يوثق " تاريخ التصوير الفُوتغرافي " والمصورين الأقدم عهداً في تاريخ الدولة
أساهم فيه بشكل تفصيلي فريد المدعوم بالأدله والوثائق
على مستوى التاريخ البصري في الكويت
في رحلة استكشافيّة نزور فيها الاستديوهات القديمة باحثًا عن مؤسّسيها وسيرهم الذاتيّة وأرشيفهم الفوتوغرافيّ.
حيث جمعت لكم حوارات صحفية واعلامية مع المصوّرين للتعرف على ذكرياتهم مع مهنة التصوير،
وقصص الأشخاص والأماكن التي وثّقتها عدساتهم. كما يجمع ما تبقّى لديهم من نيجاتيف
غير مفهرس وشرائح وصور كي تمسح ونرقمنها ونضيفها إلى أرشيف "عكس الزمن" الرقميّ.
الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت رحمة الله بانتظار أبناء شعبه لتهنئته بحلول عيد الفطر المبارك
وبجانبه الشيخ عبدالله الجابر وعبدالله الخليفة ويبدو أيضا سمو الشيخ جابر الأحمد رحمهم الله الصوره عام 1964 — أرشيف شاكبنزا
البصرة قديما
لم تكن الكاميرات شائعة في ذلك الوقت بسبب ندرتها
ولم يكن غالبية الأهالي مقبلون على اقتنائها بسبب بساطة الحياة
إلا اذا احتاجوا لجواز سفر أو بعض المعاملات الرسمية
كان أهل الكويت قديما يذهبون إلى البصرة في الثلاثينات والأربعينات للتصوير فقد درس في البصرة
التصوير الفوتغرافي أشهر المصورين ..!
وهو البريطاني (هاري سان فيلبي ) صاحب كتاب ( مرتفعات الجزيرة العربية )
أثناء الحرب العالميه الأولى ..تحرك في السعودية قبل قرن من الزمان ويعد من أغزر المستشرقين إنتاجا وله الفضل في توثيق وتسجيل المعالم هناك
كانت مدينة البصرة مقصد تجار الكويت قديما ..لما كانت تتمتع به من -تمور كثيرة خاصة شحن التمور بالسفن الشراعية ..لتأخذها إلى الكويت والموانئ الهندية لتعود
منها بالأقمشة والتوابل والأخشاب .. في الخمسينات وحتى العقد السبعين من القرن الماضي كان أبناء الكويت يقضون اجازتهم في البصرة لرؤية مناظر الأنهار
والتجول بالأسواق وزيارة الحدائق وكانت هذه الصوره لهم - وفيها من اليمين سامي رجب .. د سليمان السعدون وزير التربية والتعليم ..
عبدالرحمن المزروعي وكيل وزارة الشئون المساعد
في بداية الأربعينات كان العاكسون ( المصورون ) يتجمعون في الأسواق وفي الهواء الطلق وتحديداً مقابل سوق البشوت وكان أغلبهم من الجنسيات العربية
والأتراك والأكراد أيضا
وتشاهد المصورين الفوتغرافيين يتجولون في فرجان شرق وجبلة والمرقاب ويأخذون اللقطات التذكارية للأحياء والأشخاص
حتى تأسس أول استديو في الكويت والخليج كافه ..
يسمى " استديو عصري"
وكان ذلك في عام 1947 م ومكانه عند مدخل " سوق واجف" المباركية
ثم استديو : 2- جاك
3- استديو سكوب ..مسؤوله يدعى مصطفى حشيشو كان المحل في شارع فهد السالم - بناية زيد الخالد
ساهمت هذه الاستديوهات العتيقة في طفرة صناعة الصورة
المصور الأسطى في ساحة الصفاة عام 1955م
وعن اقدم محلات المصورين في الكويت ..مهنة التصوير كمصدر رزق لم تكن معروفة في الكويت قديما حتى حوالي العام 1935 حيث قام مصور سوري اسمه الاسطى بدر الذي يعد أول مصور عمومي
أسس في بيته انذاك بمنطقة الصفاة مكانا لتصوير الناس تلاه عدد من اخواننا العرب بينهم مصور فلسطيني اسمه عبدالرزاق بدران
من اليمين المصور راشد سالم بوقماز وشقيقه
أوائل المصورين الكويتيين القدامى في عشرينيات القرن الماضي على سبيل المثال راشد سالم بوقماز الذي كان يمتلك صورا قديمة قام بالتقاطها لبعض اهل الكويت داخل (السكيك والفرجان والاحياء القديمة).
Kodak
بوقماز كان يحمض صوره في استديوهات البصرة حيث كانت الكويت تخلو من محلات التصوير في تلك الفترة وقد كان هاويا للتصوير وليس محترفا ولم يمتهن التصوير رغم ان تصويره كان جيدا وواضحا واستمر خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات يصور ويستبدل كاميراته بأخرى أحدث منها كان يملك كاميرات من نوع (كوداك) التي كانت تجلب من الهند علما انه توفي رحمه الله العام 2006 عن عمر ناهز ال96 عاما.
هناك ايضا بعض المصورين الكويتيين مثل محمد قبازرد في مرحلة الأربعينيات والخمسينات الذي يعد من المصورين السينمائيين وكان يوثق الأحداث بمقاطع سينمائية تتناول جميع مظاهر الحياة الكويتية. https://youtu.be/W3oqVVcQLqk
فيديو نادر من تصوير وتعليق محمد قبازرد لجنازة حاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 1950م
المصور عبدالرزاق بدران من أشهر رواد التصوير هذا المصور حقق شهرة واسعة وقام بتصوير المرافق العامة بالكويت والفرجان والسواحل والمدارس والميادين والشوارع وتعد اغلب الصور المشهورة في حقبة الاربعينيات من تصويره وكان تصويره على نظام (بوس كارت) اي على البطاقة البريدية وكان تصويره محترفا.
وقد فتح محلا في مطلع الأربعينات من القرن الماضي
فريج سعود والمدرسة الأحمدية ...لقطه من تصوير بدران في الخمسينات
صورة هذا الصقر إلتقطها المصور عبدالرزاق بدران عام 1954عندما رافق الشيخ في رحلة للقنص ونشر هذه الصورة بمجلة الإيمان عام 1954 ضمن مقالة عن الصقور كتبها على جزئين
كان هناك ايضا مصور قديم مطلع الخمسينيات يدعى بشير فلسطيني ايضا كان محله يقع في نهاية شارع فهد السالم مقابل معهد الدراسات القضائية واغلب طلبة المدارس منتصف القرن الماضي كالمثنى والعمرية والمباركية وجدوا صورهم لديه ..
أقدم محلات التصوير ايضا مصور الصباح واستوديو هوليوود اضافة الى عدد من المصورين في أسواق الكويت الذين كانوا يحملون كاميرا بقاعدة مع ستارة سوداء يدخل المصور رأسه من خلالها ويضع منظرا خلف الراغب بالتصوير
-أقدم مصور صحفي بالكويت هو ( ابراهيم عبود ) بدأ مشوراه مصورا في استديو سكوب ثم
مع صحيفة الرأي العام التي يرأسها عميد الصحافه عبدالعزيز المساعيد ثم السياسة ورافق الشيخ عبدالله السالم لمؤتمر القمه العربي والتقط العديد من الصور لجمال عبدالناصر قابل الملك فيصل بالطائف
تاريخ التصوير الفوتوغرافي بشكل عام بدأ في عهد الشيخ مبارك الصباح مطلع القرن الماضي بواسطة البعثه الروسية التي زارت الكويتيه مع ربانها الروسي فارياغ
التي رست على سواحل الكويت عام 1901م حيث صورت صور نادره ومهمه منها الصوره الوحيده للشيخ جابر المبارك رحمه الله
التقط هذه الصوره الرحاله الألماني هيرمان بيركهارت عام 1903 م وتعد أول صوره رسمية لحاكم الكويت
جائت بعد ذلك صور خاصة بالصحفي المصري (عبدالمسيح الانطاكي) وكان رئيس تحرير جريدة (العمران) الذي زار الكويت وأقام عند الشيخ مبارك وقربه وجعله شبه مستشار له وهو كاتب وشاعر وكان الانطاكي أول من صور توثيق أول زواج رسمي بالكويت للشيخ حمد مبارك الصباح عام 1913 واصدر كتابا عن الشيخ مبارك اسمه ايات الصباح في مدائح مبارك باشا الصباح) يحتوي على مجموعة من الصور القيمة وخلال اقامة الانطاكي قام بتصوير الشيخ مبارك وجلسائه والاسواق والشوارع ونشرها في مجلة العمران وذلك في العام 1904.
وكانت الصور الموثقه في هذه المراحل عبر الرحاله والمستشرفين وأطباء المستشفى الأمريكاني ...الذين قدموا خدمة كبيره في توثيق الحياة والنمط القديم ..
ساهمت بحفظ التراث والمعارك والأحداث ..
من اليسار الملك عبدالعزيز آل سعود و الشيخ مبارك الصباح واليمين الامير عبدالله بن عبدالرحمن شقيق الملك عبدالعزيز
وعن أول آلة تصوير كانت في عهد الشيخ مبارك الصباح ويقال أن أول من جلب
إلى الكويت آلة التصوير كان الكابتن والرسام شكسبير معتمد بريطانيا عام 1909م
المتعمد البريطاني وليام شكسبير
إلتقطهما الكابتن شكسبير المعتمد البريطاني في الكويت
...
التقطتا في نفس العام واحدة في الكويت والأخرى في ثاج
أجرت صحفية الراي لقاء مع أحد المصورين القدامى بدأ مسيرته في الكويت قبل أكثر من نصف قرن ..
المصور مارديك يعقوب من سوق واجف إلى خيطان
كويت
إعداد : سعود الديحاني ...
ولد خالتي كان في الكويت لهذا جئت إليها في سنة 1963 وانا جئت الى الكويت عن طريق البحر وقد نزلنا بالقرب من قصر السيف ثم ذهبت الى ابن خالتي وهو في سوق واجف وهو ايضا مصور يعمل في التصوير الذي يحمل اسم المصور الاصلي بالقرب من فندق بغداد في الشارع الجديد ثم عملت في مصور الفريد في الشارع الجديد ...
التغيير
لقد تغيرت خيطان بعد فترة الثمانينات كان العمل في الذرة والشغل ممتاز وتوسع عملي وصار عندي ثلاثة محلات في الرقعي وفي سوق رجعان لكن بعد مضي الوقت بعت المحلين لأن هناك مثل يقول اذا كنت في كل مكان فأنت ليس في مكان، الناس والزبائن يأتونني متوزعين فهذا تعب لذا استقررت في محل واحد.
المدة
بعد مضي 13 عاما انتقلت من المحل الاول الى مكان آخر بدأ معي سنة 1966 ثم استأجرت محلا في بناية ناصر الجبري ثم انتقلت الى بناية المزين بعد ست سنوات وبعد 15 عاما انتقلت منه اي مدة 47 عاما، كثير ما اصادف الناس في الوزارات والاماكن العامة يسلمون علي ويقولون نحن صورنا عندك ونحن اطفال.
ذكريات
من الاعراس وحفل الزواج الذي له ذكرى عندي بعد هذا المشوار الطويل زواج علي المسلم والد النائب فيصل المسلم فأنا قمت بتصوير حفل الزواج حيث تزوج علي المسلم وكذلك زواج علي بوحديدة وفلاح الخشاب وكثير من اهالي خيطان وهم جيراني فأنا ساكن في خيطان، واعرف ابناء الجبري والمحيلان والعوضي والثويني والفرحان وبوردن والطاحوس والفجي كلهم مستمرون معي الآباء ثم الابناء ثم الاحفاد، وهناك من قمت بتصوير الاب ثم ابنه ثم حفيده في مناسبات لهم.
الوصف
خيطان التي رأيتها يوم جئت لها سنة 1963 تختلف عن اليوم فالمطينة وسوق خيطان والشوارع غير معبدة والابقار والاغنام تراها في الساحات الترابية تسير وتأكل مما في الارض، وخيطان هو شارع واحد الذي في السوق المحلات متوزعة على اطرافه خباز ومصور والخضار والخياط وكل المحلات متجاورة والجميع يعرف بعضه بعضا، والامطار كانت كثيرة حتى انني اذكر ان المحلات غرقت.
النكتف
كان عندي آلاف النكتف التي صورت فيها الناس منذ جئت للكويت ومع مرور السنون كثرت عندي ولم يعد عليها طلب فجزء كبير من اصحابها توفاهم الله لذا قمت بجمعها ثم حرقتها لأن فيها صورا للعوائل والناس.
البيع
عالم الالكترونات والتكنولوجيا اثر على الجميع والديجتال جعل الفوتو شوب يقف المكائن التي اشتريتها بعشرين الفا بعتها بـ 30 دينارا، وكل شيء تغير التصوير والناس والطيبة كانت معروفة والكبار في السن على نياتهم.
خيطان
جئت الى خيطان في سنة 1963 وقد اقترح لي ولد خالتي ان اذهب اليها وهي منطقة جديدة وكان هناك مصور عنده محلان وقال اخذ منه محلا بصفة الايجار قلت انا لا اعرف اللغة العربية لكنه شجعنا، جئت الى خيطان وكانت نائية وصغيرة فأخذت المحل وشجعنا ابن خالتي ومصور المحل كان اسمه المصور العصري والمحل الآخر كان اسمه امين وهما لنفس الشخص وكان اسمه امين انطوان وهو ايراني ارميني وهذا اول مصور في خيطان ثم كثرت، اول مصور في خيطان كان امين ثم صار مصور العصرية وكان في شارع السوق وانا بعد ذلك فتحت محلا على حسابه في السوق نفسه والحمد لله نجحت والسكن في خيطان.
الاكثر
اكثر الناس كانوا يأتونني كويتيون وانا في استديو وقد سميت المصور الاصلي الجديد على اسم المحل الذي كان في سوق واجف كان اسمه الاصلي واضف عليه الجديد وبالطبع اشتريت مكائن بعدما مضى وقت في المحل لكن في بداية كانت كاميرا عادية والتحميض في المحل والطبع فيه، وكنت اشتغل كل اليوم صباحا ومساء.
لأول
خيطان دخلتها سنة 1963 وكلها اتربة وليس شارعا إلا واحد شارع السوق البيوت حول السوق والحفرة الكبيرة التي كان يتجمع المطر بالقرب من بيت العنار والخشاب اسمها المطينة وتسقط فيها الحيوانات والنادي القديم بجوارها ومقابلها مسجد العجيري وبيت العجيري ووالد صالح العجيري واذكر بيت العصيمي والتركي ووقت الربيع كان البر في السرة وصحراء كلها خضراء، الكويت كانت في الماضي بسيطة لأن كبار السن كانوا طيبين. انتهى اللقاء
أسماء وعلماء في فن التصوير
*
الفيلسوف أرسطو هو أول مَن بحث في فكرة الغرفة المظلمة سنة 300 ق.م.وان الحسن بن الهيثم له مخطوطات حول الغرفة المظلمة لم تعرف إلا في العام 1910 وان ليوناردو دافينشي طبق فكرة الغرفة المظلمة ولكن للمشاهدة ومن ثم للرسم، وكان ذلك في عصر النهضة الاوروبية. ويوجد رسم للغرفة المظلمة وترجع للعام 1519 وتعود إلى دافينشي وان العالم كاردويّ أضاف العدسة البصرية إلى الغرفة المظلمة العام 1590.
* السير (جون هيرشل) يستخدم كلمة فوتوغرافي (Photography) للمرة الأولى في العام 1839 وهي مأخوذة من اللاتينية وتعني الرسم بالضوء.
* جورج استيمان احدث نقلة نوعية في التصوير الفوتوغرافي باختراعه للأفلام المرنة عام 1884 ثم قدم في العام 1888 صندوق الكاميرا (box camera).
ـ الأخوان لويس وأوجست لوبير: ادخلا الألوان إلى التصوير الفوتوغرافي بابتداعهما لطريقة الأتوكروم عام 1907.
ـ 1968 التقطت أول صوره للأرض من على سطح القمر.
الفوتو يونانية
photo هي كلمة إغريقية يونانية تعني الضوء وكلمة Graphic تعني الرسم او الكتابة «الكتابة بالضوء» لان الضوء كان يحدد ملامح المادة.قبل استخدام كلمة فوتوغرافيا كان يطلق على التصوير (ضوء الشمس Sunlight) لان الشمس كانت المصدر الوحيد المستخدم لإنتاج الصور.تم استخدام كلمة Photo-graphic أول مره في عام 1839.
الصينيون يكتشفون الغرفة المظلمة
في القرن الخامس الميلادي أكتشف الصينيون الغرفة المظلمة عن طريق الصيني Mo Ti الذي قام بتسجيل ملاحظاته لأشعة الضوء الداخلة عن طريق ثقب صغير إلى غرفة مظلمة ولكن الصورة لم تكن واضحة ودقيقة.. إلى أن قام ابن الهيثم بتصغير قطر الدائرة من خلال تجاربه حينها قل الضوء الداخل إلى الغرفة المظلمة وأدى ذلك إلى توزيع الضوء بشكل أدق على مساحة اقل وانتشار اقل للضوء مما أعطى صورة أوضع للموضوع.
اختراعات الحسن بن الهيثم
ابتكر الحسن بن الهيثم عالم البصريات أول عدسة في عصره ومن بحوثه العديدة في كتاب (المناظر) موضوعات انكسار الضوء وتشريح العين وكيفية تكوين الصور على شبكة العين ووضع لأقسامها أسماء خاصة و جعل البصريات علما مستقلا له قوانينه الخاصة واهتم بالآلات البصرية وقام بحساب درجة الانعكاس في المرايا المستديرة والمرايا المحرفة. وفي القرن العاشر الميلادي اخترع الحسن بن الهيثم أول كاميرا بثقب صغير (pinhole).
أول صورة بالعالم
* جوزيف نيسابور نيبس ملتقط أول صورة فوتوغرافية عام 1826 واستغرق إلتقاطها 8 ساعات من التعريض.
ساهمت شركات النفط في الكويت والخليج في توثيق الهويه والعمران بكل دقه وانبهار
بأرشيف زاخر من الموروث القديم ..! ليس بالكويت فحسب
حيث تمتلك شركة ( ارامكو ) السعوديه مواد مذهله
من أرشيف Aramco
اتسمت بالروعه و الإتقان والتنوع في تصوير الصحراء والجبال والمدن تناولت حياة أهل الخليج والعادات الأصيله
حيث نشر العديد منها في حسابها الرسمي لمواقع التواصل ..
كانت " أرامكو " في البدايه تستعين بأسطورة الصحراء وأشهر " بوصله " في الجزيره العربيه : خميس بن رمثان العجمي ، الدليل لأول اكتشاف نفطي بكميات تجارية في المملكة .. متمكن وخبير بطرق الصحراء
له حاسة قوية بحيث لا يتوه ابدا
يتذكر كل مكان يمر به او يراه في الصحراء
عندما طلب ديكسون من خميس بن رمثان المجيء إلى الكويت لتعريف أماكن القار قال مايحتاج مرافقك بدوى بوصف له القار مغيب شمس من ظهرت العدان
سيارة المسح الزلزالي للعمليات النفطيه في الأربعينات الموديل دودج باور واغن
منذ أن بدأ التنقيب في الدوله الكويت عام 1934 م عبر شركة النفط المحدودة ..
التي عثرت على أول بئر بإنتاج غزير عام 1938م ...
صورة نادرة لاحد عمال شركة نفط الكويت عام 1954م...
حرصت الشركة على الناحية الإعلامية التي لم تكن منصبة على عملها وحده، بل كانت تعم الكويت بأسرها، وقد لاحظنا وجود المتحف النفطي الذي يؤمه كافة زوار الأحمدي، ورأينا مجلة «الكويتي» التي كانت تصدر معبرة عن الأنشطة المتعددة في مواقع شركة نفط الكويت خاصة وفي أنحاء البلاد عامة، ووجدنا هذه الشركة - أيضا - تنتج أفلاما سينمائية تسجيلية أسهمت الان في حفظ كثير من المعلومات عن الفترة التي تم تصويرها فيها. وإضافة إلى كل ذلك فقد كانت تهتم اهتماما كبيرا بالتصوير الفوتوغرافي وتستجلب كبار المصورين من الخارج لكي يسجلوا بآلاتهم كل ما يقع سهام أعينهم في دولة الكويت
لقد كان اعتناء الشركة كبيرا بالتصوير، ولذلك فقد اجتمعت لديها كميات كثيرة من الصور عن حياة الكويت القديمة إضافة إلى الصور التي تمثل أعمالها منذ أن بدأت الاستكشاف والتنقيب. وقد أقيم قبل سنوات وجيزة معرض لهذه الصور فكان مليئا بكل ما يمكن أن يخطر على بال المواطنين فيما يتعلق بماضي وطنهم.
ساحة الصفاة من تصوير أدولف موراث بعد منتصف الخمسينات
في سنة 1956م، وسنة 1958م، وسنة 1960م، استدعت الشركة فنانا من كبار الفنانين المتخصصين بالتصوير الفوتوغرافي، وهيأت له كل السبل لكي يقوم بتصور ما يراه في البلاد خلال جولات يقوم بها في كل مكان، وقد كان عمله في هذه الزيارات الثلاث مهما لأنه واكب انتقال دولة الكويت من مرحلة إلى أخرى بسبب تدفق النفط وتوفر السيولة النقدية التي ساعدت على إنجاز الكثير من المشروعات المهمة في التعليم والصحة وغيرها.
والمصور الذي اختارته الشركة للقيام بالتصوير هنا في الفترة التي أشرنا إليها فنان هنغاري الأصل استوطن بريطانيا ومنها بزغ نجمه في مجال التصوير، وشارك في عدد كبير من المعارض نال من خلال مشاركته فيها الثناء على جهوده وقد قيل عنه إنه «ما من معرض كبير في فن التصوير الفوتوغرافي يقام في البلد أو ذاك إلا وتشهد فيه زاوية خاصة تحمل اسمه بحروف بارزة، وتضم مجموعة كبيرة متباينة من المناظر والمعالم الجميلة التي استطاع أن يلتقطها بصندوقه السحري». هذا الفنان هو «ادولف موراث» الذي قدم إلى الكويت في الفترات السابق ذكرها، واستطاع ان ينتج عددا كبيرا من الصور التي نعتز بوجودها بين أيدينا الآن وذلك من ناحيتين أولهما جودة تلك الصور لأنها خرجت من يد فنان عالمي كبير، وثانيهما أنها صورت مرحلة مهمة من مراحل الحياة على صفحات وطننا.
صوره للرحاله ديفيد فوستر مع مجموعه من بدو الكويت عام 1950
المصور البريطاني فيليز يوثق نساء الكويت اثناء الخروج مجموعات لغسيل الملابس على ساحل البحر
قصر السيف من الداخل في الخمسينات -تصوير عبدالرزاق بدران
مدينة الأحمدي الجميله
مجموعة بطاقات بريدية تعود لبداية ستينيات القرن الماضي إصدار شركة نفط الكويت المحدودة وهي صور لنماذج من بيوت عمال الشركة في الاحمدي
1 صورة لاحد بيوت العمال المتزوجين في الاحمدي
2 صورة بيوت العمال العزاب في الاحمدي
3 صورة بيتان من بيوت العمال في الاحمدي
وثائق محلات التصوير القديمة 1- مرسم بدران -شارع الأمير 2- مصور الصباح - سوق واجف -المباركية
ستوديو جاك
المصور الوطني
كشك مبارك أسسه حاكم الكويت السابق مبارك الصباح عام 1897 كمقر الاستقبال أهل الكويت يوميا وعندما توفى قامو أبنائه بنفس العمل وفى الثلاثينات تحول إلى محكمة ثم الاداره البلدية وفى عام 41 تحول إلى مبنى بريد فى الخمسينات تم تاجيره إلى مصور ثم أهمل وتم ترميمه
صدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والادب بالكويت كتاب ( الكويت بعدسة بدران ) اعداد عيسى يحيى دشتي بدعم و رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 2016 ويقع في160 صفحة من القطع المتوسط في خمسة عشر باب.
ولد بدران النابلسي الاصل في حيفا عام 1917 واستقر في غزة وبعدها بعامين انتقل للعمل في الكويت عام 1948 بعد الاحتلال الفلسطيني، وقد حصل على دبلوم بدرجة امتياز من مدرسة الصناعات الزخرفية ، وتضمنت مساق دراسة التصوير الفوتوغرافي.
اسس اول مرسم للتصوير والفنون واكبر منسج عام 1940 وكان المصنع الوحيد في المنطقة وفي عام1947 انعم عليه الملك عبدالله الاول بوسام النهضة من الدرجة الثالثة ليرافق بعدها الملك المؤسس لتصوير زيارته للقدس برفقة المندوب السامي ارثر ووك هوب لتتوالى بعدها المهام عليه، وفي عام 1948 اقفل مرسمه ليلتحق بالمجاهدين بمهمة مصور حربي ومراسل صحفي لصالح دار الهلال المصرية وليكتب ايضا في جريدة الدفاع وفلسطين وجريدة كل شيء البيروتية، فيما كان هدفاً للعصابات اليهودية كونه ينقل الحقيقة لا وبل اصيب بشظية مما تطلب علاجه في بيروت في معركة الشجرة.
وفي عام 1949 انتقل للعمل في دولة الكويت وافتتح فيها مرسم ومصور بدران وكان اول استوديو بالكويت ( في عمارة ثنيان الغانم) بالإضافة الى عمله كمعلم بالمدرسة المباركية ومفتش على مواد الفنون في المدارس الكويتية.
وخلال عمله في الكويت شفف اكثر بالتصوير ليوثق مختلف نواحي الحياة والمعالم التاريخية والطبيعية وايضا المهام الرسمية للدولة والتصوير من اعلى المباني وبواسطة طائرة الهليكوبتر الامر الذي جلب الانظار الى أعماله الضوئية الفريدة ذات العنصر الفني والمشوق، حيث ان سبع شركات عمرانية وبترولية تسابقت للتعاقد معه لإنجاز تصويرها الاحترافي ومنها شركة شل و كويت اويل وامونويل العالمية وغيرها.
وفي عام 1968 بعد ان ذاع صيته بقوة اعماله واتقانها اوكل اليه الشيخ عبدالله المبارك الصباح تأسيس قسم للتصوير في الجيش والامن العام فصور بعدها استعراضات الجيش وانتج عنه 12 فلما سينمائيا واستقبال الوفود ورحلات شيوخ وامراء الدولة في رحلاتهم للقنص لينال رتبة ملازم اول رئيس قسم التصوير اثناء عمله الرسمي.
وبنفس العام بناء على توكيل من مدير السياحة في الاردن طلب منه تصوير المعالم الاثرية في الاردن وفلسطين وتم انتدابه من الكويت للمهمة لمدة شهر.
وفي نهاية الستينيات طلب منه تلميذه الشيخ احمد الفهد وكيل وزارة التربية بتأسيس قسم للتصوير في جامعة الكويت وكان اول قسم من نوعه وتقنياته في العالم العربي واستمر فيه حتى عام 1976 بسبب ان الحكومة قررت تعين مواطن صغير السن وبدون الخبرة الكافية ليكون مسؤولا عن عمل بدران.
لم يتوقف بدران عن مساره العلم فسجل للدراسة في معهد نيويورك للتصوير وحصل على درجة الدبلوم منه وخلال دراسته اكتشف ان في المنهاج خلل علمي واخبر ادارة المعهد وتم تعديل المنهج بناء على اقتراحاته.
استعانت به عدد من المجلات الكويتية منها الرائد، الايمان ، البعثة والدولية كمجلة ترفل واستخدمت صورة على البطاقات البريدية والكتب التوثيقية والعملة والطوابع البريدية.
كانت اول كاميرا اقتناها من صناعة شركة جورج ايستمان روتشر انتاج عام 1888 ولايكا بالإضافة الى كاميرا عالية الجودة كان يستخدمها رواد الفضاء لتصوير الارض (هازل البلد العريقة ) ودرس ما يزيد عن 1500 طالب ومصور في الكويت والاردن..
في عام 1976 عاد بدران وعائلته للعيش في المملكة الاردنية لتوكل اليه مهمة تأسيس قسم للتصوير في الجمعية العلمية الملكية وعمل فيه لمدة عام وبعدها اسس قسما مماثلا في الجامعة الاردنية وعملة به لمدة ثلاثة عشر عام لينتقل للعمل في مدرسة المنهل بمهمة مشرف فني والتي أسستها زوجته رحمها الله.
كان بدران دائم البحث وواسع الثقافة مستغلا كامل أوقاته ما بين عملة وبيته ومكتبته ، وقد الف موسوعة اصول التوريق والتزهير الفارسي الاسلامي وتبنت نشرها نفس الجهة الداعمة لنشر هذا الكتاب وهي دراسة معمقة في الرمزية والهندسة والمنمنمات العربية والاسلامية وتقنيات الزخرفية واستغرقت زهاء عشر اعوام من البحث والتحليل.
وفي 13/12/2003 انتقل الى رحمة الله تعالي في عمان عن عمر يناهز 83 عام بعد ان زخر الارشيف الاردني والفلسطيني والكويتي وغيرها من الدول بأهم الصور واندرها معلما الكثير الكثير من الطلاب والمصورين على هذه المهنة التي كانت اسرارها حكرا.
وعرفاُ من أبنائه واسرته اطلقوا جائزة عبدالرزاق بدران للتصوير الضوئي عام 2010 لتكون حدث سنوي يهدف الى تنمية هذا الفن وتشجيع المواهب وتقدير للمحترفين وتخليدا لذكرى والدهم الرائد.
المصور عبد الرزاق بدران أثناء عمله بقسم التصوير العلمي بجامعة الكويت
بحكم عمله و جودة و إتقان عمله كان بدران مطلوب لدى الكثير من الجهات الحكومية و الخاصة و ذلك للتعاون معه، حيث عمل
في دائرة المعارف عام 1950 و كان أول مفتش تربية فنية ( موجه ) وساهم في وضع مناهجها و كذلك درس التربية الفنية في عدة مدارس في الكويت
وبعد علمه في الكويت اشتهرت أعماله اشتهرت أعماله بين الناس
و الجهات الرسمية فطلب منه الشيخ عبد الله المبارك الصباح عام 1968 تأسيس أول قسم للتصوير في الجيش و الأمن العام، فصور استعراض الجيش على ارتفاع
عالي وصور 12 فلم سينمائيا، وصور استقبالات شيوخ الكويت ورحلات القنص للحبارى في الصحراء ونال على رتبة ملازم أول ورئيس قسم
التصوير أثناء فترة عمله في درائرة الأمن العام.
صورة في أحد الشوارع في سوق المباركية 1954 ويظهر محل اسمه ( ممتاز ) وفي جواره المصور القديم
من كتاب (من هنا بدأت الكويت)
تأليف : عبدالله الحاتم
"أن أول مصور فوتوغرافي عمومي هو الاسطى بدر السوري وقد اتخذ جانباً من بيته الواقع في الصفاة خلف البنك البريطاني مكاناً خاصاً لاستقبال الزبائن والتقاط صورهم ، بدأ عمله هذا عام 1935م
إعلان قديم
إعلان كاميرا مُدمجة ( ناشيونال ) - الوكيل عيسى اليوسفي - عام 1986م
المهندس سابا شبر والدور الرئيسي في تصوير وتوثيق معالم مدينة الكويت القديمة أثناء مراحل التثمين لبناء الدولة الحديثة
1- أوكلت المهمة إلى المهندس والمخطط الفذ سابا جورج شبر والذي لعب دورا مهما في إعادة تخطيط وتنظيم العاصمة والمنطقة التجارية وفقا للأسس المعمارية .
2- وفرت الدولة لتنفيذ دراسات ومخططات م.سابا شبر.. طائرة الهيلوكبتر للإطلاع على الكويت من الجو وقد التقط مئات الصور الجوية من الجهات المكلفة من الدولة
3- وثقت الكويت ومنازل السكان قبل عام 1960 م أثرى سابا المكتبة المعمارية في الدولة بكثير من رسوماته والصور التي التقطها
وقد أشاد الشيخ صباح السالم بجهوده وقام بتكريمه.. بعد أن رسم التخطيط الحضري للكويت الحديثة
4- أنجز كثيرا من دراسات المسح الجوي والمروري ومسح الخدمات الإجتماعية والملكيات والمشاريع وقام بتصميم المنطقة التجارية داخل المدينة والحديقة
وكان له دور كبير في تخطيط مناطق الخالدية والعديلية والرميثية
لقطات مصورة من معالم مدينة الكويت القديمة
فريج بن خميس وبن رومي “الشملان”
5- المسح الجوي في الكويت عام 1951 م وضع أُسس التنمية العمرانية الحديثة كما قامت الشركة البريطانية Huntington Aerosurve
يحيى الجنابي - مؤسس النجدة ومؤرخ مناسبات الشرطة بالكاميرا
هو أحد مؤسسي دائرة المرور على عهد رئيس الشرطة سمو الشيخ صباح السالم
كان حريصاً على تسجيل كافة المناسبات المهمة بكاميرته حيث كان يشاهد على الدوام مصطحباً إياها ملتقطاً بها الأنشطة المختلفة للشرطة والمرور والإحتفالات الوطنية
وكان له الفضل في تسجيلها للذكرى والتاريخ فقد كان يعلم أن هذه المناسبات لن تتكرر وبأن يوماً من الأيام سيأتي في المستقبل ستكون هذه الصور ذخيرة تاريخية
للباحثين والدراسين والمهتمين برصد التطور الإداري والمروري في البلاد
المصدر : كتاب تاريخ حراسة البلدية والشرطة
شرطة المرور قديماً
أول صوره للواجهة البحرية التقطها أحد البحاره الروس عام 1901
الكويت عام 1945 م
kuwait
من تصوير الرحالة " ولفريد ثيسيجر "
المستشرق المصور البريطاني
ويلفريد 1894- 1968 م
فريج وسكة وأسواق الكويت
أخذت الصور 1949م
فريج المطبة - شرق
حكايات| ستوديو بيلا.. «مصوراتي» التاريخ يعمل بكاميرا أثرية عمرها 100 عام : أقدم مصور في الشرق الأوسط
تفاجأ المصور أشرف برجل أمريكي يقصد الاستوديو الخاص به يريد أن يلتقط صورة بنفس ملابس وتفاصيل وكادر صورة قديمة يحملها معه مختومة بختم "بيلا"، ورغم تهالك الصورة القديمة إلا أن أشرف استطاع أن يميزها، حيث أنه مازال يحتفظ بذلك الختم الذي تعدى عمره 130 عاما.
بدأت الحكاية عندما جاء المجري "بيلا" إلى مصر عام 1890، واختار أن يفتتح ستوديو للتصويرالفوتوغرافي بمنطقة وسط البلد ليصبح أول ستوديو في مصر والوطن العربي، جذب إليه فئات المصريين والإنجليز والإيطاليين لالتقاط الصور التذكارية من خلال صندوق خشبي مثبت على حامل بأربع عجلات، هي كاميرا "لينهوف" الألمانية التي أتى بها بيلا إلى مصر، وأصبحت شاهدة على أفراح ومناسبات ما يزيد عن قرن من الزمن.
كان أول ظهور للتصوير الفوتوغرافي في مصر أواخر القرن التاسع عشر على يد الخواجة المجري "بيلا"، الذي كان يتقن أمراً عدّه المصريون آنذاك درباً من دروب السحر، إذ كيف يمكن أن يجد الإنسان صورته في ورقة يمسكها بيده بعد أن يجلس أمام تلك الآلة الساحرة، التي لم يشاهد لها مثيلاً من قبل، ومع مرور الوقت تقبّل المصريون الفكرة وأقبلوا عليها، بل أصبح البعض عاشقاً للتصوير الفوتوغرافي، وتعاقبت الأجيال ومرت السنوات وبقي "استوديو بيلا" قائماً، تشهد على أصالته ألبومات الصور العائلية المصرية، والتي حفظتها الذاكرة والتاريخ أبّاً عن جدّ، لتتيح لنا فرصة استعادة الحنين للتقليب فيها. (مرفق غاليري لصور نادرة ومميزة)
حنين إلى الصورة القديمة
وعلى الرغم من التقنيات الحديثة في التصوير فإن "استديو بيلا" لا يزال يقدم لرواده فرصة دخول آلة الزمن، والحصول على صورة فوتوغرافية بتلك الكاميرا القديمة، التي أبهرت المصريين منذ 130 عاما، ولا تزال تترك بهم الأثر ذاته أثر الحنين.
أشرف محيي الدين، الشهير بأشرف بيلا، يقول لـ"إندبندنت عربية"، "أنشئ المكان عام 1890 على يد الخواجة المجري بيلا، وهو أول استوديو تصوير في مصر والوطن العربي، وكان حدثا غريبا على الناس لعدم معرفة التصوير الفوتوغرافي آنذاك إلى أن هاجر الخواجة بيلا من مصر عام 1940 بعد إخراج الإنجليز للمجريين من مصر، وترك الاستديو لشخص لبناني، ظل يديره، وشاركه جدي فهمي باشا علام، الذي كان مهتماً بالفن".
تابع محيي الدين "بعد فترة باع الشريك اللبناني حصته لتؤول ملكيته بالكامل إلى عائلتي وتتوارثها الأجيال من وقتها وإلى الآن، وظل المكان الوحيد للتصوير في القاهرة لسنوات طويلة، وبعدها ظهرت استوديوهات التصوير تباعاً، وكان معظم ملاكها من الأرمن في هذا الوقت، لكن لم يبق منها سوى استوديو بيلا"
أهل الفن والسياسة
يضيف، "استوديو بيلا كان المكان المفضل للتصوير لأهل الفن والسياسة حتى من قبل أن يؤول إلى عائلتي، فمعظم الفنانين مروا عليه منذ أيام علي الكسار وإسماعيل ياسين مروراً بكبار المخرجين الذين كانوا يرسلون إلينا الوجوه الجديدة، الذين أصبحوا أشهر نجوم مصر، لعمل (اختبار الكاميرا)".
يتابع محيي الدين، "نستطيع القول أننا صوّرنا معظم نجوم مصر من كل الأجيال، وعلى المستوى السياسي صورنا جميع أفراد العائلة المالكة والحاشية الملكية والملك فاروق، كان يتم الذهاب لتصويره في القصر كما صوّر والدي الرئيس عبد الناصر وأبرز السياسيين في مرحلة ما بعد ثورة يوليو 1952، والرئيس السادات وزوجته السيدة جيهان".
عادة مصرية
مع سهولة التصوير الآن، وعدم احتياجه لإجراءات معقدة، ووجود كاميرا في هاتف كل شخص، واعتماد الناس على أنفسهم بشكل كبير على التقاط صور توثق ذكرياتهم وأحداثهم المختلفة، فهل لا يزال الجلوس في استوديو وسط أجهزة ومعدات وإضاءة، والتقاط صورة بعين مصور محترف تَخرج لصاحبها على هيئة كارت يحمل توقيع المصور تستهوي الناس؟
يقول محيي الدين، "في مراحل سابقة كان التصوير جزءاً من ثقافة الشعب المصري بكل مستوياته، وكان الحضور إلى ستوديو التصوير حدثاً مهماً للشخص، يهتم بأن يقوم كل فترة بالذهاب لالتقاط صورة له وهو في كامل أناقته، كما كانت صورة العائلة طقساً مهماً لدى كثير من العائلات المصرية، بداية من صورة الزفاف ومن بعدها الأولاد والأحفاد وأحفاد الأحفاد فتظل تكبر مع السنوات حتى تصل إلى عدد كبير من الأشخاص، وهذا يحتاج إلى مساحة كبيرة ومصور فنان ليظهر كل هذا العدد بصورة جيدة، وصورة العائلة كانت تتم بشكل دوري كل عام، أو كل أشهر عدة عند كثير من العائلات المصرية وإلى الآن، وحتى مع وجود كاميرا في هاتف كل شخص لا يزال هناك بعض الناس يدرك قيمة الصورة في استديو التصوير بعدسة مصور محترف، فطبيعة التجربة ككل مختلفة، وبالتالي النتيجة والجودة مختلفتان".
أول كاميرا للتصوير الفوتوغرافي في مصر من ماركة لينهوف الألمانية (اندبندنت عربية)
يضيف "الكاميرا القديمة لـ(استديو بيلا) لا تزال موجودة، وهي كاميرا (لينهوف)، ألمانية المنشأ، عمرها 120 سنة، وتعمل حتى الآن، نأتي بأفلامها من الخارج والأحماض نصنعها بأنفسنا، والمعمل موجود بالكامل إضافة إلى الإضاءات والكشافات الخاصة بها، وكل مستلزمات التصوير، فالمكان عبارة عن متحف للتصوير، وحتى الآن هناك من يطلب التصوير بها، ويأتينا أجانب أثناء زيارتهم لمصر للتصوير بهذه الكاميرا".
القائمة القصيرة لـ"الجائزة العالميّة للتصوير" 2019
وأوضح "بشكل عام أي مصور محترف لابد أن يلم بالقديم، لأنه الأساس فالإضاءة والتصوير الأبيض والأسود هو فن تُعبّر من خلاله عن شخصية من يتم تصويره، وكل حالة لها إضاءة معينة وزاوية معينة والرتوش التي تتم باليد على الصورة تحتاج لخبرة ومهارة عالية تُكسِب المصور حرفية كبيرة، حتى لو اعتمد بعد ذلك على برامج معالجة الصور مثل الفوتوشوب لتخرج الصورة في النهاية بعين المصور، وكأنها لوحة فنية مكتملة".
شهاب محــيي الدين، الابن الأصغر، الذي يمثل الجيل الرابع للعائلة يـــقول، "كانت لنا الريادة في دخول التصوير الفوتوغرافي إلى مصر، ومع التطور وظهور التكنولوجيا الحديثة في التصوير كنا من بين الأوائل الذين أدخلوا الكاميرات الديجيتال في مصر، وإلى جانب التكنيك القديم أصبحنا نوفر أحدث الكاميرات والمعدات المتعلقة بالتصوير، ولنا الآن أعمال في كل مجالات التصوير، إذ نصور بوسترات الأفلام والمسلسلات وبرامج القنوات الفضائية، إضافة إلى المنتجات والإعلانات، فأهم ما يميزنا هو الجمع بين الخبرة والتكنيك القديم الذي اكتسبناه وتعلمناه وتوارثته العائلة، ووجودنا الدائم منذ الطفولة بين معدات التصوير، والجديد الذي نسعى دائماً لمواكبته لنحقق المعادلة الشاملة، ليبقى ستوديو بيلا رمزا من رموز التصوير الفوتوغرافي في مصر".
تصوير تلفزيون الكويت - النقل الخارجي - ستينيات وسبعينيات القرن الماضي
Kodak وثّقت القرن العشرين... !
صُورت أهم لحظات القرن العشرين على أفلام كوداك، لكن هذه الشركة الأميركية، التي كانت مسيطرة في السابق، عجزت عن التنافس في عصر التكنولوجيا الرقمية. ومع إفلاس إيستمان كوداك، بات مستقبل موظفي الشركة المتبقين معلقاً في الهواء. أولريخ فيشتنر من «شبيغل» تناول هذه الأزمة.
يركن روبرت شاينبروك سيارته الدودج أمام مبنى كبير في منتزه كوداك الغارق تحت الثلوج في روتشيستر بنيويورك. يقول: «يعدون صلصة المعكرونة هنا في الوقت الراهن». يتعمد شاينبروك أن تلف صوته نبرة من الحزن، كما لو أنه أراد العودة إلى اليوم الأول الذي دخل فيه قبل أربعين سنة عالم كوداك. كان شاينبروك آنذاك مهندساً شاباً، وكانت الشركة تبني الكاميرا التي التقطت صور مهمة أبولو 11، صوراً تُعتبر من أهم «لحظات كوداك»، فضلاً عن صور الإنسان الأول على سطح القمر والكرة الأرضية من الفضاء الخارجي.
شاينبروك . حافظ على نشاطه منذ تقاعده عام 2003 بعد أن عمل في كوداك طوال 35 سنة. خلال تلك الأيام الجميلة، حظي بامتياز العمل مع هذه الشركة والتنقل في مختلف أرجاء العالم. كان لا يزال فيها في تسعينيات القرن الماضي حين بلغ سعر الحصة فيها نحو 70 دولاراً، وفي الثمانينيات حين وظفت أكثر من 30 ألف عامل في هذه المدينة على بحيرة أونتاريو. آنذاك، كان الموظفون قلقين حيال العثور على موقف قرب مكان عملهم في ذلك المجمع المترامي الأطراف المؤلف من 195 مبنى.
يقول شاينبروك بغضب: «من الصعب تصور الوضع الراهن». يقود سيارته وسط مواقف للسيارات يغطيها الثلج وتفوق بحجمها ملاعب كرة القدم، لكنها خالية إلا من بضع سيارات. لا يتخطى عدد موظفي كوداك راهناً السبعة آلاف في هذه المدينة، ولا شك في أن الأخبار التي بلغتهم من مقر الشركة في 343 شارع الولاية مخيفة. في 19 يناير، قبل يومين من جولتنا مع شاينبروك، اضطرت هذه الشركة إلى إشهار إفلاسها. .
في اليوم التالي، أظهر التقرير أن الذعر بدأ يتفشى في روتشيستر. فصور كتّاب افتتاحيات الصحف خطوة كوداك على أنها رمز آخر على الوضع المزري في الولايات المتحدة، في حين اعتبر آخرون كوداك مثال الشركة التي تقاعصت عن مواكبة التطور، لذلك تتحمل وحدها اللوم لأنها أغمضت عينيها فتهاوت وتحطمت.
لكن هذه التفسيرات كافة بعيدة كل البعد عن الواقع. فتمثل كوداك التغييرات البنيوية العميقة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة. فليست قصتها مجرد قصة شركة سطع نجمها ثم أفل، بل قصة معقدة نهايتها مرضية أكثر مما قد نتوقع.
إلى العظمة... فالعدم
إن حاولت إرجاع عقارب الزمن إلى أي مرحلة خلال السنوات المئة والاثنتين والثلاثين الماضية، فلن تُضطر إلى البحث طويلاً لتقع على أحد منتجات كوداك من دون أن تدري ذلك أحياناً. فقد تحوّل شعارها الأحمر والأصفر وعلب أفلامها الصفراء إلى جزء من الحياة في الغرب، تماماً مثل
كوكاكولا. هكذا، تحوّلت الأفلام التي تُصنَّع في روتشيستر إلى وسيلة عالمية لتخزين صور الأعراس والعطل والأعياد قبل وقت طويل من ولادة الكاميرات الرقمية بدقة 12 ميغابيكسل والهواتف الذكية البالغة الرقة.
في مختلف أنحاء العالم، حفظ الناس صورهم على «كوداكولر»، أول «فيلم سالب بالألوان الحقيقية» بدأ تصنيعه عام 1942. لاحقاً، نجحت هذه الشركة في وضع صور إكتاكروم في أطر بلاستيكية رمادية وآلات عرض هشة، لتستعمل في النهاية «كوداكروم»، فيلم يدعي مصنعوه أنه «أفضل من العين البشرية». حتى إن بول سيمون ذكر في أغنية تحمل العنوان نفسه أن هذا الفيلم «يجعلك تعتقد أن الشمس دوماً ساطعة».
شكّلت شركة كوداك قلب عالم التصوير النابض. فأغدق الثناء على مؤسس الشركة جورج إيستمان وكُرِّم كما لو أنه ستيف جوبز عصره وكوداك غوغل. عام 1900، قدّم إيستمان للمستهلكين حول العالم «البراوني»، أول كاميرا محمولة نسبياً يمكن للجميع استعمالها. وقد بدّلت نظرتنا إلى العالم تبديلاً جذرياً، ومهدت الطريق أمام فكرة جديدة ومربحة في عالم الأعمال: فبعدما بيعت كميات كبيرة من كاميراتها البخسة الثمن، حققت كوداك نجاحاً كبيراً بتصنيعها الفيلم الذي يُستخدم فيها.
من خلال هذا النموذج المبدع جنت كوداك أرباحاً طائلة طوال قرن من الزمن. في عام 1999، حققت الشركة أرباحاً قياسية بلغت 2.5 مليار دولار. هكذا، صار بإمكان هذه الشركة التأمل بعين الرضا قرناً صاغت خلاله عالم الصور.
لم تكتفِ روتشيستر بإنتاج المواد الأولية الضرورية لالتقاط الصور. فقد أنتجت الأفلام للتصوير بالأشعة السينية، شرائح صغيرة من الأفلام (ميكروفيش) للأرشيف، لفافات لأفلام السينما بقياس 16 مليمتراً و35 مليمتراً، وأفلاماً لكاميرا الفيديو «سوبر 8». كذلك، صنعت بأعداد هائلة آلات عرض الصور، فضلاً عن كاسيتات الفيديو، بطاريات الليثيوم، والأقراص المرنة (floppy disks) للكمبيوترات الأولى.
خلال تلك العقود، ملأت كوداك فعلياً الأسواق بكاميرات دائمة التجدد. فكان من الطبيعي أن تطلق هذه الشركة 20 إلى 30 منتجاً جديداً كل سنة. وانتقلت بعد ذلك للعمل في مجال الطابعات، آلات النسخ، الأقراص المضغوطة recordable CD، الكاميرات الصالحة لاستعمال واحد، الورق الذي يتأثر بالضوء، والأفلام على أنواعها.
شاع استخدام منتجات كوداك في بلدان العالم كافة. بين عامي 1928 و2008، صورت الأفلام الفائزة بأوسكار أفضل فيلم على ابتكارات كوداك، ولا شك في أن انتقال هذا الفخر إلى فوجيفيلم منذ عام 2009 معبّر جداً. لكن لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الإنتاج السينمائي سيتمكن عما قريب من التخلص من أفلام التصوير برمتها بسبب غزو التكنولوجيا الرقمية.
الأفضل للأفضل
عندما كانت كوداك في أوج نجاحاتها، حظي روبرت شاينبروك بأفضل وظيفة في هذه الشركة. عمل مهندس الأبحاث هذا على تطوير الأفلام التي يستخدمها المصورون المحترفون. حملت منتجاتها أسماء مثل Portra وTX. وبما أنها اعتبرت أحدث وأفضل ابتكارات عالم التصوير الفوتوغرافي، اختبرها أعظم مصوري تلك الحقبة. لذلك، زار شاينبروك كبار المصورين حول العالم، من البرازيل إلى أوغندا ومن فرنسا إلى اليابان فالمكسيك وسنغافورة. قدّم لهم نماذج ليختبروها في الأستوديو وفي العمل الميداني ويطلعونه على آرائهم.
راقب أنسل آدم خلال جلسات التصوير، ناقش حجم الحبيبات مع سيباستياو سالغادو، وأصغى إلى آراء ستيف ماكري وإريك ميولا عن التلون وتضارب الألوان. اعتاد شاينبروك السفر حول العالم لتسليم أفلام جديدة، ليعود بعد أربعة أسابيع لجمعها. أما في الفترات التي أمضاها في الولايات المتحدة، قابل فنانين ومراسلين بالغي الأهمية، فمنهم مَن خلّد حروب العالم وأزماته والتقط صور هيمنغواي وكندي الشهيرة، ومنهم مَن حفظ صور مارلين مونرو وصوفيا لورين للأجيال المقبلة. ساعد شاينبروك مَن التقطوا صوراً علقت أولاً على أفلام كوداك ومن ثم في ذاكرتنا.
يتحدث باقتضاب عندما يتطرق إلى عمله في الشركة كي لا يبالغ في وصف دوره فيها. يولي شاينبروك أهمية كبيرة لكتاب صغير نشره، فقد قدم بصوره الكثيرة وكلماته القليلة وصفاً مفصلاً عن كيفية صنع الأفلام. ويُعتبر كتيباً تقنياً، مع أنه بات قديماً قدم العمليات التي يصفها.
عندما تتصفح كتاب شاينبروك، لا يمكنك إلا أن تقف مذهولاً أمام قدرات مصانع كوداك, فقد نجحت هذه الشركة في تغطية الأفلام بطبقات تتفاعل مع الضوء بسرعة 300 متر في الدقيقة. كانت الأفلام بحد ذاتها تُصنع من نحو 12 طبقة، إلا أن سماكتها لم تتخطَّ 0.06 مليمتر. باع شاينبروك ألف نسخة من كتابه. أما باقي النسخ، فما زالت مكدسة في مختلف أرجاء منزله.
حنين وفخر
خلال تجوالنا في منتزه كوداك، أثار شاينبروك أسئلة أكثر أهمية من المسائل التقنية: كيف يعقل أن تتهاوى شركة ضخمة إلى هذا الحد؟ كيف يمكن أن تقفل هذه الشركة أبوابها، في حين أنها في سبعينيات القرن الماضي كانت تنتج 90% من الأفلام المعروضة في الولايات المتحدة و85 % من الكاميرات المباعة؟ هل يمكن أن يحدث أمر مماثل لإحدى أهم وأشهر الماركات في القرن العشرين بأكمله؟ كيف عجزت كوداك عن مواكبة ركب العصر الرقمي؟ كيف يُعقل أن تتهاوى شركة كانت دوماً الأكثر إبداعاً إلى درجة تدنى معها سعر حصصها إلى ما دون الخمسين سنتاً في مطلع هذه السنة، ما أرغمها على إلغاء إدراج أسهمها في بورصة نيويورك؟
إن أردت معرفة الإجابة عن هذه الأسئلة، ينتظرك بعض المفاجآت. أولاً، مَن يصدق أن كوداك كانت أول مَن طوّر كاميرا رقمية عام 1975؟ ما زال روبرت شاينبروك يتذكر النموذج الأول وراح يصف حجمه بيديه. فقد بدا مع كل قطعه وأجزائه أكبر من علبة الأحذية بثلاثة أضعاف. وقد التقطت هذه الكاميرا، التي اخترعها مهندس كوداك ستيف ساسون، صورة واحدة بشعة بالأبيض والأسود تتألف من 0.01 ميغابيكسل رقمي. كذلك، يتذكر شاينبروك أن حفظ هذه الصورة تطلب ثماني دقائق، لا 28 ثانية، كما يدعي البعض على الإنترنت اليوم. لهذه الأسباب، لم يبدُ أن نموذج ساسون سيلقى رواجاً كبيراً في الأسواق.
لكن تقنيي كوداك واصلوا أبحاثهم، محسنين أجهزة الاستشعار التي استُخدمت في المعدات العسكرية، ولاحقاً في كاميرات نيكون وليكا، علماً أن ثمن هذه الأخيرة يُضاهي ثمن سيارة. إذاً، لم يغفل المديرون التنفيذيون في روتشيستر عن التطور الذي كان يحدث من حولهم، بل كانوا متيقظين جيداً. إلا أنهم سرعان ما اصطدموا بواقع مرعب.
هبوط نحو الهاوية
يتذكر لاري ماتيسون، أحد موظفي كوداك القدامى، تلك المرحلة بوضوح. لقد عمل مديراً في الشركة طوال سنوات، حتى إنه تبوأ منصب نائب رئيس مجلس إدارة. أما اليوم، فهو بروفسور في كلية سيمون للأعمال في جامعة روتشيستر. بعد أربع سنوات على اختراع الكاميرا الرقمية، طُلب منه وضع تقرير عن مستقبل التكنولوجيا الرقمية قدمه لمجلس إدارة الشركة. عند التأمل في هذا التقرير، نُلاحظ أنه توقع بدقة كل ما حدث لاحقاً.
أخبرني ماتيسون عبر الهاتف عن التقرير الذي أعده قبل 30 سنة، وقدرتُ استناداً إلى صوته وصورته على موقع الجامعة على الإنترنت أنه رجل مسن وقور. في عام 1979، لخّص احتمالات نجاح التصوير الرقمي في سلسلة رسوم بيانية سريعة التصاعد، أكّدت أن المنتجات كافة التي تروج لها كوداك، من الأفلام إلى الصور والكاميرات، ستتحول (حتماً وإن ليس راهناً) من الأنالوغ إلى الرقمي بحلول عام 2010 على أبعد تقدير. إذاً، كان العالم الذي بنته كوداك سيختفي وأعمالها ستتقلص إلى أن تتوقف. هكذا، وجدت نفسها تهبط نحو الهاوية.
من وجهة نظر موضوعية، حققت شركة كوداك نجاحاً كبيراً في مجالين: أولاً، كانت رائدة عالمياً في الكيمياء العضوية. ثانياً، اكتسبت، بفضل خبرتها التي لا تُضاهى في إنتاج الأفلام، خبرة واسعة في طلاء أنواع السطوح بدقة لامتناهية وبسرعة عالية. لكن ماتيسون يوضح أن «هذين المجالين ما عادا أساسيين مع بدء إنتاج الصور الرقمية».
بعد التركيز المفرط على المواد الكيماوية والأفلام، بدا من المستحيل (إن لم نقل من غير المعقول في مجال الأعمال) أن تحوّل كوداك نفسها إلى شركة للإلكترونيات. علاوة على ذلك، كانت صناعتها للأفلام لا تزال مزدهرة في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وبدا أنها ستدر الأرباح على هذه الشركة لسنوات.
بالإضافة إلى ذلك، كان من السهل الوقوع في الشرك والتفكير في أن السوق الرقمية المحدودة لن تتمكن مطلقاً من مضاهاة أسواق أفلام الأنالوغ أو في أنها لن تتمكن من إبعاد شبح الإفلاس عن كوداك. لذلك، كان على الأخيرة أن تختار طوال 30 سنة أن تنتحر في الحال أو تؤجل عملية الانتحار إلى وقت لاحق.
تمسك بالرقمنة حتى الموت
يوضح ماتيسون: «كان خطأ كوداك، هذا إن أمكننا اعتباره خطأ، أنها لم تستطع التخلي عن مفهوم أنها شركة تُعنى بالصور». فقد أقدمت على محاولات، وإن لم تكن جدية، لإعادة تنظيم الشركة وتبديل توجهها. طرح كل مجلس إدارة جديدة استراتيجية مختلفة. فقد أملت كوداك في توسيع قسمها الكيماوي لتدخل عالم تصنيع الأدوية. كذلك، أنفقت الكثير من المال في محاولة منها للسيطرة على سوق الطابعات الرقمية، خطة اتبعت، ثم ألغيت ليُعاد تبنيها.
لكن الحظ أدى دوراً كبيراً في انهيار هذه الشركة. بذلت كوداك جهوداً حثيثة لتتخطى بنجاح المنافسة بين الأنالوغ والرقمي. فحدت من إنتاجها الأفلام بطريقة مضبوطة قدر الإمكان، معززة في الوقت عينه قدراتها الرقمية. لذلك، كانت كوداك المصنّع الأبرز للكاميرات الرقمية في السوق الأميركية حتى عام 2005.
لكن المؤسف أن القفزة التكنولوجية التالية جاءت سريعة، فبدأت الهواتف الذكية تحلّ محلّ الكاميرات الرقمية، وتوقف الناس عن استعمال الكاميرات العادية لالتقاط الصور، مفضلين استخدام هواتفهم. أدى ذلك إلى انخفاض سريع في أسعار الكاميرات. بحلول عام 2007، تراجعت كوداك إلى المرتبة الرابعة في سوق الكاميرات الأميركية، وما هي إلا سبع سنوات حتى أصبحت السابعة. في المقابل، نجحت الشركات الأخرى، مثل كانون وسوني ونيكون، في تخطي كوداك الواحدة تلو الأخرى، مقدمة منتجات بالجودة ذاتها أو حتى أفضل، فضلاً عن أن شكلها أجمل وألوانها أكثر نقاوة وتقنياتها أكثر حداثة.
في طوكيو، قرر مدراء الشركة المنافسة، فوجيفيلم، استخدام خبراتهم في مجال الكيمياء في صنع مواد التجميل. بيد أن مديري كوداك لم يستطيعوا التوصل إلى حل جذري يُنقذ الشركة. من بين الأفكار غير التقليدية التي طُرحت استخدام تكنولوجيا الطلاء المتقدمة في كوداك لتصنيع ورق جدران أو ورق الصقل أو أوراق الملاحظات الصغيرة (Post-it notes)، إلا أن هذه الاقتراحات رفضت سريعاً على اعتبار أنها تحط من قدر الشركة. هكذا، تبنت روتشيستر موقفاً مبرراً، إنما مميتاً: فقد قدمت للعالم صوراً من على سطح القمر، فهل يُعقل أن تقدّم له اليوم ورق جدران؟
مستقبل واعد لروتشيستر
عندما تزور روتشيستر اليوم، تدرك أن هذه المدينة اعتادت تقبل الأخبار السيئة. في وسطها، ترى مجموعة من الأبراج تضم مكاتب عُرض الكثير منها للبيع. تملأ السيارات الشوارع، إلا أن عدد المشاة على الأرصفة قليل. إن نظرت إلى الأفق، طالعتك مكاتب شركات Xerox وBausch and Lomb وChase Bank. تقع مقرات كوداك أيضاً وسط المدينة، إلا أنها تحتل جانباً خاصاً بها. يمكنك رؤيتها من بعيد، خصوصاً في الليل، عندما يلمع شعارها بلونه الأحمر الملتهب.
من هناك، تستطيع السير بضع مئات من الخطوات لتبلغ النقطة التي يتهاوى فيها نهر جينيزي من ارتفاع نحو 30 متراً في قلب هذه المدينة. تحيط بقاعدة هذا الشلال مصانع مهجورة ومتداعية أقدم من كوداك، وتشكل بقايا روتشيستر في القرن التاسع عشر. لطالما سعت المدينة إلى تحويل هذه البقعة إلى حي تكثر فيه الملاهي والمطاعم الليلية، إلا أنها لم تنجح حتى اليوم. فما تلبث المطاعم والحانات التي تفتح في هذه المنطقة أن تقفل أبوابها بعد بضعة أشهر.
على رغم ذلك، تبدو روتشيستر أفضل حالاً مما تخاله للوهلة الأولى. يعود ذلك في جزء منه إلى أن انهيار كوداك حلّ تدريجاً. ترك عدد كبير من مديري هذه الشركة وباحثيها عملهم في كوداك ليؤسسوا شركاتهم الخاصة بدلا من محاولة إنقاذ سفينة تغرق. فهذا العملاق الذي اعتاد سابقاً (على غرار دول الاتحاد السوفياتي) القيام بكل شيء بنفسه (من الطباعة إلى تصنيع علب الكرتون)، تفكك إلى وحدات أصغر حجماً.
إذا، كان لتراجع كوداك تأثير إيجابي في هذه المدينة، إذ أدى إلى ظهور شركات جديدة تُلائم منتجاتها القرن الحادي والعشرين. تحتل مجموعة منتزهEastman Business ، التي تملك فيها كوداك حصة، ركناً من المنطقة الصناعية. ويُقال إن هذه المجموعة المؤلفة من 35 شركة توظف راهناً ما مجموعه 6500 شخص. إذا صح ذلك، فيعادل هذا الرقم عدد الموظفين في كوداك في روتشيستر.
تنتج شركة Johnson and Johnson معدات تشخيص طبية في هذا المنتزه، في حين تعدّ شركة LiDestri للأغذية كميات كبيرة من صلصة المعكرونة في مبنى ضخم على طريق «لي». لكن ثمة أيضاً مؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم يتراوح عدد موظفيها بين خمسة وخمسين، منها شركة الطاقة الشمسية Natcore Technology وشركة Cerion للطاقة، التي أساسها موظفون عملوا سابقاً في كوداك وطوّروا منتجاً يُضاف إلى الوقود ويقلل من استهلاكه، حسبما يقولون.
نظراً إلى هذه التطورات، من المبالغ فيه القول إن روتشيستر قلقة بشأن مستقبلها. تضم هذه المدينة جامعة محترمة، فضلاً عن معهد روتشيستر للتكنولوجيا، الذي يُعتبر غالباً بأهمية نظيره معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج بماساتشوستس. كذلك يبدو مستقبل هذه المدينة واعداً، فهي تؤمن الوظائف لنصف مليون شخص، وهذا أكثر بنحو الخمس مقارنة بالمرحلة التي كانت خلالها كوداك في ذروة عطائها. كذلك، تُعتبر البطالة فيها أدنى من المعدل الوطني.
العصر الذهبي
كانت قصص النجاح التي تسجلت في القرن العشرين عابرة وأقل أهمية من تلك التي ارتبطت باسم كوداك. في نهاية المطاف، أثبتت هذه الشركة أنها منظمة «مجنونة» وكانت ثقافتها في أيام المجد تبدو شبه اشتراكية. يتذكر روبرت شاينبروك كيف كانت كوداك شركة «شاملة» بمعنى الكلمة: كانت تدفع معاشات التقاعد لموظفيها السابقين وتوفر علاجاً طبياً مجانياً، حتى إنها كانت تساعد في تنظيم نشاطات ترفيهية لموظفيها.
مرّت عربة «دودج» الصغيرة أمام المبنى رقم 28 على طريق «ويست ريدج». داخل مبنى القرميد الضخم الذي يفتقر إلى النوافذ، نجد نوادي رياضية وملاعب حيث كان الموظفون يلعبون كرة السلة والكرة الطائرة. في العصر الذهبي، كان المبنى يضم أيضاً قاعات خاصة بجامعي الطوابع وأخرى لتأجير الكاميرات مجاناً، وقد خُصصت 50 غرفة لتظهير الصور كي يستعملها العاملون لأغراضهم الخاصة. خلال فترة استراحة الغداء، كانت تُعرض مقتطفات من أفلام هوليوود لمدة 20 دقيقة في صالة تسع ألفي شخص تقريباً. على مدار الأسبوع، يمكن أن يشاهد الموظفون الفيلم كاملاً.
كانت المدينة تضم عيادة أسنان مجانية يموّلها مؤسس كوداك جورج إيستمان. اليوم لم تعد موجودة، لكن لا يزال مسرح إيستمان ومدرسة إيستمان للموسيقى هناك وهما بحالة جيدة، وينطبق الأمر نفسه على منزل إيستمان السابق في الجادة الشرقية الراقية، موطن أجمل المنازل الفخمة في المدينة وأغربها.
في غرفة المعيشة، ثمة رأس فيل بالحجم الحقيقي كان قد جلبه إيستمان من أفريقيا بعد فوزه به. كذلك يضم المنزل أحد أهم متاحف الصور والأفلام في العالم، بما في ذلك مجموعة خاصة ومميزة من أفلام مارتن سكورسيزي ونورمان جويسون وسبايك لي. تُخزَّن هناك أيضاً أكثر من أربعة آلاف كاميرا تاريخية، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية لا تُقدّر بثمن من الحرب الأهلية الأميركية، ومطبوعات أعدها ألفرد ستيغليتز وأوجين أتجيت شخصياً، وصور تربط بين القرنين التاسع عشر والواحد والعشرين وتحمل قيمة كبيرة لأنها نادرة جداً.
أما أهم وثيقة مثيرة للاهتمام فهي رسالة الوداع التي كتبها إيستمان في عام 1932 حين كان مسناً ومريضاً قبل أن يطلق النار في قلبه بمسدس من طراز «لوغر». تقتصر الرسالة المعروضة في صندوق زجاجي على ثلاثة سطور ويمكن أن تشكل مواساة لشركة كوداك التي تواجه وضعاً مزرياً اليوم: «إلى أصدقائي. انتهى عملي. ما نفع الانتظار؟».
عودة إلى الوراء
ما الذي تنتظره كوداك إذاً؟ إذا أرادت الصمود، ستحتاج إلى معجزة حتماً! كجزءٍ من إجراءات الإفلاس، حصلت الشركة على قروض إضافية بقيمة 950 مليون دولار من مجموعة «سيتي غروب» (Citigroup) في محاولةٍ لتنظيم وضعها المالي خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة. تأمل الإدارة في أن تستعيد كوداك نجاحها في مجال الطباعة، لكن لا يبدو هذا الطموح مقنعاً لأن عملها كان يتمحور دوماً حول الصور. بغض النظر عن روعة تلك الصور، يبدو أن جميع القصص تصل إلى نهايتها في أحد الأيام. ربما ينطبق الأمر نفسه على الشركات أيضاً في بعض الحالات.
انتهت مسيرة كوداك في مجال التصوير وبدأت قصة جديدة تتبلور عبر مليارات اللقطات الرقمية التي تتدفق على شبكة الإنترنت. فعلاً، يميل جميع الأمور إلى الانتهاء في هذه الأيام، فعلى رغم وفرة اللقطات، يتراجع عدد الصور المطبوعة منها. بطريقةٍ ما، بدأ العالم يتخذ مساراً غير مألوف ويعود بالزمن إلى بدايات عصر التصوير الفوتوغرافي.
يملك الأشخاص في التسعين من عمرهم اليوم عدداً ضئيلاً من الصور الفوتوغرافية الخاصة بطفولتهم. بفضل ابتكار «كوداكولور» (Kodacolor)، يملك الأشخاص في الستين من عمرهم اليوم أرشيف صور أكبر. أما الأشخاص في الأربعين من عمرهم، فيحظون بسجل فوتوغرافي يشمل على الأقل اللحظات الأساسية في حياتهم بعد أن صوّرها أهاليهم عبر شرائح «إيكتاكروم» (Ektachrome). لكن يحصل الأطفال المولودون في القرن الواحد والعشرين على أعداد هائلة من الصور لدرجة تمكّنهم من تسجيل جميع مراحل حياتهم عبر لقطات متلاحقة تنفع لإعداد كتاب يجسد سيرتهم الذاتية (لو طُبعت الصور أصلاً!).
ما يثير الغرابة هو أن تلك اللحظات قد تصبح عابرة أيضاً على رغم تدفق الصور الرقمية. في هذا الصدد، يقول شاينبروك: «أنصح الناس دوماً بضرورة طباعة الصور وإلا سيفقدون جميع صورهم بعد عشر سنوات». قد يكون شاينبروك محقاً. يسهل فقدان اللقطات التي تُرسَل عبر البريد الإلكتروني، وتكون الملفات الإلكترونية التي تضم الصور الرقمية مهددة دوماً عند الانتقال من حاسوب إلى آخر أو بسبب التقدم التكنولوجي الذي يحصل بوتيرة متسارعة لم نشهدها سابقاً.
قد لا يحتاج الناس مستقبلاً إلى صور مطبوعة تتميز بجودة عالية، وربما سيكتفون بتسجيل عالمهم ولحظات حياتهم عبر لقطات عفوية.
إذا أصبح الوضع كذلك، قد يتحول القرن العشرون إلى أفضل حقبة موثّقة على الإطلاق لأن أحداثه مخزّنة في ألبومات لا تُعدّ ولا تُحصى أو في الشرائح أو حتى في شرائط الأفلام والبطاقات البريدية والملصقات المطبوعة. باختصار، سيكون ذلك القرن مصوّراً وخالداً!
صور رائعة جدااا تعبر عن ماضي دولة الكويت المجيد ,يالواحد يشتاق الى بساطة الناس والحب والعشق بعيدا عن الماديات التي ضربت العلاقات الاحتماعية في هذا الزمن الغريب جدااا عن أنسانية المكان والزمان ,,
محل تصوير قديم له ذكريات عند كثير من أهالي الديرة وموقعه في عمارة قديمة تعتبر من أوليات العمارات
التي تم تشييدها في أواخر الخمسينات
موقع المصور بشير خلف عمارة جوهرة الخليج بمنطقة الدهلة
في الحي القبلي وبالتحديد من الناحية الشرقية للمقبرة
أزيلت المقبرة القبلية وحل مكانها حديقة عامة واعتبرت الأولى والفريدة
في إنجازها فهي تعتبر أول حديقة عامة تقام في الكويت فضلاً عن امتداد ساحتها وجمالها
ونظراً لقرب محل المصور بشير من الحديقة
فقد كلف أحد موظفيه بالتجوال بالحديقة لإلتقاط الصور للرواد كما تخصص المصور بشير في تصوير مدارس الكويت القديمة التي كانت داخل السور
وفي المناسبة فإن الكثير من الصور لطلبة مدراس الكويت القديمة التي توالى نشرها في هذه الزاوية كانت ممهورة بختم المصور بشير
وتعود الذاكرة إلى العمارة التي كان يشغل أحد شققها المصور فتحتها كان محل ابن رويح المتخصص في بيع الدارجات الهوائية
وبجانبه محل تم افتتاحه في بداية الستينات لبيع الدراجات البخارية ( ماركة هوندا ) ثم تطورت الشركة في أواخر الستينات تستورد السيارات
بالمناسبة المصور بشير غادر الكويت بعد التحرير والعمارة التي تشاهد صورتها سوف تهدم قريباً وتظل صور المصور بشير محفوظة في ألبومات أصحابها ..!!
ومن منا لا يعرف المصور بشير خاصة أبناء الحي القبلي الذين طبعت ذكرياتهم وصورهم بعدسة كاميرته المتواضعة آنذاك .
وأن هذا المصور وغيره ممن واكبوا النهضة التعليمية والعمرانية في أوئل الخمسينات في الكويت
ُأمثال المصور ( رامز ) في منطقة الشرق والمصور ( شهرزاد ) في الصالحية - شارع فهد السالم والمصور العصري في الدهلة
ومصور الكويت في المرقاب قبالة الأمن العام وغيرهم كثير حق علينا أن نذكرهم .
المصدر ( كتاب سور الديرة) بقلم الاستاذ القدير : عادل محمد العبدالمغني
ستوديو ( المصور شهرزاد ) في الصالحية ومحل بيت الرياضة
من أوائل المصورين في الكويت ( المصور السوري ) الموقع : المرقاب أمام الأمن العام
أخذت الصورة في بغداد عام 1947 ويبدو الدكتور الفلكي محمد صالح العجيري و عبدالعزيز الغربللي
ستوديو ( مرسم بدران ) في الصالحية - عمارة ثنيان الغانم - بداية ستينيات القرن الماضي
بقالة بجانب منزل أول عكاس (مصور)في الكويت ويدعى الأسطى بدر وهو سوري الجنسية قدم إلى الكويت عام1935م وأتخذ منزله في الصفاة أستيديو للتصويرونشاهد كاميرته
الكبيرة يسار الصوره كما يظهرفي الصورة شخص من الجنسية الإيرانية بشرب القدو - الصورة عام1956م
لقطة جماعية لفريق المحرق البحريني عام 1954م في الملعب القبلي في الكويت...تصوير ستوديو بشير في منطقة الدهلة بمدينة الكويت
لقطة من تصوير " المصور الأسطى بدر " عام 1937 م لم تنشر من قبل .. !
1- الشرطي عبدالله عبدالرحمن الرشود
2- دور المجرم ناصر الزايد
3- المواطن حسين بوناشي
وتعبر عن مشهد تمثيلي حقيقي قام بأدوار بطولته مجموعة من أهالي الكويت على الطبيعة في الشارع وليس على خشبة المسرح
إنما الفكرة أو الفاصل التمثيلي كما حدث في ذلك الوقت عام 1937م يعتبر حدثاً جديداً على الكويت التي لم تكن قد تعرفت بعد على المسرح
والتمثيل سوى ما اعتقد قيام مدرسة طلبة المباركية في العام نفسه بعرض مسرحية " إسلام عمر "
وكان لها ضجة في ذلك الوقت وأعتقد أن الجماعة قد تأثروا بالتمثيلية ونفذوها بالشارع
ويستكمل السيد عادل العبدالمغني في كتابه ( سور الديرة )
أما بالنسبة للأسطى بدر فإني اعتقد أنه أول مصور عربي يمتهن حرفة التصوير في الكويت وأتذكر جيداً وبالأخص في فترة الخمسينات
واتخذ له موقعاً في ساحة الصفاة وكان لديه كاميرا خشبية كبيرة الحجم محمولة على ثلاثة قواعد من الأعمدة
( رسالة من صاحب الصورة حامد الرشود المهداة إلى المؤلف )
تحية طيبة وبعد :
كانت الساعة الحادية عشر ليلاً في إحدى ليالي الشتاء سنة 1937 ميلادية حيثُ كان أهل الكويت ينامون بسلام
وكان عبدالله الذي لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره والذي لم يمض على تعيينه بالشرطة 9 أشهر في مناوبته الليلية في أحد أسواق الكويت
فإذا به يرى شخصاً بملابس أجنبية يسرق أحد المحلات التجارية .. وما إن رآه الحرامي حتى فر هارباً وصاح به عبدالله قف .. قف وهو يجري وراءه
شاهراً مسدسه حتى أمسك به فرفع الحرامي زجاجة فارغة ليضرب بها الشرطي وابن البلد الذي هب فازعاً إلى الشرطي شاهراً سكينه في وجه الحرامي
وتبادلا الضرب مع الحرامي حتى استطاعا أن يقبضا عليه ويشدا وثاقه وبالصدفة كان مرور الأسطى بدر المصور السوري
فالتقط كاميرته وصور هذا المشهد " القبض على الحرامي "
نعم أنها تمثيلية اتفق عليها الثلاثة أخرجها المصور الأسطى بدر حيث صاح الثلاثة خوش فكرة وذهبا على الفور إلى بيت الأسطى بدر
الذي رحب بالفكرة بل شارك في إخراجها بأن أعطى قبعته و معطفه وزجاجة فارغة إلى ناصر ( دور الحرامي )
والشرطي هو شرطي حقيقي والمسدس حقيقي أيضاً ووضع حسين خلف الصورة شاهراُ سكيناً مدافعا ً عن الشرطي
مع نهاية سنة 2007 قدم المخرج الكويتي عبدالله حمد المخيال فيلما وثائقيا في نادي السينما الكويتية بالمدرسة القبلية وحضره العديد من الشخصيات المهتمة بمثل هذه النوعية من الافلام السينمائية التي تؤرخ التاريخ والوقائع الطبيعية بصورة مرئية حيث قدم المخرج عبدالله المخيال اول فيلم له سنة 1996، وفي ختام هذه السنة قدم فيلم «صحراء الأمازيغ» في المغرب، حيث تكلم في هذا الفيلم عن الجغرافيا المحيطة بهذه الصحراء ومدى توافق الشعوب بهذه الصحراء التي تمتلك 4 فصول في فصل واحد، كما نقل لنا في هذا الفيلم الاكثر من رائع عن المظاهر الجميلة والخلابة للطبيعة لصحراء الامازيغ والتي يعد سكانها الاصليون من المغرب، فهم اول من سكن هذه الارض. كما سلط المخرج عبدالله المخيال الضوء على القبائل البدوية في الصحراء، وكيف كانت الحياة، ومدى الصعاب التي تواجههم في سبيل الحياة والعيش.
«الأنباء» التقت بمخرج العمل حيث قال: في البداية أود ان اشكر جريدة «الأنباء» التي نجد منها كل الدعم في تحقيق اهدافنا، وهذا ما نطمح اليه لكي نقدم صورة جميلة للمشاهد العربي خاصة والعالمي بشكل عام.
واضاف: أما عن فيلم «صحراء الامازيغ» فأنا أعتبره وثيقة مرئية مهمة في ملف الصحارى للافلام التي بدأت أعمل فيها ومن خلال هذا الفيلم أطمح لأن تكون هناك مكتبة متكاملة مرئية للصحارى العربية والعالمية، والحمد لله أنجزت جزءا مهما جدا في نهاية هذا الفيلم الذي تم تصويره في الصحراء المغربية وهي صحراء تعتمد على طبيعة وجيولوجيا خاصة، بالاضافة الى وجود خليط للقبائل العربية وقبائل الامازيغ، فضلا عن الافارقة وكل هذه الامور تكون مزيجا جميلا جدا في طبيعة التراث والحياة في هذه الصحراء.
واستطرد: وبالاضافة الى ان هذه الصحراء فيها عوامل مشتركة كبيرة بين المشرق والمغرب العربي من خلال قيم وتراث الصحراء، فهذا يعكس ان الامتداد الحقيقي للصحراء ما زال موجودا من ناحية الكرم والبساطة والفراسة وكثير من هذه المعاني الجميلة الخالدة في الحياة البشرية.
وكشف المخرج عبدالله المخيال عن الخطوة المقبلة، حيث قال: لله الحمد انا في المرحلة الاخيرة لتقديم فيلم وثائقي اسمه «حكاية طائر»، وللأمانة اخذ مني مجهود سنتين حيث نتكلم عن طائر الحباري وفيه توثيق لحياة هذا الطائر الجميل والذي بالفعل كان الجهد مكثفا لأن التصوير يكون بشكل واقعي طبيعي فطري لا يعتمد على الكنترول البشري، وأتمنى عرضه خلال الاشهر المقبلة.
المخرج عبدالله حمد المخيال ويبدو بداح حسن من اليمين
وعن سبب حبه وعشقه لأفلام الطبيعة فيقول: الطبيعة اقرب الى الفطرة واقرب الى شخصيتي فأجد فيها نظرة اخراجية جميلة تصل الى قلب المشاهد بكل صدق بعيدا عن المألوف المنظور.
وأشار المخيال الى نوعية الجمهور المتابع لهذه الافلام قائلا: انصدمت من نسبة الجمهور الذي لم أتوقعه متابعا جيدا لمثل هذه الافلام الوثائقية والتسجيلية لأن الاهتمام فيها يكون اكثر لأننا نتكلم عن معلومة وحقيقة وواقع.
وعن الدعم الذي يحصل عليه، فكشف انه يتلقى الدعم من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من النادي الكويتي للسينما، والآن وصل الى مرحلة ان يُطلب بالاسم في مهرجانات عربية وعالمية، وهذا بحد ذاته فخر للمخرج الكويتي.
الى ذلك حرص الخيال على التحدث عن المشاكل التي واجهته في تصوير هذا الفيلم حيث قال: المشاكل والصعوبات كثيرة، فيجب وجود فريق عمل متكامل في الصحراء، ومن ناحية ادارية، بالاضافة الى ان الجو في الصحراء متقلب وهنا يكون المخرج الواعي لأدواته وكيفية التصرف في مثل هذه الامور لكي ينجح العمل ويقدم بصورة جميلة. وزاد: لكن في النهاية الافراج يستهويني ويجعلني أستمتع بتقديم مثل هذه النوعية من الافلام وأطمح من خلال هذه المسيرة الحافلة بالاعمال التي قدمتها وأتمنى ان يعجب بها الجمهور ان انال رضاء الوالدين، وأطمح ان أمتلك اكبر مكتبة مرئية للصحراء في العالم كله، لأنني سأستعد لتصوير فيلم عن الصحراء في الهند، لأن الصحراء تستهويني بكل ما فيها.
شيبان العجمان في مخيم بوادي العجمان على وليمة غداء.
land cruiser
تصوير المخرج عبد الله المخيال في فيلمه:
(بادية العرب)
«الأنباء» وجهت للمخرج عبدالله حمد المخيال بلقب مخرج الصحراء، وتعليقا عن هذا اللقب قال: أتمنى ان اكون مخرج الصحراء بالفعل لأنني ابن الصحراء، ولي الشرف ان أكون مخرجا لكل الافلام الوثائقية التي تتكلم عن الصحراء والبادية وما تحتويها من اسرار، لأن بداية العالم والدول كانت في التنقل من الصحراء
من اليمين المخرج خالد الصديق والمستشار عبدالرحمن العتيقي
خالد الصديق (1945 - 14 أكتوبر 2021)؛ مُنتج وكاتب سيناريو ومخرج سينمائي كويتي، يُعد رائد الحركة السينمائية الكويتية،
رُشّح فيلمه «بس يا بحر» الذي أنتجه وأخرجه في 1972 لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والأربعين،
وهو أول فيلم كويتي يترشح للجائزة.
حياته العملية
بدأ خالد محمد صديق بستكي حياته العملية في القسم الهندسي في تلفزيون الكويت، ثم أصبح مدير إستديو ثم مخرجًا، وكانت أولى مهامه الرسمية في عام 1964، حيث انتدبه التلفزيون ليمثل الكويت في مهرجان مونت كارلو، وبعد عودته ساهم في إنشاء قسم سينمائي تابع للتلفزيون تبنى فيما بعد الحركة السينمائية في الكويت.
أعماله
السينما
المطرود (1964)
الصقر (1965)
الرحلة الأخيرة (1966)
الأمن الداخلي (1967)
محكمة الفريج (1967)
وجوه الليل (1968)
معهد الأمل (1969) (عن الصم والبكم)
بس يا بحر (1972)
عرس الزين (1976)
شاهين (1986)
جوائز وتكريمات
نال عدد من الجوائز والتكريمات العالمية والعربية عن فيلمه بس يابحر منها الجائزة الأولى في مهرجان الفيلم الشبابي في دمشق (1972)، جائزة الشرف في مهرجان طهران الأول للسينما العالمية، جائزة فيبرانشي وجائزة النقاد السينمائيين العالميين في مهرجان البندقية السينمائي، الجائزة الثانية في مهرجان أوهايو العالمي، في الولايات المتحدة وكانت الجائزة الوحيدة المخصصة لفيلم روائي، جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية، إضافة لعدة جوائز من مهرجانات وملتقيات سينمائية في شيكاغو وأسبانيا وقرطاج وغيرها، كما حصد فيلمه «عرس الزين» 7 جوائز عالمية، ونال خالد جائزة الدولة التقديرية لعام 2010.
وفاته
توفي فجر يوم الخميس 14 أكتوبر 2021 الموافق 8 ربيع الأوّل 1443 هـ، عن عمر ناهز 76 عامًا، ونعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في بيان صحفي الصديق الذي وُصِف بأنه رائد الحركة السينمائية الكويتية
هذه صورة أول كاميرا سينمائية امتلكها خالد الصديق
ويذكر المخرج الراحل أثناء لقائه عبر ( برنامج صور وذكريات ) أنه قام بشراء هذه ال Camera عام 1961م
بسعر 80 دينار تقريباً .. ثمانية ميلي وكان يتدرب عليها بتصوير الإعلانات
ثم يرسلون " نيجاتيف الأفلام " إلى انجلترا للتحميض،
عندما تقاضيت أول راتب من البنك البريطاني كان 90 دينار اشتريت كاميرا سينمائية، وفي المعاش التالي اشتريت كاميرا فوتوغرافية، لأنه رفض أن يشتري لي كاميرا، فهو ضد تعلمي السينما.
أجرى الحوار ( جريدة الجريدة )
كيف كانت طفولتك وذكريات الدراسة؟ - كنت طفلاً شقياً أحب اللعب أثناء دراستي في مدرسة الشرقية خلف المستشفى الأميري، لأنني من مواليد منطقة شرق، وكان ناظر المدرسة وقتذاك الشاعر والأديب وأحد رواد الحركة الفكرية في الكويت الراحل أحمد السقاف، المعروف بقساوته الشديدة والعصا لمن عصى، لذا أهرب مع مجموعة صبيان من فريجنا من المدرسة لصيد الطيور (الحبال)، وذلك في مقبرة هلال بجانب المدرسة، إلى أن جاء والدي في أحد الأيام من محله بسوق التجار واكتشف هروبي، فأخذت نصيبي من الصفعات (چم طراق)، وفي المرة التالية أصبت بالدهشة، لأنه لم يقل لي شيئاً، وبعد مرور أربعة أيام أرسل أحد موظفيه وأخذني بـ«اللنچ»، ثم صعدت إلى الباخرة المتوجهة إلى الهند، فهو يمتلك العديد من المكاتب التجارية في دبي وكراتشي وبومبي. في الهند • وماذا حدث في الهند؟ - طلب والدي من أحد موظفيه إدخالي أفضل المدارس الداخلية عام 1951، وأول مدرسة اسمها «كايس تشيرج»، لأن أحسن المدارس في ذلك الوقت هي التبشيرية في بومباي، تم إنشاؤها منذ عهد الإنكليز، فاكتشفوا أنني لا أعرف التحدث بالهندية، ثم ذهبنا إلى مدرسة أخرى هي «سانت ميري»، التي رفضتني أيضاً. أما الثالثة، فكانت ثابتة، حيث تم قبولي في «سان بيتر»، وهي ثاني أفضل مدرسة في بومباي، وقضيت هناك 10 سنوات، وسر قبولهم لي، هو اكتشافهم قابليتي للتعلم، وأجمل ما في الموضوع، أنني تفوقت في حصة الدين الإنجيلي طبعاً. • لماذا كنت الأفضل بين التلاميذ؟ - لأننا كنا في تلك الفترة ندرس العهد القديم، وهو ما سبق أن تعلمته في دروس القرآن الكريم عند الملا محمد، وأنا في سن الخامسة من عمري، وعندما درسنا العهد الجديد تورطت فعلا، حينها انتسب للمدرسة د. مبارك الخضوري من عُمان ومع أخيه خالد، فقال نحن كمسلمين يحق لنا أن نستثنى من دروس الدين المسيحي، وقدمنا كتاباً في هذا الموضوع، فتم إعفاؤنا من حضور هذه الحصص الدينية. • ماذا فعلت حينها؟ - طبعا إعفائي من حصص الدين هو بداية العيد بالنسبة لي، حيث حضرت في تلك الأوقات الأفلام، سواء كانت هندية أم إنكليزية أم أميركية، وفي خمسينيات القرن الماضي كانت الأفلام الإنكليزية الأكثر انتشاراً في الهند، كما أذهب إلى الاستديوهات، متطوعاً كعامل، لأشبع فضولي، وتعرفت عن قرب على كثير من جوانب العمل، فخصصوا أجراً لي، لكنني رفضت تسلمه، لأن لدي ما يكفيني، ما يهمني فقط التواجد، وكل ما كانت هناك مساحة من الوقت، استغلها بالذهاب إلى الاستديو واسمه «سنترال استديو»، أو ارتياد صالات السينما، ومشاهدة النجوم السينما والمخرجين، وكنت مستمتعاً وسعيداً بهذه الأجواء. عشق السينما •
ما سبب عشقك للسينما؟ - تولعت لدرجة رهيبة بهذا الفن، ويعود ذلك إلى الهروب الدائم من التعاسة التي عايشتها في تلك الفترة، حيث كنت بعيداً عن والدتي وأخواتي وإخوتي وأصدقائي وديرتي، فكانت السينما هي الملاذ الوحيد والملجأ بالنسبة لي. تدريجياً أحببتها لدرجة الجنون، فانتسبت إلى معهد التصوير السينمائي، أثناء دراستي هناك، حيث خططت منذ البداية، وحينها كان عمري 14 عاما، أن أشتغل في مجال السينما، وأن أصنع فيلماً. • هل اكتشف والدك غيابك عن المدرسة؟ - كان والدي يأتي كل عامين، للإشراف على مكتبه في الهند، وبعض موظفي مكتبه قدموا له تقاريري المدرسية، فاكتشف كثرة غيابي عن المدرسة، فاستفسر عن سبب ذلك، فقالوا له إنني ارتاد السينما، فما كان منه إلا أن غضب وقال لي في الهند تهرب من أجل السينما وفي الكويت من أجل صيد الطيور، فآثر أن يصحبني معه للكويت، وكان قرار العودة لمساعدته في تجارته. • ما عدد الأفلام التي شاهدتها في الهند؟ - كنت أشاهد من 4 إلى 5 أفلام خلال عطلة نهاية الأسبوع، واكتشفت أنني وقعت أسيرا لغرام السينما التي استحوذت على اهتمامي وشغفي، لذا طمحت إلى دخول المعهد السينمائي الرسمي في تخصص الإنتاج والإخراج في منطقة اسمها بونا، بعد تخرجي في الثانوية، لكن والدي رفض الموضوع برمته، ولم أكمل دراستي، وسحبني فوراً إلى الكويت، من زعله وقهره مني. أول راتب • ماذا عملت في الكويت؟ - أراد والدي أن أعمل معه في التجارة، حاولت لمدة شهر، لكنني لم استسغ الموضوع، وتصادمت معه، وقلت له إن تجارة اليوم غير الأمس (عشرينيات القرن الماضي)، فلم يواكب تطور العصر، فتوسط لي أن أعمل في مجال البنوك، لكي أتعلم أصول التجارة، وذلك عن طريق صديقه عبدالحسين معرفي، مدير البنك البريطاني والشرق الأوسط، الذي أصبح في ما بعد بنك الكويت والشرق الأوسط، والآن البنك الأهلي المتحد، وبالفعل عملت لمدة عامين، وعندما تقاضيت أول راتب اشتريت كاميرا سينمائية، وفي المعاش التالي اشتريت كاميرا فوتوغرافية، لأنه رفض أن يشتري لي كاميرا، فهو ضد تعلمي السينما. • هل كتبت لك الاستمرارية في البنك؟ - أثرت الظروف التي عشتها على مشوار حياتي، ولا سيما أنني عشت تحدياً من أجل العمل في مجال أحبه، وقد ضحيت كثيراً وصبرت كي أحقق ذاتي، إذ رأيت أن المكان الوحيد الذي أستطيع من خلاله تحقيق طموحي السينمائي، هو تلفزيون الكويت، الذي كان في بدايات انطلاقته، ودققت في الأمر، لم أجد قسما للسينما، وبدأت أطلب العديد من الكتب المتخصصة في مجال السينما على مبدأ علّم نفسك بنفسك، إضافة إلى معرفتي للمبادئ الأولية التي تعلمتها في معهد الهند. فقدمت استقالتي من البنك، قال لي عبدالحسين معرفي يجب أن تراجع والدك، وتجادلت معه بقولي يحق لي أن أقدمها لكوني فوق الـ 18 سنة. فتحدث إلى والدي، وقال له لن يشتغل معك سيذهب إلى التلفزيون، وفعلاً ضحيت في العمل بالتجارة مع والدي وعملت في قطاع التلفزيون عام 1963. العمل في التلفزيون • أين بدأت العمل في التلفزيون؟ - قدمت أوراقي، من بينها كتب من الشركات الإنتاج السينمائي التي عملت لديها بلا مقابل، ومعهد التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، وشهادة في مجال الهندسة الإلكترونية، وخاصة الراديو، حيث كان هوايتي في تلك الفترة، فلم يعترفوا بكل هذه الكتب والشهادات، وعرضوا عليّ العمل كمبتدئ براتب 26 ديناراً، فوافقت على الرغم من كون معاشي في البنك 90 ديناراً. واشتغلت في القسم الهندسي مع اثنين بلجيكيين كانا يركبان أجهزة الإرسال وغيرها، وكان معي يعقوب دشتي، الذي أصبح في ما بعد الوكيل المساعد للشؤون الهندسية في التلفزيون، ومصطفى المطوع. • لماذا لم تكمل عملك في القسم الهندسي؟ - لقد حققت هناك جزءاً من هوايتي، لكنه ليس ما أريده وأطمح إليه، وخلال فترة العمل في القسم الهندسي بالتلفزيون سألني مدير التلفزيون، وكان حينها د. يعقوب الغنيم، عما إذا كان لدي معرفة بالإخراج التلفزيوني، وأبلغته بعدم معرفتي بذلك، فقرر أن أعمل مدير استديو، لأتعلم وأكتسب خبرة من الشغل اليومي، ودوري هنا أن أنقل أوامر المخرج للممثلين، وكان المخرجون قد جاؤوا بنظام الإعارة من مصر، اشتغلت معهم لفترة من الزمن. ثم سنحت لي العديد من الفرص في الانتداب والمشاركة بعدة مهرجانات، كما ذهبت إلى القاهرة، بإعارة مقدمة من التلفزيون المصري لمديري الاستديو لمدة 3 شهور، وهناك تعلمت الكثير في عمل الإخراج. تصوير أغنيات عبدالحليم حافظ * كيف تم تكليفك بتصوير أغنيات عبدالحليم حافظ؟ - في عام 1965، اتصل الشيخ جابر العلي، رحمه الله، وكان حينها وزيراً للإرشاد والأنباء (وزارة الإعلام حالياً)، وقال لي اتفقت مع الفنان عبدالحليم حافظ على أن يأتي إلى الكويت لتصوير 6 إلى 7 أغنيات، ومعه المخرج يوسف شاهين، وعليك أن تكون معهما، فاستقبلنا حافظ وشاهين، وصورنا أغنيتين، من بينها «بلاش عتاب» كلمات مرسي عزيز جميل والحان كمال الطويل، التي شاركت فيها الفنانة الراحلة عائشة إبراهيم، وتم تصويرها في قصر عبدالله المبارك، بقرب المسبح في مشرف. وبعد تصويرهما، قال لي شاهين إنه لن يستطيع إكمال تصوير البقية، لأنه مرتبط بعقد مع الأخوين رحباني، لتصوير فيلم «بياع الخواتم»، وهنا قلت له عليك الاستئذان من مضيفك الشيخ جابر العلي، فذهبت معه إليه، وقال له عن التزامه، فسأله من سيقوم باستكمال بقية الأغنيات؟ فقال له عندكم واحد مجنون مثلي لديه القدرة على تنفيذها بأفضل ما يمكن، فسألني الشيخ جابر: هل بمقدورك تكملة التصوير؟ أجبته بنعم. * ما الأغنيات المتبقية؟ - «يا هلي يا هلي» من كلمات وليد جعفر وألحان عبدالحميد السيد، و»عيني ضناها السهر «من كلمات عبدالمحسن الرفاعي وألحان سعود الراشد، و»وفي المنام» و»ضي القناديل»، طلبت من عبدالحليم أن يلبس الدشداشة والغترة والعقال في «يا هلي يا هلي»، وقد اعترض على ارتدائه الزي الكويتي الملحن السيد والفنان سعود الراشد، فقلت لهما إذا لم يعجبكما ذلك، فعليكما التحدث إلى الشيخ جابر العلي، فرد عليهما، بأن المخرج هو المسؤول الأول والأخير، وهذه الأغنية المصورة حققت نجاحاً كبيراً على المستويين الخليجي والعربي، وهي من أوائل أعمالي. السقاف كان ناظر مدرستنا وقد عُرف بشدة قساوته وإيمانه بمبدأ «العصا لمن عصى» عملت في القسم الهندسي عام 1963 كمبتدئ براتب 26 ديناراً إعفائي من حصة الدين بالمدرسة الهندية جعلني أرتاد السينما أول راتب تقاضيته من البنك 90 ديناراً اشتريت به كاميرا سينمائية ألبست عبدالحليم حافظ الدشداشة والغترة والعقال في «يا هلي يا هلي»
إضاءة ..
- يعتبر محمد قبازرد رائد التصوير السينمائي في الكويت ومن أهم أعماله الفيلم التسجيلي "الكويت بين الأمس واليوم" .
تسجيل نادر لمعالم وأحياء الكويت القديمة في الفترة مابين عام 1948 الى عام 1968م .. التسجيل عبارة عن مادة فلمية قديمة تظهر مدينة الكويت بأحياءها القديمة وبشوارعها وأزقتها الضيقة قبل مرحلة التطور والعصرنة التي واكبتها البلاد وتسارعت وتيرتها أكثر فأكثر.
محمد قبازرد عاصر هذه الفترة بما فيها من احداث وأعد فلما سينمائيا خاصا عام 1968م بتعليقه وصوته ( ومنه هذه المقتطفات التي ترونها الان )..ضمنه المشاهد القديمة التي صورها عام 1948م ..والمشاهد الجديدة .. فأخذ يتجول بعدسته في احياء الكويت القديمة ماراًًًًً بأسواقها ودواوينها ..مستطلعا معالمها القديمة التي اخذت تختفي شيءَ فشيء.
انه في بداية الثلاثينات قام السيد محمد قبازرد بشراء كاميرا للتصوير السينمائي
(16) ملم من نوع كوداك و أخذ يصور هنا و هناك ثم ارسل الفيلم الى لندن ...وكانت النتيجة صوراً متحركة.....و كانت " باكورة عمل حفزتني على الاستمرار في تلك الهواية تدفعها روح انتاجية ابتكارية.."..و بعدها اشترى قبازرد كاميرا اخرى كبيرة
و قال" ساعدتني أكثر و تعلمت عن طريقها الكثير من الحيل السينمائية .....
و أخذ قبازرد يثقف نفسه و يؤرخ له بأنه أول مخرج فيلم وثائقي كويتي طويل " الكويت بين الأمس و اليوم
و عن نشاطه بداية الاربعينات قال :" كانت معظم الافلام التي أضعها عبارة عن مناظر للكويت القديمة و المناسبات و الأعياد ...و كنت أعرضها على الأمراء أو في البيت عندي حيث كنت أجمع الاصدقاء لعرض هذه الأفلام....و في عام 1954 قمت برحلة الى أوربا و تجولت في عواصها و صورت معالمها و شطآنها.".
بدأت الهواية بالتصوير السينمائي في أوائل الثلاثينات ، وفي عام 1948 قمت بشراء كاميرا سينمائية كوداك 16مم كتجربة . قمت بتصوير بعض المناظر عن معالم الكويت في ذلك الوقت وأرسلت الفيلم إلى لندن للتحميض . وعندما رأيت النتيجة – صور متحركة ملونة – شعرت بشيء من النشوة والفرح ، وكانت باكورة عمل هزتني وحفزتني إلى أن استمر في تلك الهواية ، وصارت الهواية عندي هي الدافع إلى روح انتاجية وابتكارية لدرجة أنني أعطيت هذا المجال كل اهتمامي وقد كان هذا بدون أي نوع من الدراسة لهذا الفن . وأقصد بالروح الابتكارية أنني حاولت أن أبحث عن زوايا أفضل للتصوير بالكاميرا ، وكيف التقط بعض المناظر عن طريق الرجوع بالكاميرا إلى الخلف ، أو من أعلى أو بالعكس .. بعد ذلك اشتريت كاميرا كوداك كبيرة 16مم وهذه ساعدتني أكثر وعلمتني كيف أصنع بعضاً من الحيل السينمائية بحيث كان بمقدوري أن أصور الشخص الواحد وهو على طاولة يتكلم مع نفسه كأنه اثنين .. ولم تقتصر الروح الابتكارية على هذا فقط وإنما لاحظت أن الفيلم الصامت يبحث على الملل ولذلك ابتكرت واضفت بعض المقطوعات الموسيقية لتكون خلفية لتلك المناظر التي كنت أقوم بتصويرها وأول عرض سينمائي شاهدته كان في البصرة في أواخر العشرينات ، وكان فيلم ( وداد ) لأم كلثوم وكان هذا الفيلم شيئاً عجيباً في هذا الوقت من ناحية الإخراج والتمثيل ، وقد رأيت هذا الفيلم أربع مرات ، لدرجة أنني حفظت القصة ، كان نوع آلة العرض هو R.C.A وهي أمريكية الصنع وقد كانت هذه الأفلام التي أقوم بتصويرها تعرض بشكل عائلي أو على بعض الأصدقاء ، وفي بعض الأحيان كنت أعرض هذه الأفلام أيضاً على الأمراء بناءاً على طلبهم . بدأت العروض السينمائية في الكويت على ما أذكر في بداية الخمسينات .. وكانت تعرض بعض الأفلام المصرية .. أو الأمريكية بشكل خاص في بعض بيوت الأمراء . ولم يكن للسينما في ذلك الوقت هذا الإنتشار الواسع الذي نراه الآن ، كما لم يكن لها الدور الهام الذي تلعبه الآن في تشكيل ثقافة المجتمع ، ولاشك أن السينما الكويتية حديثة النشأة بالمقارنة إلى سينما البلدان الأخرى ، ولا يمنع ذلك أن تلك الأفلام هي أفلام جيدة وتدل على زيادة الوعي السينمائي ، وقد طلب مني السيد / خالد الصديق أن التعاون معه قبل أن يبدأ فيلمه " بس يا بحر " ولكن كنت مشغولاً في ذلك الوقت واعتذرت وكان اعتذاري بعد أن تحدثنا عما يجب البدء فيه بالنسبة لفيلم يصور الحياة في الكويت ، حتى أنني قلت له أن يبدأ هكذا إذا ما أراد ، والفيلم عموماً باكورة عمل ممتازة جداً ، ولم أعد أمارس هذه الهواية في الكويت نظراً لانشغالي في أعمالي الخاصة .. ولكنني أمارسها أحياناً في أسفاري خارج الكويت .. وقد تعرضت لبعض الصعاب .. وتعرضت لعدة انتقادات في إحدى المرات تسببت هذه الهواية في بعض الإحراج لي .. وكان ذلك عند زيارة الوفد العراقي برئاسة نوري السعيد رئيس الوزراء إلى الكويت ، فعند نزولهم من الطائرة في المطار القديم .. تقدمت لاصور عند سلم الطائرة وقد كنت مكلفاً بذلك من قبل المغفور له سمو الشيخ فهد السالم وكنت من القلائل الذين يملكون آلة عرض .. وعندما تقدمت إلى سلم الطائرة نهيت من ذلك وطلب مني أن أبتعد .. وقد سبب هذا كثيراً من الإحراج لي .
أما بالنسبة للعروض التي جائتني .. فقد عرضت جماعة السينما بالكويت الاشتراك في نشاطها .. ولكن دائماً أفضل أن أكتفي بالسينما كهواية ، وأشاهد الأفلام الأجنبية وأفضل مشاهدة الأفلام التاريخية مثل " الوصايا العشر " كذلك الأفلام الدينية مثل فيلم " الرسالة " وقد أعجبني جداً فيلم انتوني كوين " عمر المختار " ولا أفضل مشاهدة أفلام الكاوبوي ، أما بالنسبة للأفلام العربية ، فمعظمها أفلام تسلية . إلا بعض الأفلام القليلة التي تعالج مشاكل الحياة وأفضل أن أرى تلك الأفلام التي تعالج موضوعاً ما ولذلك تعجبني جداً أفلام نجيب الريحاني ، وأفلام يوسف وهبي .. وأي فيلم جاد . يوجد عندي الآن فيلم " الكويت بين الأمس واليوم " وقد عرض جزء منه في التلفزيون الكويتي .. هذا الفيلم يصور مناظر الكويت من الثلاثينات حتى يومنا هذا .. وهذا الفيلم عبارة عن لقطات متفرقة جمعتها في صورة فيلم وثائقي يعطي صورة واقعية عن الكويت .. ولو أنني كنت أفكر عندما بدأت في التصوير السينمائي أن أخرج فيلماً عن الحياة في الكويت ، كان بإمكاني أن أخرج فيلماً من هذا الفيلم الوثائقي ، لأنني كنت أركز على بعض المناظر داخل البيوت لأعطي صورة أدق ، لكن مع الأسف ، لم يكن هناك من يسعفني على ذلك أو يوجهني .. هذا على الرغم من وجود وزارة الإعلام في ذلك الوقت .. وقد كان إخراج مثل هذا الفيلم أملاً بالنسبة لي خلال الخمسينات والستينات ، وربما كان أملي هذا مشجعاً للأصدقاء من هواة الفن الذين نفتخر بهم اليوم . يوجد في العائلة من تعلم الفن واعتقد انهم تأثروا بي إلى حد ما فهناك إبراهيم قبازرد ، وهو يعمل في وزارة الإعلام .. وحصل على بكالوريس سينما قسم إخراج من إحدى جامعات لوس أنجلوس .. وابني عبد الحميد مصور ممتاز .. كذلك ابني عبد الله مارس الإخراج المسرحي كهواية عند دراسته في أمريكا فقد اشترك وكان ضمن مسئولي الليلة العربية في أمريكا لمدة خمس سنوات كذلك ابني جاسم تعلم الموسيقى ، فهو يعزف على الأورج والعود .. كذلك بقية أبنائي لهم ميول فنية كثيرة في مجال الفن التشكيلي .. ونصيحتي للجيل الجديد أن تكون عنده في البدء هواية خلاقة تبني في نفسه روح بناءه ، تهيء له الابتكار والإبداع كذلك يجب أن يتعلم من يعمل في مجال السينما .. أن السينما والمسرح مدرسة للمثقف لأن الإنسان عندما يرى الشيء في السينما فانه يثبت في ذاكرته مرتين . وتمنياتي للجيل الجديد بكل توفيق .