عـــــودة المهنا
أم الفنون الشعبية
تعتبر احدى أهم وأشهر المطربات الشعبيات وهي صاحبة أشهر فرقة شعبية في الكويت
اسمها الحقيقي «جوهرة» وكان الفنان بدر الجويهل أول من ذكر اسمها الحقيقي في الصحافة في مقالة كتبها عنها في مجلة عالم الفن.
وكانوا يطلقون عليها اسم «عودة» تيمنا بجدتها التي كان يطلق عليها لقب «العودة» وظل هذا الاسم ملاصقا لها الى ان توفيت.
العايدوه
بدأت عودة المهنا بالغناء الشعبي في الخامسة عشرة من عمرها حيث كانت خالتها «أم معيوف» مريضة وكان موعد (العايدوه) قد اقترب فطلبت خالتها منها ان تنوب عنها نظرا لثقتها بها فأبدعت ونالت ثقة «أم معيوف» فأصبحت عنصرا مهما في الفرقة لما تملكه من صوت جهوري وأداء متميز.
كما ان الفنانة الشعبية المعروفة «سعادة البريكي» شجعتها ووجهتها وظلت «عودة» تنهل من ابداعاتها الى ان توفيت وقبل ان تتوفى طُلب منها قيادة الفرقة لتنطلق عودة المهنا في مرحلة جديدة حققت من خلالها عبر أكثر من ربع قرن من الزمن نجاحات فنية كثيرة لما تملكه من القدرة على تقديم الفنون الشعبية بكل جدارة، اضافة الى الأداء المتميز كما أنها صاحبة اشهر فرقة شعبية نسائية في الكويت.
أعمال فنية
وكانت عودة المهنا وفرقتها أول فرقة شعبية نسائية شاركت في بعض الاعمال الفنية منها بعض المسرحيات مع فرقة المسرح الشعبي مع الفنان الكبير محمد النشمي في مسرحية «على أمه نذر» في عام 1955م ثم في مسرحية «مطر صيف» ثم في مسرحية «سكانه مرته» مع المـخرج عبد الرحمن الضويحي، كما شاركت في فيلم سينمائي تسجيلي عن يحمل تقاليد وعادات الزواج في الكويت في عام 1975م.
وفي عام 1960م كانت لفرقة عودة المهنا مشاركة في تلفزيون الكويت في تصوير بعض الأغاني من خلال تصوير بعضها تلفزيونيا فشاركت الفنان شادي الخليج في تسجيل بعض أغانيه مثل:
«لي خليل حسين»
«فرحة العودة»
«حبيبي راح»
«أحب حبيبي»
كما شاركت الفنان عوض دوخي أيضا في صوت «ألا يا صبا نجد» من ألحان أحمد الزنجباري وصوت «قل للمليحة»
منافسة
وعلى الرغم من وجود منافسة قوية بين فرقة عودة المهنا وفرقة أم زايد الا ان فرقة المهنا كانت أكثر تألقا وتميزا خاصة في فن «الخماري» اضافة الى بقية الفنون الشعبية فهي تتميز برخامة الصوت وقوته وفي الأداء المتميز وفي معرفتها التامة بالتراث الكويتي الغنائي.
تكريم
وكان جميلا ان تقوم شركة كويتية بتكريم الفنانة عودة المهنا بإطلاق اسمها على مبنى في منطقة حولي ووضعت نبذة تعريفية عنها عند بهو المبنى وهذا موقف نبيل نتمنى ان تحذو بقية الشركات حذوه.
قالوا عنها
يقول الفنان بدر الجويهل ان الفنانة عودة المهنا فنانة كبيرة كما انني أول من ذكر اسمها الحقيقي في مجلة «عالم الفن» وقتها لم يكن يعرف احد ان اسمها الحقيقي هو «جوهرة» الا عندما كتبت عنها، اضافة الى ان لها مواقف انسانية كثيرة فقد كانت تعتني بالفنانة سعادة البريكي التي التقيت بها الا انني لم أتحدث اليها فقد كنت صغيرا.
واذكر أنني رأيتها في عرس أخوالي كان لها صوت جهوري فيه وقار وهي امرأة سمراء ونحيفة وكانوا ينادونها خالتي وهي امتداد للفنانين الذين سبقوها في الكويت.
وقد عاشت بقية عمرها في منزل عودة المهنا التي أحسنت لها وعاملتها كأم لها وفي المقابل تعلمت عودة المهنا منها كل الفنون الأصيلة وقتها كانت عودة المهنا تغني الأغاني الخفيفة على أيام سعادة البريكي لأنه كان هناك نظام تدريجي في الأغاني والفنون التي تؤدى في العرس فعندما يدخل المعرس يتم غناء «الدزة» والفنون القديمة.
وقد أتاحت سعادة البريكي الفرصة لعودة المهنا كي تنطلق وكانت سعادة البريكي تهتم كثيرا في الأداء كما أخبرتني عودة المهنا في لقائي معها وكانت سعاد البريكي تحب سماع المطربة أم كلثوم بصورة كبيرة وقد توفيت وهي في الحج في عام 1958م.
عطوفة
واضاف الجويهل ان الفنانة الراحلة عودة المهنا كانت عطوفة جدا وتربي الكثير من الأولاد والبنات وقد كان الدكتور بدر العيدان واحدا من هؤلاء الأولاد الاوفياء لها وتميزت بفنها وعطائها الكبير للأغنية.
وهي أول فنانة تقف على المسرح حين شاركت في مسرحية «سكانة مرته» وكان العرض المسرحي في مساء كل يوم فضحت بحفلاتها من اجل المسرحية.
كما كان لها دور في تسجيل الزواج في فيلم تلفزيوني وثائقي الا ان أهل من تقوم بدور العروس قدموا احتجاجاً ونجحوا في العمل على قطع مشهد العروس.
كما كانت فرقتها تقدم أفضل «الكورس» بطعم كويتي أصيل وشاركت فرقتها في أغنية «لي خليل حسين» مع الفنان شادي الخليج ومع الفنان عوض دوخي في أغنية «ألا يا صبا نجد» وغيرها من الاغنيات الاخرى.
جريدة الوطن - 30/8/2009