وقد جاء الرد على الأخت الأستاذة غنيمة الفهد اليوم .. من القارى عطية الظفيري
__________________
قبيلة بني مالك لا الخكرة
بقلم: عطية بن كريم الظفيري
جاء في جريدة القبس الغراء في العدد 13180 في 2010/2/6 للباحثة غنيمة الفهد مقالة عن قبيلة الخكرة فيه بعض الاخطاء وددت ان اصوبها. تذكر الكاتبة ان «الخكرة يعيشون متنقلين بين شمال الكويت وغرب السعودية»، لا أعلم كيف تم جمع المكانين شمال الكويت وغرب السعودية وما بينهما من مسافات شاسعة وقد يكون سبق قلم. كذلك تشير الكاتبة الى ان واقعة الاعتداء عليهم كانت سنة 1927والصحيح هو اواخر مارس سنة 1929، ويذكر جون باغوت غلوب (غلوب باشا) John Glubb - وهو من عاصر تلك الاحداث - في كتابه «حرب في الصحراء» war in the Desert (ص 283) تفاصيل الحادثة ما يلي:
كان احد قادة الاخوان قد وجد صيدا سهلا، ليس في التجمعات العراقية الرئيسية، بل يتمثل بحوالي 30 خيمة من قبيلة بني مالك اصحاب الاغنام، ولم نعلم عنهم شيئا، فقد ارتحلوا في نهاية يناير 1929الى الجهراء وخيموا مع عريبدار. وكان معلوما ان عريبدار يرتبطون بعلاقات ودية مع المتمردين الاخوان، وعليه اعتقد اصحاب الاغنام انهم عندما ينزلون مع عريبدار فسيأمنون شر الاخوان.
وعندما علم احد قادة الاخوان بوجودهم اعلم شيخ الكويت عن عزمه على الهجوم عليهم، وطلب من عريبدار ان ينفصلوا عنهم. ولبى الاخيرون مطلب قائد الاخوان ورحلوا عنهم تاركين اياهم وحيدين بالقرب من الجهراء. وفر بنو مالك والخوف يعتريهم ونصبوا خيامهم بالقرب من مدينة الكويت، وكانوا قد دفعوا الضرائب الى ابن صباح، وبقبوله ما دفعوه من نقود جعل نفسه مسؤولا عن سلامتهم.
وفي اواخر مارس 1929 شرعت ثلاث مجموعات مكونة من 500 فرد بالهجوم على اصحاب الاغنام البؤساء الذين التجأوا الى سور الكويت. لكن شيخ الكويت امر بإغلاق بوابات السور وترتب على ذلك ان هؤلاء الفارين قد حرموا من دخول الكويت. وقاوم بنو مالك الضعفاء اعداءهم مقاومة وهم في موقف ميئوس منه ويتعذر التراجع عنه، وكانت نسبة عدد الاعداء 20 الى1وأُبيد كل الرجال تقريبا، الذين بلغ عددهم 37 رجلا، وقيل ان 20 رجلا من الاخوان قتلوا خلال هذا الهجوم. ولو سمح بفتح احدى بوابات السور لكان من الممكن انقاذ ارواح الضحايا، ولكن الارهاب الذي مارسه الاخوان جعل الناس يقفون مكتوفي الايدي امام هذه المذبحة.
ويؤكد هذه الحادثة المرحوم حمد محمد السعيدان في «الموسوعة الكويتية المختصرة» (ج2 ط1 مطبعة حكومة الكويت 1972 ص 815) بقوله: «ان دروازة الجهراء قد اغلقت امامهم ولم يسمح بفتحها».
من هنا يتضح ان المعتدى عليهم هم قبيلة بني مالك وهي قبيلة عربية عريقة، ولا توجد قبيلة بعينها تسمى الخكرة على الاطلاق، اما مسمى «هكره» او «خكره»، يقال ان المستعمر البريطاني اطلقه على قبائل جنوب العراق من اصحاب الاغنام، وهو مشتق من الكلمة الانكليزية هاكرز Hackers اي المتطفلين.
هذه الايضاحات لتعميم الفائدة، شاكرا للباحثة الفاضلة الاستاذة غنيمة الفهد جهودها الطيبة في البحث في التراث وحفظه.
|