راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2008, 03:41 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي ذاكرة الزمن . مغاصات اللؤلؤ تمتد على الساحل العربي

-


ذاكرة الزمن ... مغاصات اللؤلؤ تمتد على الساحل العربي


د. فارس الفارس - جريدة الخليج الإماراتية
في شهر مايو/أيار من كل عام، كانت آلاف السفن تخرج من مدن الخليج متجهة إلى مغاصات اللؤلؤ في رحلة سنوية دائمة، وكانت تلك السفن تتجمع في تلك المغاصات فيما يشبه التكتلات، فتجمعها مع بعض يوفر لها الحماية من اللصوص، كما ان سفن كل بلد تتجمع ليتعارف أفرادها إلى بعضهم البعض، وليقتلوا الوقت الطويل الذي تستغرقه تلك الرحلات المرهقة والتي تستمر عادة أربعة أشهر، في الزيارات وجلسات السمر المسائية، وتداول أخبار الأهل والأماكن التي ينتمون اليها، كانت مغاصات اللؤلؤ هي مراكز تجمع العمل في هذه المهنة الخطرة والشاقة، ولم تكن كل مناطق الخليج البحرية مغاصات أو “هيرات” كما تسمى محلياً، ولكن كان هناك أماكن محددة ومعروفة لدى نواخذة السفن، ورسمت الكثير من الخرائط التي تحدد مواقع تلك الهيرات في الخليج، وهناك خرائط رسمت على مدى سنوات القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين من قبل بعض النواخذة الخبراء في تلك المواقع، ومن يطلع على الكتب المختصة بحرفة اللؤلؤ سواء المكتوبة باللغات الأجنبية أو العربية، لا بد أن يجد بعضاً من تلك الخرائط، وهناك خريطة مشهورة لمواقع اللؤلؤ رسمها مانع بن راشد آل مكتوم خلال منتصف القرن العشرين بمواقع هيرات اللؤلو في الخليج، وسنحاول معرفة ما كتب عن تلك المغاصات في الكتب والوثائق البريطانية.


د. محمد فارس الفارس
هناك مجموعة من العوامل المختلفة التي كانت تلعب دوراً في تكوين مغاصات اللؤلؤ أو ما يسمى باللهجة الخليجية “الهيرات”، أهمها التركيب الجيولوجي للقاع ودرجة الحرارة المناسبة وضحالة المياه، فهذه مجتمعة، إذا توفرت بالنسب المطلوبة تكون أرضاً خصبة لنمو أصداف اللؤلؤ. ويقول ديوراند مساعد المقيم البريطاني في الخليج في تقرير كتبه عن اللؤلؤ عام 1878 إن تلك الأصداف أو المحارات موجودة في مياه الخليج على الجانب العربي فقط من رأس مسندم في مدخل الخليج في شريط طويل إلى عمق الخليج العربي، ويذكر انه لا توجد هيرات معروفة على الجانب الفارسي، وأنه رأى عينات من اللؤلؤ صغير الحجم، أصفر اللون وشديد اللمعان جمعت من جزيرة خرج المتاخمة لمدينة بوشهر الإيرانية. (1) ويحدد لوريمر الحزام الذي يحوي أهم مغاصات اللؤلؤ في الخليج بشكل أكثر دقة ويقول: إن معظم هيرات اللؤلؤ تمتد في خط من ساحل عمان على بعد أميال قليلة غرب مدينة دبي، ويمر شمال جزيرة صير بونعير، ثم ينحني لمسافة 20 أو 30 ميلاً من أقرب أرض ساحلية حول قطر والبحرين، ويتناقص حزام الهيرات شمال البحرين من حيث العرض، وينتهي عند جزيرة أبوعلي على الرغم من وجود بعض الهيرات الصغيرة إلى الشمال من جزيرة أبوعلي، أما عمق المياه والذي يلعب دوراً مهماً في تحديد أهمية المغاصات فيبلغ 10 - 15 قامة بين ساحل عمان وقطر، ولكن هناك بعض الأماكن التي يبلغ فيها عمق المياه ما بين 20 -23 قامة كما ان هناك بعض المغاصات يبلغ عمق المياه فيها من 3-9 قامات، وهي التي تعتبر الأماكن المناسبة والرئيسية لعمليات الغوص في الجزء العربي من الخليج. (2) وكتب لويس بيلي المقيم السياسي البريطاني في الخليج في ستينات القرن التاسع عشر عدة مذكرات عن اللؤلؤ، ويقول في أحد مقالاته “تمتد مغاصات اللؤلؤ على طول الساحل العربي من الخليج، أسفل بقليل من ميناء الكويت باتجاه الشمال حتى المناطق المجاورة لرأس الخيمة جنوباً، هنالك ايضا بعض المغاصات بالقرب من خرج، وفي نقاط أخرى على خط الساحل الفارسي، ولكن الأخيرة ليست ذات اهمية كبرى حيث انها أقل اتساعاً ووفرة وربحاً، وتعتبر المغاصات على طول الساحل العربي ملكاً للعرب بصفة عامة، فعلى سبيل المثال، يمكن للعربي الكويتي الغوص على طول ساحل البحرين أو رأس الخيمة أو العكس، بيد ان اي شخص آخر ليس من عرب الساحل لا يحق له الغوص، وقد يسبب اي تطفل من طرف الأجانب قلقاً واستياءً على طول خط الساحل. (3) أما عن اكبر الهيرات فيقول لوريمر إن اكبرها وأكثرها انتاجاً تقع في الجانب العربي من الخليج، وتستغل سنوياً واغناها تلك التي تقع شمال وشرق البحرين (4). ويحدد ديوراند بعضاً من أشهر الهيرات في السبعينات من القرن التاسع عشر وهي هيرات دحي وشلتاية وجمرة وعرفاج. (5) وتوجد الهيرات في أبعاد مختلفة من السواحل حتى عمق 70 ميلاً الى داخل مياه الخليج، وتوجد في كل الأعماق حتى 18 قامة على الأقل، ويحتمل وجودها في المياه الأكثر عمقاً التي تقع وسط مياه الخليج حيث يعجز الغواصون الخليجيون عن الوصول اليها، ويعتقد الغواصون ان هناك قيعاناً في مداخل ساحل منطقة رؤوس الجبال حيث يبلغ العمق ما بين 21-25 قامة. (6) وكان عدم قدرة الغواصين العرب على الوصول للاعماق الكبيرة في الخليج، عامل إغراء للغواصين الأجانب كون الغواصين العرب عاجزين عن الصيد فيها وكما ذكرنا سابقاً كانت هناك محاولات أجنبية للغوص منذ منتصف القرن التاسع عشر، سبقتها مقترحات من بعض المسؤولين البريطانيين والهولنديين وغيرهم قبل ذلك التاريخ بفترة طويلة، فعلى سبيل المثال كتب البارون فون كينبها وزن ممثل شركة الهند الشرقية الهولندية الذي كان يقيم في جزيرة خرج في الخليج تقريراً مفصلاً الى مدير المجلس الأعلى في بتافيا بتاريخ 15 اكتوبر/تشرين الأول 1757م اقترح فيه اقامة منشأة في الجزيرة لتطوير صيد وتجارة اللؤلؤ، وفي هذه الوثيقة وهي تحت عنوان “صيد اللؤلؤ في الخليج عام 1757م” عبر كينبها وزن عن آرائه حول الاحتمالات الكبرى للتنمية الصناعية لصيد اللؤلؤ، وقدم مقترحات باستخدام معدات غوص زجاجية للغواصين، ويقول حول هذا الموضوع: “إن إحدى الوسائل الأخرى التي من الممكن ان تستخدم بتكلفة أقل وبطريقة مربحة في صيد اللؤلؤ تتضمن معدات غطس زجاجية ترسل من الوطن من أجل التجربة، وكما تعلمون سعادتكم، فإن هذا الاقتراح ظهر قبل سنوات قليلة في انجلترا، واستخدم بنجاح في الغطس من أجل السفن الغارقة، إن معدات الغوص هذه لا تمكن مستخدمها من الوصول إلى الأعماق فحسب، بل على البقاء تحت الماء لفترة طويلة، والقيام بالعمل المطلوب، ان هذه الآلات تبشر بأرباح هائلة لصيد اللؤلؤ حيث ان المرء قد يجد هناك أفضل الحصاد، ولا يتعين على الغواص الغطس سريعاً بسبب حاجته للهواء، بل سيكون لديه الوقت للبحث جيداً، والقدرة على ملء سلال ضخمة بالمحار، وبهذه الطريقة يمكن للفرد ان يؤدي عمل أربعة غواصين أو أكثر بطريقة أفضل”. (7) ويبدو أن هذه الدعوة لم تجد لها صدى قوياً في هولندا في ذلك الوقت، رغم الوجود الهولندي القوي في منطقة الخليج ومنافسته للوجود البريطاني، قبل ان يصبح الخليج بحيرة واقعة تحت النفوذ البريطاني منذ اوائل القرن التاسع عشر، وكما ذكرنا سابقاً، فقد وقف الانجليز منذ سيطرتهم على المنطقة ضد اي محاولات اجنبية لاستغلال مغاصات اللؤلؤ لتثبيت الوجود الأوروبي مرة أخرى في الخليج، ويقول لوبارون: إن الانجليز منعوا استخدام بذلة الغوص ومعداته ذات الهواء المضغوط وغيرها وفرضوا غرامة مقدارها 30 ألف روبية (9 آلاف جنيه استرليني) على من يخالف القانون (8) ورغم الحظر البريطاني، والمحاولات الاجنبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والتي انتهت إلى الفشل، إلا ان تلك المحاولات لم تتوقف حتى بعد انهيار اللؤلؤ، ومنها محاولة قام بها بعض الموظفين الايطاليين الذين يعملون عند أحد رجال الاعمال السعوديين خلال موسم الغوص عام ،1935 حيث لبس هؤلاء بذلات للغوص في المياه العميقة، وكان مسؤولو الجمارك العرب في السعودية والبحرين ينظرون بريبة الى غواصي شركات النفط الذين كانوا يمضون وقتاً طويلاً تحت الماء وهم يتفحصون خطوط الأنابيب والارصفة الممتدة تحت البحر، وكانوا يراقبونهم من خلال المنظار ليروا إن كانوا يخرجون معهم المحار (9).

أنواع المغاصات
نظراً لكون مغاصات اللؤلؤ، وهو اسم يطلق على مصائد اللؤلؤ بصفة عامة، تتحكم في تكوينها العوامل الجيولوجية ودرجة الحرارة ومستوى العمق، فإن مسمياتها الخاصة تختلف حسب نوعية المغاص، ويقول لوريمر إن مصطلح “هير” أي مغاص، وجمعها هيرات يطلق على المغاصات ذات القيعان المستوية، وربما أصبح هذا الاسم شائعاً في الخليج كمسمى لمغاصات اللؤلؤ كون معظم المغاصات ذات قيعان مستوية وفي مياه ليست عميقة، وهي البيئة المناسبة والشائعة لدى غواصي الخليج، أما قيعان المحار التي توجد في المناطق غير المستوية والمحاطة بمياه أعمق فتسمى “نجوات” ومفردها “نجوة” وتلفظ في الخليج “نيوة” ويؤكد لوريمر أن الهيرات كانت معروفة منذ القدم، في حين ان النجوات مسمى حديث لأماكن جديدة يحمل بعضها اسم مكتشفيها، والهيرات المثالية هي المستوية السطح، وتقع في المياه الصافية، وتحتوي على شعب مرجانية دقيقة مائلة إلى البياض، ومن المعتقدات السائدة ان اختلاط الطين أو الوحل مع ذرات الرمل من العوامل المضرة باللؤلؤ، وأن القيعان التي تتصف بهذا العيب ينضب معينها من اللؤلؤ سريعاً. (10)

المحار

قبل أن نتحدث عن اللؤلؤ وأنواعه وأسواقه، سنحاول معرفة أنواع المحار الذي يوجد بداخله اللؤلؤ، فالغواص ينزل إلى البحر ليلتقط المحار، وليس اللؤلؤ بشكل مباشر، والمحار الملتقط عدة أنواع، وكل نوع يوجد به أنواع مختلفة من اللؤلؤ، ويقول ديورند إن المحار ثلاثة أنواع: الزني، الصديفي، المحار على التوالي، ومن هذه الأنواع الثلاثة، يعد المحار أفضلها حيث يضم أجود أنواع اللؤلؤ، ويوجد المحار عادة في المياه العميقة، أو في مياه أعمق من التي يوجد بها النوعان الآخران، ويأتي الصديفي في المرتبة الثانية، وصدفته أطول من المحار، ولكنه لا ينتج اللؤلؤ الابيض ثقيل الوزن مثل المحار، ولكن يمكن تحسين نوعيته بالاحتفاظ به فترة طويلة، وتشتهر بإنتاجه المنطقة المجاورة لرؤوس الجبال عند مدخل الخليج، والزني أقل هذه الأنواع قيمة، فاللؤلؤة التي يحملها خفيفة الوزن، فضلاً عن انها قابلة لتغير لونها، وهي عيوب لا توجد في المحار، ولكن محار الزني اصبح مرغوباً في سبعينات القرن التاسع عشر بسبب اندفاع الأوروبيين لاستعمال الحلي المصنوعة من اللؤلؤ، وقد جمع التجار ثروة طائلة من وراء ذلك. (11) ويشير لوريمر في حديثه عن المحار إلى انه لا يلتصق عادة بالمغاص الذي ينمو فيه، ولكنه إما ان يستقر في الرمل، أو يتعلق بأجزاء من الشعب المرجانية والأعشاب البحرية، وفي بعض الحالات يتجمع مع بعضه البعض في مساحة صغيرة تسمى “تبري” وجمعها “تباري” ويقال ان مثل هذا التكوين غالباً ما يكون غنياً باللؤلؤ. (12) ويرى ديورند ان الوجود الجماعي للمحار والمتمثل في التباري كان معروفاً لدى كتَّاب التاريخ والرحالة القدامى مثل بليني، وخرج هؤلاء جميعاً برأي يقول ان المحار يعيش في مجموعات مثل النحل تحت قيادة محارة كبيرة الحجم وكبيرة السن أو جميلة الشكل والتي تتخذ الاحتياطات اللازمة ضد اي خطر قادم، ولحماية الزعيمة، فإن صغار المحار يروح ضحية لذلك. (13)

انتقال المحار من مكانه
يتحرك المحار من مواقعه في قيعان البحر مثله مثل اي كائن حي يعيش في البحر، ونظراً لانتقال المحار من أماكنه بشكل مستمر، تتغير المواقع الغنية من المغاصات، ويقول لوريمر انه لا توجد قوانين محددة تحكم نمو الأصداف، وتغير مستعمراتها أو مواقعها في الخليج، ولذلك، فإن الحالات التي يتغير فيها حجم انتاج اللؤلؤ من موسم إلى آخر من نفس الموقع لم يتم تحديدها كما هو الحال في سيلان. (14) وليس واضحاً إن كان تغير مواقع المحار مقتصراً على الخليج طبقاً للتركيب الجيولوجي ومستوى عمق المياه عما هو عليه في سيلان التي يذكر لوريمر ان مواقع الانتاج الخصبة أمكن تحديدها، أم أن كل مستعمرات المحار تغير أماكنها ولكن تتفاوت في حجم المساحة التي تتحرك فيها إن كانت واسعة أو ضيقة، ويؤكد لوبارون هذا الشيء ويقول انه من المتعذر تحديد مواقع المغاصات قبل بدء الغوص فعلاً، ويبدو ان الموسم يكون غنياً أو فقيراً طبقاً لما تكون عليه المغاصات عند بدء الموسم، ويقول لوبارون انه اذا بدأ موسم الغوص، فالحظ هنا يلعب دوره، فإما ان تكون المغاصات مملوءة باللآلئ الوافرة والقيّمة، أو أن تكون مجدبة وتوجد بها لآلئ نادرة وبخسة، وفي بعض الأحيان، تكون المغاصات مجدبة. (15) وفيما يتعلق بخاصية انتقال محارات اللؤلؤ من مكان لآخر، نجد نموذجاً لذلك في حصيلة عام 1876 عندما كانت السفن في الخليج تصطاد في منطقة “شاه علم” والتي تقع في قلب الخليج حيث يتاح لكل سفينة محيط ضيق أو صغير للصيد، فهذه المنطقة يبلغ عمق قاعها ما بين 30-40 قامة وهو عمق لا يمكن ان يجازف أي غواص بممارسة الغوص فيه، ولكن كانت تتم فيه عمليات الغوص، وكانت السنة سنة خير على الجميع، حيث كانت حصيلة الموسم مجزية، ولكن عندما عادت السفن لنفس المنطقة في العام التالي بكثير من الطموحات والآمال، لم تجد شيئاً تصطاده، (16) هذه الوضعية تؤكد وتعطي نموذجاً واضحاً لانتقال المحار من مواقعه، مما يسبب إرباكاً لسفن الغوص التي تضع مواقع معينة للصيد لتفاجأ بجدب تلك الأماكن، ولكن بشكل عام، لم تكن تلك قاعدة دائمة، فالمغاصات هي اماكن معروفة. ورسمت مواقعها من قبل كثير من النواخذة وتجار اللؤلؤ، ويبدو ان تحرك المحار من مواقعه يتم ضمن نطاق ضيق من المساحة، وربما يكون هناك انتقال واسع نتيجة عوامل بيئية معينة، وهناك مشكلة أخرى تعاني منها محارات وأصداف منطقة الخليج، فهي تعاني بشدة المعوقات البيئية في أعماق المياه قبل الغازات والنفايات، وقد تأكد ذلك بوضوح عام 1900 عندما تحول لون المياه في بعض مناطق الساحل العربي إلى اللون الأحمر.

معرفة الاتجاهات
تطالعنا الصحف اليومية أحياناً بأخبار بعض الرحّالة الذين تم إنقاذهم بواسطة فرق الإنقاذ البحرية أو بواسطة طائرات الهليوكبتر في الصحراء، وحالات الضياع الكثيرة في البحر والصحارى التي ربما تؤدي إلى هلاك أصحابها تنتج احيانا عن الاهمال في اصطحاب اجهزة معرفة الاتجاهات عند التوغل في البحر أو البر، أو ربما تعطل تلك الاجهزة أثناء استخدامها من قبل الرحّالة، ولكن كيف كانت سفن الغوص تتحرك في البحر من دون تلك الاجهزة في القرون السابقة، يقول لوريمر الذي أصدر كتابه الضخم “دليل الخليج” في أوائل القرن العشرين إن سفن الغوص بدأت الاستعانة بالبوصلات خلال بداية القرن، وقبل ذلك، لم تكن تلك السفن تتزود بخرائط أو بوصلات، وكان النواخذة وبحارة السفن خبراء وذوي كفاءة عالية في معرفة الطرق التي توصلهم الى غاياتهم، ويستطيعون الاتجاه مباشرة إلى حيث يريدون، ويهتدون في ذلك ليس فقط بالشمس والنجوم، وبمعالم الاراضي والجزر التي تشاهد من بعيد أو قريب اثناء إبحارهم، وإنما ايضا بلون مياه البحر وعمقها وبطبيعة قاع البحر”(17)، ويضيف ديورند الذي كتب تقريره قبل لوريمر بسنوات طويلة، واستعان لوريمر ببعض ما أورده ديورند “ان الغواصين العرب لهم معرفة ممتازة بقاع البحر في تحديد اتجاهاتهم”(18) ويقصد ديورند في ذلك ان لون المياه ودرجة زرقتها تحدد مدى عمق قاع البحر ومن الممكن للبحارة تحديد الاتجاهات حسب الخبرات المتراكمة بمعرفة الأماكن وتحديد المسافات بينهم وبين اليابسة، ويضيف ديورند ان سفن الغوص القادمة من كل مناطق الخليج تتجمع بصفة اساسية ما بين جزيرتي صير بني ياس وشلقاية حيث توجد أغنى الهيرات، ويعتبر هذا الامتداد الكبير الذي يتميز بضحالة مياهه الأكثر ملاءمة لعمليات الصيد (19). وهذا التجمع الكبير لسفن الغوص يحميها من الضياع ويستطيع بحارتها معرفة الاتجاهات بسهولة من خلال وجودهم الجماعي، ويقول لوبارون إن غالبية اساطيل الغوص تلازم بعضها بعضا، فأسطول الكويت يتحرك نحو اسفل الساحل، في حين يتحرك أسطول البحرين نحو أعلى الساحل، وتتنقل اساطيل الامارات بين المغاصات من رأس الخيمة الى قطر وهي مسافة تزيد على 400 ميل في خط مستقيم، أما اساطيل عمان فلا تتجاوز جزيرة حلّيل، وهذه السفن تجوب المناطق حول الجزر في مجموعات صغيرة من 10 إلى 20 مركباً، وتجوب المراكب الصغيرة عادة المناطق العربية من الموانئ المحلية. (20) وبالتالي فإن احتمالات ضياع أي سفينة تبقى ضعيفة.

هوامش
(1) Durand, Notes of the Pearl Fishries of the Persian Gulf, Bushire 8 th july 1878, The Persian Gulf Administration Reports, Vol.1,P.35
(2) Lorimer, The Pearl and Mother of Pearl Fishries of the Persian Gulf, Gazetteer of the Persian Gulf, Oman, Central Arabia, Vol.1, Historical, Part2, PP. 2221-2222
كزافييه بيغان بيلكوك، الامارات، التاريخ الاسطوري لساحل اللؤلؤ، ص 246-247 (3)
(4) Lorimer, Ibid (5) Durand, Ibid (6) Lorimer, Ibid
(7) كزافييه، م. س، ص 188-189 (7)
(8) Richard le baron Bowen, Pearl Fishries of the Persian gulf, The Middle East Joumal, Spring 1951, Vol.5, No.2 P.161
(9) Ibid (10) Lorimer, Ibid (11) Durand,Ibid (12) Lorimer, Ibid (13) Durand,Ibid (14) Lorimer, Ibid
(17) Ibid (18) Richard le baron,Ibid Lorimer, Ibid (15) Richard le baron,Ibid (16)
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الزاحم IE جبلة 13 21-07-2021 11:15 PM
عرب الساحل الشرقى من الخليج العربى مذكور القسم العام 11 17-07-2011 07:39 AM
حمل كتاب سبائك العسجد في اخبار احمد نجل رزق الاسعد طبعة بمبي 1315 هجري أدبنامه البحوث والمؤلفات 9 05-08-2010 01:51 AM
ذاكرة الزمن ... الذهاب إلى المجهول أهم محطة في مسيرة الغوص AHMAD تاريــــــخ الكـويت 0 23-02-2008 03:46 AM
ذاكرة الزمن ... الهند أهم سوق للؤلؤ حتى انهيار مملكته AHMAD المعلومات العامة 0 23-02-2008 03:34 AM


الساعة الآن 02:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت