راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 06-02-2008, 01:54 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي المقوع الجنوبي

-








09/02/2007 إعداد: فرحان عبدالله الفرحان - القبس


اليوم اكتب عن منطقتين انتهت تسميتهما من التاريخ تقريبا وجغرافيا في الكويت، إلى عهد قريب الكل يذكر اسم هاتين المنطقتين اللتين افتتن بهما الكويتيون قبل ستين سنة.. لماذا؟
لأن أثمن شيء في الحياة هو الماء والماء العذب وكانت هاتان المنطقتان تعتبران مخزونا استراتيجيا للماء العذب فنجده وقت الحاجة وهنا يجب علي قبل ان نفقد اسميهما نهائيا ان نكتب نبذة عن المنطقتين اللتين تشتركان في التسمية وهما المقوع الشرقي والمقوع الجنوبي.

المقوع الشرقي: سمي بهذا الاسم لانه داخل المدينة وفي شرقها بالذات.
المقوع الجنوبي: أو الذي سمي بالمقوع فقط ولكن استعملت الجنوبي لأفرق بينه وبين المقوع الشرقي ولأن هذا الجنوبي يقع جنوب مدينة الكويت.

وقبل ان تسترسل في الحديث عن المقوعين علينا ان تستجلي كلمة مقوع فنذهب إلى 'تاج العروس' للزبيدي حيث يقول في المجلد الثاني والعشرين صفحة 103 و104 شارحا كلمة 'قوع':
والقاع: أرض سهلة مطمئنة واسعة مستوية، حرة، لا حزونة فيها ولا ارتفاع ولا انهباط، 'قد انفرجت عنها الجبال والآكام'، ولا حصى فيها ولا حجارة، ولا تنبت الشجر، وما حواليها ارفع منها، وهو مصب المياه، وقيل: هو منقع الماء في حر الطين، وقيل: هو ما استوى من الأرض وصلب، ولم يكن فيه نبات، (ج: قيع، وقيعة، وقيعان، بكسرهن، وأقواع وأقوع)، ولا نظير للثانية إلا جار وجيرة، كما في الصحاح. قلت: ونار ونيرة، جاء في شعر الأسود، نقله ابن جني في الشواذ، وصارت الواو فيها وفي قيعان ياء، لكسرة ما قبلها، قال الله تعالى: 'فيذرها قاعا صفصفا' وقال جل ذكره: 'كسراب بقيعة' وذهب أبو عبيد إلى ان القيعة تكون للواحد، كما حرره الخفاجي في العناية، وابن جني في الشواذ، ومثله ديمة، وفي الحديث: 'إنما هي قيعان امسكت (الماء)' وقال الراجز:
كأنك بالقيعان من رغاها
مما نفى بالليل حالباها
أمناء قطن جد حالجاها
وشاهد القاع من قول الشاعر - المسيب بن علس- يصف ناقة:
وإذا تعاورت الحصى اخفافها
دوى نواديه بظهر القاع
وشاهد القيع قول المرار بن سعيد الفقعسي:
وبين اللابتين إذا اطمأنت
لعبن همالجا رصفا وقيعا
وشاهد الأقواع قول ذي الرمة:
وودعن أقواع الشماليل بعدما
ذوى بقلها، أحرارها وذكورها
وشاهد الأقوع قول الليث:
يقال: هذه قاع، وثلاثة أقوع.
(و) القاع: (أطم) في المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، يقال له: أطم البلويين.
(و) قاع: (ع، قرب زبالة) على مرحلة منها.
ويوم القاع: من أيامهم، وفيه أسر بسطام بن قيس أوس بن حجر نقله الصاغاني.
'وقاع البقيع: في ديار سليم'.
'وقاع موحوش: في اليمامة'، وقد ذكر في 'و ح ش'.
'وتقوع، كتكون' مضارع كان: 'ة، بالقدس، ينسب إليها العسل' الجيد، والعامة تقول: دقوع، بالدال.
هذا ما ذكره الامام الزبيدي في العصر الحاضر وبالتحديد قبل قرن من الزمان، وكان العالم الانكليزي (لوريمر) لم يفوت الحديث والكلام وذكر المقوع فكان يقول في معجمه الجغرافي: 'المقوع واحة جنوب، ملح، ماء صالح للشرب' ويقول في مكان آخر 'المقوع شمال، ملح' مرة يقول 'جنوب ملح، ومرة يقول شمال ملح' وهذا ما كان ينقله ويسجله عن التقارير التي تصل اليه من الانكليز الذين يسجلون تقاريرهم عن الكويت، وربما جاءه تقريران مختلفان، وكان هؤلاء الانكليز، الذين يسجلون ملاحظاتهم عن الكويت، بعضهم لم يرز كثيرا من المناطق، بل يسأل ويسجل وكانت الاجابات تأتيه متناقضة كما رأينا.
المرحوم حمد السعيدان في موسوعته يقول: المقوع الشرقي: منطقة سكنية شرق الكويت كانت ارضا بورا يحرق فيها الجص وموقعها داخل السور قرب السينما.
المقوع الجنوبي: يعرف بالمقوع فقط يقع على بعد 25 كيلومترا جنوب الكويت، يبعد مسافة 9 كيلومترات شمال مدينة الاحمدي، وهو قرية يقطنها عمال شركات النفط، عدد سكان المقوع 5134 نسمة سنة ،1965 وقد ارتفع عدد سكان المقوع إلى 8332 سنة ،1970 اكتشف فيها النفط سنة 1951 وفيها مستشفى وهو مصح أنشئ سنة 1948.
بعد ان ذكرت من كتب عن المقوعين اعود فأقول: لماذا سمي المقوع الشرقي والجنوبي بهذا الاسم في دولة الكويت ومتى تمت التسمية؟
لا يختلف اثنان، ان كثيرا من المسميات التي كانت تطلق على كثير من الاماكن في الكويت منذ القديم قد اختفت ولم يبق منها الا القليل، ومن ضمنها: 'ابو دوارة' هذا الماء العذب والآبار التي ضرب الكويتيون بها المثل والتي تقع على مقربة من قصر دسمان. كانت آبار ابو دوارة في المقوع الشرقي وفي وسطه وكانت المصدر الرئيسي الذي تعتمد عليه المزارع المحاذية على مقربة من هذه المنطقة والذي يذكر أسرة 'العتال' الكويتية القديمة بذكر مزارع المقوع حيث كانت تتواجد منذ القرن التاسع عشر وكانت تصدر الى مدينة الكويت البندوره (الطماط) والرويد والبقل وغيره من الخضروات كثير من سفن صيد السمك او الغوص تتوقف في محاذاة ساحل ابو دوراره والمقوع للتزود بالماء العذب لهذا أخذ هذا المقوع الأرض المنخفضة التي تكون منقعا ومستودعا في جوف الأرض للماء العذب لهذا كان يستنبط من جوفها وتعارف الكويتيون على هذه المنطقة بالمقوع الشرقي للتفريق بينها وبين المقوع الآخر المقوع الجنوبي.
المقوع الجنوبي: هذه الارض المنخفضة والتي على مقربة منها صيهد المقوع كانت معروفة منذ القدم لكن الشهرة لملح فقط وكانت تعتبر المقوع جزءا من الملح حيث كانت هذه كلها فيها آبار ماء عذب وكانت تتحكم بها فرع من فروع قبيلة بني غيم وكانت القوافل عندما تغادر الكويت متوجهة الى نجد عن طريق 'القرعة' تمر على الشامية المنطقة السكنية اليوم ثم ابرق خيطان فالفروانية اليوم ومن ثم الى أم رجم فإلى إيرمي الركبان فالمقوع فلح فالظهر - الاحمدي اليوم حتى نتوجه الى الصبيحية فالقرعة متوجهة الى نجد.
اذا فالمقوع الجنوبي يعتبر موردا للماء حاله حال المقوع الشرقي وغيره من موارد الماء.
وهنا نسأل: ماذا حل بهذين المقوعين؟
المقوع الشرقي اصبح منطقة سكنية في الخمسينات من القرن الماضي وأخذ يتناقص السكن في هذه المنطقة وان كان فيها جمعية شرق التعاونية وهناك في هذه المنطقة اخذت تشيد العمارات السكنية بعد ان اصبحت المنطقة استثمارية.
المقوع الجنوبي اصبح من المناطق التي في حوزة إدارة شؤون النفط ولهذا افرغت من السكان وأصبحت منطقة غير مأهولة وان كان في القديم يسكن فيها القوم حتى جاءت شركة نفط الكويتية في اوائل تأسيسها ولما كانت امراض السل منتشرة بين العاملين في النفط لهذا توجهت هذه الشركة الى انشاء مستشفى على المرتفع الصيهد المطل على هذا المنخفض المقوع وكان مسؤول المستشفى في تلك الحقبة الاخ الفاضل محمد حبيب البدر الذي كان يغادر الكويت ويقضي اياما لا يعود فيها الى اهله لأن المسافة في تلك الايام تعتبر بعيدة والمواصلات قليلة، هذا الرجل الذي صمد فترة من الزمن بعدها انتقل الى المستشفى الاميري ثم رشح نفسه لعضوية مجلس الامة واليوم يعتبر في عداد المتقاعدين.
محمد حبيب البدر الذي قضى ردحا من الزمن في منطقة المقوع الشرقي ومستشفاه يملك معلومات جمة عن هذه المنطقة بحكم وجوده الطويل الدائم لهذا قبل ان انهي هذا البحث اذكر هذا الرجل الفاضل الذي عمل في الظل وبكل هدوء وكان متواضعا في كل شيء، هذا الرجل الذي يفضل الآخرين على نفسه. اذكر عندما تولى مستشفى الولادة وكانت زوجته على وشك الوضع طلب من والدته ام محمد ان تشرف على ولادتها في المنزل لأنه لا يريد ان يأخذ مكانا، الآخرون احوج اليه منه حيث كان مستشفى الولادة في تلك الفترة مكتظا بالذي يطلب ولو سريرا لأهله للولادة، هذا الرجل الذي عاش في المقوع ومستشفاها قد عرف الكثيرين من الذين كانوا يقطنون في المنطقة منذ امد بعيد.
ارجو ان يستفيد منه الآخرون لما يحمل من معلومات وما سمعه على مر الايام والسنين ابان عمله في هذه المنطقة المقوع الجنوبي.
ذكرت السيد محمد حبيب لأنه احد الرجال الذين يملكون معلومات تاريخية عن هذه البلاد العزيزة.
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت