18-04-2009, 03:32 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 2
|
|
|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة IE |
|
|
|
|
|
|
|
اذا قلت ان حمد السعيدان هو الزركلي حق الكويت فهذه هي الحقيقة لان العالم الفاضل المرحوم خير الدين الزركلي اهدى للامة العربية والاسلامية جهوده لمدة ستين سنة وذلك باخراجه وتأليفه لكتابه الكبير «الاعلام» الذي اخذ شهرة عالمية، وفي الكويت انفق الفاضل المرحوم حمد السعيدان كثيرا من وقته ليخرج لنا مجموعة من الكتب الثمينة عن الكويت وغيرها، لكن اهمها كتاب «الموسوعة الكويتية المختصرة» التي سماها مختصرة وفي الحقيقة ليست مختصرة بل تعدت الفا وستمائة واثنتين وسبعين صفحة، بذل فيها جهداً جباراً مع بداية تفتحه للعلم وهو يجمع حتى تكونت عنده ذخيرة علمية اخرجها في هذه الموسوعة الضخمة، التي تعاون مع شقيقه عبدالرحمن على توفير الرسوم الموضحة لما كتب فيها. اقول اذا كان الشيخ عبدالعزيز الرشيد في اول القرن الماضي قد وضع اللبنة الاولى في تاريخ الكويت في كتابه «تاريخ الكويت»، وجاء المرحوم عبدالله خالد الحاتم ووضع اللبنة الثانية في منتصف القرن الماضي في كتابة «من هنا بدأت الكويت»، فان حمد السعيدان قد وضع اللبنة الثالثة في آواخر القرن الماضي في كتابه «الموسوعة الكويتية المختصرة».
حمد السعيدان يحق لنا ان نلقي عليه الضوء وان رحل عنا بعد ان قدم الكثير، وهو الشاب الذي توفاه الله وهو في الثانية والخمسين من عمره.
اول مرة اتعرف إلى هذه الشخصية البارزة عندما كنا في المرقاب، وهو اصغر مني بسنوات قليلة، ثم انتقلت اسرته من المرقاب الى منطقة الشامية عندما كان بيتهم من الطين او ما يسمى ببيت عربي، وكان والده رحمه الله تاجر سجاد اي «زل»، المهم ان حمد منذ الطفولة تربى على المسؤولية وحب الاعتماد على النفس، وكان يقرأ ويتابع منذ نعومة اظفاره.
درس في اول حياته في مدرسة ملا مرشد وذلك ابان تواجدهم في المرقاب وبعد ان انتقلت الاسرة الى منطقة الشامية، كما قلت آنفا، في طورها القديم حيث كانت البيوت كلها من طين وكانت متراصة قبل ان تثمن توجهاً للدراسة في مدارس الحكومة.
منذ طفولته كان شغوفاً بالقراءة والمتابعة، وبعد ان وصل الى سن العشرين ــ هذا في عام 1959 ــ كان المفروض عليه ان يقرأ ويتابع اكثر وذلك، جراء عمله لاول مرة في الاذاعة الكويتية، وهذه الاذاعة عملها مستمر يوميا وتحتاج الى متابعة، غالبية العاملين فيها من الذين عملوا في اذاعة الشرق الادنى التابعة للاذاعة البريطانية، وكانت تذيع للعالم العربي، وكانت تقريباً هي المحطة الوحيدة على الساحة بعد اذاعتي بغداد والقاهرة المسموعتين.
اجواء هذه الاذاعة والعاملون فيها غالبيتهم من الجنسية الفلسطينية ويحتاج لمن يتماشى مع هذا الجو ان يقرأ ويبحث ليسارع الخطى متماشياً معهم وهم اسبق منه في هذا المجال في سنة 1962 نقل من الاذاعة الى مكتبة الاذاعة، فظل بها سنة كاملة استفاد مما يقرأ ويسمع من ارشيف هذه الاذاعة المتواضع، الى ان فتح آذانه وبصره على ان يزيد من سرعة تثقفه ومعرفته.
في سنة 1963 انتقل الى وزارة الخارجية في بداياتها الاولى حيث عمل في الاستقبال والمراسم في هذا الموقع تعرف عليه اكثر من شخص من العاملين في السلك السياسي الجديد والكل منهم يبحث عن مساعد له ولفت معرفته وتطلعه الى هؤلاء المسؤولين بحكم عمله في العلاقات العامة والمراسم.
في سنة 1965 انتقل الى العمل الدبلوماسي كما قلت كان ان عين في هذه الفترة مجموعة من السفراء في بلاد مختلفة وانتقل على اثرها في سفارة الكويت في نيروبي كينيا، كان المرحوم السعيدان في هذه الفترة قد أعد كتابه «العالم حقائق وارقام» وكانت وزارة الخارجية في حينها لا يوجد فهيا خبير يعرف او يتعرف على هذه الدولة وعندما كان مثلاً يزور شخصية اجنبية الكويت لا يعرفون علم بلاده او لونه او حتى بعض المواصفات الاولية عن هذه البلاد وكان السعيدان
اكد كتابه «العالم حقائق وأرقام» فكان كتابه هذا المخطوط خير معين لتسترشد به هذه الوزارة في معرفة العالم الاخر، وخلال مدة اقامته في كينيا لم يضيع الفرصة، فكان يسجل في مذكراته الشخصيات الكويتية التي كانت تزور شرق افريقيا وقد كان، رحمه الله، قد اخرج كتابا سماه «عندما كانت في شرق افريقيا» هذا الكتاب يذكرني بالمستشرقين ورجالات الغرب الذين يزورون منطقتنا ويسجلون كل شيء تقع عليه اعينهم عن بلادنا. السعيدان عمل الشيء نفسه فقد سجل يومياته في كينيا، فكم سفيراً وقائما بالاعمال للكويت في بلاد العالم منذ ان انشئت وزارة الخارجية الى يومنا هذا؟.. مع ذلك لا يوجد واحد كتب مذكراته اللهم الا السريع الذي كتب عن السودان اما الباقي، فسلامتك.
في سنة 1965 انتقل الى لندن للعمل في سفارة الكويت كدبلوماسي وسكرتير ثم سكرتير اول حتى عام 1984 ويمكن القول ان اقامته في لندن، هي التي اسدت للكويت الشيء الكثير، فهو الذي «فتح العين» على المعلومات التاريخية في بريطانيا، فقد كان هذا الشاب السعيدان يختلس جزءا من وقته الاضافي في لندن في مكتبات الارشيف الهندي ومكتبه لندن وكان يدل الكويتيين على هذه المخازن العلمية، بل دور العلم الخاصة.
مدة اقامته في لندن خدمت الكويت من حيث لا ندري، وكان يعمل في كتابه «الموسوعة الكويتية المختصرة»، هذا الكتاب الذي انجزه وطبعت منه حتى الان ثلاث طبعات الاولى سنة 1970 والثانية سنة 1981 والثالثة سنة 1992 تولتها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
كنت في سنة 1970 في مكتبي في الامانة العامة لمجلس الوزراء في صبيحة يوم بارد ذلك في 2ــ12ــ1970.
فإذا بأبي سامي حمد محمد السعيدان يزورني في مكتبي ويقدم لي نسخة من الطبعة الاولى للجزء الاول الذي خرج للتو، وكان يقول لي: انت من اوائل من اهديتهم لك هذا الجزء، لكن كل الذي ارجوه قال رحمه الله، اذا وجدت أخطاء او ملاحظات ان تسجلها والا تستحي والا تخجل فاننا في خدمة العلم وترسلها لي في لندن وسأتلافاها في الجزء الثاني او الثالث كملاحق، رحمه الله.
في سنة 1989 انتقل من لندن الى وزارة الخارجية واصبح مسؤولا عن الارشيف او المكتبة، واصبح في مكانه المفضل وظل يعمل حتى رجع الى لندن على اثر اصابته بمرض عضال انتقل بعده الى رحمة الله في سنة 1991.
هذا الذي ظل يكتب عموده اليومي النافذة الضبابية، وظلت قرابة ثماني عشرة سنة متواصلة، بالاضافة الى ما اخرجه من كتب وهي «الموسوعة الكويتية» و«العالم حقائق وارقام» و«تاريخ العلم الكويتي» و«عندما كنت في شرق افريقيا» وهناك عدد لا بأس به من كتب مخطوطة منها النافذة الضبابية وفي بلاد الانكليز وترجمة عرب الصحراء، ترجمة جديدة جيدة كان السيد الفاضل عادل العبدالمغني الكاتب والباحث قد نشر نبذة تاريخية عن المرحوم حمد السعيدان وبعدها لم اجد شخصا آخر كتب عنه.
هذا العالم الذي اصبح مرجعا في تاريخ الكويت، هذا الذي اضاء لنا شيئا من تاريخ الكويت والذي لمع وعاش نصف قرن من الحياة اسدى لنا الشيء الكثير.
انا عندي المعلومات التي قدمها لنا السعيدان تضيء للآخرين بينما غيره يجمع المال لنفسه ولا يقدم شيئا للآخرين، السعيدان كله عطاء والذي يجمع المال ولا ينفقه في سبيل الخير كله شبح وسحت وبخل ولا يقدم للآخرين شيئا.
فاقول، رحمك الله، يا حمد السعيدان رحمة واسعة على عملك للآخرين واسكنك جنته لما قدمت لنا.
سفير الكويت السابق في لندن غازي الريّس مستقبلا رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد عندما كان وكيلا لوزارة الإعلام يرافقه الشيخ دعيج المالك ومعهم المستشار الإعلامي في السفارة في لندن في حينها حمد السعيدان
حمد محمد السعيدان
فرحان الفرحان - 2/5/2008
|
|
|
|
|
|
جزاك الله خير أخي الكريم المشرف IE على ما ذكرته من نبذة تاريخية طيبة عن الابن البار لهذا البلد حمد السعيدان رحمة الله عليه و على والديك ووالدينا.
كما انت تفضلت كان الاستاذ حمد عصاميا بمعنى الكلمة, مما عرفت عنه أنه اثناء فترة صباه كان شغوفا لنهل المعرفة لتثقيف نفسه علما بأنه لم يجد لا التشجيع المعنوي و لا المادي, و مع ذلك كان يجمع الفلوس "الآنات آنذاك" من المصروف اليومي "المتواضع" الذي يتلقاه من والده, رحمة الله عليه, بل يستقطع من حصته اليومية من الخبز كل ذلك لكي يجمع كم ربيه "روبيه" تؤهله لشراء مجله أو كتاب "قد يكون مستعمل"! على أية حال, لم يكن الحال كالحال!
بالنسبة للطبعة الأولى و الثانية للموسوعة الكويتية "المختصره" فقد تم طباعتهما في بيروت من حساب حمد السعيدان الخاص أما الطبعة الثالثة, بعد وفاته , فقد تمت طباعتها من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بأمر من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمة الله عليه. أما من أشرف على اعادة كتابة الموسوعة و مراجعتها قبل الطباعة فلم يكن شخصا كويتيا! و من المؤسف حقا بأن الطبعة الثالثة بها أخطاء مطبعية عديدة, ليس ذلك فقط بل هنالك فقرات من صفحات قد اختفت. أذكر أنه كان لدي نسخة من الطبعة الأولى و أخرى من الطبعة الثالثة, و في أحد الأيام كنت ملتقي مع أ.د. فايزه محمد الخرافي (من أبدع من أدار جامعة الكويت) و كنوع من المجاملة الحسنة ذكرت لها دور والدها محمد عبد المحسن الخرافي, رحمة الله عليه, في خدمة الكويت و قلت لها بأنني قرأت ذلك من كتاب الموسوعة الكويتية و كوني أمتلك نسختان فقد ارسلت لها نسخة من الطبعة الثالثة و في لقاء ثاني معها بينت لي بأن والدها أيضا كان عضوا في مجلس الأمة فاكتشفت بأن ما ذكرته الدكتورة موجود في الطبعة الأولى و مختفي من الطبعة الثالثة, فقمت بتصوير تلك الصفحة و ارسالها للدكتوره فايزه. بعد ذلك خاطبت سامي "ابن حمد السعيدان" فذكر لي بأن ما اكتشفته أنا من أخطاء انما يعد قليل من كثير للأسف.
ما قصدته من سرد تلك القصة هو لحث من يهتم بالكويت و بتاريخها بأن يعمل بكل حرص و دقة على اعادة طبع هذه الموسوعة بعد مقارنتها مع الطبعة الأولى, و الله يوفق كل محب "فعلا لا قولا" لهذا البلد المعطاء.
مع خالص التحية و التقدير
التعديل الأخير تم بواسطة حقائق ; 18-04-2009 الساعة 03:40 AM.
|