راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 04-09-2009, 12:56 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي بيبي عباس فرمن - القبس

أجرى الحوار: جاسم عباس

الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..

في مستهل لقائنا مع بيبي فرمن قالت: قيل عن المرأة انها نصف المجتمع، وقيل انها عماد الاسرة، وهي اذا هزت المهد بيمينها تهز العالم بيسارها، وهي التي تحملت المسؤولية وصنعت الحياة لمجتمع تقليدي كان يعتمد افراده على السفرات والغياب اشهر طويلة. الكويتية امرأة صنعت الحقيقة رغم جهلها بالقلم والدفتر، ولكنها عالمة قائدة حاكمة في غياب زوجها عن المنزل وحتى احيانا في حضوره وتواجده، والتاريخ الكويتي يحفل باسماء كثيرات ممن وقفن في ميدان الشرف والعزة.

وركزت على تعريف الناس بالمرأة الكويتية القديمة بمساعدة ابنها حسين (ابو نادر)، الذي كان يذكرها بما قالته قبل سنوات، المرأة لها دور اساسي، هي التي حثت زوجها ووالدها واخوانها على الجهاد لكسب الرزق عبر البحار والمحيطات والصحاري، وهي التي ربت اولادها تربية جهادية لاجل الحياة والكرامة، وهي التي كانت تتواجد تواجدا دائما في بيتها وحيها واسواقها على ارض بلدها الكويت، فروح الاولاد الجهادية جاءت من الام التي طبعتهم بطابعها فهذه الروح تنتقل مباشرة الى الاولاد.
وقالت ام حسين: الام الكويتية تفاعلت مع الحقائق والاحداث والحياة المعيشية البسيطة، وهي التي ينطبق عليها الحديث الشريف «جهاد المرأة حسن التبعل»، وهي التي وقفت مع زوجها لتعبئة المجتمع، وهي الحاضرة في قربه وغيابه.

اضافت ام حسين فرمن: للاسف التاريخ لم يذكر المرأة الكويتية الا القليل الاقل، القوافل الكويتية وسفنها لا تسير الا بعد ان تطمئن ان وراءها نساء عظيمات، هي المرأة التي كانت تودع زوجها بالدموع التي كانت تنزف من عينيها شجاعة صامدة لحين عودته، عودة رجل الكويت الذي ضحى من اجل لقمة عيش وترابها الغالي.

بداية أعمالها بغزل الصوف
وتذكرت عملها مع والدتها خديجة ام خليل عندما كانت تغزل الصوف في عمارة جاسم معرفي وبيدها المقص الذي يخرج الاشواك من الصوف وبيدها كانت تعزل الصوف عن الجلد مقابل نصف روبية يوميا، ووالدتي كانت اول «تنديلة» في الكويت اي: المسؤولة عن العاملات في جز الصوف، كنت اخرج من عمارة الصوف على البحر والامواج تضربنا لقربها من البحر.

قالت فرمن: ثم عملت في بيت بنيامين في اخراج النواة من التمر ونضع مكانها «اللوز» عملت من الصباح حتى المساء، وكان قد استأجر بيت ناصر البدر في براحة عباس في الحي القبلي، ثم نعبئ التمور في اكياس وتصدر الى الهند وتباع في السوق المحلي، وعملت في تكبيس التمر ايضا.
وعملت في بيع الرقي (الركي) البطيخ الصيفي الاخضر مع اخي خليل، في براحة عباس، كان جدي حيدر فرمن يشتري بالجملة من البصارة على السيف، وكنا نبيع بشرط السكين، واخي يصيح بأعلى صوته «نحن نبيع قبة خضراء بداخلها عبيد، القفل الله والمفتاح حديد» والمقصود بالعبيد الحبوب السوداء، والمفتاح حديد اي السكين.

بائعة الرويد
وتذكرت النساء الماجهدات لاجل لقمة العيش هناك جالسات في الاسواق يبعن الرويد والمشموم الذي كان يجلب من مزرعة «ابن حشان» في الحي الشرقي من الديرة، ومزارع العوازم القريبة من السور، وكنت اشاهد الرجال والنساء يعملون في هذه المزارع.

قالت: كانت المرأة تعصر لتخرج من المشموم دهنه المعطر،
وكنا نقول: «يا زارع المشموم فوق السطوح
لا تزرعه يا شيخ عذبت الروح
عذبت الروح! عذبت الروح»

واما الرويد فكنا نسمع من اهل الزبير ونجد كلمة «رويس» لان رأس الفجل كانت صغيرة.
وهذه الام والجدة كانت تخبز في بيتها انواعا من الخبز على التاوة وفي التنور، اتذكر خبز الخمير الذي سمي فيما بعد بخبز الخباز، وصنعت الكويتية خبز الكليجة وخبز الطوالي، وخبز صغير للاطفال يسمى خبز «صفوه» والرقاق، وخبزة محمشة، وكانت تبيعه للبيوت، حتى عرفنا الخباز المشهور في براحة عباس حسن وابراهيم الكندري، واذا كانت الخبزة غير جيدة وعجينة نرجعها ونقول لها: «خبز خبزتيه يالرفلة اكليه»، وهذه المرأة الكويتية التي ساعدت زوجها كانت تبيع الطرافيث النبات الذي لا يسناه الكويتي ابدا، كان يظهر في موسم الامطار، حلو المذاق اذا شوي بالنار، وعرف علميا cynomorium.

طحن الحبوب
ومن اعمال الكويتية قديما طحن الحبوب بالرحى مقابل اجر قليل، مهنة لبعض العائلات ذات الدخل البسيط كانت تحرك الحجر الاسطواني لتجرش الحبوب بيدها، وكانت تحمل الرحى الى «النكاس» الشخص الذي يحترف اصلاح الرحى، وهي التي كانت تجهز حب شمسي، وحب ركى، وحب كرع، وحب بطيخ، والمرأة الكويتية جهزت طعام بمبر لعلاج الصدر وطعام الكنار والصبار، وحبة حلوة، وكانت ترمي «حايف وملحوس» خوفا على حياة زوجها واولادها، وهي التي عملت على طحن الهريس بواسطة جذع شجرة نصفه مجوف يسمى «منحاز» وكانت تبيع او تطحن مقابل اجر بسيط، والمرأة الكويتية عجنت العجين بواسطة «منجب» من الخشب، ونزحت الجليب من قوتها اي استخرجت كل الماء من البئر.

وتذكرت ام احسين فرمن الادوية التي كانت تجهزها المرأة الكويتية وهي الطبيبة والصيدلانية والمجهزة وهي التي كانت تطحن وتعالج منها: قمه - عشرج - قناقينه - لزقة غنزروت - عرج الهيل - المر - وسخ الصفار - ترياق - صمغة ريح - حنة - زموتة - قرمز - قشر رمان - جبريت خيفتان - حرق الشكر - يله حوليه عبارة عن بعرة جمل - عطبه عبارة عن حرق قماش قديم للجروح - علج بصري.
قالت: المرأة المجاهدة وضعت الدجاج امامها في سوق الدهلة، والحمام في الاقفاص، والبيض في الزبيل لبيعها لانها مثلت الكد لطلب الرزق في غياب زوجها.

الخياطة في المنزل
ام حسين ندمت على الزمان الذي راح، وراح معه طيب الزوج وتواضعه واحترامه، الزمن اخذ الوالدة المهندسة المعلمة التي علمتنا مهنة منها الخير وكسب الرزق، البنت الكويتية خيطت وصنعت الملابس النسائية قبل ان يعرف هذا المجتمع خياطا، ساهمت في عملية الخياطة في بيتها، وتبيعها على «الدلالة» التي تقوم ببيعها على النساء في سوق الحريم منها: الدراعة بأنواعها أم سعفة - دراعة مخورة - مرقعة - وزخمه لباس داخلي، وزري في تزين النفانيف، وسروال بوخيره.
والبنت الكويتية خيطت الطاقيات وهي لباس رجالي للرأس، والدشاديش من خام ويل ومريكن، وتفصيل العافية وكانت تصبغ الملابس مع الخيوط، وتعمل الكشكش، وتكرش الغتر، وتصدر اعمالها الى البحرين والامارات، والدمام، خاصة التطريز في البريسم، والتوشيه بالزري والترتر.

الرشوش لشعر المرأة
كانت يد المرأة الكويتية مبروكة وفنية خلطت القرنفل والورد والهيل والزعفران، والصندل والمحلب وسحقتها وعجنتها بالماء وطلت شعر المرأة فعبق برائحة عطرة زكية، والكويتية كانت تصنع هذه الرشوش لتجدل بها شعر العروس مقابل مبلغ من المال.
قالت: كانت المرأة المتخصصة في ادوات الزينة والتطيب جاهزة لتنفيذ اي عمل مطلوب منها وفي اي وقت، كانت الحنة جاهزة، والسومار، والوسمة، والسدر، ودهن الرأس، الديرم وحل ناريل والسمسم ودهن بكر (بقر)، والبخور، والكافور، وبنت السودان. وكانت تجهز المرش والمبخر، واللماعيات، والمكحلة.

صانعة البهارات
لعبت التوابل دورا كبيراً في حياة المرأة الكويتية يوم كان الحصول عليها صعبا وباهظا، وكانت توصي من الخارج، وهي تبحث في صحراء الكويت وتقوم باعدادها.
قالت بيبي فرمن: توابل امهاتنا تحسن الاكل وكانت تضعها في اكياس صغيرة وغالبا في اوراق تلفها بشكل مخروطي، وكانت تركب البهار على الطريقة الهندية من القرنفل، الكزبرة، الزنجبيل، الفلفل الاسود، الكمون، الفليفلة الحارة، الكركم، القرفة، مسمار، هيل، زعفران، يرن زبيل، حبة حلوة، سنوت. كانت تجلس المرأة البائعة والصانعة للتوابل في مدخل سوق السمك والخضرة واللحم لمدة ساعات طويلة، وبعد العصر كانت تسير بين الزقاق والاحياء لتوزعها على البيوت.

الطبيبة جسديا ونفسيا
وتحدثت فرمن عن اهم مهنة واصعبها التي قامت بها المرأة الكويتية قبل البترول، وكانت الصحراء نسبا لها والبحر سببا، وكان المجتمع يعيش في كفاح عنيف في سبيل تأمين حياتهم، فاستطاعوا ان يتغلبوا على كل الصعوبات والاخطار. فهذه المرأة اقامت اسوارا من التجارب المفيدة، وتوافرت لديها ثروات طبية قبل ان تشم رائحة النفط، عالجت واستفادت وعملت في الطب الجسدي والروحي والنفسي.

واضافت بيبي فرمن: عالجت المرأة في بيتها حالة الخماز مرض البلعوم (اللوزتين). ومنهن من اخترعن قطرة للعيون، وعالجن الشيخوخة (ارتفاع حرارة الجسم)، وعالجت الطبيبة الكويتية بالنباتات والاعشاب «لوية» القلق والالم، وعالجت لفحة هوا، وبو صفار، وبو الطييج، والحصبة، وشنيتر، والشلل النصفي، الذي كان يسمى «بوشبان» وخاز باز، وبو عدوين، والعين والنفس، وحتى مرض عدم الشبع المسمى (سعرة)، داحوس، وضرورة. عالجت بعض الامراض بالكي، وكمادات ماء حار، وعالجت الصداع بالحجامة، وهي عبارة قارورة يشعل داخلها وتوضع على الجلد وترفع بعض الآلم عن الجسد.
وحرقت الأم الطبيبة (حرق الشب) لعلاج الحسد وعالجت الأمراض باليامعة عن طريق الأدعية، وحتى المرأة الوالدة والنفساء فكانت الكويتية عالمة طبيبة، وفي حال تعسرها كانت تجلب لها عصا خطيب المسجد، وصنعت «الحسو» للوالدة من كمون وكركم وزنجبيل.

غسل الملابس في البحر
كانت المرأة تضع الملابس الوسخة على رأسها على هيئة صرة وتحمل معها الجص من جدران البيوت وهي ذاهبة الى البحر فتلقي الملابس على الصخور مستخدمة في غسلها المضراب الخشبي تقوم بضربها لتنظيفها، وغالبا ما تكون الملابس لجيرانها أو الميسوري الحال مقابل مبلغ من المال، وحتى الأواني المنزلية كانت تغسلها في البحر، وهي التي كانت تحمل تنكة الماء على رأسها من البركة الى بيتها، لعدم توفر المال عند أهلها، وكما قال الشاعر:
«الفقير الله يعينه
ما نفت حتى سفينة»

قالت: الكويتية لكل زمان ومكان ومرحلة حتى الأكياس الورقية صنعتها بيدها وباعتها على المحلات، وصنعت الخل من التفاح، وبعضهن من الحليب بعد تخميره ومن العنب والشمندر والبطيخ، ومن القمح والشعير، خل الأم الكويتية صالح للشباب، ونافع للصداع، واذا تمضمض به نفع من وجع الاسنان، باعته في الأسواق في «غرابية» جرة زجاجية ذات عنق ضيق مغطاة بأعواد البامبو أو المنقور.

وأخيرا، قالت أم حسين: انتقلنا من حالة الى حالة، احببنا الكويت وعملنا لأجلها حتى وصلنا الى وجدان الأجيال، ففهمنا العالم ووضعنا كل شيء في مكانه وزمانه، والآن هي الوزيرة والنائبة، والطبيبة والدكتورة، تجاوزت الحفر والمصائب حتى صعدت الجبال لتحقق الإبداع العظيم، ومن خلال الانتخابات 2008/2009 شاهدت الحماسة الروحية التي لم تتوقف، ونهضت المرأة واستطالت اشعاعاتها، وحققت الأمنيات، ومر على هذا الحديث من 60 - 70 سنة، أليست جديرة بأن تكون أما لقادة الأمة؟ وكل ما أقوله ان الحاضر والمستقبل ممتدان من الماضي، وان البنت من الأم والجدة، الأم والمرأة الكويتية امتدت وستظل ممتدة، وستطرح رأيها بوضوح رغم وجود قوى التخلف.
وقالت: هل المتخلف يشك، والمتعصب يرفض قدراتنا؟ اذا كان بعضهم موجودا أثناء الغزو ليعرف المرأة الكويتية المناضلة قبله بسنين وبعده.

مهن الكويتيات قبل النفط
غزل الصوف - كبس التمور - تكييس التمور - بيع الركي - بائعة الرويد والمشموم - الخبز - الطراثيث - طحن الحبوب - طحن الهريس بالمنحاز - صنع الادوية - بيع الدجاج والبيض - خياطة الملابس النسائية والرجالية - صنع الرشوش - صنع ادوات الزينة - صنعت البهارات - نقلت الماء من الابوام الى البيوت - الطبيبة الشعبية - صنع الجبن واللبن واللبنة - صنعت الدهن - فراشة في المدرسة - بائعة الزبابيط - السمسمية - بياعة سبال - طكاكة - حيامة - حفافة - حوافة - خطابة - غمازة - دهانة نساء - غسل الملابس على البحر - صنعت المخللات - صانعة الحسو - زينة الملابس بواسطة اكمامها- بائعة الجراد - الزبابيط - الودع والفال ... الخ.





بيبي عباس فرمن



سوق واجف قديما


بائعات في سوق الحريم القديم


الى البحر لغسل الملابس مقابل اجر بسيط (من كتاب د. يعقوب الحجي)


بائعة الباجيلا والنخي


-
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-11-2012, 09:56 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله في من نقل الحوار واجراه ... نتمنى اجراء حوار للنساء لمن عاصرنا مرحلة الشقاء



http://www.kuwaitturath.com/articles...2008/apr18.pdf
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخة بيبي السالم الصباح AHMAD الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 8 26-10-2014 01:52 AM
خليل فرمن - القبس AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 13-03-2010 09:28 AM
بو عباس متصفح شرق 0 29-10-2009 02:25 PM
ميرزا (عباس) متصفح شرق 0 26-09-2009 09:24 PM


الساعة الآن 02:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت