والمرافق والحدائق العامة والشوارع.
ومع نهاية الستينات ومطلع السبعينات بدأ الاهتمام شيئاً فشيئاً بالزراعة الانتاجية وبدأ القطاع الأهلي في اقامة المزارع في الوفرة والعبدلي. " (5) .
أما في أيامنا هذه فنحن نشهد اهتماماً ملحوظاً من قبل الحكومه لتطوير المجال الزراعي ودعم المنتجات الزراعية الكويتية حيث أقامت حملة خاصة لدعم المنتجات الكويتية تحت شعار ( في كويتي ) ، ومن يذهب للوفرة أو العبدلي يشهد ذلك الاهتمام حيث تعطي الدولة للمزارعين الارض وتصلهم المياه دون مقابل ، ذلك ناهيك عن رأس المال الذي تعطيه الدوله للمزارعين ، واذا ما اثبت المزارع كفائته بزراعة الارض والانتاج فأن الدولة تقوم باعطائه مساحات اضافيه ليستغلها .
وكل ذلك الدعم ماهو الا محاوله من الكويتيين " لتغيير تلك الصورة البائدة عن الكويت كبلد مستهلك لا تصلح في الزراعة والانتاج ، فبالرغم من حداثة القطاع الزراعي في البلاد فانه يسهم اسهاماً
ايجابياً في توفير الأمن الغذائي في الكويت ، فيتم انتاج العديد من أصناف الخضر التي تسد جانباً كبيراً من حاجة السوق المحلي وخصوصاً الطماطم التي تكفي ماتحتاجه الدوله في الفترة من منتصف فبراير إلى أواخر مايو ، بالاضافة الى معظم الخضروات الورقية والجذرية وأنواع أخرى من الخضروات تتجاوز (40) صنفا. " (6) . ويتمثل الدعم الحكومي للانتاج الزراعي فيما يلي (7) :
1-توزيع الاراضي الزراعية.
2-توفير المواد الزراعية.
3-توفير وتأمين الخدمات الآلية.
4-تقديم المساعدات ، حيث أن الحكومه تتكفل ب 50% من قيمة حفر الآبار.
5-تقديم القروض الزراعية.
6-توفير الخدمات الارشادية.
منطقة الوفرة الزراعية :
تقع منطقة الوفرة في جنوب دولة الكويت على الحدود الكويتية السعودية ، وتعتبر منطقة الوفرة منطقة زراعية حديثه حيث يعود تأسيسها إلى مايقارب الثلاثين سنة ، وتتميز تربتها بكونها "تربة رملية بصورة عامة (85% - 95% رمل) ، وأنها تربة فقيرة جداً بالمواد العضوية" (8).
وقد ذكر الدكتور عبدالله رمضان الكندري في كتابه الموارد البيئية والاقتصادية بأن المساحة المزروعة في الوفرة تقدر بحوالي 7035,1 دونم ، وتنقسم المحاصيل الزراعية التي تنتجها الوفرة كما يلي(9) :
1-المحاصيل الشتوية: كالأبصال بأنواعها والدرنات والبقوليات الخضراء ، ومن المحاصيل الأخرى القمح والشعير .
2-المزروعات الشبه مستديمة: كالجت (البرسيم) و الكراث.
3-المزروعات الصيفية المبكرة والمتأخرة: كالشمام والبطيخ والخيار والباميه والكوسا واللوبيا، وتزرع أيضاً الورقيات كالبربير والريحان والملوخية.
4-الاشجار المثمرة: كالنخيل والسدر والرمان والحمضيات والعنب والموز والزيتون وغيرها.
"وعلى الرغم من الظروف المناخية القاسية فقد ازدادت مساحة الأراضي المخصصة للمحاصيل خلال السنوات القليلة الماضية ، من 19,8 دونم عام 92-1993 إلى نحو 62,3 دونم عام 97-1998 أي بنسبة 215% كما ازدادت كميات الإنتاج الزراعي بأنواعه من 148,6 ألف طن إلى حوالي 318 ألف طن عام 97-1998 أي بنسبة 129%" (10) . كما هو موضح بالجدول أدناه.
كيفية تطوير الزراعة في الوفرة:
لكي تتطور الزراعة في الوفرة يجب ازالة العوائق التي تقف أمام هذا التطور ، ولكي تتطور الزراعة في الكويت بشكل عام وفي الوفرة بشكل خاص لابد مما يلي (11) :
1-اقامة معهد للابحاث الزراعية في منطقة الوفرة لاستخراج البذور المحسنة ذات الانتاجيه العاليه.
2-استنباط انواع جديدة من الاسمده ذات الخصوبه العاليه ومبيدات حشرية فعالة.
3-اقامة معهد للدراسات الزراعيه لتوفير العماله المدربه والمهندسين الزراعيين.
4-ايجاد شبكة طرق تربط اطراف الوفره بوسطها وفق دراسه حديثه وربطها بالطرق السريعه الاخرى.
5-توفير المياه العذبه للمزارع عن طريق شبكة مزودة بعدادات لتوفير الكميه المناسبه لكل مزرعه.
6-انشاء المخازن المبرده لحفظ المحاصيل وتوفير العماله الجيده لجمع هذه المحاصيل ونقلها للاسواق.
7-منع استيراد المنتجات الزراعية المنتجة محلياً وتكفي للاستهلاك المحلي.
8-بناء منطقة متكاملة من حيث المساكن والمستشفيات والمدارس .
المراجع
(1)عادل محمد العبدالمغني - الاقتصاد الكويتي القديم صــ 186.
(2)المرجع السابق صــ 187.
(3)مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – ندوة تطوير الزراعة في الكويت صــ31.
(4)عادل محمد العبدالمغني – الاقتصاد الكويتي القديم صــ185.
(5)مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – ندوة تطوير الزراعة في الكويت صــ34.
(6)المرجع السابق صــ34.
(7)عبدالله رمضان الكندري – الموارد البيئية والاقتصادية صــ278.
(8)المرجع السابق صــ 277.
(9)المرجع السابق صــ280.
(10)منظمة الخليج للاستشارات – ملامح الاقتصاد الصناعي في دولة الكويت صــ100.
(11)عبدالله رمضان الكندري – الموارد البيئية والاقتصادية صــ285.
الأخ الفاضل مشاري الهولي ..
بحث متميز .. و راقي كمثل صاحبه .. والأجمل هذا الأسبوع وجود موضوعين في نفس المجال وعن الزراعة بالكويت .. وكل موضوع له تميز عن الآخر ..
أشكرك أخي العزيز على كلماتك الطيبة ، وبارك الله فيكم واسأل الله ان يعينكم على حمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم في جعل هذا المنتدى منتداً متميزاً عن غيره من المنتديات في سمو الهدف ورقي الطرح.