راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت > جغرافية الكويت
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2008, 02:21 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي الفنطاس والعم محمد الناصر الحمدان

اعداد\ طلال سعد الرميضي






كانت السفن الشراعية العاملة بمهنة الغوص على اللؤلؤ تبدأ رحلتها في شهر مايو من كل عام بحثا عن اللآلئ والدانات التي تعتبر مصدر رزق للكثير من العوائل الكويتية.

ولكن زمن الغوص الآن قد ولى وانتهى ولم يتبق منه سوى الذكريات الجميلة التي يرويها لنا الرواة الثقات من كبار السن الذين أدركوا تلك الحقبة الزمنية من تاريخ هذه المهنة الكويتية العريقة ليحكوا لنا حياتهم وسط أمواج البحار الزرقاء ولينقلوا صورة حياة الأجداد ومعاناتهم خلال رحلة البحث عن اللؤلؤ والمحار.

وتستضيف صفحة نسايم الصور هذا الأسبوع شخصية كويتية هامة لكونها من جيل آخر النواخذة الكويتيين العاملين بهذه الحرفة القديمة وأحد فرسان مهنة الغوص إلا وهو العم الفاضل محمد الناصر الحمدان الذي يحدثنا عن ذكرياته الجميلة في قرية الفنطاس وعن مهنة الغوص على اللؤلؤ وأموراً أخرى يرويها لنا عبر لقاءنا الممتع معه.


قرية الفنطاس
يقول العم محمد الناصرالحمدان عن ولادته ما يلي:
ولدت في قرية الفنطاس في بيت الوالد الواقع على سيف البحر عام 1921م والفنطاس سميت بهذا الأسم لأن جدنا الأول حمدان بن خزيم الخالدي وضع فنطاس أي تانكي من خشب في هذه المنطقة لحفظ المياه واشتهرت المنطقة بهذا الأسم حتى وقتنا الحالي ويطلق الكويتيون على قرية الفنطاس والقرى التي تليها من جهة الجنوب اسم قصور لأن فيها بيوت صغيرة متفرقة، وقرية الفنطاس في الثلاثينيات والأربعينيات كانت كلها بيوت من طين وتطل على البحر وإذا أصبح الماي مد أي طفوح تصل مياه البحر إلى أبواب البيوت، وكان أهلها يشتغلون بالزراعة ويدشون الغوص في فصل الصيف وتوجد في الفنطاس مزارع طيبة لزراعة الطماطم والرقي والبطيخ.

ويضيف العم الحمدان بقوله: أول من سكن الفنطاس هم أسرتنا الحمدان قبل أكثر من مئتي سنة ثم توالت بعض الأسر إلى السكن في الفنطاس كالدندن والمزيعل والحقان والردهان والعبهول الشنيتير والمجيبل والعديلة والمكيمي والمطاوعة ومح والعميري والنويعم والفرج والدخيل والعجيل والشريدة وآخرين.. وكان أمير الفنطاس هو المرحوم عبدالله العلي الحمدان.
وقد عمل بعض الأهالي في صيد الأسماك وكان الكثير من أهالي الكويت يأتون في الربيع إلى الفنطاس ويسكنون فيها كالنفيسي والرفاعي والشلفان والرميح والعتيقي والمدير والتركيت وتوجد حظور لصيد السمك لحمود بن عبهول العازمي وموقعها مقابل الصهيد ولنا مساكر حيث نضع الغزل في الصبح وفي الليل نقلبه ونجمع السمك الذي نصطاده.


الدراسة عند ملا مرشد
ويستكمل العم محمد الحمدان ذكرياته فيقول:
كان في الفنطاس كتاب أو مدرسة صغيرة لتحفيظ الأولاد القرآن الكريم ويقوم بالتدريس فيها الملا مزعل هزاع الصلال رحمه الله، وكان أيضاً إماماً وخطيباً لمسجد الفنطاس ولكنني درست في داخل الكويت عند الملا عثمان العثمان في براحه ابن دعيج ثم عند مدرسة الملا مرشد وختمت عنده وكان معي في الدراسة من قرية الفنطاس محمد العلي المجيبل، وكما درست في المدرسة المباركية حتى الصف الثاني ثم عدت إلى الفنطاس.
وكانت الدراسة بسيطة وبدون مناهج علمية على غرار هذه الايام حيث كنا في الماضي ندرس الكتابة والقراءة ومبادئ الحساب وحفظ القرآن الكريم.
ويقول الحمدان عن التطبيب قديما ما يلي: كان التطبيب قديماً في الفنطاس لدى بعض الرجال الذين لديهم خبرة بسيطة في تجبير الكسور والعلاج الشعبي ولا توجد مستوصفات عندنا حيث اذا مرض احدنا يتوجه الى المستشفى الاميركاني في داخل السور، اما التوليد فتقوم بهذه المهنة عدة نساء من اهالي الفنطاس ويساعدهن حريم الفنطاس وكلهن جيران وجماعة.
ومن اشهر من عملن بالتطبيب بالفنطاس المرحومة منيرة العديلة «ام سلمان» والمرحومة هدباء براك الحمدان «ام خزام».


أول أمير للفنطاس
ويقول العم محمد الناصر الحمدان حول قرية الفنطاس: تولى جدي حمدان بن حمدان بن خزيم الخالدي اول امارة لقرية الفنطاس وثم تلاه في امارة القرية ابنه احمد، وخلفه على امارة الفنطاس عبدالله العلي الحمدان بتفويض من الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع وعرف عن الامير عبدالله العلي الحمدان التدين والجود والكرم وحسن الخلق، ويذكر بأنه اول من وضع سبيل الماء للمارة على الطريق العام الذي يحد القرية وهو طريق الداكوك اي طريق المشاة والدواب، واشتهر ابنه فهد باسم فهد الامير بعد وفاته.

اما اول مختار في الفنطاس فهو المرحوم احمد السالم الحمدان حيث تم انتخابه عام 1961م وكان مختار للفنطاس والعقيلة وابو حليفة والفنيطيس والمنقف وخدم سنوات طويلة وساعد الأهالي في انجاز اعمالهم وحل مشكلاتهم، وقد عمل المختار حمد الحمدان مدرساً في اول مدرسة بالفنطاس وذلك لنقص بعض المدرسين فيها لعدة سنوات وقد انتقل الى جوار الله يوم الجمعة الموافق 14/6/1996 م بعد ان عمل مختاراً لمدة اربع وثلاثين سنة.


مسجد الحمدان
يقول العم الناصر الحمدان بأن أول مسجد في الفنطاس هو مسجد الحمدان الذي أسسه جدنا حمدان بن خزيم الخالدي حوالي سنة 1780م وسجل ذلك على لوحة المسجد وحفر عين ماء في جهة الشمال الغربي من المسجد لتستخدم لوضوء المصلين وكان المسجد مبني من طين وخشب الجندل والباسكيل ومساحته تقريباً ثلاثة عشر متراً في أربعة أمتار ويكفي لحوالي أربعة صفوف من المصلين وكان موقع المسجد في الموقع القديم الأول للفنطاس وأول من صلى فيه هو جدي المرحوم حمدان بن خزيم ثم ابنه أحمد وبعده أفحاده حبيب أبو غانم وناصر أبو سلمان وحمدان أبو خزيم ورشيد الحميان وابن طريخم النجدي.
ثم تغير مكان المسجد وأعيد بناءه مرة أخرى، واتذكر في صغري توجد حجرة عند السدرة فسألت والدي رحمه الله فقال لي هذه أطلال مسجد الحمدان القديم.


الملا حمدان الحمدان
ويقول العم محمد الناصر عند سؤالنا له عن الملا المعروف حمدان أحمد الحمدان.
هو عمي أخو والدي وكان رجلاً مطوعاً وولد عام 1880 وكان حافظاً لأجزاء من القرآن الكريم وإماماً في مسجد الحمدان وفتح مدرسة صغيرة في ديوان الحمدان لتدريس أبناء قرية الفنطاس وذلك بالمجان دون مقابل، وعمل أستاذاً في مهنة البناء وقام ببناء الكثير من البيوت في الفنطاس وارتبط بعلاقات طيبة مع الشيخ سالم المبارك حاكم الكويت التاسع ويعتبر ابنه خزام أخاً في الرضاعة للشيخ صباح السالم الصباح، وتوفي الملا حمدان في عام 1968، يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته.
ولايزال أهالي الفنطاس يذكرونه بالخير لأفعاله الطيبة.


خرافات وأشباح
يحدثنا الحمدان عن موضوع الأساطير والخرافات والأشباح المنتشرة بين أهالي الفنطاس في تلك الفترة بقوله:
كنا نسمع عن الطنطل والسعلوة وحمارة القايلة وأم السعف والليف من أهالينا وكنا نعتقد بصحة هذه الشائعات وان هناك شخصيات موجودة على أرض الواقع مثلها واتذكر في إحدى الليالي كنت أمشي مع أخي رحمه الله في مزرعتنا الواقعة جنوبي الفنطاس وشفت شخص غريب أسمر البشرة يمشي ويطمر أي يقفز وسألت أخي فقال لي مالنا شغل فيه هو يمشي بطريقه ونحن نمشي بطريقنا.
وأكملنا الطريق إلى البيت ولم أره مرة أخرى.


الوالد النوخذة ناصر الأحمد
ويقول الحمدان: الوالد رحمه الله عمل بالبحر منذ بداية حياته مع جدي حتى صار والدي نوخذة اضافة لعمله بمقوعه الخاص في زراعة القمح على الامطار الموسمية اما من حيث الغوص فالوالد كان نوخذه وعنده سفينة من نوع شوعي بالتجديف والشراع ومعه اثنا عشر غيصاً واربعة عشر سيباً وكلهم كويتيون وكان يذهب الى الغوص في الموسم الكبير الرسمي واحياناً يدش موسم الردة وموسم الرديدة وهما موسمان لدخول السفن الشراعية الى المغاصات بعد انتهاء موسم الغوص الرسمي في مطلع اكتوبر وهذان الموسمان «الردة والرديدة» غير ملزمين على البحارة ويكونان في شهر اكتوبر ونوفمبر، واتذكر ان والدي وجد حصباة باعها على تجار البحرين بعشرين الف روبية وجدها بهير اسمه فساقة ابن حمدان.

اضافة إلى ذلك كان عنده دكان استمراراً لدكان والده احمد الحمدان وكان يبيع فيه مواد غذائية مثل العيش وقلال التمر وكان دكانه جزءاً من ديوانه، حيث كان ديوان الحمدان منفصلا ويشمل المجلس الرئيسي وديوان وحوش وكذلك غرفة خاصة لقلال التمر وفي وسط هذه الغرفة حضرة يتجمع فيها الدبس النازل من قلال التمر المرصوصة على بعضها والقلال معمولة من حوض سعف النخيل ويوضع فيها التمر ومساحة الغرفة مترين في ثلاثة امتار.
وكان الوالد يهتم في ديوان الحمدان وهو من اقدم الدواوين بالفنطاس وفي شهر رمضان كان يتفطر بعض اهالي الفنطاس ومنهم المؤذن محمد العيسى الردهان الذي يقوم بالتلاوة بعد صلاة التراويح لعمل الختمات في الديوان وعمل والدي في الزراعة في عين زراعية ضمن مقوع الحمدان بالفنطاس وتوفى رحمه الله سنة 1968م وعمره يناهز التسعين عاماً.


فساقة ابن حمدان
ويستكمل العم محمد الناصر الحمدان ذكرياته القديمة عن فساقة ابن حمدان فيقول:
الفساقة هي نوع من اساليب تجمع المحار في النوع وهو موقع بحري وقد سميت بهذا الاسم نسبة الى عمي النوخذة سالم الاحمد الحمدان الذي اكتشف هذا المغاص المليء بالمحار واللالئ فسمى هذا الهير او المغاص بفساقة ابن حمدان وعمقه حوالي عشرة ابواع ووجد والدي حصباة في هذا المغاص وباعها بعشرين الف روبية وقد عمل عمي سالم نوخذه بالغوص سنوات طويلة وتوفق فيه وكان مشهوراً وعرف عنه درايته الواسعة في البحر وكان يمتلك عدة سفن شراعية للغوص اشهرها كان السنبوك المسمى بالحمداني الذي باعه على النوخذه المعروف راشد بورسلي، وشوعي اسمه الحمر ويقول حنيف المزيعل عنه:

هذا الحمر بليا مهابيك... لاخطف جدام الخشب كنه الديك

واذكر انه طبعت له سفينة شراعية اثناء موسم الغوص في منطقة ظهر ابوعلي، وتوفي النوخذة سالم الحمدان في سنة 1957م رحمه الله رحمة واسعة.

نستكمل الحلقة الثانية من ذكريات العم الفاضل محمد الناصر الأحمد الحمدان ليحدثناعن تجربته الفريدة مع التنوخذ على سفن الغوص علىاللؤلؤ قبل نصف قرن وفي اواخر عهد الغوص بالكويت.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-07-2008, 02:27 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي






نستكمل الحلقة الثانية من أحاديث وسوالف العم الفاضل محمد الناصر الأحمد الحمدان ليكلمنا في هذا العدد عن ذكرياته القديمة في ركوبه السفن الشراعية كغيص ثم نوخذة واستمراره حتى أواخر سنوات مهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ في مغاصات الخليج العربي

ويقول العم محمد الحمدان حول بداية دخوله البحر:
ركبت مع والدي النوخذة ناصر الأحمد الحمدان في سفينته الشراعية من نوع شوعي في مهنة تباب لمدة ثلاث سنوات وبعدين ركبت رضيف أربع سنوات وبعدها أصبحت غيص وعمري ثماني عشرة سنة وكان كل أهل الكويت يدشون الغوص والبحر وما يقعد بالقيظ إلا النسوان والمعذور من الرجال واستمريت غيص مع الوالد في الشوعي حوالي عشر سنوات وكنا نغوص في هيرات مياه الخليج العربي كالبلداني وأبو عصية وعارض يوسف وحولي.
والغوص كله تعب والناس مجبورة تشتغل فيه لأنه مصدر رزقهم ورزق عيالهم ويصبرون على البحث على لقمة العيش وسط أعماق البحر بحثاً عن المحار اللي يمكن يكون فيه حصباة أو دانة يبيعونها ويترزقون الله من وراها.

النوخذة على السنبوك
وعن بداية تنوخذه على سفن الغوص يحدثنا النوخذة الحمدان بقوله:
بعد عشر سنوات من ركوبي كغيص في سفينة والدي ترك أبي الغوص فتنوخذت بعده وكان ذلك في أواخر سنين حكم الشيخ أحمد الجابر طيب الله ثراه في عام 1948، وركبت على سنبوك اطلقت عليه اسم صاروخ بعدما حطيت فيه مكينة قوتها 88 حصانا وكانت تعتبر قوية في زمنها، والسفينة الشراعية اللي يركبون عليها مكينة يسمونها لنج، والسنبوك أخذته وشار من أحد القلاليف من أهل شرق أي صنعه وكان فيه ثمانية مجاديف ودقل واحد وحن للخراب أي للحبال وهوري وكان اسمه يصدق فعله وسريع لذا اطلقت عليه اسم صاروخ، وفي عام 1949 احترقت المكينة واحنا في الغوص وتمكنا بعون من الله أن نطفي النيران وحنا وسط البحر وكنا نضع عليها هدوم مبلوله علشان نكتم النار، والله ستر وطفينا الحريق وبعدين صلحنا المكينة واكملنا موسم الغوص حتى نهايته، وسميت السنبوك حرقان بدلا من صاروخ، وهذه عين ما صلت على النبي، وكان معي خمسة وأربعين بحارا ما بين غيص وسيب وطباخ ونهام، وهذه السنوات في الأربعينات والخمسينات كان الغوص يعيش آخر أيامه لأن الناس تركت هذه المهنة المتعبة واتجهت إلى الأعمال الخفيفة في الإدارات الحكومية وشركات النفط ورواتبها كبيرة ومضمونة بخلاف العمل بمهنة الغوص والرزق غير مضمون والعمل في البحر وتحت آشعة الشمس الحارقة والجو الحار ومخاطر الأسماك والغرق، فالناس هجرت الغوص في تلك الأيام، وبعد ظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان ضعف سوق اللؤلؤ العالمي وتأثرت مهنة الغوص بهذا حتى توقفت تماما بعد ذلك.


آخر نواخذة الغوص
ويضيف العم النوخذة محمد الحمدان قائلاً استمريت أدش البحر كنوخذة غوص على السنبوك«حرقان» حتى عام 1960، وكان بعض النواخذة يدشون في الغوص بتلك السنوات أي الخمسينات واتذكر منهم راشد بن علبان الرشيدي وفلاح حمد الفلاح وإبراهيم المليفي ومحمد الجبر الجلاهمة وسالم الدويلة ومحمد القضيبي رحمهم الله جميعا وكان أمير الغوص أو سردال الخشب هو النوخذة راشد بن أحمد الرومي رحمه الله وفي آخر وقت الغوص ما كان هناك أمير للغوص لأن المحامل«السفن الشراعية» قلت بالتدريج حتى ما بقي منها إلا ست محامل وصارت وقفتها عن الغوص في وقت متقارب في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي بسبب ظهور اللؤلؤ الصناعي وظهور النفط فابتعد الكويتيون عن الغوص.

وأنا كنت أدش موسم الغوص الكبير الرسمي الذي يبدأ في مايو وينتهي في أواخر سبتمبر وكنا نكمل مدة الغوص أربع أشهر وقد تطول وقد تقصر أحيانا ومادشيت موسم الردة أو موسم الرديدة ولكن بعض النواخذة يروحون والنواخذة مو واحد وكل له تفكيره وشغله.

يضيف العم الحمدان قائلا: بعد انتهاء موسم الغوص انلك السفينة الشراعية«السنبوك» على السيف في الفنطاس بمعنى نسحبه بالبيطات«الحبال» على طعم من الشخب ويقوم التجار بسحبه إلى البراحة قرب بيتنا بالفنطاس وأخر السنين نسحبه بالدوار والكيبلات بدل البحارة والحبال ونستخدم الدوار المكون من حديد مدور لرفع السفينة ووضعها على السيف حتى بداية موسم الغوص التالي فنقوم بإنزالها إلى البحر ودخول موسم الغوص عليها.



طواويش اللؤلؤ
وسألنا العم محمد الحمدان حول بيع اللؤلؤ الذي تحصلون عليه من الغوص في المغاصات فأجاب:
أنا أبيعه على من أريد من الطواويش أي تجار اللؤلؤ وكانوا معدودين في ذلك الزمان، ولأنني غير مطلوب من أحد فلدي الحرية على من أبيعه، وكنت أبيع القماش أي اللؤلؤ الذيذ نجده في الكويت والبحرين واتذكر مرة واحدة فقد حصلت على حصباه بعتها بقيمة عشرة الاف روبية، وكنا نغوص في هيرات مياه الخليج العربي والهير يقصد فيه سكان تجمع المحار وتسمى أيضاً مغاصات وبعض الهيرات عميقة ويقاص عمقها بالباع والباع يزيد على المتر والنصف فمثلا هيرات حولي والبداني وعارض يوسف وأبو عصة وخلالوه وبوظلام يصل عمقها إلى اثنى عشر باعاً.
وهناك مغاصات ليست عميقة يصل عمقها إلى ثلاثة أبواع فقط مثل هيرات الزور والجليعة ودوحة الزرق والسفانية، وكنا نغوص في هيرات عالي وهي هيرات الكويت وفي هيرات سافل وهي الهيرات الجنوبية بالقرب من البحرين وقطر وعمان ويوجد مغاص اسمه فسافة بن حمدان وسمي نسبة إلى عمي النوخذة سالم الحمدان الذي اكتشف الهير وتحدثنا عنه في الحلقة الأولى.



السلام عند هيرات اللؤلؤ
ويستكمل العم محمد الحمدان ذكرياته قائلا: اتذكر النواخذة الكويتيين الذين كانوا يدشون الغوص كابن علبان والجبر والفلاح والمليفي والدويلة وكان بيننا التعاون والمحبة وكان بعض الغاصة أو السيوب ينتقلون بيننا ونعطي للبحار ورقة اسمها البروة أي براءة ذمة للبحار الذي يريد الدشة أو الركوب مع نوخذة آخر وتدل على أنه ليس مديون ولا مطلوب من النوخذة الذي كان يركب معه.
واتذكر أننا كنا نلتقي في البنادر وفي هيرات الغوص ونسلم على بعضنا من بعيد وإذا عرفته تقول السلام يا فلان وربعه وإذا ما ميزته تقول السلام عليكم والطريقة أن يصطف البحارة مقابل المحمل الآخر سواء كان طرح يغوص أو خاطف ويرفع غير المشغولين أيديهم جميعاً وبصوت واحد يقولون«السلام عليكم».
وكان هناك نواخذة من البحرين وقطر والسعودية ولكن نواخذة الخليج ما يجون هيرات الكويت إلا النادر بينما نواخذة الكويت يذهبون إلى مختلف الهيرات وذلك لكثرة خشب وسفن النواخذة الكويتيين.


بحارة نهاية الغوص
ويقول الحمدان عن البحارة العاملين في نهاية الغوص: كان في الماضي أغلب البحارة كويتيين ونعرفهم ويعرفونا ولكن بعد ظهور النفط في الكويت واكتشاف اللؤلؤ الصناعي باليابان وانتشاره ترك غالبية الكويتيين هذه المهمة واذكر في الماضي كان معاهم بحارة من أهل نجد والبدو، وبعد ما تقاصر الغوص بدأ بحارة عمان والإمارات يحضرون ويدشون الغوص معانا عن طريق الاتفاق بحيث يقدم النوخذة«تسقام» أي سلفة لكل بحار يصرفها على أهله وبعدما نقفل أي ينتهي موسم الغوص نبيع القماش«محصول اللؤلؤ» ونأخذ من نصيبه اللي لنا ونعطيه الباقي.
وفي آخر الوقت صار كل بحارتي من أهل عمان وكان معاي غيص كويتي واحد اسمه أبو ردن العازمي في آخر سنوات الغوص في أواخر الخمسينات ولا أذكر اسمه الأول لكبر سني وهذا الكلام قبل نصف قرن.


سوالف من البحر
ويستكمل النوخذة محمد الناصر الأحمد الحمدان ذكرياته الجميلة عن ركوبه البحر كنوخذة غوص ويقول لنا هذه الحادثة التي جرت أثناء موسم الغوص على اللؤلؤ فيقول: اتذكر عندما كنت غيصا في سفينة الوالد وكان معنا أخي الأكبر سلمان التاجر وأثناء غواصته كاد أن يأكله جرجور«سمك القرش»، ولكنه سلم في آخر لحظة بفضل من الله حيث كان يغوص في داخل مغاصات اللؤلؤ تحت المياه ولما شاف الجرجور نبر على السيب الذي أسرع في سحب الحبل والحمد لله ما وصل الجرجور عنده إلا بعد لحظة من ركوبه المحمل وبعدين تركنا هذا المكان إلى غيره خوفا على أرواح البحارة من الجرجور.
أما على أيامي عندما أصبحت نوخذة فما حدث مع بحارتي شيء يذكر ولكن هناك طرفة حيث انني أخذت ابني الدكتور جاسم معي وكان عمره وقتها تسع أو ثمان سنوات لتدريبه على التحمل والصبر ويرى أعمال البحر ويصير نوخذة مثل أبوه وجده، وكان جاسم يرغب بصيد السمك بالخيط والمجدار والغاصة تحت البحر فهيته ولكن قال لي يبه تراني صدت هامور كبير وانقطع الخيط وإذا بأحد الغاصة يخرج والمجدار ناشب في الديين وهو يسحب الخيط وجاسم يسحب حتى انقطع الخيط وتبين ان الهامور اللي صاده ولدي جاسم هو احد الغاصة.
وسألنا العم محمد الحمدان هل كان معكم نهام؟
ويجيبنا قائلا: نعم كان معي نهام واحد والنهمة نوعين كان يتولها النهام منها يا مال والزهيري وكل عمل له مهنة مثل جر الخراب أي الحبال أو الخطفة أي رفع الشراع فيقول على سبيل المثال:
أول القيل ما بالعرش كود الله
وثاني القيل محمد رسول الله

ومن الزهيريات التي يغنيها النهام في الغوص:
يا زين بالفرقا علي اخطيت وابعدت ليماك عني بالبناء واخطيت مثلك يسامح خطاي لين مني عليه اخطيت وان بعتني بالحسن اشريك بحبي بحبك سباني من يوم انا كل ما اخطيت. وهذه زهيرية اخرى: ريم أريته بعيني وارد للمي ينسل جعوده على متونه بوسط المي هلت العين وطاح بعض الدمع بالمي صوت له ياحمد يا من قذلنه سايحة خده كلون الورد مشكم له رايحة كل ماهشت انا اليد قالت خلني رايحة خوفي من اللاشي يتبع جرتي بالمي.


ترك الغوص والبحر
ويضيف العم الحمدان قائلاً: استمريت نوخذة حتى عام 1960م واخر موسم غوص دشيته كان في عام 1959 وعرض على واحد من أهل عمان يشتري مني اللنج «حرقان» ويعطيني قيمته في السنة القادمة فوافقت وبعت السفينة عليه، وحيث ان التعامل كان يعتمد على الثقة ولكن الى يومك ما شفته ولا شفت حرقان، حيث للاسف ان بعض الناس ما تقدر الثقة وهالايام زادوا ولكن الحمد لله عوضنا بأشياء كثيرة. واسقطت ديون كل البحارة اللي معاي وعليهم باقي السلفة وانتهت مهنة الاجداد اللي كانوا يعملون فيها بعد تلك الايام.

ويقول الحمدان: اشتغلت بصيد الاسماك مع اخوي سلمان وكنا ننصب الغزل في ساحل الفنطاس كما عملت بالزراعة في مقوع والدي الواقع في قطعة واحد بالفنطاس. واشتريت سيارة لوري دوج حمراء اللون في عام 1946م وكنت اوصل الناس والسمك والبعارين والاغنام من القرى الكويتية الى داخل السور وكان يركب معي الحضري والبدوي ويقول الشاعر فالح الزقاع العازمي هذه الأبيات التي يسندها علي في عام 1949م يقول فيها:

موترك ياحمود ماجانا نشوفه
لويجينا ما نعرف دريوليه
اركبوه وهات الموتر نشوفه
ونتعرف موتر توه شريه
كل موتر غير موترنا نعوفه
غير ابن حمدان شوق الغشمرية
راعي المعروف نثني بمعروفه
ما نجازي الطيب بعلوم رديه
يا ابن ناصر طيبكم كل يشوفه
أول المحدار كروتنا عطيه


وهذه ابيات قالها فرج الفرج رحمه الله واكملت القصيدة معه يقول فيها:

ياراعي الدوج بند وخذلي مكتوب
وصل سلامي لخلي وارجعه ليه
يا محمد احرص تري المكتوب للمحبوب
مجود مامشي بأرض الخلاويه
وبازهمك يا صحيبي وانت سد النوب
ترى صواب الحبيب ماكن فيه

واذكر ان الذي قام باختباري عند حصولي على ليسن القيادة هو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه حيث قدمت اختبار القيادة في الدهلة داخل مدينة الكويت.

ومن السوالف العجيبة التي حدثت معي اثناء قيادتي لسيارتي اللوري انه في احدى الليالي عندما كنت قادماً من حد الحماره كنت أرى ناراً تشب في وسط الطريق الخالي الا من الذئاب والحصانية وعندما اصل قرب هذه النار تنطفئ ثم تعاود الاشتعال في مكان آخر وتكرر هذا الامر حتى اصل الى قرية الشعيبة. كما عملت مراقباً في وزارة الاشغال اشرف على بناء المدارس في الاحمدي، الشعيبة والفنطاس وكنت عضواً في مجلس محافظة الاحمدي في عام 1988.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-07-2008, 01:35 PM
الصورة الرمزية PAC3
PAC3 PAC3 غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت - القصور
المشاركات: 2,003
إرسال رسالة عبر AIM إلى PAC3
افتراضي

الاخ ابوعبداللطيف بارك الله فيك
العم محمد الحمدان من كبار الرعيل الاول من عائلة الحمدان ورجل له مكانة خاصة عن أهل الفنطاس
و اسرة الحمدان من اقدم الاسرة التي قطنت الفنطاس وعرف عنهم السمعة الطيبة عند أهل الكويت وأهل القصور
لاتزال الاسرة موجودة في قرية الفنطاس ولهم ديوان يتجمع فية رجال الاسرة
تحياتي
__________________


وأن ماحمينا دارنا @ وشعاد نبغي بالحياه

ذيبٍ عــوا بـديـارنا @ وديـار حـيانـه وراه

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-09-2008, 07:17 AM
ولدالعجمان ولدالعجمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 7
افتراضي

ونعم والف نعم بهذي العايله الحمدان لهم مكانه واحترام عندنا بالمنطقه العاشره ولهم تاريخ وسمعه طيبه وعلى مدى الاجيال ومن كلام شيبانا عن هذي العايله انهم اهل كرم ودين وكانو معروفين بالسكارى يعني الكريمين اهل كرم اول من بنى مسجد في المنطقه العاشره ولهم اعمال خيره كثير وعمل سبيل ماء في الطريق من الكويت الى الفنطاس وسمعت ايضا كان عندهم استراحه للقادمين من الديره يرتاحون وينامون فيها وكان وضعها جدهم الكبير ونعم في الحمدان اهل القصور وكل بني خالد
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-10-2008, 04:29 AM
ياساحل الفنطاس ياساحل الفنطاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AHMAD
  
.




ويضيف العم الحمدان بقوله: أول من سكن الفنطاس هم أسرتنا الحمدان قبل أكثر من مئتي سنة ثم توالت بعض الأسر إلى السكن في الفنطاس كالدندن والمزيعل والحقان والردهان والعبهول الشنيتير والمجيبل والعديلة والمكيمي والمطاوعة ومح والعميري والنويعم والفرج والدخيل والعجيل والشريدة وآخرين.. وكان أمير الفنطاس هو المرحوم عبدالله العلي الحمدان.

ويقول الحمدان عن التطبيب قديما ما يلي: ا التوليد فتقوم بهذه المهنة عدة نساء من اهالي الفنطاس ويساعدهن حريم الفنطاس وكلهن جيران وجماعة.
ومن اشهر من عملن بالتطبيب بالفنطاس المرحومة منيرة العديلة «ام سلمان» والمرحومة هدباء براك الحمدان «ام خزام».


يذكر ان لقب العديله على (عائله ال ناصر السبيعي من فخذ المكاحلا ) جاء نظرا لوجود عمتهم منيره العديله التي كانت تعدل بين الناس ومنها اطلق اللقب على العائله باكلمها فقط لمن سكنوا بالكويت اما جذورهم في الجزيره العربيه عتبوا على تسميتهم بهذا اللقب من باب الحفظ على اصل العائله الا وهو السبيعي..ولازال الى الان علاقاتهم مع عيال عمومهم ال ناصر بلمملكه العربيه السعوديه مستمره.فلم يفرقهم الزمان ولم يبعدهم المكان..حيث دخلوا الكويت عام 1885 فسكنوا شرق ثم اتجه بعضهم الى الفنطاس..
وكون ان مركزهم الاصلي هو منطقه شرق فهم لا يدخلون ضمن لقب القروه التي تطلق على اهالي منطقه الفنطاس..ومن اعلامهم احمد العديله والذي كان شاعرا..وبالاخص شاعر عارضات...والذي خصص له 4 حلقات كامله له بالتلفزيون مع احد افراد عائلة المزيعل ..و كذلك عبد الله العديله التاجر المعروف بوكاله العديله للدراجات..وهم اول من دخلوا الدراجات بالكويت و التي كانت تختم باسم العديله...

والجدير بالذكر ان كلا العائلتنان تربطهم علاقة نسب...حيث ان العديله خوال الحمدان...وكذلك مع المكيمي اضافه الى القروي والمطاوعه والعواد


واذا تبون زود...على راسي....المصادر من شيابنا........والي عنده معلومات زياده يزاه خير

التعديل الأخير تم بواسطة ياساحل الفنطاس ; 01-10-2008 الساعة 04:40 AM.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-10-2008, 01:43 AM
ولدالعجمان ولدالعجمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 7
افتراضي

ونعم في ا لعديله ولكن قلت عائلة العديله ليسو من القرويه او لم يكوونو قرويه ياخي القرويه ليسة اصل بل لكل شخص سكن القرى يطلق عليه قرويه ولو حتى كان جديد السكن ويوجد عجمان في الفنطاس يطلقون عليهم قرويه
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15-01-2009, 10:39 PM
ياساحل الفنطاس ياساحل الفنطاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3
افتراضي

على راسي
وهل كان في كلامي انتقاص للقلب (القروه)؟
لم اجد ذلك.....ربما اسات فهمي..!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صورة نادرة للحاج :عيسي بن حسين بن ابراهيم بن محمد الصايغ الناصر الصايغ الناصر الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 8 20-06-2011 10:28 AM
التاجر محمد العبدالله المتروك وشريكة التاجر عبدالمحسن الناصر الخرافى bo alan الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 0 05-10-2009 07:29 PM
يا ساحل الفنطاس - أحمد مشاري العدواني المتقصي التاريـــخ الأدبي 3 25-09-2008 02:41 AM


الساعة الآن 02:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت