منظومة طليعة الألباب
للعلاَّمة عثمان بن سند الربَّاعي الوائلي البصري رحمه الله
نظم فيها (خلاصة الحساب) لبهاء الدين العاملي،
و قد شرحها فيما بعد بشرحٍ أسماه :
«رفع الجلباب عن وجه معاني طليعة الألباب إلى خبايا صنعة الحساب »
بسم الله الرحمن الرحيم
المنظومة
الحمد لله الذي لا يُحصَى
إحسانه العُمرَ و لا يُستقصَى
أحمده على وفورٍ مَدَدِ
مُنزَّهٌ عن حصرِه بالعددِ
مصليا على نبي جمَعَا
شتاتَ دين الله لما طلَعا
مسلِّماً عليه والآل الألَى
قد ضربوا في الأرض رَوْماً للعُلى
وصحبِه خيارِ هذي الأمَّة
ما أُفرِزَتْ حقوقُنا بالقِسمة
و بَعدُ فالحسابُ لمَّا شرُفا
مقامُه بين الورى وظَرُفا
إذ حِصَصُ الميراثِ للأنامِ
لولاه لم تُدرَكْ على التَّمام
نظمتُ فيه هذه الخَريدة
بل هذه اليتيمة الفريدة
لِما انطَوت عليه من بديعِ
نظامِها المحبوكِ بالبديع
سميتُها «طليعةَ الألباب
إلى خبايا صنعةِ الحسابِ"
في الجمع و الطرح وفي الضرب و في
أحوال قسمةٍ ونسبةٍ تَفِي
مع نبذةٍ في «الخطأين» نافِعةٌ
موجَزةُ الألفاظ لكن جامِعة
نظمتُها في مجلسٍ والحالُ
حالَتْ به الأحوالُ والأهوالُ
و لم يكن لي من يدٍ فيهِ و لا
شَمَمْتُ منْهُ أرَجاً و مِنْدَلاً
لكنَّ طَبعِي مولَعٌ بالنَّظمِ
وَلَعَ هذا الدهرِ لي باللَّطمِ
فأسألُ اللهَ الَّذي أبدَاها
بأن يُفِيحَ في الورَى شَذَاها
مقدمة
العَددُ المُورَدُ في التَّعدَادِ
حُدَّ بمجموعٍ من الآحادِ
أسماؤُه الأصليَّةُ المقرَّرَة
مِنْ واحدٍ لتسعةٍ فالعَشَرة
و مائةٌ و الألفُ ثمَُّ ما خَلا
هذي التي ذكرتُ منها اختُزِلا
آحادٌ الأعشارُ و المئاتُ
مراتبٌ في العدِّ أصليَّاتُ
و غيرُها من سائرِ المراتِبِ
فرعٌ عليها عند كلِّ حاسبِ
وحُصِرتْ في التسعةِ الأشكالِ
وِفْقَ اصْطِلاحِ النَّاسِ في الأعمالِ
في القلم الهندي و هو الأشْهَرُ
في مصرِنا ، و المَغرِبي يَنْزُرُ
فمُفرَدُ الآحادِ شكلٌ مُنفرِدْ
و إنْ يكُنْ مِنْ قَبلِه صِفرٌ وُجِدْ
فعشَراتٌ حيثُ صفرٌ انفرَد
وعدِّدَنْه بتعدُّد العَدَد
باب الجمع
و الجمعُ ضَمُّ عَددٍ لِعَددِ
زوجَين أو زوجٍ لعدِّ مُفرَدِ
أو ذَا لمِثلِه أو الآحادِ
لمثلها أعشارٍ أو آحادِ
ليُمكنَ التعبيرُ عنهُما إذَنْ
بجملةٍ واحَِدة على سَنَنْ
وضَعْهُما سَطْرَيْنِ قد تَقابلا
مُقابلِاً بينهما مَنازِلا
محاذيَ الآحادِ بالآحاد
كغيرِها من سائرِ الأعدادِ
صفراً أتى ما فيهِما أمْ عُدَّا
و فوق سطْرَيه لخطٍَّ مُداَّ
كذاك من تحتيهما لتُثبِتا
حاصلَ ما من جمعِ ذَيْنِ ثَبَتا
وللبواقي مُدَّ خطٍّ طولا
و هوعلى اليمينِ أولَى..قيلاً
و أوَّلُ السطرَين بدءً أيسرُ
لكوْنِه ليسَ به تغيُّرُ
وانظر لأُوليَيْهِما هل فيهِما
من عددٍ أو منهما قد عَدِما
أو كان في بعضِهما فأثبِتا
فوقهما صفراً إذا ما خَلَتا
و إن خَلَت إحداهما فارسم لما
قابلَها فوقَهما أو ارسما
في كل هاتين فكلاًّ اجمعا
وليس يخلُو عند ذا ما جُمِعا
من أن يكونَ عشراتٍ مفردة
أومع آحادٍ تُرى أو وارِدة
هذي فقط فأثبِتَنْها أبدا
و العشراتِ احفَظْ لهُنَّ مُوجِدا
من قبلها صفراً على ما جُمِعا
ومثله الآحادُ حيثُ اجتمعا
و العشراتُ اجمع لما لها تَلاَ
كأنَّها الآحادُ معه و اجعَلاَ
حاصلَ ما جمعتَ فوقَ التالِية
و افعل كذا في المَنْزِلاتِ الباقية
لَكِنَّه في آخرِ الأعدادِ
تُرقَمُ بعد الصفرِ و الآحادِ
و إنْ جمعتَ آخرَ المنازلِ
فاختبِر الذي ترَى مِن حاصلِ
بطرحِ واحدٍ من السطرينِ مِن
مجموعِك الذي ترَى من فوقِهِنّ
فحيثُ يبقى آخرٌ فالعملُ
صحَّ و إلاَّ فهوجمعٌ مُبطَلُ
"يُتبَع"