أجرى الحوار: جاسم عباس
06/09/2009
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
رحلات الغوص على مدار السنة من الخانجية والغوص في السفن الكبيرة والصغيرة والردة اي الرجوع والعودة ثانية، وارديده أي بعد انتهاء شهر نوفمبر، وأما باكورة الغوص وبالقرب من الساحل فهي الخانجية، وكانت فرصة كبيرة للكويتيين في عبور المحيطات.. والعمل في التجارة، وكثيرون منهم قاموا بزيارات إلى البلدان العربية فاطلعوا على ما تقدمت به وما طرأ عليها من تغيير، ففي البحرين خاصة تعرفوا على البلدية ودورها وما قدمت من خدمات لمواطنيها، فأخذوا الفكرة واتجه بعضهم إلى استحداث بلدية في الكويت، فبدأ الحماس لإنشاء إدارة للتنمية وخدمة المجتمع، واتفقوا على إنشائها عام 1960، وهذا كما جاء في الحديث الشريف: «سافروا فإنكم إن لم تغنموا مالاً أفدتم عقلا»، و«السفر ميزان القوم» فقد قامت بلدية الكويت خير قيام، وصدر قانون 1931 بتشكيل المجلس البلدي من 12 عضواً، على أن يكونوا من وجهاء ومن طلبة العلم والتجارة، وهيكلية هذا التشكيل عكست دور البلدية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فتفاعل المجتمع معها، ولبت كل حاجات الناس منها: التخطيط والتنفيذ والتوجيه والرقابة، وبمرور السنوات اتسع دور البلدية وتوسعت في أهدافها، ولم تختلف أهدافها كثيراً من عام 1930 - 1960 وهدفها تقدم مدينة الكويت والقرى المحيطة بها.
تشكيل المجلس
حدثنا نائب المجلس البلدي السابق، والموظف من عام 1965 في بلدية الكويت صادق خلف الجمعة فقال:
- في عام 1932 تم انتخاب أعضاء للمجلس البلدي وهم: سليمان العدساني - السيد علي السيد سليمان - الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - محمد الأحمد الغانم - نصف اليوسف النصف - أحمد الفهد الخالد - مشعان الخضير - عبدالرحمن بن بحر - خليفة الشاهين الغانم - يوسف الصالح الحميضي - مشاري الروضان - مشاري الحسن البدر والسيد زيد السيد محمد، وكان يشترط لمنصب الرئاسة أن يكون من آل الصباح الكرام فعين الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيساً.
أما مجلس 1934 فكان أيضاً الرئيس الشيخ عبدالله الجابر الصباح، والمدير كان نصف اليوسف النصف، والاعضاء: جاسم بودي، يوسف الحميضي، خليفة الشاهين الغانم، سيد علي السيد سليمان، الشيخ يوسف القناعي، محمد الحمود الشايع، محمد الأحمد الغانم، عبدالله العسعوسي، سليمان العدساني، احمد الفهد، مشاري الحسن، ومشاري الروضان.
ويقول ابوفيصل عن مجلس 1936 - 1940 إنه شكل من: نصف النصف، سليمان العدساني، خليفة الغانم، محمد الغانم، مشاري الحسن، الشيخ يوسف القناعي، عبدالمحسن الخرافي، عبدالرحمن بن بحر، مشاري الروضان، عبدالله العسعوسي، السيد علي سليمان، محمد الشايع، ومشعان الخضير. ولم يستمر هذا المجلس طويلا بسبب الصراع بين المطالبين بالاصلاح وبين خصومهم عام 1937.
وفي عام 1938 انتخب اعضاء جدد للبلدي مع وجود المجلس التشريعي والشورى، وبعض هؤلاء قدموا استقالاتهم لعدم الازدواجية بين البلدي او الانتماء الى عضوية المجلس التشريعي، وهذا الاختيار جاء من رئيس المجلس البلدي الشيخ حمود الجابر الصباح. ويضيف: اما مجلس 1940 - 1951، فتوقفت جلساته بعد ان تعرض الى ازمة بعد خمسة اشهر على تشكيله، فوجّه مدير البلدية سلطان الكليب الدعوة لعقد جلسته عام 1942، ولكن هناك اعضاء رفضوا الحضور وقدم ثمانية منهم استقالاتهم، ولكن الامر الاميري الموجه لهم لعقد الجلسة برئاسة الشيخ احمد الجابر الصباح جعلهم يستجيبون، وحضرها: عمر العلي، عبداللطيف المسلم، عبدالله الوزان، عبدالرحمن الفارس، سلطان بن عيسى، احمد البحر، عبدالوهاب الداود، حمد الصالح الحميضي، وعبدالله العسعوسي.
وتحدث سمو الامير في جلسة الافتتاح، طالبا منهم خدمة الوطن والمشاركة في ما يعود صالحه لوطنهم، وكان المجلس يعقد جلساته اسبوعياً، واغلبها تعقد في المساء.
تنافس على منصب المدير
أما عن الجهاز التنفيذي، فيقول الجمعة: كانت هناك آراء متعددة ومتناقصة خلال الفترة من عام 1930 - 1951، بهذا سأستفيد من معلومات كتاب نجاة الجاسم لأقول: كان على الاعضاء ان ينظموا العمل اكثر، انتخاب المدير، وان يوضح اختصاصاته، ويبين الرواتب والمكافآت والتعيينات وعلاقة المدير بالموظفين، والمدير هو الذي يتولى ادارة الجهاز التنفيذي ويكون من افراد الشعب، ومنتخباً من اعضاء المجلس البلدي، وقد كان التنافس شديدا على وظيفة المدير، ومن واجباته: يعين المستخدمين والمراقبين، وهو الذي يصدر الاعلانات والبلاغات ويعد ميزانية ويعرضها على المجلس، ويراقب ما يتم تنفيذه، وهو المسؤول امام المجلس البلدي، ويترأس الجهاز الاداري، ويقدم تفاصيل الميزانية الشهرية. وكان للبلدية امين الصندوق وخمسة محصلين ومراسل، وعدد قليل من الكنّاسين وحراس الاسواق، وعدد من مراقبي الاسواق ومسك الدفاتر، وامين المستودع، ومراقب الدواب والعربات، ومراقب الذبح والساحل، ومراقب للشرق والقبلة، ومراقب العمال وميزانية الفرضة ومراقب لميزان التمور، وآخر في ساحة الصفاة وسوق الخضرة، ومراقب للخارج في حولي والنقرة، ومراقب المغيسل وفي عام 1945 عُيّن مراقب للفنطاس وكاتب للرخص، وفي 1948 عين مراقب لاراضي الفنطاس وابوحليفة والشعيبة والفحيحيل.
سلسلة الرواتب
اهتمت البلدية بالرواتب منذ عام 1940 بعد أن كانت قليلة جدا فجاءت الزيادة أولا لمدير البلدية ستين روبية ومراقب البلدية خمس روبيات، وأما الكاتب فقد قررت البلدية له زيادة 35 روبية، فأصبح راتب المدير مائتين وستين روبية، والكاتب مائة وخمسا وسبعين روبية، وراتب أمين الصندوق مائة وثلاثين روبية، وفي عام 1942 زيدت رواتبهم بنسبة 25%، وقرر المجلس تعيين العضو أحمد البحر، والعضو عبدالوهاب الداود للكشف على حسابات البلدية ومراقبي الأسواق والعمال وميزان السوق والذبيحة من 41 روبية - 80 روبية وحارس الإدارة عشر روبيات وهو أحمد بن صالح الشمالي.
وأما الكناس من الدرجة الأولى فراتبه 40 روبية، وكناس الدرجة الثانية 35 روبية.
وقال الجمعة: بدأ العمل بالتاريخ الشمسي في البلدية الشهر الثامن يصادف 1949 المصادف شوال 1368 ه، ففي 1951 بدأت الرواتب في الارتفاع حتى أصبح راتب رئيس مركز الحراس «عبدالله الخزام» سبعمائة روبية بعد أن كان مائتين وخمسين روبية وهذه الزيادة جاءت بعد اكتشاف النفط والزيادة في الدخل القومي، وأما الموظف المستقيل فقد كان يمنح مكافأة على خدماته، ويرجع تقديرها للمجلس البلدي.
مرحلة جديدة متطورة
بعد تولي الشيخ عبدالله السالم الصباح، بدأت الكويت تستغل الثروة النفطية عام 1950 فجرت محاولات ناجحة في الإصلاح الداخلي، وتنظيم الإدارات، وتطورت حياة الكويت في كل النواحي، ولا بد أن تنعكس على البلدية، أولا تقلصت سلطاتها بعد تأسيس مجلس الإنشاء الذي كان يقرر المشاريع، ويوزع القسائم، وقد ضم اعضاء المجلس البلدي وجميع مديري الدوائر الحكومية، وكانت دائرة الأشغال هي التي تقوم بتنفيذ مشاريع التنظيم.
في هذه المرحلة الجديدة والعهد الذي اوجب تطوير العمران والأمور الصحية والاجتماعية، اصبحت البلدية شخصية حكمية ذات استقلال مالي، تعمل على تقدم المدينة عمرانيا وصحيا واجتماعيا ومدنيا، وأن رئيس البلدية هو الذي يصدق على القرارات الصادرة عن مدير البلدية، وتكون هذه صفة الزام.
وقال الجمعة عضو المجلس البلدي السابق: الجهاز التنفيذي في البلدية يضم الشؤون الإدارية، والدائرة الفنية أعضاؤها: أحمد عبداللطيف - عبدالله إبراهيم النصف - وجيه لبنية وأحمد العامر.
وقانون 1960 يقول: تعمل البلدية على تقدم الكويت عمرانيا وصحيا وتجميل المدينة ووقاية الصحة، وتأمين سلامة المواد الغذائية، ومواضيع قسائم السكن والصناعة، ومعاملات البناء، فكانت مهمة المجلس صعبة، هي مرحلة التطور الشامل، والانتقال لاستعادة اختصاصاتها وصلاحياتها.
البلدية في 1961
وقال أبوفيصل: دخلت البلدية مرحلة جديدة بعد الاستقلال، والقانون القديم الذي أصدر 1960 الغي نهائيا، وجاء المجلس التأسيسي فأقر قوانين وتوصيات أقرها مجلس الوزراء، خاصة قانون إلحاق البلدية بمجلس الوزراء، ورفع عدد أعضاء المجلس من ثمانية إلى عشرة أعضاء، والرئيس يأتي عن طريق الانتخاب.
وفي أول أبريل 1963 قانون جديد لإجراء الانتخابات للمجلس البلدي، وكان المجلس يتألف من الأعضاء في الفترة 1960ــ1963: الشيخ سالم العلي الصباح رئيسا ــ أحمد الفهد ــ سلمان المسلم ــ حمود النصف ــ دخيل الجسار ــ منصور المزيدي ــ مرزوق الغنيم ــ مرزوق العبدالوهاب ــ عبداللطيف الثنيان ــ عبدالرزاق الخالد ــ عبدالعزيز الشايع ــ عبدالعزيز الفليج وعبدالعزيز الراشد.
مجلس 1964 العدساني رئيسا
يقول أبوفيصل: بعد انتخاب أعضاء المجلس البلدي في 21/6/1964 عقد المجلس أول اجتماع له، وتم انتخاب محمد يوسف العدساني رئيسا بالتزكية، وتم انتخاب أعضاء لجان مؤقتة منها: لجنة السكن والصناعة ــ اللجنة الفنية ــ اللجنة المالية ــ لجنة وضع اللائحة الداخلية ــ لجنة قضايا التثمين، وفي هذه السنوات من عمر المجلس الذي لم يستمر طويلا حين طلب وزير الداخلية من رئيس المجلس البلدي تعاون الاطفاء مع الداخلية في تفريق مظاهرات طلابية شهدتها الكويت، والخبير الدستوري أوضح أن قانون البلدية لا ينص على تدخل الاطفاء، وهنا تكون البلدية في موقف سالم ولا حرج، وبعد اجتماع سري تقرر أن تكون الداخلية هي المسؤولة عن تدخل الاطفاء في تفريق المتظاهرين، وبعد آخر اجتماع في شهر مايو 1966 صدر مرسوم الحل بضغط من شكاوى المواطنين، واعادة النظر على أساس الإصلاح وتعديل القوانين.
وأضاف: في هذه السنوات من 1964 حتى 1966 فاز بعضوية المجلس كل من:
- عيسى بهمن عن الدائرة الأولى (الشرق).
ــ إبراهيم الميلم عن منطقة القبلة.
ــ عبداللطيف الفهد عن الجهراء.
ــ يوسف عبدالله الغانم عن كيفان.
ــ ناصر العصيمي عن الدائرة الخامسة (الفروانية).
ــ يوسف الوزان عن السادسة (القادسية).
ــ عبداللطيف الكاظمي عن الدسمة.
ــ محمد المرشاد عن حولي (الثامنة).
ــ محمد الرومي عن السالمية.
ــ سلمان الدبوس عن العاشرة (الأحمدي).
أما الأعضاء المعينون فكانوا: مرزوق الغنيم
محمد العدساني ــ محمد الحميضي ــ محمد ملا حسين ــ خالد الروضان ــ بدر الشيخ يوسف، وتم انتخاب يوسف العلي الوزان نائبا لرئيس البلدية.
موارد البلدية
قال أبوفيصل: ظروف صعبة مرت على معظم سكان الكويت من الناحية المالية قبل اكتشاف النفط، وعلى الرغم من تلك الأيام القاسية إلا أن المساهمات كانت تقدم للبلدية عن طريق الرسوم ومساهمة الأهالي والموظفين، ومن الضرائب المشهورة في تاريخ البلدية تلك التي فرضت في عهد الشيخ جابر الأول والغيت في عام 1815، وفي عهد الشيخ مبارك الصباح 1896 فرضت ضريبة الثلث على العقارات المباعة وعلى أجرة الدكاكين وألغيت في عهد الشيخ سالم 1917، وأبقي على رسوم الجمارك والحراسة وعُشر محصول البحر. وقال: بعض المواطنين كانوا يطلبون تأجيل دفع الرسوم، وبعضهم طلب تخفيض الرسم، والضرائب كانت على البيوت ومنها: بيت الشيخ صباح بن الدعيج وكذلك الشيخ عبدالله الجابر، وجاسم المضف، وفهد الفليج، والشيخ علي الخليفة، وخالد الزيد، والبحارة، وأصحاب السيارات، والدكاكين في السوق، ودكاكين الأوقاف، ورسوم المقاهي تسع آنات، وفي عام 1942 كانت تؤخذ ثلاث روبيات على المقهى، وحتى العماير وضعت عليها الرسوم خمس روبيات شهريا، وكذلك صانعي الأسلحة، والذبائح، والحدادة، ومصلح الساعات وماكينات الطحين والصابون ومعامل البقصم والطابوق والجص، والدلالين، وعربات النقل، والسيارات والمرآب (كراج)، وهذه الضرائب جاءت بهدف التنمية الشاملة للمجتمع، واستطاعت البلدية ان تلبي حاجات المواطنين من الراحة والسلامة والنظافة والأمن. وبعد تصدير النفط لم تعد هناك حاجة إلى هذه الرسوم، فاصبحت للبلدية ميزانية خاصة من الميزانية العامة للدولة.
صورة عام 1952 مع صائب سلام
مبنى البلدية في الخمسينات
نماذج عن إعلانات البلدية قبل 80 عاما
أعضاء البلدي عام 1952