عباس الشمالي

[فاعل خير]

18/05/2007 - القبس
لعب كرة القدم عام 1948
عباس الشمالي: أحياء الكويت كانت تتحول إلى أولمبياد بعد صلاة العصر

الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، الا ان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي، 'القبس' شاركت عددا من هؤلاء الافاضال والفاضلات في هذه الاستكانة
في مستهل لقائنا مع عباس الشمالي اللاعب الشهير الذي لعب مع نادي الخليج والعروبة في الخمسينات، ولعب مع الفرق الشعبية في الحي الشرقي من الديرة قال:
لقد انعشت ذاكرتي وجذبتني الى المستديرة بعد هذه السنوات من العمر، وانا الان على ابواب السبعين سنة، لقد مارست كرة القدم في سن مبكرة اي بداية ،1948 وكنت مأخوذا بقامات اللاعبين واجسادهم، مارستها مع الفرق المحلية بالاحياء والملاعب التي مازالت في ذاكرتي، مثل: ملعب الداهس، وابوالحصم، وملعب حمام قبازرد، ودوار دسمان، وملعب المعارف، والمحرق، وملعب الشرقي موقعه شارع عبدالله الاحمد، والان فندق هوليدي ان قرب دوار دسمان، وملعب سدر الاربع، والمتنبي وملعب المقبرة، وملعب النمر قرب المتحف القديم، ومقبرة هلال، ومدوه، وملعب الرافدين جهة المرقاب، وملعب الايمن في الحي القبلي فريج الغنيم، والرائد فريج سعود والغربي في براحة سعود، وملاعب كثيرة كانت احياء الكويت بعد صلاة العصر عبارة عن اولمبياد في جميع الالعاب من الجري والسلة، وسباق الدراجات. وقال الشمالي: لعبنا لاجل الكرة واسم الكويت، لا نعرف الاعلام ولا اثره في الروح الرياضية، كنا نضع نصب اعيننا اخلاصنا للفريق وحبنا للكرة، وكل ما اقوله ان هناك فارقا بين اللاعب ايام زمان والان، ولا اريد ان اقلل من شأن اللاعبين، ولكنهم لا يقدمون شيئا والنتائج تشهد على هذا الكلام، وقال: تعتبر الكرة عنصرا مهما ورئيسيا في حياة الشباب، والكبار هم الذين اهتموا وهم المرآة التي عكست على اللاعبين، والواحد منهم كان الخيط الرئيسي الذي يجذب اللاعب ويشده الى الملاعب.

تاريخ الكرة
وقال الشمالي: انا من مواليد 1939 حبي للكرة وعشقي لها جعلاني اعرف واحصل على معلومات عن تاريخها من ابنائي واحبائي، وانا مازلت في النادي العربي اتواجد طوال النهار، فالكرة كانت موجودة في العالم في الالف الثالث قبل الميلاد، واقدم دولة هي الصين كانت تستخدم الكرة للتدريب العسكري، وكذلك الاغريق لعبوها، والانكليز مارسوها في الحقول حتى اصبحت شعبية ومحببة لدى القارة الاوروبية عن طريق الرجل او اليد، وعلى شكل مناوشات جماعية بلغ عددهم ما بين 200 الى 500 لاعب، ويستمر الوقت اكثر من خمس ساعات.
ويضيف الشمالي: تطورت كرة القدم في القرن التاسع عشر حتى اصبح الفريقان المتقابلان يضم كل منهما من 15 الى 20 لاعبا، الى ان اصبح النمط الشائع هو 11 لاعبا في عام 1860 .
وتحدث اللاعب القديم الشمالي عن الكرة الكويتية التي تعتبر في مقدمة دول المنطقة، ولكن بشكل عشوائي ومتواضع وعلى مستوى الأحياء القديمة وبين أزقتها.
وقال: في عام 1932 جاء من الهند المرحوم فهد محمد السديراوي الذي يعتبر اول مدرب كويتي واول من فكر في تأسيس فريق لكرة القدم، حيث كان من اللاعبين المتميزين في الهند، فكون فريقا تحت اشرافه، وكان ملعبهم داخل السور بالقرب من قصر نايف، فنشطت الكرة الكويتية على أيدي المخلصين من اللاعبين واذكر منهم كما ذكر والي، وجاءت أسماؤهم في التاريخ:
المرحوم أحمد العنجري، حمد الحميضي، علي المسعد، احمد السرحان، عبداللطيف المحيميد، احمد الرزوقي، جاسم السيديراوي، محمد البراك، داود الرشود، احمد الطوبجي، أحمد السعد، عبدالله العبدالجليل، احمد العدساني، صقر القضيبي، محمد رفيع بهبهاني، عبدالرزاق العنجري، سالم السديراوي، محمد العدساني، عبدالعزيز احمد القناعي، وكان الحكم عبدالمنعم بن عيسى.

خارج السور
وتحدث عن اللعب خارج سور الكويت الذي بني في عام 1920م وهدم في 4 فبراير 1957م، في البداية كانت ابواب السور تغلق بعد المغرب، وفي السنوات الأخيرة فتحت طوال الليل والنهار.
قال الشمالي: لكثرة الساحات المتوافرة وقبل البناء كان اللاعبون يحبون اللعب في هذه الملاعب التي ايضا تعتبر الانطلاقة الأخرى في مسيرة الكرة الكويتية، واول ملعب كان بين الدسمة والمياص بعد الخروج من بوابة البريعصي (الشعب) جهة اليسار، وهذا الملعب كان بعيدا عن مزارع الدسمة، وكانت ارض الملعب 'بحاصة' أي صلبة لارمال فيها ولا أعشاب، ولا قانون لطول وعرض الملعب، ولا ارتفاع للمرمى.
وقال: انا من الذين لعبوا في هذا الملعب، وكان عمري ما بين 12 الى 13 سنة، والمرمى عبارة عن 3 مراد، والمردي هو الرمح من البردى كان يستورد من الهند وشرقي أفريقيا، ومنطقة الجزاء كانت من دون خط، والحكم هو الذي يقيس في حالة الجزاء، أحيانا كان يقيسها 12 ياردة بقدميه، وأحيانا 11 الى 14 ياردة، ومساحة الملعب الطول والعرض على حد الأرض الموجودة او المسموحة لنا، والمرمى من دون شبك، وهناك من يقول 'كول' وآخر يقول 'موكول' فتقوم القيامة في الملعب، واما الكرة فكانت من الجلد وبداخلها 'تيوب' "Tube" عبارة عن بالون من المطاط ينفخ وهو داخل الجلد الدائري ثم يربط بخيط ويوضع بداخله، واما الجلد الخارجي فله فتحة تربط على شكل رباط الحذاء.
وقبل اللعب كانت الكرة هذه تدهن واذا اصابت الرأس شقته، او يدوخ اللاعب.
اضاف: هناك ملاعب اخرى خلف السور بالقرب من المطار القديم كان لفريق الرائد في فريج سعود بالقبلة ومفزة ديوانية بدر جاسم القطامي، وبالقرب منه يوجد ملعب لفريق الايمن التابع لفريق 'غنيم' وايضا فريق الغربي لهم ملعب، واما غرب ملاعبنا فيوجد ملعب خارج السور لفريج المرقاب، وكذلك جهة بوابة الشامية يوجد لأهل القبلة، وملعب في الوطية، وكانت هناك فرق لم تخرج خارج السور.
وقال: اتذكر فريق الرافدين من اهل المرقاب فقد كانوا دائما خلف السور منهم: بوغنام، وعبدالله الحديبي، والشريدة، وكان اللاعبون يلعبون حتى آذان المغرب اي حتى اغلاق بوابة السور، واذا اغلقت كانوا يقفزون من السور بواسطة فتحات اقاموها حتى يتسلقوا بواسطتها، اما في الليل فلم تشاهد احدا بسبب انعدام الانارة ووجود الكلاب الضالة المتوحشة، وكنا نسير على الأقدام حتى نصل الى الملعب جماعات جماعات مع التصفيق والمناقشات والمعارضة الحادة، وعن نتيجة المباراة قبل اقامتها.
واما تخطيط الملعب فكان بعصا نحط الرمل، ثم تطورنا فأحضرنا زيت السيارة بعد تبديله ويعرف بالزيت المحروق نخطط به الملعب، وأخيرا عرفنا النورة (مادة الكلس مسحوق أبيض تطبخ مع الدهن الذي يؤخذ من أكفال الخروف).

علاج الاصابات
وتحدث عن علاج اللاعب اذا اصيب في الملعب بطرائق وأساليب تقليدية ومكتسبة عن طريق الخبرات المتوارثة، وكانت اصابة الملاعب معروفة عند هؤلاء الذين يعالجون بالطرق التقليدية، وكانوا يحظون بثقة واحترام اللاعبين وذويهم، وغالبا ما يكون العلاج من دون دواء من العطارين، بأيديهم اولا واخيرا.
وقال: اذا لفت رجله من القدم قام المعالج الشعبي بوضعها في وعاء فيه ماء حار جدا مع اضافة الملح واخذ يلعب بقدم المصاب ثم يحركها بقوة ليرجع القدم مكانة، ومن ثم يوضع لزكة (لصقة) من القماش المطلي بمادة طبية، او يدهن مكان الالم بزيت النار جيل، واذا كانت الاصابة قوية واحتمال وجود شلخ أو كسر بمعنى مكسور يقوم بوضع عصي حول الرجل مع لزكة عنزروت (من العقاقير الطبية تطلى على موضع الألم وتشده قويا ويصعب نزع اللزقة حتى يبرأ الموضع المصاب، وأحيانا يؤخذ الى المستشفى الأمريكاني.
وتذكر ابو حسن اقوال الاولين: 'كلوا التمر مسامير الركب' و'لا تشتكي الضر وعندك المر'.
واما الجروح الخفيفة فتوضع النورة، واذا وصل البيت وضعت الوالدة 'آيدبن' صبغة اليود المعروفة لايقاف نزيف الدم، وقبل هذا يوقف الدم بواسطة 'الكاز' او النفط الاسود مع النورة.
وعن لفة الرجل فقد كان المعالج يحفر حفرة حوالي 30 الى 40 سم وتوضع الرجل المصابة بداخلها وبسحبها الى اعلى مرات حتى يسمع المصاب صوت قدمه، وكل هذه العلاجات من دون اجور، واذا ربط مكان الالم والاصابة وكل من يشاهده يقدم له النصيحة، فكان يرد عليهم 'هذا الجرح مو جرح الكلام' لان 'جرح السيف يبرأ وجرح الكلام ما يبرأ'.
وبعضهم يقول له 'ما كو شيء' يرد عليهم 'الشوكة اللي في رجل غيرك ما تعورك' وكان الدواء ممكن الحصول عليه، وكما قال المثل 'تلقى الدواء في اخس الشجر' والله يرحمهم الذين عالجونا ومنهم: حجى رمضان بوشعبون، وجد المرحوم حبيب الميل، ومحمد شريف اشكناني، والعتيبي الكبير، وأبو أكرم الفلسطيني.

التحكيم
وتذكر الشمالي دور الحكم الذي كان يقود مسيرة اللعب بدقة وسلاسة، واختياره يأتي من خلال شخصيته وشدته، واحيانا يكون هو الحكم واللاعب، وجهده بالتحكيم مضاعف وكان المرحوم احمد المهنا من الاشداء في تطبيق القانون حتى وصل الى لقب 'حكم دولي من الدرجة الاولى' واول حكم كما ذكرته هو المرحوم 'عبدالمنعم بن عيسى'.
وقال: كانت صفارة الحكم في البداية بأصابعه ويرفع يديه ويساعده اللاعب ومن ثم عرفنا الصفارة في الاندية، وكان التعاون واضحا بين الحكم واللاعبين ولا نعرف حكم الخط وكان يعتمد على احد الجمهور، والا فيستمر اللعب، واكثر مباريات الاحياء من بدون 'تسلل' المهم ان يسجل الهدف، اما اشارة انتهاء الزمن فهذا متروك لتقدير الحكم 'وكابتن' الفريقين، وعادة ما تكون مع غياب الشمس او بعدها عندما تنعدم الرؤية، واما الجمهور فأعتقد كان يحرص على مشاهدة المباريات داخل الاحياء السكنية او في الملاعب الكبيرة خارج السور وداخله، وكان يحيط احاطة تامة بالقوانين.
وقال الشمالي: كان يزداد الجمهور لعبة بعد لعبة ويوما بعد يوم، وكان يصرخ بأعلى صوته يرشد المدرب بالتبديل وغالبا ما كان يسمع ويعتقد ان هذا الصراخ هو الصحيح.

أندية رياضية
في عام 1949 بدأت فكرة انشاء اندية رياضية منظمة ولها مقر وتمثل المناطق السكنية، وقد كان عددها عشرة اندية من الدرجة الاولى، ومن قبل كان هناك فريقان وذلك في عام 1932م الاول اسمه 'ذو الوشاح الاخضر' والآخر 'ذو الوشاح الاحمر'.
فهذا النادي الاهلي من اقدم الاندية الكويتية، ومن ثم 'الجزيرة'، 'العروبة'، 'الخليج'، 'التضامن'، 'القبلي'، 'النهضة'، 'الشرقي'، 'المرقاب'، 'المعلمين'، واخيرا وضع حد لهذه الاندية عندما تدخل اناس لاعلاقة لهم بالرياضة واقفلت حتى عام 1961 حيث اعيد تأسيسها بأسماء جديدة.
كرة القدم
- كان مئات الشبان يجرون وراء احدى الكرات مخترقين شوارع لندن في عام 1175م، مما ادى الى قيام ادوارد الثاني بإصدار قرار يحظر لعبة كرة القدم عام 1314.
- اول مسابقة كأس اتحاد كرة القدم عام 1872، لعبت انكلترا مع اسكتلندا.
- في سنة 1937 سقط او شهيد لكرة القدم المرحوم بدر يوسف البدر فقد كان من بين الشباب الذين يلعبون الكرة في اوقات فراغهم في مدينة الاحمدي، وبعد انتهاء المباراة مباشرة شرب ماء باردا لشدة عطشه فتوفي.
- وفي عام 1964 اول دورة دولية لكرة القدم في الكويت، وقد فاز بالبطولة العراق وليبيا في المركز الثاني.
- اول اتحاد لكرة القدم سنة 1952 برئاسة الاستاذ يعقوب الحمد.

[فاعل خير]

اللاعبون المميزون
- عبد المحسن الفارس
- محسن سعود
- الشيخ سليمان الحمود الصباح
- عبدالمطلب الكاظمي
- عبدالله عنبر
- عبد الرزاق القضيبي
- عبد اللطيف الياقوت
- فؤاد الاشقر
- عباس الشمالي
- عبدالوهاب العوضي
- نايف المخلد
- محمد المخلد
- عبد الخالق
- جبار
- عبدو
- موسى الراشد
- جعفر الزكاح
- وليد النصف
- عبدالله بشارة
- عبدالله الزعدة
- بدر الصميم
- د. عبد الرحمن العوضي
- عبدالعزيز المخلد
- منجلي
- شاهين
- سمارة
- احمد الحميدة
- محمد الصومالي
- مسعد العلي
- سعدي عبود
- جلاوي
- تاج هندي
- فهد عبدالكريم
- صالح شهاب
- عبدالرحمن المضاحكة
- موسى حمدان
- جبر الجلاهمة
- يعقوب الخرس
- دسمان
- بخيت
- خليفة الحمر
- يوسف اليتامي
- العصب
- ابراهيم المواش
- سليمان الفارس
- افود حسن
- مساعد الحداد
- حسن درويش
- ابو جواد فتحي الذي عمل حكما للمباريات فيما بعد
- علي الجسمي
- عبد الله تقي اشكناني
- عبد الغفور مدوه
- محمد القطامي
- بدر جاسم القطامي
- عبداللطيف المباركي
- زيد المباركي
- عبدالعزيز الصمد
- احمد الغانم
- عبدالزهرة اشكناني
- غلام خير الله اشكناني
- خالد الصانع
- يعقوب ابوكريمز
- عبدالله الشيخ
- علي الصانع
- حبيب الشيخ
عذرا لمن لم تذكرهم ذاكرتي

[فاعل خير]

فريق البارجة البريطانية 'فوكس' خلال اول مباراة له على ارض الكويت عام 1901 بعد معركة الصريف