مبايعة عبدالرحمن القناعي لليهودي يعقوب - القبس
(جريدة القبس)
الشاري يعقوب اليهودي
والبائع عبد الرحمن بن سليمان والسعر 1200 ريال فضة فرنسي
كتب أحمد شمس الدين:
وثيقتنا اليوم يعود تاريخها الى عام 1317هجري، أي ما قبل 113 سنة تقريبا، وهي عبارة عن صك مبايعة لعقار عائد الى عبدالرحمن ابن سليمان ابن بدر الجناعي، وأما الشاري فهو يعقوب ابن يامين اليهودي (بنيامين)، وقد زودنا الحاج شاكر (أبو رمزي) نجل المواطن الجناعي بالوثيقة مشكوراً، ولدى سؤالنا عن موقع العقار تحديدا، افاد بإنه لا يعرف عنه شيئاً سوى ما هو وارد في صك المبايعة الصادر من قاضي الكويت في تلك الأيام محمد ابن عبدالله العدساني، وما يحويه من وصف وتحديد للعقار.
جدير ذكره أن العديد من العوائل اليهودية كانت تقطن الكويت وكانت تعمل بتجارة وصياغة الذهب وبيع الأقمشة.
يقول الباحث والكاتب والمؤلف الكويتي الأخ الصديق الزميل عادل العبدالمغني في كتابه "سور الديرة" المكون من خمسة أجزاء، وفي الفصل الخاص باليهود في الكويت، حيث ذكر أن عددهم كان يربو على 500 فردوأنهم جاءوا الى الكويت من العراق وايران والبلاد المجاورة، وان منازل اليهود كانت بالقرب من "فريج الشيوخ" بالقرب من مسجد الدولة الكبير - وأن آخر فرد أو عائلة غادرت البلاد كان في عام 1948.
ويذكر عادل العبدالمغني بعض العوائل اليهودية التي أقامت في البلاد وعلى مدى عقود من الزمان وهي:
• عائلة محلب
• عائلة ساسون
• عائلة صاموئيل
• عائلة عزرا
• عائلة يعقوب
• عائلة اليامو
• وجماعة صالح.
ويضيف ان هناك عائلة يهودية اشتهرت بالغناء والفن، وهي عائلة عزرا يعقوب البحريني، وهو من التجار المعروفين آنذاك في البلاد وكان يجيد العزف على آلة القانون وله ابن أصبح مشهوراً بعد ذلك في مجال الغناء واشتهر بصالح الكويتي، وهو من مواليد الكويت عام 1901، وكان يجيد العزف على آلة العود منذ نعومة أظافره، وأما أخوه داود عزرا الكويتي فهو ايضا من مواليد الكويت عام 1903 وكان يعزف على آلة الكمان، وكونا مع والدهما فرقة موسيقية كانت تقيم الحفلات في بعض المنازل في منطقة «الرميلة» في المرقاب حاليا مقر وزارة التربية القديمة وبلوكات الأقمشة ( كتاب سور الديرة) الجزء الأول من تأليف عادل العبدالمغني.
بقي أن نعرف أن قيمة العقار كانت 1200 ريال فرنسي «فضة»، والريال في تلك الأيام كان يعادل روبيتين ونصف الروبية، «تاريخ العملة في الكويت لعادل العبدالمغني»، أي ما يعادل ثلاثة آلاف روبية وهو سعر خيالي كبير مقارنة بتلك الأيام، أي قبل أكثر من مائة عام.
وهذا يدل على أن مساحة العقار كانت كبيرة جداً.
وفيما يلي النص الحرفي للوثيقة دونما تغيير أو تحريف:
الحمد لله سبحانه
جرا كما ذكر لي وأنا العبد الفاني
محمد ابن عبدالله العدساني
السبب الداعي إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو أنه قد باع عبدالرحمن ابن سليمان ابن بدر الجناعي من حامل هذا الكتاب يعقوب ابن يامين اليهودي وهو أيضا قد اشترا منه ما هو ملكه الى حين صدور هذا البيع فيه وهو البيت المحدود قبلتا حوطة سري، وشمالا بيت حسن ابن يوسف، وشرقا بيت ناصر أبو ناشي سابق، وجنوبا بيت ابن سالم، بثمن قدره وعدده الف ريال ومايتين ريال سلم الثمن تمامه وكل له المشتري يعقوب المذكور بيد البايع عبدالرحمن المزبور بيعا صحيحا شرعيا، فبموجب ما ذكر من البيع وتسليم الثمن من يد المشتري إلى يد البايع واقرار البايع بقبض الثمن بتمامه وكل له من يد المشتري صار البيت المبيع المذكور بكافة حدوده وحقوقه مالا وملكا للمشتري يعقوب ابن يامين المذكور من ساير املاكه يتصرف فيه تصرف أهل الأملاك في املاكهم وذوي الحقوق في حقوقهم من غير مانع ولا منازع بوجه من الوجوه ولا بسبب من الأسباب حتى لا يخفى جرا وحرر في 28 صفر 1317
صحيح عبدالرحمن ابن سليمان البدر
شهد بذلك عن أقرار عبدالرحمن
المذكور الأخر محمد ابن عبدالله ابن فارس
شهد بذلك جبر ابن غانم..
الشكر كل الشكر للأخ الاستاذ عادل العبدالمغني على تزويده لنا ببعض المعلومات المهمة.
.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
|