النوخذة عبدالله إبراهيم إسماعيل
كتب يعقوب يوسف الحجي :
08/03/2010
لم يبق منهم سوى عدد قليل - عدد اصابع اليد الواحدة، لذا وجب علينا رثاؤهم الواحد بعد الآخر، فهم صنف مميز من رجالات الكويت. ولو عرفتموهم كما عرفناهم لادركتم معنى الوفاء والبذل والامانة والتضحية - هذه الخصال الطيبة التي فقدت في مجتمعكم هذه الايام.
لقد كان النوخذة عبدالله ابراهيم اسماعيل من نواخذة السفر الشراعي الكويتي الكبار. قاد السفن والرجال، وكان كذلك تاجرا وحكيما. فحين كان يرتاد البحار كان يفكر في المستقبل، لذا فحين ترك قيادة السفن كان لديه رأسمال وخبرة اهّلاه لان يتحول بسهولة الى تاجر، فكان من انجح نواخذة الكويت في عمله هذا. نعم، انهم صنف من الرجال فريد، ولو كان البحر عاقلا لبكى على فراقهم له، فقد كانوا اوفياء له كما كان وفيا لهم. ولقد سعدت بلقاء النوخذة عبدالله في ديوان العثمان - هذا الديوان العامر الذي جمع بعضا من خيرة رجالات الكويت ونواخذتها، وكان النوخذة «ابو مشاري» يروي فيه علينا بعضا من ذكرياته بدقة وصدق وبراعة يحسد عليها، وكان كذلك فخورا بسنوات شبابه التي نثرها بين امواج الخليج وبحر العرب.
وكان وفيا لزملائه من نواخذة الكويت. لقد وصف بعضهم بالشمعة التي ذابت في خدمة التجار، ومع ذلك لم يقم التجار بواجبهم كاملا تجاههم. وحين اضطر احد هؤلاء النواخذة الى السكن مع ابنه في منزله تعجب منه احد التجار قائلا له: «ولكن المعاش الذي يحصل عليه ابنك لا يكفيكما»، فكان رد النوخذة: «اذا كان المعاش لا يكفي فسوف نجعله يكفي»، وهذه الكلمات تلخص وتدل على اي نوع من الرجال نقوم برثائهم اليوم بهذه الكلمات.
رحم الله النوخذة عبدالله ابراهيم اسماعيل، فإن الخسارة به كبيرة لا تعوض.
|