الكويت والخليج العربي في «السالنامة العثمانية»
كتب محمد فريد:
تعتبر «السالنامة» من الإصدارات المهمة التي أصدرتها الدولة العثمانية إبان سيطرتها على الأقاليم العربية بمنتصف القرن التاسع عشر، وسجلا تاريخيا يستحق الدراسة والتحقيق لاحتوائه على إحصائيات وبيانات مهمة عن هذه الدولة الإسلامية الكبرى وعن المناطق والمدن التي تتبعها، هذا ما تناوله الكاتب طلال سعد الرميضي في إصدارة الجديد «الكويت والخليج العربي في السالنامة العثمانية : مع ملحق لأول عدد من سالنامة ولاية البصرة سنة 1308هـ» وصدر الكتاب في ثلاثة فصول.
في الفصل الأول: عرف «السالنامة» بأنها كتاب سنوي، والكلمة مكونة من مقطعين من أصل فارسي إلا إنها استخدمت في اللغة التركية العثمانية حيث كلمة «سال» تعني السنة و«نامة» تعني الكتاب أو الكتيب لذا فيقصد بها الكتاب السنوي، أما معناها الاصطلاحي فهو كتاب يحمل بعض الخواص التقويمية والإحصائية والعلمية والتعليمية والتاريخية وورد في دائرة المعارف الإسلامية بأنها كلمة فارسية وتركية ومعناها لغة كتاب السنة أو سنوي أو النتيجة أو التقويم ويطلق الاسم «سالنامة» أيضا على المطبوعات السنوية الرسمية للإمبراطورية العثمانية كما عرفها كثير من الأساتذة الأفاضل بأنها كتاب شامل لجميع الأحداث والوقائع التي جرت خلال السنة الواحدة، يتناول التنظيم الإداري في ولايات الدولة العثمانية كافة، كما وصفها البعض بأنها الكتب السنوية التي لخصت أهم حوادث الدولة العلمية والإدارية والعسكرية بشكل خاص كما يطلق على «السالنامة» أسماء تركية كتقويم أو نوسال وكلها تعني حولية أو تقويم سنوي باللغة العربية.
وتنقسم أنواع «السالنامة» في الدولة العثمانية إلى نوعين: رسمي وخاص، فإذا أصدرتها الدولة أو إحدى وزاراتها أو هيئاتها أو إحدى الولايات التابعة لها تعد «سالنامة» رسمية، إما إذا أصدرتها مؤسسة خاصة أو أفراد سواء في العاصمة استانبول أو في الولايات التابعة لها فتكون «سالنامة» خاصة غير رسمية.
ويطلق على «السالنامة» الرسمية اسم «سالنامة دولت عليا عثمانية» وتعني باللغة العربية «الكتاب السنوي للدولة العثمانية العليا» أما إذا كانت صادرة عن إحدى وزارات الدولة العثمانية فيطلق عليها اسم الوزارة، أما «السالنامة» الصادرة عن الولايات التابعة للدولة العثمانية فتحمل اسم الولاية نفسها.
وابتدأت «السالنامة» العثمانية بالصدور في عام 1263هـ (1847م) حيث صدر العدد الرسمي الأول لـ«سالنامة» الدولة العليا العثمانية وهي أول «سالنامة» عثمانية تصدر على جميع أنواعها المختلفة واتخذت من التقويم الهجري أساسا لها في سرد بياناتها الرسمية، وكانت تصدر باللغة العثمانية التي تكتب بالأحرف العربية.
أما آخر عدد صدر من «السالنامة» العثمانية كما تشير المراجع فهو العدد الصادر في السنة المالية 1333هـ (1916م) وكذلك «سالنامة» الهيئة العلمية (علمية سالنامة سي) الصادرة في سنة 1334هـ وتتولى إصدارها أمانة المشيخة العليا في الدولة العثمانية، وقد صدر منها عدد واحد فقط في تلك السنة ليكون هذا العدد اليتيم هو آخر إصدارات الدولة العثمانية من «السالنامات» التي استمرت تصدر بمختلف أنواعها لمدة سبعين سنة.
أنواع «السالنامات»
أشار الكاتب سابقا الى أن «السالنامات» تنقسم إلى قسمين رسمي وخاص، والذي يعنينا هنا «السالنامة» الرسمية التي تتعدد إلى أقسام مختلفة تصل إلى تسعة أنواع وهي:
1- سالنامة الدولة العثمانية العليا
2- السالنامة العسكرية
3- السالنامة البحرية
4- سالنامة وزارة الخارجية
5- سالنامة الهيئة العلمية
6- سالنامة وزارة المعارف
7- سالنامة دار الأرصاد
8- سالنامة الرسوم الجمركية
9- سالنامات الولايات
أما الفصل الثاني: فعنوانه «الكويت في السالنامات العثمانية»، اشتمل هذا الفصل على عدة مباحث هي: نشأة إمارة الكويت وعلاقاتها الخارجية، أخبار الكويت في «سالنامات» ولاية البصرة، قراءة تاريخية لما ورد في «السالنامة».
وقد ورد ذكر إمارة الكويت في الكثير من أعداد «السالنامة» العثمانية حيث حوت أعداد «سالنامة» ولاية البصرة السبعة على وجه التحديد معلومات قيمة وتفصيلية عن الكويت وتضمنت إحصائيات دقيقة في بعض أرقامها كتعداد السكان والبيوت والمساجد والدكاكين والمهن التي احترفوها وغيرها من التفاصيل المهمة، كما تحدثت عن حكام الكويت وذكرت أسماء ثلاثة شيوخ تولوا الحكم خلال السنوات التي صدرت فيها «سالنامة» ولاية البصرة وتعد هذه المعلومات مهمة للباحثين ولا يمكن التغاضي عنها لكونها منشورة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وعدت سجلا من سجلات التاريخ في المنطقة.
أما الفصل الثالث: فعنوانه «أخبار متنوعة عن الخليج العربي من «السالنامات» العثمانية احتوى على تقرير عن الغوص على اللؤلؤ، القبائل العربية في نجد والكويت والعراق، وصف لأهالي نجد، قطر في «السالنامة» العثمانية، المدارس والجوامع بولاية البصرة، البريد والتلغراف العثماني في الجزيرة العربية والعراق، المسافات والمواصلات في نجد.
الكتاب في طبعته الأولى إصدار عام 2009م وصدر في 288 صفحة احتوى على معلومات جغرافية وتاريخية قيمة عن الكويت وبعض بلدان الخليج العربي قبل أكثر من قرن من الزمان وبه ملحق هو نسخة مصورة من «سالنامة» ولاية البصرة.
http://www.alqabas.com.kw/Category.a...&date=10112009
جريده القبس الكويتية
الثلاثاء 10 نوفمبر 2009 -----,22 ذو القعدة 1430 , العدد 13094
كتاب (الكويت والخليج في السالنامة العثمانية) طلال سعد الرميضي
العرض العادي
