راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2012, 01:31 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي زيارة السفينة الحربية اليابانية هيئي للكويت - 1880م

تمهيد:

كان أول اتصال بين اليابان ومنطقة الخليج العربي في أواخر القرن التاسع عشر، وبدأ ذلك مع البعثة التي أرسلتها وزارة الخارجية اليابانية إلى بلاد فارس بهدف التعرف إلى الأوضاع الاقتصادية وإمكانات التبادل التجاري بين البلدين، وقد كان الوفد برئاسة يوشيدا ماساهاروYoshidaMasaharu(1 وبرفقته نوبايوشي فوروكاوا (Nobayoshi Furukawa) ، وهو ضابط في الجيش الياباني، بالإضافة إلى خمسة من التجار اليابانيين ومترجم هندي وطباخ فارسي.
وقد غادرت البعثة المذكورة طوكيو في الخامس من أبريل عام 1880 م من ميناء شيناجاوا Shinagawaعلى ظهر السفينة الحربية هيئي Hiei، وهي سفينة صنعت في بريطانيا لصالح اليابان، ودخلت الخدمة في شهر فبراير عام 1878 م، وكانت رحلتها هذه أول رحلة ملاحية تدريبية طويلة لها، وكان خط الرحلة -كما سجلته المصادر- يمر عبر مواني هونج كونج وسنغافورة وسيلان (سري لانكا) وبومباي وكراتشي ومسقط، ووصلت بوشهر في التاسع من يوليو عام 1880 م، ودخلت الميناء رسميا في 11 من يوليو لتبدأ رحلة الوفد برا إلى طهران في 25 من يوليو. حيث وصل إليها في العاشر من سبتمبر من العام المذكور. وبقي الوفد فيها أكثر من ثلاثة أشهر، قابل فيها ناصر الدين شاه، وهو من الأسرة القاجارية، وكان ملك إيران في تلك الفترة (2).

( 1) ولد يوشيدا ماساهارو عام 1852 م في بلدة توسا Tosaوتسمى حاليا كوهتشي وتوفي عام 1921 م.
( 2 ) ولد ناصر الدين القاجاري عام 1831 م، وامتدت فترة حكمه نحو خمسين عاما من 17 من سبتمبر 1848 م إلى أن اغتيل في الأول من مايو 1896 م.

______________________________________________


وتذكر المصادر أن الوفد لم يحقق النتائج المرجوة من رحلته، فغادر طهران في 30 من ديسمبر 1880 م؛ حيث سافر برا إلى ميناء أنزالي Anzali( ( على بحر قزوين، ومنه إلى مدينة باكو التي وصل إليها الوفد في 21 من يناير 1881 م.

وبعد عودة الوفد إلى اليابان قام رئيس الوفد يوشيدا ماساهارو بإعداد كتاب عن هذه الرحلة بعنوان «رحلات إلى بلاد فارس »، ونشرته دار هاكابنكان في طوكيو عام 1894م ، ثم طبع طبعة ثانية في عام 1990 م، والطبعة الأخيرة تقع في 228 صفحة من القطع الصغير، وقد تضمن الكتاب مجموعة من الرسوم لآثار بيرسيبولس) Persepolis ( وللسلطان ناصر الدين شاه وغير ذلك من الرسوم التوضيحية بالإضافة إلى مجموعة من المعلومات العامة عن الأحوال السياسية والعادات والتقاليد في إيران في ذلك الوقت.

والذي يهمنا من هذا الكتاب أن الوفد قد مر في طريقه على عدد من إمارات الخليج العربية؛ فقد توقفت سفينتهم في ميناء مسقط حيث استقبلهم سلطان مسقط في ذلك الوقت تركي بن سعيد.
وفي الكتاب أيضا إشارة إلى مرورهم بالبحرين والكويت، وليس لدينا معلومات كافية عن خط سير البعثة داخل الخليج، إذ يتطلب ذلك ترجمة كاملة لكتاب يوشيدا ماساهارو، وهو الأمر الذي نرجو أن يتم قريبا، وما بين أيدينا هو النص المتعلق بزيارة يوشيدا إلى الكويت فقط، قام بترجمته إلى اللغةالإنجليزية السيد هوساكا شوجي ) HosakaShuji ( وهو أحد الباحثين اليابانيين الذين زاروا مركز البحوث والدراسات الكويتية في سبتمبر عام 2000 م وتفضل بإهداء الكتاب إلى المركز، ثم أعد الترجمة الخاصة بالنص المذكور، والذي يشغل الصفحات ) 39 - 41 ( من الكتاب.


غلاف كتاب رحلات إلى بلاد فارس
____________________
وصف يوشيدا للكويت

وصف يوشيدا الكويت بقوله:
«... وصلنا كويتو(1) في اليوم التالي، وهي ميناءيقع قرب مصب شط العرب، وشاهدنا منظرها الرائع من على ظهر الباخرة التي أقلت معنا حاكم الكويت(2) حيث كان عائدا من زيارة لبومباي وبصحبته اثنان من أطفاله، أحدهما في سن السابعة أو الثامنة والآخر في سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة.

كان الحاكم قوي البنيان، يرتدي على رأسه الغترة المصنوعة من قماش الكشمير المطرز بخيوط من الذهب والمكسوة بالصوف المائل إلى الاحمرار، وكان ثوبه طويلا وبأكمام واسعة لا ياقة له، وأخذ يمشي على ظهر الباخرة دون أن يرتدي حذاء.
وكان الطفلان مبعث إعجاب حقا، وكانا يرتديان غطائي رأس مشغولين بالقطيفة الجميلة، ويمشيان على ظهر السفينة محاطين بسبعة أو ثمانية من الخدم الذين كان بعض منهم يحمل خناجر هلالية الشكل تتدلى من أحزمتهم التي كانت تلتف حول وسطهم، وكانوا يتبادلون الأحاديث مع الطفلين، ولم أفهم ما يتحدثون عنه بالتأكيد.

جلس حاكم الكويت في قمرة الدرجة الأولى في الباخرة، ولم يجلس مع الآخرين في أثناء تناول الطعام، حيث أمر أن تبسط له سجادة على ظهر الباخرة، فجلس عليها وأخذ يتناول طعامه المكون من الأرز واللحم المخلوطين بالكاري بيده، وعلى السجادة ذاتها كان يصلي صلاة المسلمين، حيث كان يقف وينحني، ولم يعر حركة الباخرة المتمايلة والمتأرجحة أي اهتمام.

وعندما رست السفينة في الميناء اقترب من مقدمتها زورقان في آن واحد، وعلى متنهما عشر سيدات احتللن وسطهما، مشكِّلات دائرة ترحيبا بالحاكم لحظة الوصول، وكن جميعا يرتدين النقاب لتغطية وجوههن، وهو يشبه الكاتسوكي(3) الياباني القديم، وغادر الحاكم السفينة ممسكا ولديه بيديه، وركب أحد الزورقين، وحمل الخدم الحقائب، ومعها حملوا أيضا السلال الكبيرة المليئة بفاكهة استوائية تشبه الموز، والتي كانت على الأغلب تخصهم، وفي أثناء ذلك كان الرجل الواقف على ظهر السفينة يشدو بصوت مرتفع مرددا كلمات يختمها بقوله «يا محمد »، في الوقت الذي كان فيه رجال الباخرة يشدون بالأغاني البوذية، حتى نزلوا من على ظهرها في هدوء ورباطة جأش.

من هذا المنظر العام لهذه المدينة أن الكويت لابد أن تكون ميناء تجاريا مهما، وهو الأمر الذي يوحي بأن هناك خطة حتما لبناء خط سكة حديد عربية في هذه المنطقة، رغم أني لم أسمع قبل ذلك عن تقارير جدية بشأن هذا المشروع.
وبعد ذلك اتخذت سفينتنا طريقها من كويتو إلى صوب مدخل نهر العرب الذي أسماه السكان المحليون شط العرب... .»

( 1 ) يقصد الكويت.
( 2 ) يقصد شيخ الكويت، وهو الشيخ عبدالله الثاني بن صباح الصباح ( 1866 - 1892 م) .
( 3) من الملابس اليابانية القديمة، وهو نوع من غطاء للرأس.

______________________________________________

شرح وتعليق

1- يعد كتاب يوشيدا ماساهارو أول مرجع عن الكويت في أدبيات البحث الياباني؛ ومن ثم فإن يوشيدا هو أول ياباني يزور ميناء الكويت، ويتحدث عن حاكمها ويصف إطلالتها البحرية.
وقد أدرك يوشيدا من المنظر العام للكويت والبضائع التي كان يتم إنزالها (مئات من صناديق القطن والمحصولات الزراعية) أهمية هذا الميناء، وأن تلك البضائع لابد أن يعاد تصديرها من الكويت إلى بلاد أخرى، وهو أمر حقيقي؛ فقد كانت الكويت حلقة
وصل بين عالم المحيط الهندي والظهير الصحراوي في الجزيرة العربية من جهة، وعالم البحر المتوسط من جهة أخرى، فقد كانت هناك قوافل تجارية منتظمة ما بين الكويت وبلاد الشام.
وقد أوحى هذا الأمر ليوشيدا بأن (هناك حتما خطة لبناء خط سكة حديد عربية في هذه المنطقة) وهذه أول إشارة إلى هذا الأمر، الذي لم يتم التفكير فيه والتحرك من أجل تنفيذه إلا في مطلع القرن العشرين عندما أرسلت ألمانيا وفدا لمقابلة الشيخ مبارك الصباح يعرض عليه مشروع إنشاء خط سكة حديد (برلين - بغداد) تكون نهايته في الكويت، وهو الأمر الذي رفضه الشيخ مبارك الصباح خوفا من التدخل الأجنبي في الكويت ومحافظة على استقلالها.

2- يتضمن النص أول وصف موثق عن حاكم الكويت الخامس الشيخ عبدالله بن صباح الصباح الذي حكم في الفترة 1866 - 1892 م، فقد جاء في النص أنه قوي البنيان متدين، ووصف لباسه بدقة كبيرة، وذكر أن معه في السفينة اثنين من أبنائه؛ أحدهما في الثامنة أو السابعة من عمره، والآخر في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره. والمعروف أن الشيخ عبدالله الصباح رزق بثلاث بنات وولدين من الذكور هما الشيخ جابر، وهو والد الشيخ عبدالله الجابر الصباح رائد النهضة التعليمية والثقافية في الكويت، والثاني هو خليفة، وله من الذكور اثنان
علي وعبدالله؛ اشتهر أولهما بالشجاعة والجرأة وكان مسؤولا عن الأمن في الكويت في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح.
ونعود إلى الشيخ عبدالله الصباح، الذي كانت سنوات حكمه الطويلة حافلة بالأحداث؛ من أبرزها مساهمة الكويت في الحملة العثمانية على الأحساء عام 1871 م، وقد لعب الشيخ عبدالله الصباح دورا فاعلا في الحملة المذكورة، فقد أنشأ قوة بحرية تتكون من نحو ثلاثمائة سفينة بقيادته، وقوة برية بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح، وكانت تلك القوات بمثابة رأس الحربة بالنسبة للقوات العثمانية، فأول معركة اشتبكت فيها الجيوش العثمانية وحلفاؤها كانت موقعة القطيف، وهي الميناء المحصن الذي لم يكن ليفتح لولا الحصار البحري والقذف المدفعي من السفن الكويتية البحرية، ثم كان للشيخ عبدالله الصباح في بقية أحداث هذه الحملة ما يبين مكانته وقدراته في ضبط الأمور السياسية في المنطقة وفي تحقيق مكاسب ومكانة مميزة للكويت على المستوى الإقليمي والدولي(1).

ويؤكد أيضا ما حصلت عليه الكويت من مكانة في عهد الشيخ عبدالله الصباح ما جاء في مذكرات والي بغداد مدحت باشا الذي زار الكويت في أواخر عام 1871 م في طريقه إلى الأحساء، حل في أثنائها ضيفا على الشيخ عبدالله الصباح، وقد جاء في تقريره بعد أن ذكر اسم حاكمها أن أهل الكويت تعودوا على عدم الإذعان للتكاليف والخضوع لحكومات غيرهم، وأنهم يديرون أمورهم بحسب الشرع، ومنهم حاكمهم وقاضيهم، فهم شبه جمهورية)2).

وتذكر المصادر التاريخية حرص الشيخ عبدالله الصباح على تحقيق العدل بين أبناء شعبه والأمن والاستقرار لبلاده، والحرص على توثيق العلاقات الطيبة مع جيرانه والسعي للإصلاح في النزاعات التي تنشب بينهم.

(1) راجع دور الشيخ عبدالله الصباح في حملة الإحساء في كتاب
أحمد مصطفى أبو حاكمة: تاريخ الكويت الحديث، ذات
السلاسل، الكويت 1984 م، ص 255 وما بعدها.
(2) يوسف عبدالمعطي: الكويت بعيون الآخرين، مركز البحوث
والدراسات الكويتية، الكويت 2003 م، ص 32
.
وكان الشيخ عبدالله واسع الحلم ميالا للجد والإخلاص في العمل، ومن مآثره ما قام به في عام 1867 م، وهو العام الذي أطلق عليه(سنة الهيلق) ، إذ انتاب البلاد والمناطق المجاورة مجاعة شديدة، ففتح الشيخ خزائنه أمام أهل الكويت واللاجئين إليها ليرفع عنهم الضائقة، ولم يترك وسيلة إلا وسلكها للتخفيف عن شعبه حتى انجلت تلك الغمة عام 1870 م، وكان من أبرز من أسهم في البذل في تلك الأزمة أيضا السيدان يوسف البدر ويوسف الصبيح، وهما من أعيان الكويت المشهود لهم بالكرم والعطاء.

3- وصف يوشيدا الشيخ عبدالله الصباح بأنه قوي البنيان، ووصف ملابسه وهيئته العامة التي تدل على عنايته بمظهره، وهذا الوصف يؤكد ويكمل وصف شاهد عيان آخر هو الرحالة الأمريكي لوشر الذي زار الكويت عام 1868 م لحاكمها بقوله: «كان الشيخ الحاكم طويلا مفتول العضلات لطيف الملامح قد أطال لحيته البيضاء، يناهز الثمانين من عمره، ويبدو على وجهه ملامح الذكاء، وكان غاية الأدب في كلامه وعاداته الشرقية، وكان يلبس ملابس عربية من الحرير الفاخر، ويرتدي العباءة ذات اللون الأرجواني موشاة بغزارة بالذهب ويداه تشعان بالألماس، وفي وشاحه الحريري الأبيض الذي لفه حول وسطه كان قد غمس خنجرا صغيرا ذا قبضة من الذهب الصلد وقد طعم باللؤلؤ والفيروز والياقوت والزمرد مما يظهر أن هذه الأسلحة قد صممت للزينة أكثر مما هي للاستعمال .(3) »

وقد أبدى يوشيدا إعجابه بأبناء الشيخ عبدالله الصباح، وبملابسهم الجميلة ويذكرنا ذلك بحفيده الشيخ عبدالله الجابر الصباح الذي كان مميزا بين شيوخ عصره بملابسه وعقاله المقصب الجميل، وذوقه الرفيع الذي شهد له المؤرخون، يظهر ذلك من وصف النبهاني لقصر الشيخ عبدالله الجابر في منطقة السريرات (شمال شرق السرة) عند زيارته له في العاشر من أبريل عام 1947 م، فقد ذكر أنه مفروش بأحسن أنواع الفرش الحديثة والأثات المنيفة الفاخرة على الطراز الحديث، وعلق على الجدران سجاد إيراني يحوي مناظر تاريخية عجيبة
وصور بعض الملوك والغابات، وفي وسط إحداها دائرة مرسوم فيها صور أشكال البروج السمائية.

ووصف الشيخ عبدالله الجابر بأنه ذو خلق عظيم مع تواضع يعلوه هيبة ووقار. وهو بشوش المحيا حسن المجالسة بعيد النظر في الأمور السياسية، وقد خدم وطنه أجل خدمة، وله خبرة واسعة بقبائل العرب وشؤونها قديمها وحديثها، وله اطلاع فائق على سير الحوادث في داخل جزيرة العرب (4).

وكل ذلك إرث إنساني وحضاري اكتسبه الشيخ عبدالله الجابر الصباح من والده وجده،رحمهم الله جميعا، ومن خبرته الشخصية الثرية بالعمل الجاد والمتواصل لوطنه الكويت.

4- يفيد تقرير يوشيدا أن السفينة هيئي Hieiقد أبحرت من اليابان يوم 5 من أبريل 1880 م، فمرت بمواني هونج كونج وسنغافورة وبومبي وكراتشي ومسقط وبندر عباس ولنجة والبحرين إلى أن وصلت إلى بوشهر حيث مكثت أسبوعين، وفي 21 من يونيو +غادرت مساء باتجاه الكويت فوصلت إليها في اليوم الثاني، وبعد نزول أمير الكويت الذي كان على متنها والبضائع الخاصة بالكويت اتجهت إلى شط العرب فتوقفت عند المحمرة والبصرة واتجهت شمالا في نهر دجلة إلى بغداد، ثم عادت من الطريق نفسه إلى بوشهر دون أن تمر بالكويت.
وقد مكث الوفد في بوشهر نحو أسبوعين قبل رحلته البرية إلي طهران التي بدأت في 25 من شهر يوليو 1880 م ووصل إليها في العاشر من سبتمبر من العام المذكور كما سبق أن أشرنا.
والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو أن الوفد كان في سفينة حربية يابانية فكيف ركب فيها شيخ الكويت القادم من بومباي؟، ثم إن الوصف ينطبق على باخرة تجارية، فالشيخ عبدالله يقيم في قمرة بالدرجة الأولى، وتحمل السفينة على ظهرها بضائع )منسوجات قطنية ومحصولات زراعية(، فهل استغلت تلك السفينة للنقل البحري وهي في طريقها إلى هدفها النهائي ومن ثم كان من الطبيعي أن يستقلها الشيخ في طريقه إلى الكويت؟ لم يتضح لنا تفصيل ذلك حتى الآن، وهو أمر جائز إذا أخذنا
في الاعتبار أن السفينة لم تكن في مهمة حربية بل هي في مهمة رسمية تجارية، ولعل ذلك يفسر ركوب الشيخ عبدالله الصباح الباخرة المذكورة.

* * *

والجدير بالذكر أن هذه الباخرة لم تكن الباخرة الأولى التي ترسو في ميناء الكويت أو بقربه في عهد الشيخ عبدالله الصباح، فقد زار الكويت الرحالة الأمريكي لوشر عام 1868 م على ظهر الباخرة الأمريكية «بينانغ »Benangالبالغ حمولتها ثمانمائة طن، ورست على بعد ميل ونصف عن الشاطئ، وكانت قادمة من الهند إلى البصرة، وسبب رسوها في الكويت هو وجود تاجر كويتي على ظهرها ومعه بضائع كثيرة، وقد أطلقت عند إرسائها ثلاثة مدافع تحية، فردت عليها المدافع الكويتية بالمثل.

وبعدها توجه الشيخ عبدالله الصباح، وهو في أبهى حلله، ترافقه حاشيته إلى الباخرة، وصعد على ظهرها، فاستقبله قبطانها وجميع البحارة بالترحيب والاحترام، وبعد أن تناول المرطبات والحلويات أخذ يتجول داخل السفينة مبديا إعجابه بآلاتها الضخمة وأقسامها، وبعد ذلك دعا القبطان لزيارة البلدة وللغداء معه وتمضية المساء على الشاطئ، وما أن انتهت زيارتهم حتى غادروا البلدة بمثل ما استقبلوا، ثم أبحرت الباخرة(5).

(3) لوشر أ.: الكويت عام 1868 م، ترجمة عبدالله ناصر الصانع،
الكويت 1959 م، ص 15 .
(4) النبهاني، محمد بن خليفة بن حمد آل نبهان: التحفة النبهانية
في تاريخ الجزيرة العربية، القاهرة 1949 م، الجزء الثامن، ص97 ، 98 .
(5) لوشر أ.: الكويت عام 1868 م، ص 11 وما بعدها.

* * *

وختاما فقد أفادنا حديث يوشيدا عن الكويت -على إيجازه- بمجموعة من الانطباعات التي انطلقنا منها نحو التفصيلات المتعلقة بالحاكم الخامس للكويت الشيخ عبدالله الصباح.

وتجدر الإشارة إلى نص يوشيدا فيه أول ذكر لزيارة حاكم من حكام الكويت إلى الهند، ولهذا مدلوله الخاص، إذ يعني اهتمام الحاكم بالتجارة مع تلك البلاد وتشجيع التجار على التواصل التجاري معها، ودليل ذلك كمية البضائع التي جلبتها الباخرة معها إلى الكويت، والتي أوحت ليوشيدا بأهمية هذا الميناء والمستقبل الزاهر الذي ينتظره.


السفينة الحربية اليابانية هيئي


الصفحة الأولى من كلام يوشيدا عن الكويت


السلطان ناصر الدين شاه كما جاء في كتاب يوشيدا




منقول من مجلة - رسالة الكويت - الصدارة من مركز البحوث والدراسات الكويتية - عدد يناير 2012م
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-01-2012, 10:43 PM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 269
افتراضي

روعه يا اخوي المكرم بو عبداللطيف

الوثيقه البريطانيه بتاريخ 1/7/1854 اللي أعدها A.B. Kemball المقيم السياسي البريطاني في بو شهر عن عيال الصباح ذاك الوقت

قال كيمبل ان عبدالله بن صباح عمره 40 سنه

يعني مواليد ١٨١٤ تقريباً

على ذلك فان عبدالله بن صباح كان عمره ٦٦ سنه وقت الرحله

اشكرك مره اخرى

وعساك سالم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-01-2012, 03:14 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

لمرورك وتعليقك فوائد جمة يا صديق ..

و الجميل أن تتدفق علينا في كل فترة المستجدات الجديدة من الكتب والمصادر عن دولة الكويت .. وهذه الرحلة في مجملها جميلة ويكفينا منها وصف الحال و الوضع القائم في ذلك الزمن ..


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاعل خير
   روعه يا اخوي المكرم بو عبداللطيف

الوثيقه البريطانيه بتاريخ 1/7/1854 اللي أعدها A.B. Kemball المقيم السياسي البريطاني في بو شهر عن عيال الصباح ذاك الوقت

قال كيمبل ان عبدالله بن صباح عمره 40 سنه

يعني مواليد ١٨١٤ تقريباً

على ذلك فان عبدالله بن صباح كان عمره ٦٦ سنه وقت الرحله

اشكرك مره اخرى

وعساك سالم

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة الرئيس الفرنسي للكويت 1979 bo3azeez الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 0 27-09-2011 12:07 PM
زيارة الملك محمد الخامس للكويت bo3azeez المعلومات العامة 0 04-04-2011 12:06 PM
سيف الشملان ورواية بوقماز عن زيارة مدحت باشا للكويت IE تاريــــــخ الكـويت 2 07-12-2010 08:46 PM
زيارة الملك سعود للكويت سنة 1954 bo3azeez الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 0 03-11-2010 01:05 PM
زيارة انور السادات للكويت 1975 bo3azeez الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 0 03-11-2010 01:05 PM


الساعة الآن 06:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت