الصباح هم أنفسهم والشعب كذلك - الشيباني
الصباح هم أنفسهم والشعب كذلك
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :
في عام 1752 تسلّم العتوب من بني خالد الحكم في الكويت، ومن بداية حكم الشيخ صباح الأول بن جابر حتى يومنا هذا وهذه الأسرة نفسها التي تحكم الكويت، والشعب هو نفسه الذي رضي بها، ولن يتغير هذا على هذا ولا هذا على هذا، قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر المتنوعة، وقد تكون بحدة وقوة، ولكن لا أحد من المواطنين ناقش حكم الصباح لهذا الشعب، بل لا أحد يرى بديلا عنهم.
في هذا السياق شدني قولٌ طيب وأنا أبحث في التاريخ القديم لمؤرخ الكويت الكبير سيف مرزوق الشملان في كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي» في طبعته الأولى عام «1975 مج 104/1»: «هناك ثلاثة أمور مهمة في تاريخ الكويت. وهذه الأمور انفردت الكويت بها دون غيرها من البلدان العربية.. وهذه من الأمور التي تلفت النظر، وتعد من الأمور الفريدة في التاريخ:
الأول: أن الكويت منذ تأسيسها وحتى اليوم لم تحكمها سوى أسرة واحدة، أسرة آل صباح، في حين أن غيرها من البلدان العربية تداولت حكمها أسر عدة.
الثاني: أن الكويت منذ تأسيسها وحتى اليوم لم تستول عليها دولة أجنبية، علما بأن غيرها من البلدان العربية استولت عليها دول أجنبية.
الثالث: أنه لم تقع حروب داخلية في الكويت منذ تأسيسها وحتى اليوم، في حين أن جاراتها العربيات الشقيقات وقعت فيها حروب داخلية عدة وقلاقل. وهذا يعود إلى تماسك الكويتيين بعضهم مع بعض. وكونهم عبارة عن أسرة واحدة كبيرة، وأرجو أن تستمر على هذا المنوال لما فيه خير الكويت». انتهى كلامه.
وهذا ما يتمناه الشعب الكويتي، تفاهم واتفاق السلطتين الحكومة والمجلس للوصول إلى رفعته والمحافظة على نسيجه المؤتلف منذ القدم، بداية قيام دولة الكويت.
هذه هي أسرة آل صباح، لا تحمل لمن يخالفها الرأي إلا التفاهم وبصدور منفتحة، لا ضغينة فيها ولا كبر، ولا استبداد بالرأي، كما قال سمو الأمير: «علينا أن نتقبل الرأي الآخر.. كما علينا أن نتشاور لا أن نتخاصم.. وأن نختلف لا أن نتعادى، وأن ننتقد بلا تشهير، وأن نحاسب بلا انتقام.. فكلنا من الكويت نبدأ، وإليها ننتهي..» والله أسأل أن يحفظ أميرنا وبلدنا وشعبنا ويجمعهم على الائتلاف والاتفاق والسداد. والله المستعان.
القبس - أمس
|