فقدت الكويت امس احد وجوه العمل الوطني والبرلماني، المرحوم محمد احمد الرشيد الذي ولد عام 1920 في بيت العائلة القديم الواقع بجوار مسجد النبهان، درس بالمدرسة الاحمدية برفقة شقيقه المؤرخ عبدالعزيز الرشيد الذي كان يقوم بالتدريس في المدرسة، امتهن الغوص وعمل بحارا في السفن الشراعية، مارس التجارة في الخمسينات، وفتح محلا بسوق الدهن امضى فيه سبع سنوات. انجذب للعمل الوطني بمتابعته الدائمة لجلسات المجلس التأسيسي والذي لم يحالفه الحظ بالنجاح في عضويته. وترشح في اول انتخابات نيابية جرت في الكويت بعد اعلان الدستور وذلك عام 1963 عن الدائرة الثانية (القبلة) وكان ترتيبه الخامس ثم في مجلس 1967 ومجلسي 1971 و1975 ومجلس 1981، عارض مبدأ تعديل الدستور، وقدم عدة استجوابات، ووقع العريضة المشهورة بعد تزوير الانتخابات عام 1967، وفي العام 1985 قرر اعتزال العمل النيابي «لان جيل اليوم لا يصلح ان يدار برجال الامس». وقدم اول سؤال حول اسباب حل نادي الاستقلال، والرد عليه من قبل وزير الشؤون «بسبب تدخله في الامور السياسية».
كان حريصا على تدوين كل شيء في حياته محتفظا بنسخ من اوراقه ونشاطاته ومساهماته.
عرف عن المرحوم مواقفه الوطنية وامتلاكه للروح الكويتية التي تضع مصلحة البلد قبل أي شيء آخر، له باع طويل في العمل السياسي، والنهج الذي سار عليه والتزم به، خاصة تأييده للقضايا القومية، ترك بصمة واضحة في العمل النيابي على مدى خمسة مجالس نيابية كان عضواً فيها. عرف بكونه أحد أقطاب المعارضة، ولقب بالنائب الشعبي، وكانت مسيرته حافلة بالعطاء الوطني والنزاهة التي رافقت حياته النيابية ومشاركته في مناقشة واقرار أهم القوانين التي صادق عليها مجلس الأمة.
متزوج وله خمسة اولاد وعشر بنات، وهو والد الزميل د. انس الرشيد الذي عين وزيرا للاعلام واحمد ومعن وعبدالمحسن وعبدالوهاب.
والقبس تتقدم من آل الرشيد، والزميل انس الرشيد بأحر التعازي لوفاة المرحوم محمد احمد الرشيد، سائلة المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون
جريدة القبس - 16/5/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|