22-04-2009, 10:45 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
|
|
مقابلة مع وهف شمروخ المطيري
مقابلة مع وهف شمروخ المطيري
وهف شمروخ المطيري: بدأت رحلتي مع «المقناص» الصيد بالطير سنة 1954
إعداد :
سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10700 - 17/10/2008
للحياة محطات ووقفات مع مراحل العمر يتنقل الانسان بها على ما تصبو نفسه... ضيفنا اليوم بدأت رحلة هوايته مبكرا معه وهو صبي في مقتبل العمر رافق الطير «الصقر» وعرف انواعه وتمرس بطباعه على مختلف اجناسه واحجامه وألوانه قصد كثير من الدول لأجل تحقيق تلك الهواية المحببة لنفسه ورافق الكثير من اصحاب هذه الهواية ومشاهيرهم يحدثنا وهف شمروخ المطيري عن بدايات معرفته بالطير ثم يذكر الأنواع التي كانت عنده واسماء الطيور التي اقتناها او رأها ثم ينقلنا بالحديث عن عمله الحكومي...
أحاديث شيقة ومتنوعة نقضيها معه فلنترك له ذلك :
نحن أهل حلال نقيض على الصبيحة والصبيح وأكثر وقتنا نكون على الجهراء فهي فيها قلبان السليل ماؤها حلو اما باقي مياه الجهراء فليست بعذبه... وكانت الغلبان بحدود الكويت كثيرة التي يقصدها اهل البادية وكذلك ثمائل التي يحيها أهل الحلال عند سقوط الأمطار وتوافر المياه ومن هذه الثمائل التي اذكر ثميلة تركي والدغمي والنفيج علي مغيض خور بن هدباء واما قلمة شايع فهي على هواء اذا كان الريح قوي ضخ الماء واما اذا سكن الهواء توقف هدر الماء اما قلمة خنيفسة فعليها حلال الشيخ صباح الناصر وهناك قلبان اخرى كنا ايضا نقيض عليها العرفجية وعريفجان اما عندما حل السلاق فكان عمري سبع سنين اذكره جيدا لانه على حول منه فتحت قلمة العبدلية... اما تاجرنا الذي كنا نتعامل معه يوم كنا أهل بادية فهم كثر كان الوالد يذهب اليهم ابو خميس والتويجري عبدالعزيز وبجاد الشامي من الجبلان الاعنة ولا اذكر ان والدي عمل في الحكومة.
كان النظام المتبع عند من يريد الالتحاق في دوائر العسكرية ان يأتي بكفيل او بمعرفة واذا تحقق هذا الامر سمح له بالالتحاق وانا كان المعرفة علي اخواني من جهة أمي سالم بن دلقان وسعود فانا لي اخوة اشقاء ايضا هم حجي ومبارك وسعيد وعيد... وقد بعث سعود بن ثويران بكتاب كفالة لي لكنني التحقت قبل وصوله وسعود بن ثويران له اياد بيضاء وكان امير مركز ومشرفا على الخويا ومن يريد ان يلتحق بالاحمدي وهو رجل معروف ومن رجال الذي فيهم خير وأبوه ثويران معروف ايضا قبله... اما الدورة العسكرية فكانت خمسة أشهر ومن المدربين الذين اذكر عايض سرور العتيبي كان برتبة نجمة وبدر الذيب ومحمد الدوسري ومحمد العماني عرفاء والهاملي عبدالله صياح ونواف مسعود العنزي وتركي سليمان الشمري ثم جاءنا رفاعي الشليمي وكان رئيسا على التدريب وعندما تخرجت التحقت بقوة الطوارئ وكان ضابطنا سحاب وصل الله ومحمد طامي العازمي... اما راتبي فكان في الدورة اثنين وعشرين دينارا ونصف الدينار بعد التخرج خمس وخمسين دينارا لقد كانت الذبيحة في تلك الايام نأخذها بسبعة دنانير.
بعد تخرجي من الدورة فترة كنا نعمل بمركزنا بالقرب من مستشفى الفروانية الحالي وقد جاءنا سعود فهيد السهلي الذي كان شهيدا بالصامتة واستئذنت من عريف عندنا اسمه ماجد سحلي مدة ساعتين اذهب إلى اهلي واعود وقد ذهبت بعد الاستئذان راجلا إلى اهلي واثناء سيري في الطريق اذ بسيارة لحقت بي واركبني معه ثم قال لي اتود ان تتقهوى عندنا قهوة متوافرة قلت له اين بيتكم قال امامنا في العضيلية غرب مدرسة طلحة قلت لابئس ثم وقفنا عند بيته ودخلنا الديوانية واذا بها اكثر من عشرين رجلا وكلهم السهول من البرزات ثم القيت السلام عليهم جميعا واستغرب الرجل الذي اتى بي فانا لم اكن اعرف انه ضابط عندنا وانه من السهول وكل من في المجلس عرفني فلما قمت قال: هؤلاء ربعك الذين عرفت عشاءهم عندنا وندعوك معهم قلت: اذا كانوا قبلوا دعوتي للعشاء فانا سوف اتناول معهم العشاء، ثم رجعت واخذت سيارة اخي ومررت على مربط للغنم واشتريت ذبيحة حمراء كبر السيارة اشتريتها بسبعة دنانير ثم ذهبت إلى بيت سعود السهلي وجعلتها في حوشه «فناء» وقلت ان ضيوفك اعتذروا عن قبول دعوتي للعشاء وهذه الذبيحة هي عشاؤهم وواجبهم عند معزبهم.
ثم ذهبت إلى عملي وبعد مضي وقت وكان نظام دوامنا مقسماً يوم للعمل ويوم آخر للاحتياط والثالث سماح... وقد صادف أن أتانا ضيوف وكنت في قوة الاحتياط فخرجت لهم من غير استئذان وعند عودتي للعمل قالوا لي: ان الضابط يريدك فذهبت وأنا أعلم أنني خرجت من غير استئذان ووقعت بالمخالفة العسكرية وعندما دخلت على الضابط وكان من الضباط الذين اتوا من الدورة وحديثي التخرج قال لي: أنت وهف بن شمروخ، قال: أنت قد اتيتنا في بيتنا، قلت: لا أذكر. قال: ألم أت لفلان السهلي وفلان وفلان، قلت: نعم. قال كيف عرفتهم. قلت: كنا ننزل ونرحل معهم. قال: أنا الذي حملك لهم بالسيارة. لقد حملني وذهبت معه وأنا لا أعرف انه بالداخلية ثم قال: أنا المسؤول عنكم وضابط زامكم، واذا اردت شيئا فأنا موجود وصار بيني وبينه رفقة وصداقة على الزين والعلم الغانم حتى وفاته في الصامتة هذا سعود بن فهيد من البرزان.
المدة
وأخذت في القوات الخاصة اربعة عشر عاما، خمس سنوات في الفروانية، ثم المركز الجديد شرق سينما السيارات، عشر سنوات أخذت فيه وبعد ذلك انتقلت إلى النجدة في كيفان اربع سنوات وكان المدير فؤاد مساعد الصالح.
التقاعد
بعد خدمة في الداخلية دخلت على يوسف بدر الخرافي وهو علم من أعلام الداخلية ويستاهل من يذكره ويشكره ولي الشرف ان امدح من فيهم خير، وقد ذهبت اليه في بيته وقلت له: انني اريد التقاعد، وكان وكيلا مساعدا وقد حولني على اتباع النظام وأنا تعرفت عليه عن طريق عباس الشويب رحمه الله كان جارا لي وأنا معه خوة نشاما... وكان أيضا معنا صديق ثالث رجل طيب له كل الشكر ضيدان منوخ بن زريبه من امراء الجذعان من العتيبة، نحن كنا ثلاثة جماعة وإخوان إلى اليوم، لكن شايبنا عباس توفي رحمه الله... وقد طلبني يوسف بدر الخرافي وكانت خدمتي ثمانية عشر عاما وأنا اريد التقاعد والنظام والقانون لا يشملني... قلت له: ان الرجل يسجن خمسة عشر عاما ويخرج براءة وأنا لم اقترف جرائم ولله الحمد. قال: أنت مسجون. قلت: نعم. قال: تريد الطيور والصقور. قلت: نعم، هذا هواء وهوايتي من صغري بعد مضي وقت استدعاني بدر يوسف الخرافي وقال: إذا حولت على النظام القديم سوف يقل معاشك فاصبر حتى يأتي النظام الجديد أفضل لك ولمصلحتك. قلت: إذا كان الأمر أفضل لي فأنا سأصبر في عملي، وبعد فترة سمح لي بالتقاعد عند صدور النظام الجديد للتقاعد الذي كان أفضل من القديم.
الطير
بدأت علاقتي بالطير سنة 1954 فوالدي رحمه الله اشترى لإخواني بنادق، أما أنا فقال لي: ماذا تريد يا وهف. قلت له: أريد طيراً. قال لي: اصبر مدة وإن شاء الله نشتري لك. وبعد مدة فإذا براعي مطية يأتينا ومعه طير وقد وافق غداء عندنا فساومه الوالد على الطير الذي معه ثم اشتراه، فوالدي يعرف الطير جيدا وهو صقار منذ صغره وكذلك عمي... وقد أمسى الطير لم يأكل شيئا وهو من النوع البيجي ثم أخذه وناداه فأتاه وعند الصباح ذهبنا به فأنطلق أمامنا سبعة كراوين اصطاد منها أربعة... وعند العصر اصطاد كراونيين وأرنباً وقد اطلقنا عليه اسم دهام، أماقيمته فكانت عشرين ريالا ومنذ ذلك الوقت وأنا أمارس المقناص على ركائب وراجلا.
وطير الحباري بن جدوع يقول:
والله يا لولا قولة الطير ضايع
لطلق اقران الطير ما هي منصور
أخاف من خرب كبير الثنادي
يبعده عن وراء شمخ الكور
ثم تتالت عليّ الطيور في رحلات المقناص حيث قمت اقتني واشتري لأجل هواية المقناص.
المدة
اكثر الطيور مضيا للوقت معي كان طيري فريد حيث اخذ معي احدى عشرة سنة ونحن كنا نعتقد ان الطير لا يعمر طويلا، والأمر خلاف ما كنا نعتقده وطيري فريد جاءني هدية من تركي بن زريبان ونوعه جرودي
ماكر خنيفس حلفنا مانشيله
لو تعز النفس عن بعض الصقارة
شفنا خطو امرعٍ زين مطيره
منوة الصقار لاعدا الزبارة
لا اعتزيت اعتزى عليّ شيخ القبيلة
اشقرٍ منتوب من ندر حراره
والذي بعث محمد بالرسالة
والله اني ما حكيت إلا السريره
أنواع
الطيور التي لها شهرة اثنان اما الفعل فهو خفي لا يستطيع اي صقار ان يحكم عليه، فالطيران والعفل لا احد يستطيع ان يحكم عليهما فهي لا تختص بجرم أو ظن والشهرة لصافي والفارس والصافي هو ممسوح العمر وجه من جسمه دقة واحدة والطير يهد على كل شيء، حتى الافعى يهد عليه لكن اذا تعود على الجلايل فانه لا يهد «ينطلق» على الحبارى.
سلطان
منذ سنة 1981 وأنا اقنصت مع الذي اسمه تاج على الصدر عسى الله يطول عمره صاحب السمو الملكي وولي العهد السعودي ووزير الدفاع المفتش العام الامير سلطان بن عبدالعزيز الى اليوم وانا معه باستمرار وقد بدأت معه بمقناص باكستان سبع سنين ثم الجزائر ثلاث سنوات ثم المغرب والجزائر الى اليوم والمقناص قد يستمر أكثر من شهر وأفضل طير رأيته هو طير عديم استمر اكثر من اثنتي عشرة سنة جميل الشكل وفعله اطيب وهو فارسي رأسه أبيض لم أر مثله وقد اصطاده القميم القحطاني على حدود السعودية - الاردن وأخذه منه الحابوط بأربعمئة آلاف ريال والأمير أعطاه أكثر.
الحركة
الطير يطلع على حركة الحبارى وبعض الطيور يقع على الحبارى وهي في مكانها والبعض عندما تطير وانا نظري ان كل طير كبير الحجم فهو انثى أما الذكر فهو أقل حجما.
اسماء الصقور
يسمى الطير على رجل واكثر ما طول عندي فريد وقد اعطيته أخي حجي ثم ارسله علي فبعته بالسوق وارسل لأخي طيراً حراً مثل فريد وفريد قد جاءني وهو ابو أربع ليس فرخا.
وغريب
غريب لسمو الأمير الملكي سلطان بن عبدالعزيز وقد جاءنا فرخ واخذ عندنا سبع عشرة سنة واكثر ما اصطاد اربعة عشر حبارى في يوم ولم يتغير حتى مات.
أمراض
أمراض الطير كثيرة منها النهتة والارداد والقلاع والسردة وخراب المدهن وكنا نعالج بعض هذه الأمراض بالحنا اما القلاع فالملح هو له علاج ومرض الرداد بالرأس والمقناص يبدأ من شهر عشرة وينتهي شهر ثلاثة حيث ان الطير من هذا الوقت تتغير نفسيته... وقد قنصت للعراق والجزائر وباكستان والمغرب وأنا اقول ما بعد الجزائر مقناص فالجزائر واسعة وسهل صحيح العراق فيها سهل لكن الجزائر أكثر سهولاً وفضاء... كان المقناص بالكويت متوافر حتى انني اذكر سنة 1971 اصطدت بجويهل حبارين.
وانا كنت اقنص مع محمد بن نافع وابن خالتي وجبل وراشد الوهيطي وبراك البراك وقنصت مع شبيب بن جعيلان والشيخ علي الجابر واذكر حادثة تقطيع رؤوس الطيور التي حصلت بالعراق في أواخر السبعينات ونحن سلمنا حيث خرجنا الى سورية أما باقي القوانيص فقد تعرضوا لهذا الحادث.
جتنا المطاريش ياعباس
بدت ليالي المطاريش
الله يخلينا الجرناس
اشقر بعيد المفاليس
يارب اللي تشد الساس
ما ترد جندك مفاليس
الزواج
أول زواجي كان قبل التحاقي بالوظيفة والملكة كانت راجح الجبلي ومهري كان 4000 ريال وثلاث زوالي قطايف والحمد لله عندي اولاد من بنين وبنات وقد اخذيت بيتاً مثمناً في جليب الشيوخ ثم طلع بيت في الصباحية ووالدي توفي سنة 1956 في مستشفى الاميري وهو رحمه الله اجريت له عمليتين الأولى في المستشفى الاميركاني والاخرى في الاميري.
ديكسون
كان ديكسون يأتينا ونحن على قلعة شايع هو وزوجته كثيرا ما كنا نراه اما نزال المعصب فلم أره لكن عرفت أولاده وله قصائد طيبة واسنافي ومشهور بالعلم الطيب وكان صاحب طير.
البابطين
علاقتي مع ابوسعود عبدالعزيز البابطين منذ سنة 1981 ونعم فيه راعي ديوانية فديوانه مفتوح لأهل الكويت ومن يفد عليها وقد ارسلني سمو الامير الملكي سلطان بن عبدالعزيز بطير له وكان الطير فارسياً اصطاد معنا ثمانية حبارى في باكستان وعندما جئت الى ديوانه كان قانصا الى بورسودان ووجدت أخيه عبدالكريم.
الضياع
بعد وصول الاجهزة الحديثة لم نعد نضع الطير اما بالاول فقد كنا نواجه هذه الامور في رحلات المقناص اما اليوم فلا وطيري نواف هد «انطلق» على تسعة حبارى واصطاد واحداً ثم انطلق على حبارى في اليوم التالي وكان لا بد ان يستريح لذلك حام وضاع ثم رجعت الى مكانه الذي انطلق منه فوجدته واصبحت له عادة اذا ضاع رجع الى محله الذي ينطلق منه.
ضاع نواف والخاطر تكدر
والجماعة كلهم صاحوا عليه
خابر مالي علي الامر المقدر
لو جليل الملك يقضي عليه
يا سعد دمعي على خدي تحدر
سامح من ناق هووبا اللويه
اما طيري وضاح فقد هد علينا ونحن في الصمان فوضعت له شبكة واصطدته واسميته وضاحاً وقد ضاع وحزنت عليه... فرناس الطير يكون وقت الصيف:
لا ضاق صدري نحرت العود
جلست عنده ربع ساعة
الرزق عند المولى موجود
اللي امرني على الطاعة
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=85858
|