رثاء جرير للفرزدق
لعمري لقد أشجى تميمـاً وهدها ......... على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشيـة راحـوا للفـراق بنعشه ......... إلى جدثٍ في هوة الأرض معمـقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي ....... إلى كل نجم فـي السمـاء محلـقِ
ثوى حامل الأثقال عن كل مُغـرمٍ ...... ودامغ شيطان الغشـوم السملـقِ
عمـاد تميـم كلهـا ولسانـهـا ............ وناطقها البذاخ فـي كـل منطـقِ
فمن لذوي الأرحام بعد ابن غالبٍ .......... لجارٍ وعانٍ في السلاسـل موثـقِ
ومن ليتيم بعد موت ابـن غالـب ............. وأم عـيـال ساغبـيـن ودردقِ
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما ........... يداه ويشفي صدر حـران مُحنَـقِ
وكم من دمٍ غـالٍ تحمـل ثقلـه ........ وكان حمولاً في وفـاءٍ ومصـدقِ
وكم حصن جبار هُمـامٍ وسوقـةٍ ....... إذا مـا أتـى أبوابـه لـم تغلـق
تفتـح أبـواب الملـوك لوجهـه ...... بغيـر حجـاب دونـه أو تملُـقِ
لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثـوى ........ فتى مُضرٍ في كل غـربٍ ومشـرقِ
فتىً عاش يبني المجد تسعيـن حجـةً ....... وكان إلى الخيرات والمجـد يرتقـي
فما مات حتى لـم يُخلـف وراءه ....... بحيـة وادٍ صولـةً غيـر مصعـقِ
__________________
بـيـض صـنائعنا سـود وقـائعنا *** خـضر مـرابعنا حـمر مـواضينا
|