إذاعة الكويت تحتفل اليوم بمرور 60 عاماً على إنشائها
كانت الإذاعة الكويتية انطلق بثّها عند السابعة من مساء 12 مايو 1951 بصوت «مبارك الميال» أول مذيع كويتي يعلن عبرالأثير «هنا الكويت» مفتتحاً بذلك إرسال الإذاعة، أما أول أغنية سمعها الجمهور من إذاعة الكويت فهي للفنان محمود الكويتي، وأول صوت نسائي سمع من هذه الإذاعة أمينة الانصاري عام 1960.
وتطورت الإذاعة عام 1958 بعد الاتفاق مع شركة «ماركوني» عن طريق مهندس مصري للحصول على أجهزة حديثة وقوية، وارتفع عدد الموظفين فيها فجاء حمد المؤمن الذي كانت له بصمات مؤثرة في تاريخ الإذاعة وساهم أحمد الشرباصي في تقديم أحاديث دينية، وترأس الشيخ عبد الله النوري الإذاعة لفترة من الزمن، وتم البدء ببث أغانٍ لبعض المطربين منهم محمود الكويتي وعبد الله فضالة ولبعض المطربين العرب مثل محمد سلمان، بينما كان عبد الحميد السيد أول مقرئ قرآن كويتي وبدأ في هذه الفترة البث يوم الجمعة أيضاً من الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة والنصف ظهراً.
وفي عام 1959 بدأت الإذاعة في وضع هيكل عام لإداراتها وأقسامها وبرامجها، وفي عام 1960 أُجريت بعض التحسينات على الإذاعة فقد أصبح لديها جهازان للإرسال بقوة 5 كيلو وات لكل منهما.
الإذاعة بعد الاستقلال
كان عام 1961 نقطة تحول مهمة في تاريخ إذاعة الكويت فقد زاد عدد العاملين إلى 267 موظفاً، ورافق ذلك توسع في الإدارة والاستوديوات وتنوع في البرامج والمواد الإعلامية، وكان للإذاعة دور كبير في البدايات الأولى لمرحلة الاستقلال. وعندما افتعل عبد الكريم قاسم الأزمة مع الكويت بعد الاستقلال كان للإذاعة الكويتية دور رائد ومؤثر في توجيه الرأي العام الكويتي وبث الحماس والشعور الوطني فيه، فقد كانت الإذاعة هي المصدر الوحيد الذي كان يذيع بيانات الحكومة بتلك الأزمة بصوت حمد المؤمن، كما أن الإعلامية أمل عبد الله وهدى المهتدي ومحمد المطوع من أوائل العاملين في الإذاعة.
وشهد عام 1964 مشروعين إذاعيين أحدهما الإذاعة المحلية وإذاعة البرنامج الأوروبي، وفي عام 1967 بدأت الإذاعة تبث برامجها على أربع موجات، اثنتان متوسطتان واثنتان قصيرتان وارتفع عدد الموظفين إلى نحو 400 موظف.
وفي فترة الثمانينات تم الانتقال إلى مجمع الإعلام حيث تم استحداث الأجهزة الفنية والإدارية واكتسب العاملون خبرة أوسع.
الإذاعة من الاحتلال إلى التحرير
تعثرت المسيرة بعد الثاني من أغسطس 1990 بسبب الغزو الصدامي لدولة الكويت، ورغم الحصار الذي واجهه الإعلاميون في الداخل إلا أن الإذاعة واصلت بثها من مدينة الخفجي السعودية بواسطة جهاز إرسال صغير قوته كيلو وات واحد وقد تولى تنظيمها ومسؤوليتها بالتعاون مع السعودية كل من الشيخ سالم الصباح والشيخ ناصر محمد الأحمد والدكتور بدر جاسم اليعقوب والعميد فهد الفهد وناصر الروضان.
وفي التاسع من أغسطس 1990 انتقلت الإذاعة إلى رأس الزور لبث برامجها من محطة إرسال قوتها 100 كيلو واط، وانضم إليها مجموعة من الإعلاميين الإذاعيين، وفي السادس عشر من نوفمبر 1990 واصلت الإذاعة بثها من مدينة الدمام ومع بدء الحرب الجوية أصبح إرسالها على مدار الساعة، وأخذت تبث رسائلها وأخبارها متعاونة في ذلك مع إذاعة صوت الخليج التابعة للقيادة العسكرية للقوات المتحالفة والإذاعات في الدول الشقيقة والصديقة.
واعتباراً من أول يناير 1991 بدأت إذاعة الكويت إرسالها من القاهرة وكانت تبث برامجها على إحدى موجات صوت العرب لمدة ثلاث ساعات ثم زيدت إلى خمس ساعات مع بدء العمليات القتالية ضد قوات الاحتلال الصدامي في السابع عشر من يناير1991.
وبعد انتهاء حرب التحرير كان لزاماً على أبناء الإذاعة من إداريين وفنيين أن يسهموا في إطلاق صوت «هنا الكويت» عبر الأثير على العالم أجمع على أرض الكويت المحررة في الثامن والعشرين من فبراير 1991 بعد توقف استمر نحو سنة كاملة أسفر عن تدمير 95 في المئة من استديوات إذاعة الكويت، ونهب الأجهزة وتخريب أجهزة البث إضافة إلى تشتت الكوادر الإذاعية بين إذاعتي الكويت في الدمام والقاهرة، فضلاً عن سرقة معظم أشرطة مكتبة التسجيلات.
إعادة تنظيم الإذاعة
في عام 1993 تمت إعادة بناء الإذاعة وتنظيمها من جديد وقد استعادت الإذاعة خلال هذا العام الكثير من إمكاناتها الفنية والهندسية والبشرية، وأخذت عجلة الإذاعة تدور مرة أخرى بقوة وثبات، واستطاع صوت «إذاعة دولة الكويت» عبر برامجه وإذاعاته المختلفة أن يمتد مرة أخرى إلى أرجاء مختلفة من الخليج والوطن العربي والمحيط الدولي.
وفي هذا العام جرت إعادة تنظيم جهاز الإذاعة وتقسيمه إلى إدارات تمثل كل إدارة إذاعة متكاملة إضافة إلى تكوين إدارة للأخبار والبرامج السياسية وإدارة للالتقاط والرصد السياسي وتتبع إدارات الإذاعة جميعها الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة مباشرة وهي: إدارة إذاعة البرنامج العام، وإدارة إذاعة البرنامج الثاني، إدارة الإذاعات الأجنبية، إذاعة القرآن الكريم، والبرامج الثقافية، ومحطة الغناء العربي، ومحطة الغناء العربي القديم، والإذاعات الموجهة (الأوردو، الفارسي، الفيليبيني).
تسجيل الدراما الإذاعية ويبدو غانم الصالح وسعد الفرج وخليل إسماعيل