13-02-2008, 12:47 PM
|
عضـو متميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 82
|
|
العسعوسي: أربعة بيوت يعود تاريخها إلى 270 سنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنقل لكم هذا المقال لما يتطرق له من تاريخ حافل لواحدة من أقدم العوائل التي سكنت الحي الشرقي من الكويت.
العسعوسي: أربعة بيوت يعود تاريخها إلى 270 سنة
دواوين السيف تحفظ تاريخ الديرة وتراثها
العسعوسي يتوسط رواد الديوان
في منطقة شرق مقابل 'نقعة العسعوسي' يوجد ديوان العسعوسي الذي يعود تاريخ انشائه الى اكثر من قرنين ونصف القرن من الزمن تحديدا نحو 264 سنة. ويعتبر آل عسعوسي من سكان الكويت الأوائل وديوانهم عند السيف مازال شامخا شاهدا على كفاح وتراث أهل الكويت الأوائل. وكل ما يحويه الديوان يحمل في طياته حكايات التاريخ والتراث ويعطي صورة حقيقية للكويت الماضي من الجدران اللبنية (الطينية) التي مازالت شاهدا والدرايش (الشبابيك) المميزة، وباب الجندل، والباسجيل.
نقعة العسعوسي
'القبس' التقت العم عبدالرحمن عبدالله العسعوسي ليروي لنا مقتطفات عن تاريخ العائلة والديوان مبتدئا بالتنويه الى ان عائلة العسعوسي تنحدر من جبرية بني خالد. وهي اسرة كبيرة كانت تمتلك منذ القدم اربعة بيوت على البحر هي: بيت حسين بن محمد بن جاسم العسعوسي، وجاسم بن محمد بن جاسم العسعوسي، وبيت عبدالرحمن بن محمد بن جاسم العسعوسي، وبيت فلاح بن محمد بن جاسم العسعوسي. ديوان عام اما الديوان الموجود حاليا فهو ديوان حسين بن جاسم العسعوسي سابقا والذي اتخذته العائلة ديوانا يحمل اسمها، وهو ديوان منفصل عن البيت 'الحرم' وهو الديوان الثاني، لان الديوان الاول كان في الخلف، وهذا الديوان عمره نحو 270 سنة.
دفان البحر
وقال العسعوسي ان موقع الديوان هذا والشارع قبالته كان بحرا وبعد ان دفنت هذه المنطقة انشئ هذا الديوان والشارع الذي كان في السابق شارعا واحدا ثم صار اتجاهين وبعد ذلك رصف الشارع الثاني.
جيران وأهل
ويرجع عبدالرحمن العسعوسي 'أبو عبدالله' بذكرياته الى الوراء ليتذكر بعض جيرانه قائلا نحن لم نكن جيران فقط كل جار في داره ولكن كنا اهلا متكاتفين متعاضدين في السراء والضراء، حياتنا الاجتماعية لم تكن كما هي الآن، الجار لا يرى جاره إلا في المناسبات ولا يعرف عنه شيئا فإذا لم تخني الذاكرة وأنس البعض فمن جيراننا بيت يوسف يعقوب يوسف المطوع وخليفة عيسى الملا اللذان كانا حاضرين في الديوان وتدخل خليفة عيسى الملا وقال بيتنا لزيج 'ملاصق' بيت ديكسن، يقابله بيت يعقوب عيسى بشارة دور الديوان وعن دور الديوان وأهميته قديما وحديثا يقول عبدالرحمن العسعوسي تقريبا الدور نفسه في السابق كان يجتمع فيه كبار الفريج (الحي) لمناقشة الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومعرفة احوال أهالي الفريج وأخبارهم، كما تتم فيه مناقشة ما يهمهم من مواضيع ومشاريع مثل الغوص والسفر والتجارة والبيع والشراء وتتبع الأخبار الخليجية والعربية وحتى العالمية وبالأخص ما يخصهم مع دول مثل الهند وزنجبار، والآن يطرح تقريبا كل ما يخص المجتمع الكويتي من اخبار سياسية واقتصادية والاراضي والبيوت ومقارنتها خليجيا ودوليا وكل ما هو عام ويخص الجميع وليس شخصيا كله يطرح في الديوان.
ويتابع عبدالرحمن العسعوسي ويقول في ديواننا هذا لا أذكر انه وضع فيه راديو ولم يلعب فيه في الورق (الكوتشينة) ولا دومنة ولا دامة انما يؤمه رجالات الكويت، فتطرح فيه المواضيع المهمة بكل عقلانية وعدم المساس او التجريح من غيبة او نميمة بأي شخص ومهما كان. هذا المبدأ مرفوضا رفضا تاما فهو مبدأ ليس في ديواننا فقط انما في كل ديوانيات الكويت، فأهل الكويت كانوا ومازالوا شيمتهم الأخلاق الحميدة والاحترام المتبادل، فالغني لا يحقر أو يهين الفقير، انما يقف الى جانبه ويمد له يد العون ولا منة في ذلك وبلا تعال او تكبر، فالشخص يحترم ويقدر لذاته وليس لمركزه وحالته ومكانته الاقتصادية والاجتماعية، وعشنا دائما شيوخا وامراء وعائلات كأسرة واحدة ومازلنا نتوارث هذه العادات والقيم والمبادئ ومن الصعب تغييرها او تركها.
ديواننا لم يقفل أبدا
وأكد العسعوسي ان ديوان العائلة هذا لم يقفل ابدا وهو مشرع الابواب ليلا ونهارا منذ ان انشئ وهو الآن في يومين وعلى فترتين صباحية ومسائية والديوان كما ترى يحتوي على حجر 'غرف' فالباب الكبير 'بوخوخة' منذ أن بني الديوان لم يتغير إنما لمع ودهن ولكنه نفسه من الخشب وهو يتكون من صفاقتين (ظرفتين) وباب بوخوخة صغير للدخول منه ولا يفتح الباب الكبير الا للضرورة وفي المناسبات على يمين المدخل غرفة كانت تستعمل في السابق لشرب القهوة وتناول التمر والرطب ثم يدخل الى الديوان. والديوان مجهز بجميع الخدمات من مطبخ ودورة مياه وحمام لأنه كان معدا لاستقبال ضيوفنا من الخليج والهند عندما 'يبندرون' هنا في الكويت ويجلسون بالديوان الى ان يغادروا الكويت وهذا التعامل متبادل معنا بالمثل عندما نبندر عندهم 'يبندر يرسوا'. لهذا كان في السابق لا يقيم الديوان الا العوائل الذين لهم وضع اجتماعي مرموق ومن الميسورين ويصعب على كل شخص وضع ديوان، كما هو الحال الآن في كل بيت تقريبا حيث توجد ديوانية.
حوش الديوان
أملاك دولة
ويثمن العسعوسي اللفتة الكريمة من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، على حبه واعتزازه بتراث الكويت والاهتمام الكبير لحفظ هذا التراث فلقد ثمنت كل البيوت القديمة بما فيها هذه الديوانيات ولكنه طلب من اصحابها ادارتها والاهتمام بها وحفظها كما هي مع ترميمها بالطراز والنظام نفسه التي هي عليه كتراث كويتي قديم ومنذ الستينات بعد تثمينها ونحن نريدها وللعلم هذه الديوانيات كانت ولاتزال محل ترحيب لآل الصباح يزورونها ويقصدونها باستمرار.
نواخذة سفر
ونحن بالمناسبة نواخذة سفر ومعروفين ونزلنا الكويت على خشب 'اي عن طريق البحر بأبوام' وبني خالد معروفين عند كل اهل الكويت، حيث حضروا من منطقة الزبارة في قطر وهي منطقة تجارية والبوم السفار محمل كبير يحتاج الى نقعة وهذه نقعة العسعوسي ويشير اليها مقابل الديوان مازالت شاهدا ولدينا قوله 'صك ملكية' بغلة العسعوسي وكان عمرها ما يقارب مائة وسبعين عاما وأنا شخصيا اهديتها الى اميرنا الراحل الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله وطيب ثراه وسلمته 'قوله' بوم تيسير لعبدالرحمن العسعوسي الذي نشر 'صنع' أيام ظهور ماء حولي العذب فسمي حولي من أهالي الفريج تيمنا بماء حولي.
نرحب بالشباب
وأكد العسعوسي ان الديوان مفتوح للجميع ونرحب بالشباب لانه في كل عائلة لديها عميد يكون أكبرهم سنا يدير شؤون الاسرة وهو يعد ويصقل ممن هم أكبر منه سنا حيث يتعلم منهم على حياتهم كل أحوال وأمور العائلة والسياسة والنهج الذي تنتهجه، حتى يسير على الدرب نفسه ولا يحيد عنه إلا بما فيه مصلحة العائلة وفيما يخص الشباب نحن نتوسم فيهم الخير الكثير وندفعهم الى الجلوس بالديوان والنهل من عاداتنا وتقاليدنا ويعرف اهله وافراد عائلته وكيف يتعامل معهم. والديوان له بروتوكول خاص في كل شيء من حركة وجلوس ولباس وتصرفات فلا يمكن الجلوس من غير عقال بالديوان او ان تضع رجل على رجل امام احد الكبار او الجلوس في مقدمة الديوان انما كل شخص يعرف مكانه ومكانته ووضعه بكل ادب واحترام وتقدير.
دواوين السيف
ديوانيات الشرق حسب الترتيب من بعد المسجد الكبير الآن مقابل وزارة الخارجية هي: ديوان معرفي، ديوان بن عيسى، ديوان بوقماز، ديوان الشملان، ديوان بن خميس، ديوان الرومي، ديوان العسوسي 'هذا'، ديوان النصف، ديوان العصفور، ديوان الروضان، ديوان المناعي، ديوان المضف، ديوان بورسلي، ديوان القضيبي، ديوان قبازرد ثم ديوان الغانم الذي هو المرسم الحر الآن.
راديو الديوان
يقول محمد ناصر إنه في مرحلة من المراحل أضحت الدواوين تجمعا لالتقاط الأخبار حول العالم عبر المذياع عند بداية ظهوره، حيث لم يكن أحد يمكنه الحصول على مذياع، الذي لم يكن من ضمن محتويات البيوت في تلك الفترة. وأضاف: لقد حرصت بعض الدواوين الكبرى على اقتناء المذياع، كان الرواد يتحلقون حوله للاستماع إلى آخر الأخبار في العالم كله.
المصدر: جريدة القبس
تاريخ: 03-08-2006
|