12-06-2009, 03:28 PM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
عبدالله الخزي -جريدة الرأي
عبدالله الخزي
جريدةالرأي - اليوم
سعود الديحاني
الحياة محطات وذكريات يمر بها الانسان تمحو السنين بعضها والبعض الاخر تختزله الذاكرة فيعيش في رحابها ماضي الانسان وذكرياته، ضيفنا اليوم ادرك القوة الامنية التي اسست لحماية الابار النفطية حين اكتشف النفط في بلدنا المعطاء، يحدثنا عن آليات المنظومة الامنية لتلك الابار في عقد الخمسينات والستينات ثم يتطرق معنا الى عمله في مركز ام العيش والذي اشتهر باسم مركز بوصالح ثم ينقلنا بالحديث إلى النقاط الامنية التي كثرت ابان عمله في القوة الامنية التي كانت تتولى حماية المنشآت النفطية وكم وصل عددها يوم كان يعمل، في احاديث متنوعة وشيقة باختلاف مواضيعها
فلنترك ضيف حديث الذكريات عبدالله الخزي يحدثنا: سكنّا في منطقة المرقاب بالقرب من ديوان الوزان هو عبدالعزيز رحمه الله اذكر اولاد عبدالله ومحمد وعلي والامن العام قريب من منزلنا لاننا إذا ذهبنا إلى السوق نمر عليه واذكر كنا نرى الشيوخ وهم جالسون عصرا في قصر نايف ودروازة الشامية هي اقرب الدروازات لنا ومسجد الحمد قريب منا واكثر اهل نجد هم ساكنو المرقاب, واما اول عمل لي فكان في الاحمدي عندما كان الامير الراحل رحمه الله هو المسؤول عنها وكان ذلك سنة 1952 واذكر ان فوزي الخضرى كان في مكتبه وهو فلسطيني من اهل غزة وانا كنت في المرقاب وجاءنا سيل هدم كثيراً من البيوت وكانت الاعمال في الكويت يوميتها لا تتعدى روبية لكن نصحنا احد النجادة الذي عندنا في المرقاب بالذهاب إلى الامير الراحل جابر الاحمد رحمه الله وقد قال لي ذلك الصديق إذا كنت تريد العمل المناسب والمستمر فاذهب إلى الاحمدي ففيها جابر الاحمد لا يمانع من اراد العمل في شركة النفط ووجهني إلى موضع السيارات التي تذهب وتنقل الناس إلى الاحمدي وهم يعرفون موضع دائرة الاحمدي وفعلا اخذت نصيحته وذهبت إلى الاحمدي وعند وصولي إلى الدائرة الحكومية وجدت عند مكتب سموه شرطة على الباب وكانوا لا يتجاوزون الثلاثة «عسكر» ثم اخذت نفسي ودخلت الدائرة ورأيت الخدام فيها وهو رحمه الله وجاء قبل مجيئي بنصف ساعة وجلس في مكتبه وانا سألت عن مكتبه فاشاروا لي نحوه وقالوا ذلك الباب هو باب مكتبه فتوجهت إلى سموه ودخلت عليه وكان على بابه شرطي عرفته فيما بعد اسمه صالح دحام لم يمنعني من الدخول فرأيته رحمه الله وهو عليه بشت وكان في مقتبل عمره وقد دخلت عليه من غير موعد مسبق وانا عندما جئته القيت السلام عليه وقال لي اجلس وكان معي مكتوب فيه طلب لي برغبتي بالوظيفة عندهم وقد طلب لي القهوة ثم قدمت الورقة التي فيها رغبتي بالعمل بالاحمدي فنظر فيها وقال: هي لك ام انت متوسط لاحد اي ساع لاحد بالوظيفة قلت بل الوظيفة لي انا لم ات لاحد فوقع عليها وقال اعطوه سلاحاً ثم خرجت إلى فوزي الخضرى بالمكتوب الذي عليه توقيع سموه ووجدت رجلاً اسمه حربي كان يعمل بأمن الاحمدي وقدمت له المكتوب بدل ان اعطيه فوزي الخضرى فأخذه وسعى فيه ثم ذهبنا إلى مسؤول السلاح وقال هذا من عند الامير فصرف لي سلاحاً وتوظفت بكل يسر بقوة امن الاحمدي وقد صرف لي مئتا روبية كراتب شهري، وعملنا كان بالاحمدي ويتم توزيعنا على آبار النفط كقوة حراسة واذكر من مسؤوليني فيصل الدويش وسعود بن ثويران ومرشد بن طواله في المقوع.
العمل
بعد قوة امن حراسة الابار النفطية صرت تبع قوة المهام التي تكون تحت حاجة شركة نفط الكويت هي قوة بمثابة قوة طوارئ واما سكني فقد سكنت في تلك الفترة في منطقة الاحمدي والحمد لله كنت محبوبا من زملائي وعلاقتي معهم ممتازة وبعد مضي وقت تم نقلنا إلى القوة الامنية التي في منطقة الروضتين وقد تسلمنا اول عين نفطية ظهرت هناك وبئر رقم واحد وكان معي مجموعة من زملائي والمسؤول علينا عبدالله بن حجي رحمه الله وكان كبير السن وليس له قدره على تحمل اعباء الدوام بسبب كبر سنه وقال لي انت مسؤول على القوة فتسلمت مهام المسؤولية عنه وهو رجل ونعم فيه وبعد فترة من الوقت توفي رحمه الله وجاء خطاب رسمي بان ان اكون انا مسؤول على مركز الروضتين لحراسة الابار النفطية والعمل كان شهرا كاملا ولنا ثلاثة ايام نذهب بها إلى اهلينا ونحن كنا نساعد بعضنا البعض اما الراتب فلقد استمررت اربع سنوات لم يتجاوز راتبي 280 روبية وفترة عندما صرت مسؤولاً زاد راتبي إلى 400 روبية وقد صرف لنا سلاح للقوة وكذلك سيارة خاصة للمركز تكون تحت استعمالي بصفتي مسؤول عن المركز.
المهام
نحن قوة لحماية الابار النفطية من اي خطر قد يأتي عليها من سرقة او عبث او اختلال في الامن فاذا جاء طاقم شركة النفط واخذوا بحفر البئر النفطية وهو ما يطلق عليها الريق نحن بدورنا نتولى الحراسة على تلك البئر حتى ينتهي العمل بتجهيزها لذلك كنا نضع عندها نقطة حراسة وحماية لها فكنت انا احدد عدد القوة التي يحتاجها تلك الريق قد اضع عليه حارس امن او اثنين او ثلاثة على حسب الوضع الامني وحجم ذلك الريق.
العيون
كثرت العيون النفطية التابعة لقوة مركز الروضتين التي انا مسؤول عنها حتى بلغت 45 عين نفطية «بئر» وبعض الاوقات كنت اجعل لكل بئر من ابار النفط قوة خاصة بها وبعض الاحيان القوة تتولى حراسة اكثر من نقطة وبئر لان بعض الابار تكون متجاورة وقريبة من بعضها البعض لذلك يسهل ملاحقتها فلا ثمة بعد بينها اما الابار المتباعدة فلكل بئر نقطة خاصة بها وقد ظللت مسؤولاً على هذه المراكز حتى تقاعدت من الوظيفة بعدما امضيت ثلاثين عاما.
التهريب
المتسللون الذين تجاوزوا الحدود بلا اذن رسمي كنا نقبض عليهم ونسلمهم بشكل رسمي إلى قوة الشرطة التي في المطلاع ونحن موجودون قبل انشاء مركز المطلاع حتى ازمة قاسم عندما حدثت كنا موجودين لكن القوة زادت والحرص زاد وكنا في حالة استنفار وتيقظ على انها كانت ازمة استنفرت لها البلاد وجاءت قوات من الدول العربية، لذلك كنا نحن قوة الروضتين على اتصال مع المسؤولين ونتلقى منهم الاوامر والمستجدات، والحمد لله لم يحدث خطر علينا ... لكن صرف لنا لباس رسمي لكن انا لم اكن ألبسه.
المسؤولية
انا كنت ليلا ونهارا اتابع العمل في المراكز التي تتبع مركزي، كنت اذهب إلى اهلي في الجهراء واعود واتابع عملي كل ذلك من تلقاء نفسي ورغبتي في العمل والحرص عليه فلا تحدث مشكلة إلا وانا موجود بالمركز ليس هناك مسؤول مباشر عليّ لكن اخلاصي بالعمل هو الذي يجعلني مواظبا على الحضور في المركز ومتابعة سير الحراسة الامنية للآبار والنقاط التابعة لمهامنا الامنية، فأنا صرفت لي سيارة حكومية اذهب بها واعود واراعي ظروف زملائي الذين يعملون معي ولا اذكر ان احدا اخذ بخاطره مني فصدري رحب وبالي واسع والله سبحانه معين لي على العمل والصبر عليه فكل من اراد حاجة وجدني عنده بكل يسر وسهولة يجد اخا وابا له والحمد لله كنت محبوبا عند الجميع... وبعد وقت كثرت المراكز الامنية.
الاسم
كان مركزي الامني له عدة اسماء اشهرها مركز ام العيش والبعض يسميه الروضتين لكن الاشهر كان مركز بو صالح نسبة لي، فأنا بوصالح والكل لا يعرف المركز الا مركز بوصالح والرسمي عند الحكومة مركز ام العيش.
الاهمية
بعض نقاط الحراسة تقل اهميتها من ناحية امنية لقربها من المركز، هذه لا نجعل عليها قوة لكن نوفر القوة في مكان اخر ونحن كنا في المركز نتولى حماية السنتر «بئر» وقد كثرت المراكز التي تتبعنا حتى وصلنا إلى مطربة وهي منطقة شمالية في اخر الحد الكويتي، واذكر أنني تركت العمل لاجل التقاعد وقد وضعنا مركزا مقابل الحد العراقي مباشرة وثم جاءت القوة التابعة للجيش واخذت المنطقة المحايدة حتى وصلت للحد السعودي.
الحلال
كان اهل الحلال والبدو عندما كنا نتولى حماية نقاط النفط كثر لكن كان اهل الحلال العراقيون يأتون عندنا للرعي باعداد كبيرة من الاغنام تأكل كل الرعي المتوافر وهي تدخل في وقت الربيع ونحن لا نمانع من دخولها للمراعي حتى ان الشيخ صباح الناصر كان يوصينا ويقول ان هذه الاغنام كلها لي لا تمنعوها حتى من الماء، تركوهم يأخذون ما يحتاجون من الآبار الصالحة للشرب التي خرجت عندنا وذلك ان شركة النفط كانت تحفر بكل عين نفطية «سنتر» بئر ماء وكانت هذه الابار ماؤها فيه بعض الملوحة والحلال من الاغنام والابل تشرب هذه النوعية من الماء، اما نحن فكانت الحكومة تزودنا بالماء العذب حيث يأتي لكل مراكز الهجانة سيارات «تناكر» محملة بالماء العذب.
الجهراء
انا كنت اسكن في منطقة المرقاب لكن لاجل عملي انتقلت للسكن في منطقة الجهراء وقد التحق اخي معي في العمل حيث انني دخلت إلى صاحب السمو الامير الراحل وامر له بالوظيفة، قال: اعطوه سلاحا فذهبت لابي كحيل وقلت اصرف لنا سلاحا ولم نذهب إلى طبيب او دائرة اخرى.
عقيل
عقيل هم تجار ابل يأخذونها من نجد وهم يشترون من كل منطقة يصلون اليها حتى يصلوا إلى مصر وانا رافقت ابن اليحيا من اهل القصيم «عنيزة» وقد اخذت معه عاما ونصف العام وكان ذلك قبل الحرب العالمية الثانية دخلنا الاردن وسورية وفلسطين ومصر ثم رجعنا إلى سورية ثم العراق ثم الكويت.
القار
لم تكن الطرق يوم كنت في مركز ام العيش وذلك في الستينات معبدة بل طرق صحراوية ومتعرجة وكنا نواجه صعوبة بالوصول للمركز خصوصا يوم هطول الامطار وكانت الامطار والخيرات في تلك الفترة لا تنقطع والسيول كثيرة، بعض الاوقات كنا نأخذ اياما ونحن لم نصل إلى الكويت وكذلك إذا جاءت الرياح والعجاج ايضا كانت تسبب لنا ازمة حين نذهب ونعود لكن عندنا الامن اهم شيء من حيث المتسللين الذين يأتون للحدود فنحن من مهامنا ضبط المتسللين.
كبة
كان احد الاشخاص من الجنسية الايرانية يبيع كبة في الكويت ويقول كبة كبة فاذا احد النجادة من اهل بريدة يسمعه فقال له يا اخي لا تكبه حرام عليك لا تكبه ثم اخذها بعد فترة جاءه الايراني وقال عطني حسابي، قال: اي حساب انت ترفع صوتك تريد ان تكب النعمة بعد ذلك توجه وقدم شكوى للشيخ عبدالله الاحمد فسأل عنه، فقالوا: نجدي جاؤوا الخدام واخذوا النجدي فسأله الشيخ لماذا تأكل حق هذا الرجل قال يا طويل العمر هو يريد ان يكبه فانا قلت هذه نعمة فأخذتها وانا لا اعلم انه يريد فلوسا فضحك الشيخ وقال فلوسك عليّ.
الزواج
تزوجت اولى زوجاتي وهي بنت عمي وجاءت لي بولد ثم انفصلت عنها وانا تزوجت ست زيجات والحمد لله اليوم عندي اولاد (بنين وبنات) موظفون وحاصلون على الشهادات الجامعية ولي احفاد كثر والحمد لله.
مدة الأسر 10 أيام
وحيدا وفي بداية شهر اكتوبر 1990 فكرت في الخروج للاطمئنان على عائلتي في السعودية وخرج معي مجموعة من شباب الجهراء لا تخطر على بالي الآن اسماؤهم وكان العدد تسعة وفي الطريق تعرضت لنا دورية عراقية واخذونا إلى منطقة عسكرية في منطقة الشعيب على الحدود العراقية - الكويتية - السعودية واتهمنا بدخول منطقة عسكرية محظورة وتم نقلنا إلى البصرة وبعد ان تباين لي ان الضابط المرافق لنا هو من عائلة السعدون تقدمت اليه وعرفته عن نفسي وانا لي علاقة صداقة بشيبانهم في الخمسينات وحيث كنت انقل الهدايا لهم من الشيخ عبدالله المبارك وقد قام الضابط بالمساعدة من خلال تحويلنا من مديرية البصرة إلى مديرية الزبير بدلا من بغداد لأنه كما افاد لو تم تحويلنا إلى بغداد فالله يستر علينا وفي الطريق إلى الزبير طلبت منه المرور على اكبر الموجودين من عائلة السعدون وفعلا توقفت الدورية عند احد بيوت السعدون وطرقت على الباب وخرج رجل في الخمسينات من العمر وبعد ان عرفته على نفسي قال والله انا اذكرك وانا كنت صغير كنت تأتي عند الوالد وعليه طلب من الضابط الاهتمام بنا وان نعتبر ضيوفا عليه وبعد ان تم تسليمنا لمديرية الزبير وبعد ساعات عدة جاء إلى المديرية واحضر معه وليمة كبيرة وتناول الغداء مع المسؤولين والمعتقلين وفي المساء تمت احالتنا إلى المحكمة وقد طلبت المحكمة بأننا اصحاب حلال وكنا نبحث عن حلالنا في الشعيب وعليه حكم القاضي على كل واحد بـ 30 دينارا غرامة واطلاق سراحنا ولم يتركنا السعدون الا بعد ان وصلنا إلى الحدود الكويتية وهو معروف لن أنساه ابدا لهذه العائلة.
اما ابنائي الذين صمدوا خلال الغزو فابني محمد كان يعمل في شركة النفط واستمر بالعمل خلال الغزو وكان يقوم بتوصيل المعلومات مع زملائه العاملين بالشركة إلى المسؤولين عن النفط في حكومة الكويت في الطائف وقد شاهد القوات العراقية وهي تقوم بتلغيم الحقول.
اما ابني الثاني خالد فقد صمد في الجهراء وكان أمين صندوق جمعية الجهراء خلال الغزو وعمل مع لجان التكافل التي كانت توفر المساعدات للمواطنين الصامدين.
الاستقرار في الجهراء:
بعد حياة البداوة والترحال وبعد العيش لفترة في المدينة متمثلة في مدينة المرقاب حطت اقدامي في الجهراء وهي منطقة كانت تجمع بين صفات القرية والمدينة ومعانقة الصحراء ويتميز اهلها بالألفة والطيبة والبساطة ولقد جاورت وربطتني عشرة وصداقة مع عدد كبير من عوائل الجهراء ومن اقرب هؤلاء إلى قلبي كان رحمة الله عليهم... مزعل السعيد وابناؤه عثمان، عبدالكريم، محمد الثابت وابناؤه ثابت، حمد، عبدالله، عبداللطيف ومن الحجرف فلاح، مبارك، هيف ومطيران الحبشي وعبدالله الخلف السعيد ومحمد المحيسن (مالك اول عطار في الجهراء) واحمد المحيسن وفهد القشعان (تاجر مواد غذائية) وفريح المهوس، ومحمد وعبداللطيف الامير رحمة الله عليهم جميعا وجمعنا الله بهم في جنات النعيم، وكان يجمعنا اقدم مسجد بالجهراء والذي يسمى الآن بمسجد الشيخ الكمالي ومجلسنا اليومي كان امام المسجد وعلى يساره تقع وتمتد مزارع الجهراء وعلى اليمين سوق الجهراء التجاري وكان اقرب الناس والذي كنت اعتبرهم اكثر من اخواني المرحوم عبدالكريم السعيد والمرحوم باذن الله مطيران الحبشي وقد فقدت بوفاتهما اخوين ومازال طيفهما لا يغادر خيالي رغم مرور وقت طويل على رحيلهما وتربطني وتربط ابنائي والحمد لله بأولاد واحفاد من ذكرت علاقة حميمة ومودة وتواصل وكذلك تربطنا محبة وصداقة مع عائلات اخرى من الجهراء وعلى سبيل المثال:
العيار، اللهدة، البسام، البداح، العريفان، المصيريع، البرجس، الخزام، الحزامي، السعودي الساير اللافي والعساكر وغيرهم كثير مع الدعاء لمن توفاه الله بالرحمة والمغفرة وان يديم الامن والمحبة على الاحياء.
مع الأبناء والأحفاد
عام 1970م
|