29-10-2009, 10:43 AM
|
|
عضـو متميز
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 788
|
|
الزميلات والزملاء الأعضاء الكرام
حين تقرؤا محاضر جلسات المجلس التأسيسي والنقاشات التي دارت بشأن مواد الدستور لا تملكوا إلا أن تنحنوا تقديراً واحتراماً لأولئك الذين ناقشوه وتَشعُروا من دون شك أو ريبة أنهم رِجالات وضعوا مصلحة الكويت نصب أعينهم وتُقدِّروا إختلافاتهم لأنها كلها كانت تنتهي عند مصلحة الوطن ولم تكُن هناك مصالح تتطاحن ومنافع تتصارع بل كانت مصلحة البلاد هاجساً للجميع.
تلك مرحلة مضى عليها نصف قرن من الزمان تقريباً ولم تكُن الكويت كما نعيشها اليوم ولم يكُن التعليم قد أخذ حيزاً كالذي نراه ورغم ضيق دائرته فإنه كان نوعياً ومميزاً وكان الرجالات الذين بحثوا الدستور وأقرّوه رجالات عَرَكتهم الحياة وعاشوها بمسؤولية وإصرار وإرادة مميزة كانت ضمائرهم حيّة ونقيّة وخلافاتهم اجتهادات لا خصومات لم تكُن تحكمهم مصالح ناخبين بل حكَّموا عقولهم لمصلحة وطن فصاغوا وثيقة العهد من خلال عقد سياسي واجتماعي واقتصادي يقنِّن علاقة الحاكم بالمحكوم ويحمي حقوق المواطن ويصون الحريات والكرامات ويحفظ الوطن من العبث.
لم يكُن دستور 1962 وليد الستينيات بل هو خلاصة تطور محاولات سابقة جذورها في أوائل العشرينيات ونموها في أواخر الثلاثينيات وثمرها جاء في الستينيات.
وعلينا أن نتخيل حال البلد آنذاك لا ماء لا زرع ولا نفط لكن إرادة أهله كانت أكبر من أي شيء وعزمهم وإصرارهم أقوى من كل الصعوبات.
كان نقاشاً راقياً ذاك الذي شهدته جلسات المجلس التأسيسي سواء في لجنة صياغة الدستور أو في جلسات مناقشة مواده وإقرارها.
حين تقرأ تلك المحاضر تعتريك الحسرة ويلبسك الأسى على ما آلت إليه مستويات النقاش وطرق الاختلاف في ما نشهده بالكثير من مجالس الأمة خصوصاً في العقد الأخير.
بكل الود تقبلوا مني أعذب وأرق التحيات
|