راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > القسم العام
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2009, 04:17 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي الكويتيون والعزوف عن المهن اليدوية..

كتب أحمد الحيدر- القبس:
اليوم


رغم ان العديد من العوائل الكويتية تحمل أسماء مهن قديمة ومعروفة، فلا نجد بين الكويتيين اليوم من يمتهن هذه المهن على ارض الواقع لأسباب اجتماعية واقتصادية ونفسية متعددة ظهر معظمها مع اكتشاف النفط منتصف القرن الماضي.
ولا شك ان اسماء هذه العوائل مستمدة من المهن التي عاش منها الآباء والأجداد بعرق جبينهم، فبنوا من خلالها الكويت وعمروها بعد ان كانت صحراء قاحلة ليس فيها من عوامل الجذب ما يذكر، فكان الحداد والصراف والنداف والنجار والقلاف والصفار.. وغيرهم من العاملين هم البناة الحقيقيون للوطن عندما كان الذهب الأسود مدفونا تحت الأرض من دون ان يعلم بقيمته او وجوده أحد، فشكلوا بعملهم واخلاصهم وتكافلهم السور الحقيقي للبلاد والبنية الأساسية في نهضتها المستقبلية.

واذا ما ألقينا نظرة ثاقبة اكثر على الموضوع، نجد ان العديد من الطبائع والعادات والمعتقدات الكويتية اندثرت مع ظهور النفط، ففي حين كان الكويتي يجتهد ويحفر الصخر بكلتا يديه حتى يستخرج منه الدينار ـ وقبله الروبية ـ التي يطعم منها اولاده، بات البحث عن اللقمة السهلة السائغة هو طريق الكثيرين، فصار الكسل عادة مكتسبة، وصار الجلوس خلف المكتب وامتهان اضاعة الوقت بقراءة الصحف وتبادل اطراف الحديث هو الذكاء، فبات الاجتهاد والتفنن في سبل الحصول على الراتب الأعلى بالجهد الأقل هو ديدن الكثيرين، بعد ان كان حب العمل والإخلاص فيه من السمات الأساسية التي تميز المواطن الكويتي.

المسؤولون
واذا كان التعميم فيما سبق امرا خاطئا من دون ادنى تردد، فإن التغليب محل موافقة من قبل الجميع، ذلك ان الوضع الحالي جلي لكل من يعيشه، تماما كما الشمس التي لا يمكن ان يغطيها «منخل»، مما يستدعي الوقوف امام هذه الظاهرة السلبية وطرحها على أعلى المستويات، وبالطبع على رأسها لجنة الظواهر السلبية البرلمانية التي نأمل ان التغيير الكبير في اعضائها يصاحبه تغيير اكبر في طرحها وقضاياها التي تتبناها.

وفي قائمة متحملي مسؤولية التغيير الفكري السلبي الذي طرأ على المجتمع الكويتي، نجد وزارات الإعلام والتربية على رأس القائمة، لكونهما الأساس في غرس القيم والمفاهيم ـ صحيحة كانت او خاطئة ـ في ذهن ابناء المجتمع، وبالتالي تؤثر بشكل صريح في سلوكهم وتصرفاتهم، وقبلهما نمط تفكيرهم ذاته.


الإعلام
ففي مجال الاعلام، فشلت الدولة في تسخير اجهزتها الجبارة لتوجيه الناس نحو العودة الى هذه الوظائف المهنية البحتة، فلم تشد أزر من تبقوا من الأولين، ولم تحفز من فكر في الالتحاق بها من الآخرين، واذا كان عصر الانفتاح الاعلامي وهجرة الكثيرين للاعلام الرسمي منذ اوائل تسعينات القرن الماضي تجعلنا نقلل من اهمية الاعلام الحكومي بشكل خاص اليوم، فان انفراده بالمشاهد طوال عقود سبقت ظهور الفضائيات كانت كفيلة بخلق اجيال جديدة صاحبة نظرة سليمة تجاه هذه المهن المهمة في حياة كل منا.

التربية
اما وزارة التربية وشقيقتها التعليم العالي، فقد خلت مناهجهما تقريبا من عناصر توضيح اهمية هذه المهن في العصر الحديث، فلم يعد الطالب يدرك ان التحاقه بهذه المهن لا عيب فيه، وان المجتمع عندما ينظر من زاوية «قبيحة» للأمر، فليس عليه كفرد ان ينظر من الزاوية ذاتها، ولم تشفع التخصصات التي استحدثت خلال السنوات الاخيرة، فضلا عن انشاء الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، في تغيير واقع المجتمع الرافض لهذه المهن الا بدرجة بسيطة لا ترقى مع الطموح، بدليل تخرج الارقام الكبيرة والتحاق معظمها بقطاعات عمل مكتبية لا تتناسب مع طبيعة ما درسوه ميدانيا!

اقتصاديا
وعند النظر الى الموضوع من الزاوية الاقتصادية، نجد الاعمال اليدوية والعمل المهني عامة اكثر ادرارا للربح من نظيره المكتبي في حال «مشت» الامور كما هو مرسوم لها مسبقا، الا ان عنصر غياب التأكد من تحقيق النتائج المرجوة هو المرعب الأكبر، مما يدفع تيارات الشباب للتزاحم على القطاع الحكومي ذي العمل المكتبي القاتل للابداع بحثا عن الامان الوظيفي، واذا ما غامر وقرر خوض تجربة العمل في القطاع الخاص، فان المجال الاداري او العمل المكتبي هو المستهوى الأول، مما لا يحل في اشكالنا اي عقدة.


المـسـتقـبــل
ان الاعتماد على العمالة الوافدة في اي بلاد، لاسيما المحدودة السكان مثل الكويت، لا يشكل اي مشكلة او عيب، لكن العزوف الجماعي بهذه الطريقة عن المهن اليدوية وهو ما يطرح علامات الاستفهام والتعجب، بل ويطرح افكارا مقفلة نحو المستقبل الذي ننتظره من جيل يفكر بهذه الطريقة السلبية، ولذا لا مفر من تكاتف الجميع في سبيل تغيير الصورة النمطية السائدة، والا سيأتي يوم - ان لم يكن قد أتى - نجد فيه انفسنا اسرى رغبات واوامر فئة محددة تسيطر على سوق ما من اسواق العمل وتتحكم فيه من حيث الاسعار والجودة والآلية، وهو ما لا ينذر بخير تحت اي ظرف.
ولا يخفى على احد ان الاستثمار البشري دائما وابدا هو المكسب الحقيقي لأي دولة، فإذا كانت الكويت وهي تمر بسنوات طفرة اقتصادية بصورة عامة لم تستفد من ضخامة الموارد المالية، فمتى ستستفيد منها اذن؟ وهل ستنجح الحكومة الحالية في تغيير الصورة النمطية السلبية لدى الشباب عن العمل اليدوي في الوقت الذي فشلت فيه سابقاتها؟
الزمن وحده كفيل بالاجابة عن هذه التساؤلات.

رغـم الجـهــود
رغم الجهود الكبيرة والحملات الموسعة من بعض الجهات الحكومية، وعلى رأسها برنامج اعادة هيكلة القوى العاملة في الدولة، لم يلتحق بالمهن اليدوية في البلاد سوى عدد محدود لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة في الميكانيكا والكهرباء والحلاقة!


لا.. ولكن
يجيب الكثير من الشباب عندما تسألهم هل هناك عيب في العمل اليدوي بجملة تبدأ ب‍‍ـ «لا.. ولكن» ثم يبررون اسباب عدم التحاقهم بالعمل اليدوي، وهي بحد ذاتها ظاهرة تستحق الوقوف عندها.
دخل مرتفع


أكد احد الشبان الكويتيين العاملين يدويا في محل تصليح سيارات (كراج) انه يحقق دخلا عاليا جدا، وعندما سألناه عن الاسم والمبلغ قال «بدون اسم حتى لا احسد.. والمبلغ الصافي لا يقل عن 3 آلاف دينار شهريا!».




عمل يدوي مميز


النداف


السدو
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحرف اليدوية في الكويت قديما PAC3 المعلومات العامة 9 19-10-2009 07:59 PM
أصحاب المهن - غنيمة الفهد AHMAD التاريـــخ الأدبي 0 15-06-2009 03:21 AM


الساعة الآن 08:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت