راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 18-02-2009, 07:58 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي يحيى الربيعان ..يؤمن بأن الثقافة معرفة شيء من كل شيء

صاحب مكتبة الربيعان.. فنان تشكيلي له أعماله.. يؤمن بأن الثقافة معرفة شيء من كل شيء
الربيعان: يا من تحرّمون الحلال وتمارسونه.. اتقوا الله



حوار: هالة عمران

ولد في الكويت العاصمة، وفي عام 1961 ابان أزمة عبدالكريم قاسم إثر مطالبته بضم الكويت إلى العراق، قطع تعليمه الثانوي وانخرط بالجيش الكويتي، واستمر فيه، بعدها عمل في مجلس الوزراء عام 1964، وفي عام 1967 انتدب للعمل في مكتب سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث عمل سكرتيراً صحفياً، وعندما تشكلت لجنة الفنون والآداب في مكتب سمو ولي العهد آنذاك الشيخ جابر الأحمد الصباح كلف بأن يكون مقررا لها ضمن فريق عمل، وفي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب شغل منصب رئيس لقسم الشؤون المالية والإدارية، ثم مراقباً للشؤون الثقافية والفنية، ثم مديراً لمعرض الكويت للكتاب العربي، واستمر مديرا لمعرض الكتاب العربي أحد عشر عاماً بعدها استقال، يعتبر رائدا من رواد الحركة الثقافية والإبداعية في الكويت، حيث بدأ اسمه يظهر في حقبة الستينيات والسبعينيات عندما أخذت كتاباته تشغل حيزا في صحافة تلك المرحلة، يعود حبه وشغفه بالكتاب والقراءة منذ صغره، حرص على القراءة لجيل الستينيات مثل نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس، له مقالات عديدة في الديمقراطية وله مؤلفات عديدة منها الخيول الجامحة، وابن لعبون «حياته وشعره» بالإضافة إلى مشاركته المتعددة في الكثير من الجمعيات والروابط،
فهو عضو المنبر الديمقراطي الكويتي منذ تأسيسه، بالاضافة إلى انه صاحب ومدير دار للنشر تأسست عام 1978، يغلب على مكتبته الطابع السياسي وذلك من كثرة حبه للسياسة، ويرى أن الحزبية هي وقود الديمقراطية، أما القومية العربية فقد اختلفت عن الماضي بسبب مطامع بعض الحكام، الرسم هوايته وخصوصا الفن التشكيلي، كل هذا تتعرفون عليه بشيء من التفصيل في لقائنا مع صاحب مكتبة الربيعان ولكن الوجه من الآخر.

< نود نبذة عن نشأتك.. وهل حب القراءة والكتاب كان بداخلك منذ طفولتك؟
- ولدت في الكويت العاصمة، ودرست في مدارس حولي 1943 كانت طفولتي عادية دون زيادة أو نقصان، كنت مولعاً بالقراءة فكانت للطفولة ذكريات جميلة، فمثلا في الماضي كان الأطفال يحصلون على «الدرباحة» من عجلات الدراجات المستهلكة التي لا رجاء من إصلاحها ويستخدمون مع «الدرباحة» العصي كي يضربونها بها لدحرجتها بأي اتجاه، والبعض من الأولاد يستخدمون سلكا قويا.

لقد كان كثير من الأولاد في ماضي الكويت لديهم «درابيح» وتعتبر مهمة بالنسبة لهم وهي بنفس شعور امتلاكهم للسيارة أو الدراجة في الوقت الحاضر، والألعاب الشعبية التي كان يزاولها الأولاد والشباب في كويت الماضي كثيرة ومتعددة، والآن اندثر موروث الآباء والاجداد واعتقد ان سبب ذلك هو تحول وانتقال المجتمع من بيئته البسيطة وأحيائه المتواضعة إلى البيئة الأخرى التي اختلفت في طبيعتها ومكوناتها وأدواتها ومظاهرها، وساعد هذا الأمر على التخلي عن المظاهر التراثية التي منها الألعاب الشعبية، هكذا عشنا طفولة جميلة مملوءة بالأحداث في كويت الماضي.

أما حب القراءة ومنذ طفولتي كنت مولعا بالقراءة فلم يشجعني أحد ولم أر أحداً من الأسرة لديه موهبة القراءة، وأتذكر أنني تربيت في بيت عربي كبير به شجرة كبيرة جدا وسط البيت وجميعا نعيش في بيت واحد.

< حدثنا عن الوالدين ودورهما في حياتك؟
- والدي محمد سعد الربيعان رجل تاجر في العطور والنباتات، ثم أصبح يتاجر فيما بعد بالعقار، توفي وهو بنفس المجال، وكان من ذوي الأملاك في الكويت، أما والدتي انسانة شعبية بسيطة تعلمنا منها الحب والعطف على الآخرين، فقد كانت رحمها الله أما حنونة، تربيت وسط اخواني وكنت رقم 4 بينهم، تعلمت من والدي الصبر والجلد وحب النجاح، ومساعدة الآخرين.

< حدثنا عن دراستك؟
- تعلمت في المدارس النظامية، وفي عام 1961 إبان أزمة عبدالكريم قاسم، إثر مطالبته بضم الكويت إلى العراق، قطعت تعليمي الثانوي ودخلت الجيش الكويتي، واستمررت حتى عام 1963 بعدها قدمت استقالتي، وعملت في مجلس الوزراء عام 1964 ثم تم انتدابي للعمل في مكتب سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء فكنت سكرتيرا صحفيا، وعندما تشكلت لجنة الفنون والآداب في مكتب سمو ولي العهد، آنذاك الشيخ جابر الأحمد الصباح، في الماضي كان التعليم يتسم بالبساطة، فكانت المدرسة المباركية هي أول مدرسة نظامية انشئت في الكويت عام 1912 بجهد أهلي وتلتها المدرسة الأحمدية 1929 المنسوبة إلى أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت آنذاك وعام 1936 استقدمت الكويت البعثات التعليمية الأولى من فلسطين ومصر إلا ان التعليم للبنات النظامي لم يبدأ إلا عام 1937.

< ترى ان استهلاك اكبر عدد ممكن من الورق ظاهرة صحية لنمو المجتمع، كيف ذلك؟
- لاشك أنها ظاهرة صحية، لأنه دليل على استعمال الورق وقراءة الناس، واستهلاك المطبوعات وهذا دليل صحي على مجتمع قارئ.

< الكتاب بين الماضي والحاضر كيف تنظر إليه؟
- الكتاب كمحتوى يعتبر سيد وسائل المعرفة ونبع الثقافة وكنا في الماضي نحرص عليه أكثر من الجيل الحالي، فليس هناك استهلاك للكتاب حالياً، فكنا نبيع أكثر، حتى أن الحكومة كانت تشتري الكتب وتذهب به للمدارس، واتذكر ان أول كتاب تم طبعه على نفقة كويتي هو «نيل المآرب»، الذي طبع في مصر على نفقة الشيخ الإبراهيم عام 1871م.

< مكتبة الربيعان من أشهر وأقدم منابر الثقافة بالكويت، حدثنا عن هذه المؤسسة؟
- بعد تدفق عوائد النفط بدأت حركة الثقافة الشاملة بالازدهار حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي حينما بدأت النكسات السياسية والتربوية والاجتماعية على إثر نكسة حزيران 1967 وحرب لبنان 1975، وفي عام 1978 بعدما خرجت من المجلس فكرت في إنشاء مكتبة كتحصيل حاصل لخبرتي وولعي بالكتاب، فكان حبي وولعي للقراءة الدافع لفتح المكتبة.

< هل اختلفت نوعية الثقافة المتاحة للقراء في عهد قوتك.. عن الوقت الحالي وهل هناك مستفيدون من اضمحلال الثقافة؟
- كانت الثقافة في الماضي في قمة مجدها وتألقها في كل المجالات من حيث الموسيقى، المسرح، الفنون، المكتبات حتى نوعية الكتاب وانتاجه، فكانت الثقافة هي سمة العصر، بها حراك اما الثقافة الحالية فهي سطحية من حيث الاغاني والموسيقى والكتاب اصبح سطحياً ليس هناك جدية وعمق، فعصرنا الحالي ضعفت فيه القراءة وقل اقبال الناس على مطالعة الكتب، يقول الاستاذ عباس محمود العقاد إن القراءة لم تزل عندنا سخرة يساق اليها الكثيرون طلبا لوظيفة أو منفعة، ولم تزل عند أمم الحضارة الحاضرة حركة نفسية كحركة العضو الذي لا يطيق الجماد.

وعموما العرب من أكثر الأمم اهتماما واحتراما للكتاب، فمن خلال فتوحاتهم لبلاد فارس والروم جلبوا المصنفات المختلفة وقاموا بترجمتها ونشرها، ويحدثنا التاريخ عن أناس بلغ الشغف بكتبهم أنهم كانوا يضعونها في أطباق الحرير اكراما لها، كما كان يفعل أبو عبيد البكري صاحب كتاب المسالك والممالك، وبعضهم انفق كل ثروته في جمعها، ومنهم من كان له وراقون ينسخون له دائما مثل القاضي ابن مطرف المتوفي عام 402هـ، ويقال انه بعد ان توفي بيعت كتبه بأربعين الف دينار فقد كان الكتاب يلازمهم في اسفارهم ورحلاتهم القريبة والبعيدة ومن اشهر عشاق الكتب الصاحب بن عباد الذي بلغ حجم مكتبته انه كان اذا اراد ان ينتقل من مكان إلى آخر احتاج إلى اربعين جملا لحملها وقد عرضت عليه الوزارة ولكنه اعتذر لعدم تمكنه من حمل ماله وكتبه، لذلك فلا عجب ان يتبوأوا مكانة عالية بين الأمم فالكتاب هو السر في عظمة أجدادنا، اما الآن فالاسف فقد الكتاب قيمته التي كانت بالسابق واتوقع ان هناك مستفدين من اضمحلال الثقافة لان بعض الانظمة العربية تحارب الثقافة، لانها تريد الشعب جاهلاً فيسهل قيادته.

< في أي المجالات أنصبت قراءاتك؟
- عندما بدأت أقرأ انصب اهتمامي في السياسة المحلية خاصة والتي اختلفت كثيرا، ففي البداية لم يكن هناك ديمقراطية بالشكل الموجود حاليا، فقديما كانت الديمقراطية موجهة وهذا التغير أثر ايجابيا على ممارسة الديمقراطية لصالح المجتمع الكويتي، ومازلت أتباع ما يحدث على الساحة الداخلية واراه ظاهرة صحية حيث ان الديمقراطية تموت ما لم يكن هناك حراك قوي في المجلس ونقاش حاد، وهذه هي طبيعة المجالس وكلما كانت المجالس صلبة كلما كانت الديمقراطية قوية وصحية وقد قرأت عدداً كبيراً من الكتب طيلة حياتي، وآخر كتابين لعبدالله الطائي «المقلقل» و«الحيل الاخضر».

< ما منابع حبك للكتاب؟
- لا أدري منذ متى احببت الكتاب، لكن منذ بداية دراستي قرأت الكتب، ويعود شغفي وحبي للكتاب منذ الدراسة كنت وأنا صغيراً مولعاً في التعرف إلى مختلف أنواع الكتب، والتمتع بمشاهدة مجلداتها اينما تقع عيني عليها، وفي المدرسة كنت أقضي أوقات الفرص في المكتبة أطالع القصص، كانت المكتبة عبارة عن غرفة متوسطة الحجم رصت الكتب فيها على أرفف مفتوحة، وكنت عندما أدخل اليها أشعر بالفرح والاعتزاز وكان مسموحا لنا استعارة القصص فقط، وكنت استمتع بقراءتها بعد ان اذاكر دروسي على ضوء مصباح يوقد بالكيروسين، وكانت مجلات الاطفال في تلك الأيام قليلة جدا، وقد حرصت على القراءة لجيل الستينيات وكنت أقرأ لنجيب محفوظ، واحسان عبدالقدوس.

< هل تجارة الكتاب مربحة ماديا..؟
- في العالم العربي غير مربحة، وللكتاب جانب تجاري لكي يستمر الناشر في الصدور وتستمر رسالته الوطنية، لكن الكتاب لا يدر على صاحبه شيئا، فالنشر رسالة ومن هو جيد يكون مثقفاً وقارئاً وفي ذات الوقت لديه دار نشر ولا يكون متطفلاً على حركة النشر.

رحلوا عن دنيانا
< متى دخلت عالم التأليف والاعداد وما باكورة قلمك..؟
- في السبعينيات وأول ما ألفت كتاباً للشاعر «محمد بن لعبون» تناولت ترجمته بجمع كل ما قيل عنه وكل ما كتب عنه، وهو والده شيخ علم وأدب، وقد ولد العالم حمد بن لعبون في بلدة حرمه «شمال مدينة الرياض» بالسعودية، ومن أسباب تسمية جد حمد بن محمد «بلعبون» يرجع إلى حادث مفاده، ان بندقية ابن عمه، حمد بن حسين، قد انطلقت منها رصاصة سهوا فأصابت وجه جده فشطرت شدقيه، ولكنه بعد فترة برأ منها، الا انها تركت فيه عاهة مستديمة اصبح على اثرها يسيل من فمه لعاب، فلقب «بلعبون» وسميت ذريته بعد ذلك «آل لعبون» وآل لعبون، هم من بني وهب من الحسنة، أحد البطون الكبار للقبيلة الشهيرة عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن عدنان، وقد انتشروا في منطقة حرمه والتويم والزبير، لقد كان شاعراً جيداً، كذلك كتاب «راكان بن حثلين» وهو شاعر من شيوخ قبيلة عجمان، وهم من زمن وقد رحلوا عن دنيانا وغيرهم كثيرون.

< ما أهدافك من دخولك بمكتبة الربيعان الى عمق النشر؟
- كان هدفي ايصال الثقافة الى جميع القراء، وحبي للقراءة والكتاب دفعني الى فتح مكتبة وتقديم كل ما فيها للقراء، وفي ذات الوقت نشرت لجميع الادباء والكتاب الكويتيين.

< حدثنا عن مكتبة الربيعان من حيث عناوين كتبها؟
- يغلب على مكتبتي الطابع السياسي لحبي للسياسة، كما أن السياسة عامل حساس متغير والكتابة فيه مطلوبة ومواكبة الحدث في الساحة فلم يعد الكتاب مجرد كتاب، بل من المهم والضروري مواكبة الحدث سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعياً أو تاريخياً، حتى يكون الكتاب رائجاً.

< هل اقتصر نشاط مكتبتك على الثقافة الداخلية؟
- الداخلية والعربية، فقد كان لنا حضور كبير جدا في المناسبات الثقافية العربية، وشاركنا في جميع المعارض العربية التي دعينا لها وهذا له فاعلية في الثقافة العربية والمؤتمرات التي تقام بخصوص المجلس الوطني أيضا كنا نشارك فيها.

قل المثقفون
< أستاذ يحيى عندما تجلس مع شخص ما هل تتاح لك معرفة إذا كان مثقفاً أم لا..؟ وهل قل عدد المثقفين؟
- من حواره أعرفه، ومفرداته وجمله ومرجعيته ومصداقيته كل ذلك يدل على مدى ثقافته، وقد قل المثقفون وأصبحوا مجرد عناوين فقط.

< إذن ما تعريفك للثقافة؟
- هي معرفة شيء من كل شيء.

< حدثنا عن معرض الكويت الذي أقامه المجلس الوطني وكنت أنت مسؤوله عام 75؟
- معرض الكويت ولد على يدي، فمنذ أن بدأ المجلس الوطني للفنون والآداب أنشطته عام 1975 قمنا بالإعداد والتنظيم لمعرض الكتاب الأول وكان في جامعة الكويت وقد لاقى استحساناً كبيراً وإقبالاً، ولكنه لم يبق على حاله، وقد استمررت فيه إلى المعرض الحادي عشر كانت خلاله الثقافة نشطة والقراءة مستمرة والمثقفون يجمعهم تفاعلاً ثقافياً والآن هبط مستواه.

تحريك الثقافة
< من الذي لفت انتباهك من الكتاب فقرأت له ماضيا وحاضرا؟ ومن كاتبك المفضل حاليا على الساحة وما رأيك في كثرة المقالات بالصحف؟
- محمد حسنين هيكل ومنذ زمن أقرأ له، ويعجبني فيه عمقه الثقافي، وكلما زاد الفرد عمقا ثقافيا كلما أقبل عليه قراؤه.
وأكثر من يعجبني حاليا خليفة الوقيان، خالد سعود الزيد، ليلى العثمان، وسليمان الخليفة، أما ظاهرة كثرة المقالات فهي صحية، لأن تفاعلهم مع الصحافة والثقافة والقضايا العامة شيء مطلوب، وهذا أفضل من ألا يكون بالصحيفة كتاباً ولكن نشكو من قلة الصفحات الثقافية في الصحف، فالصحافة لها دور كبير في تحريك الثقافة.

ستصل للمجلس
< شاركت في المؤتمر النسائي الكويتي الثاني الذي عقد بالكويت عام 1975 وقلت في أحد مقالاتك إن الحرية والديمقراطية هما جناحان لطائر واحد، والرجل والمرأة هما جناحا الأمة.. فهل نالت المرأة حقوقها كأحد أجنحة الأمة؟
- بعدما نالت المرأة حقها السياسي بعد جهاد وصبر وضغط ربما دولي، وعاشت تترقب نتيجة معاناتها اليوم نجد وقد عادوا لنا من يستنكرون عضوية المرأة في مجلس الأمة وكأن الأمر بدعة وحالة غير مسبوقة، بالرغم من وجودها في الكثير من الدول العربية والإسلامية، فالمرأة بالرغم من كل هذه الضغوطات ستصل للمجلس لكن ليس الآن بل تحتاج لبعض الوقت، عندما تستطيع أن تزرع نفسها في الأحزاب والتكتلات، فالآن أخذت حق الترشيح ورشحت نفسها ومازالت خارج المجلس وذلك لعدم دخولها في تحالفات، ولم يهتم كثير منهن بالبعد التحالفي في الانتخابات لكن أنا أرى طالما أتيح لها الدخول في المعترك السياسي فإنها بذلك تكون قد حصلت على أكبر قدر من حقوقها ووضعت قدمها اليمنى على أول درجة في سلم المساواة.

< شاركت في ندوة كتاب الطفل عام 1976.. من وجهة نظرك هل اختلفت اساليب التربية وهل غاب الدور التثقيفي للطفل من المؤسسات التربوية؟
- ان الاهتمام بالطفل وثقافته شيء مهم، وهي اساس الثقافة العامة، وبدونها لا يوجد مجتمع مثقف. فالطفل من عمر «3» سنوات هو البنية التحتية للثقافة.
لقد اختلف اسلوب التربية كثيرا حيث شاركت الفضائيات في تربية الابناء وهذا يؤثر سلباً وايجاباً في حال غياب التوجيه من الوالدين.

< هل تقوم جمعية حقوق الإنسان الكويتية بالدور المطلوب منها تجاه المواطن؟
- جمعية حقوق الانسان لم تقم بدورها بالشكل الذي نتمناه وذلك لمحدودية امكانياتها ونشاطها، وعلى صعيد حركة حقوق الانسان العالمية يعتبر المواطن الكويتي الوحيد الحاصل على حقوقه الانسانية كاملة والتي كفلها لها القانون والتشريع الكويتي.

< أعمال الحلقة الدراسية عن الاسرة العربية والتي شاركت فيها عام 1972.. ماذا فقدت الاسرة العربية؟
- فقدت المشاركة فيما يطرح على الساحات السياسية والثقافية ولم يعد لها مساهمات فعالة مثلما كان الامر في السابق من خلال الجمعيات النسائية والمشاركة المباشرة، فقد شاركت المرأة في بناء سور الكويت الى جانب الرجل كما قل الترابط الأسري.

< انت عضو برابطة الاجتماعيين.. حدثنا عن دورك فيها؟
- تهتم بالشأن الاجتماعي، الى جانب مشاركتها في القضايا السياسية في القطاع المدني الكويتي والخارجي، والتحقت بها سنة 1968 ايمانا بدورها، حيث كنا في ذروة نشاطنا فنظمنا المؤتمرات التي تخص الاجتماعيين وخريجي علم النفس والخدمة الاجتماعية، وكانت جسوراً من التعاون ممتدة بيننا وبين وزارة التربية والجمعيات والمنظمات الخليجية.

< انت عضو في المنبر الديمقراطي.. هل ما زال يتمتع بقوته.. وما اهدافه؟
- هو اكبر حزب سياسي بالكويت وما زال قوياً، وهو يسعى لكسب مزيد من الحريات الديمقراطية من خلال تواجده بمجلس الامة ويتميز بالحجم والفاعلية.

< تربطك علاقة وثيقة بالشاعر احمد العدواني.. حدثنا عنه؟
- كان زميلاً في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وهو شاعر كبير ومؤلف النشيد الوطني، كان في منتهى العطاء والطيبة والشفافية ومواقفي كثيرة معه، واذكر موقفاً طريفاً عندما أردت المشاركة في مؤتمر نسائي عالمي في برلين، فذهبت لاحصل على اجازة منه حيث انه كان رئيسي فكتب لي «لا مانع اذا وافقت زوجتك».

< حدثنا عن دخولك مجال الكتابة الصحافية؟
- عملت مع مجموعة من الزملاء في الصحافة، كنت هاوياً للقراءة وكان لدي المام ثقافي في قضايا كثيرة، فتم اختياري لصلاحيتي لهذا العمل، حيث كانوا في حاجة الى كوادر بسبب فتح المكتبة في ذلك الوقت وكان عملنا تلخيص وغربلة الصحف نرسلها الى صاحب السمو في هذه الأونة بدأت الكتابة الصحافية، كنت اكتب عن الشأن العام والاحداث السياسية المحلية ولي مقالات كثيرة صدر منها كتابان احدهما «بأثر رجعي» ويضم مقالات منذ سنة 1993.

< مجلس الأمة ارادة شعبية.. هذه مقولة من مقولاتك كيف تنظر إليه الآن وهل اختيارك لنائبك موفقاً..؟
- لاشك انه إرادة الشعب لأن كل عضو أتى اليه جاء عن طريق إرادة الشعب بالانتخابات الحرة وذلك مكسب كبير للشعب وقد اخترت النائب الذي اقتنعت به وهو من المنبر الديمقراطي والحمد لله كان اختياري موفقاً.

< لك موقف من «التعددية الحزبية» نود التعرف عليه..؟
- إذا ارتضينا التعددية الحزبية يجب ان نقبل كل النتائج المترتبة عليها والحزبية هي وقود الديمقراطية واساسها.

بعيدا عن الأحقاد
< من عاصرت من الحكام ومن افضلهم..؟
- عاصرت الشيخ عبدالله السالم أبو الديمقراطية وصباح عبدالله السالم والشيخ جابر الاحمد، وعصر عبدالله السالم هو العصر الذهبي حيث كانت الحركة الاجتماعية والثقافية في طور التشكيل وقت انشاء الجامعة ووضع الدستور فكم من مؤتمرات سياسية وصحافية عقدت في الكويت، فهو العصر الذي تشكلت فيه الكويت فكانت الحياة عبارة عن حركة من النهضة المستمرة ولم نكن نعرف الاحقاد والاحساد.

< عاصرت حقبة القومية العربية كيف تنظر اليها وهل اختلفت..؟
- اختلفت القومية العربية بسبب مطامع بعض الحكام والوحدة والقومية العربية كانت مطلباً لكل العرب وكانت سنداً سياسياً.

< من ساندك في المحن والأزمات.. وما هذه المحن..؟
- تعرضت لمحن صحية وقفت زوجتي بجانبي وهذه الأزمة التي اعانيها جعلتني اقلل من قراءاتي وكتاباتي.

< حدثنا عن زوجتك..؟
- زوجتي سيدة فاضلة من الاسكندرية كانت زميلتي بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تزوجنا عن قصة حب فقد جمعنا حب الكتاب والقراءة وهي نقطة الالتقاء وكنا نتبادل الكتب ولها دور محوري بحياتي.

< من من أولادك اكتسب منك حب القراءة وماذا عن احفادك؟
- اولادي ستة هم عهدي، فارس، عمر ورياض ورائد وناصر وأخيرا فجر، ولا احد منهم يحب الكتاب، والحمد لله اصبح عندي ثلاث حفيدات تربطني بهن علاقة حب ومودة، يأتين اليّ مرة بالاسبوع او مرتان، ورغم حب اولادي للمواد الدراسية لكنهم لم يحبوا القراءة.

< وماذا عن هواياتك؟
- انا شغوف بالقراءة والكتب، والرسم فأنا فنان تشكيلي ولي اعمالي، وقد رسمت بورتريهاً لوالدتي اثناء حياتها.

< من اصدقاؤك المتواصل معهم؟
- محمد القعود، نتناقش حول المستجدات على الساحة الداخلية والخارجية والعالمية والعربية.

< من عبق الماضي حدثنا عن كويت الماضي؟
- كانت قائمة على الصدق والامانة والاستقامة، فكان الشعب متحاباً ومتعاوناً، لقد فقدنا التكافل الاسري بسبب الماديات وتأثرنا بالعالم الخارجي، فلم يعد الفرد يعرف جاره.

< ما يومك المفضل.. والسبب؟
- يوم الثلاثاء، حيث التقي مع أختي.

< ماذا تطلب من الدولة؟
- ان تخرج لنا شخصيات اكثر، وتدعم الناس وتساعدهم على التنمية حتى يكون لدينا مثقفون ورجال سياسة يعتمد عليهم من اجل مستقبل افضل للكويت.

< حدثنا عن التكريم بحياتك؟
- لم يكرمني احد، ولا الدولة رغم رحلة عطائي والتقصير ليس مني.

< ماذا تعني لك الديوانية؟
- الديوانية صلة وصل بيننا وبين ما يجري في المجتمع، وهي بالنسبة لجيلي كانت تعني نوادي تعكس ما يحدث في المجتمع نهاراً نناقشها ليلا خصوصا وانها كانت سياسية وجمال حياة الدواوين هو معرفتنا بكل ما يحدث، ونساهم في تقييم الامور، وكانت سابقاً للديوانية صوتاً مسموعاً يحسب له الف حساب.

مستمرة بدعم صاحب السمو
< تصفية «مكتبة الربيعان» نبأ مزعج للجميع وقتها ما الأسباب التي ادت إلى اتخاذكم قرار الاغلاق؟ وكيف عادت إلى الوجود؟ وعلى الصعيد نفسه سقطت وكالة المطبوعات؟
- اتخذت قرار الاغلاق لأنها كانت على وشك الافلاس بسبب عدم وجود مبيعات ومصروفات كثيرة يصعب تغطيتها فقررت التخلص منها مضطرا فلم يعد امامي مقدرة بسبب امتناع الناس عن القراءة والمبيعات المتدنية وكلمني الكثير من الناس بالرجوع عن قراري وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ صباح الذي حدثني عن طريق مدير مكتبه بإعادة فتح المكتبة لأنه لا غنى عنها حيث لعبت المكتبة دوراً كبيراً في تاريخ الكويت وعادت إلى الوجود بدعم من سمو الأمير الشيخ صباح اما سقوط وكالة المطبوعات فهي خسارة كبيرة لأنها كانت رائدة وقديمة وتعتبر من أوائل المكتبات في الكويت وكان ذلك بسبب سوء حال الكتاب وركوده.

الوزراء السابقون
< من أهم الشخصيات التي مرت على المكتبة.. وهل مازالوا يترددون عليها..؟
- كثيرون من الوزراء السابقين مثل يعقوب الغنيم وزير التربية الاسبق، وابراهيم الشطي مدير مكتب صاحب السمو الشيخ صباح وقبله الشيخ جابر وكذلك الدكتور عبدالله الغنيم وكثير من الشخصيات والمثقفين الذين كانوا مولعون بالكتاب اما الآن فقد قلت زياراتهم للمكتبة.

هيمنة الفكر الواحد

< كتبت مقالاً قلت فيه والله لولا إيماني المطلق بالحرية والديمقراطية لكفرت بهما كنظام حكم حضاري، استشهد في سبيلهما مئات بل آلاف الملايين من أبناء الشعوب الحرة.. هل الكويت تتمتع بحرية ديمقراطية مطلقة؟
- للأسف هناك بعض أعضاء مجلس الأمة جحدوا نعمة الحرية والديمقراطية فبدلاً من ان يعملوا على كسب المزيد منها واتساع مساحتها وتعزيز جذورها لصالح الشعب الذي ناضل بمرارة في عام 1990 من أجل استعادة حريته وديمقراطية بعد «2» اغسطس 1990 حارب مع شعوب محبة للحرية والديمقراطية من أجل تحرير الوطن واسترداده من مخالب القهر والظلم والعدوان بعد كل هذا نجد اليوم بعضاً من النواب الذين انتخبناهم بإرادتنا الحرة من أجل المحافظة على مكاسبنا الشعبية لا يعرفون قيمة الحرية والديمقراطية قاصدين من وراء ذلك هيمنه الفكر الواحد والرأي الواحد على صوت الاغلبية وعندما فشلوا في تحقيق ذلك جاؤا اليوم يطالبون باغتيال الترفيه البريء مدعين ان الغناء والرقص مفسدة للناس وهذا برأيي الجهل بعينه ولا نعلم إلى أين سيجرنا اصحاب الرأي لو تمكنوا من الامساك بزمام الحكم؟ بالتأكيد سيكون حالنا كحال الشعب الافغاني أو السوداني..؟ لذلك اقول لهم يا أيها النواب الذين تحرّمون الحلال في النهار وتمارسونه بالليل اتقوا الله وكفوا عن اقفال المزيد من ابواب الحريات والمكتسبات الشعبية فالشعب الذي رفعكم إلى كرسي المجلس قادر على ان يعيدكم إلى ماكنتم عليه.

.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-02-2009, 08:21 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

اقتباس:
لذلك اقول لهم يا أيها النواب الذين تحرّمون الحلال في النهار وتمارسونه بالليل اتقوا الله


في الحقيقة ..وددت في نفسي أن أستاذنا الربيعان لم يتلوث بمثل هذه العبارات اللامسؤولة .. فلعل ذلك بدر منه في حين انفعال وحماسة.
فإن أعراض ( جميع الناس ) محترمة ومصونة .. بلا استثناء.
ما لم يدنسها أصحابها

وإلا لقائل أن يقول : هل شهد معهم الرقص ليلاً ؟
الحمد لله الغاية من تحصيل المعارف والآداب متفق عليها بين الجميع ..ان غاية الثقافة ليست لبلوغ التفنن في التجريح أو الإمعان في الاهانة .. فهي ادب رفيع ، وذوق عال، وخطاب يتسامى عن السفاسف .
حتى لو كنا نخاطب من لا يعي الخطاب .. فيستوي لصاحب الفكر الأمرُ في حال غضبه أو رضاه من آداب الحوار وحتى النقد ، ولا يلجأ للتهارج أو التلاجج والمعاياة أبداً.
وإلا فما فائدة المعرفة .. وهذه كلمة حق أقولها.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-01-2010, 10:44 PM
الصورة الرمزية سمراء الكويت
سمراء الكويت سمراء الكويت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 20
افتراضي

الأستاذ يحيى الربيعان شخص قدير ومحترم ويستحق الاشادة به

عسى الله يطول بعمره ويبقيه ذخرا يساهم في نشر الكتب والثقافة لأنه من افضل ناشري الكويت والمفروض ان نشكره لا ان ننتقده ونحاسبه على كل كلمة وحرف تصدر منه ... فهو بالنهاية انسان قد ينفعل ويغضب ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الربيعان IE جبلة 8 24-09-2014 04:47 AM
الثقافة في الكويت بواكير واتجاهات - د. خليفة الوقيان جون الكويت البحوث والمؤلفات 18 20-10-2013 08:29 AM
إلى أسرة العدساني الكريمة أو من له بهم معرفة مسلم 1 القسم العام 8 02-03-2010 11:33 AM
نقعة الإبراهيم - يحي الربيعان AHMAD تاريــــــخ الكـويت 3 14-02-2008 01:21 AM


الساعة الآن 11:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت