وأيضاً مقالة جديدة للأخ عادل العبدالمغني في جريدة القبس وفي اليوم الثاني من وفاة المرحوم المرحوم عبدالمحسن الزبن
02/03/2008 د. عادل محمد العبدالمغني
غيَّب الثرى يوم السبت 2008/3/1، شخصية كويتية بارزة، وعملة كويتية نادرة في زمن الطفرة النفطية الذي تكالبت فيه المصالح والمحسوبية وتردت فيه القيم ومبادئ الثقة والصدق. فقدنا واحدا من اولئك الرجال الذين تفانوا بإخلاص منقطع النظير في العمل وبكل امانة وثقة واخلاص، وذلك على حساب صحته وراحته في سبيل الخدمة العامة.
شيعت الكويت المرحوم عبدالمحسن سعود الزبن (ابو براك) وبذلك فقدنا واحدا من الرجال المخلصين، الذين وهبوا نفسهم في مجال الخدمة العامة، وعلى عجالة لتعريف القارئ، فهو من مواليد مدينة الكويت القديمة (فريج الغنيم) بالحي القبلي عام 1918، تلقى دروس تعليمه الاولى في مدرسة ملا عثمان، وهي احدى المدارس الاهلية، ثم واصل تعليمه عام 1935 في المدرسة الاحمدية والتحق بعد ذلك بالمدرسة المباركية عام 1938، وله بذلك ذكريات في مشاركته مع اول رحلة خارجية لكشافة الكويت في عام 1941 الى البحرين الشقيقة والقطيف والاحساء.
بدأ المرحوم عبدالمحسن سعود الزبن، العمل في سن مبكرة فكان متفوقا في مادة اللغة الانكليزية يجيدها بطلاقة، فعمل في عام 1944 بوظيفة محاسب بشركة تموين الاقمشة، وهي شركة حكومية تم انشاؤها ابان الحرب العالمية الثانية، لتخفيف العبء عن المواطنين في تسلم حصصهم من الاقمشة بأسعار مناسبة بدعم من الحكومة، وتولى بعد ذلك وظائف عدة، فعمل في عام 1948 بدائرة الصحة العامة وعام 1954 بدائرة الاشغال العامة، وعام 1960 بوظيفة المدير الفني ببلدية الكويت وخلال المراحل الثلاث السابقة عانى الكثير في سبيل وقوفه ضد الفساد الاداري والمحسوبية، وكشف الممارسات الخاطئة والتلاعب في اموال الدولة.
بتاريخ 1964/11/1 عينه المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح رئيسا للجنة المناقصات المركزية «بدرجة وزير» وعمل بكل اخلاص ووضع اللوائح والقوانين والانظمة الخاصة لتلك اللجنة، لكنه عانى من الضغوط في سبيل تمرير العديد من المناقصات، ولكن ضميره المخلص وقف سدا منيعا في سبيل منع مرور اي مناقصة غير مستوفية الشروط.
تجدر الاشارة الى ان المرحوم عبدالمحسن الزبن يُعد احد مؤسسي جمعية الهلال الاحمر الكويتي، وكان له دور رائد في ذلك الوقت، كما كان صاحب فكرة ترسخ على اساسها العمل التعاوني بالكويت، فقبل تأسيس الجمعيات التعاونية، فكر في عام 1960 مع مجموعة من رجالات الكويت بمنطقة الشويخ «ب» في إشهار اول جمعية تعاونية في الكويت واطلق عليها اسم «الشركة المحلية لسوق الشويخ» وتم تأسيسها بتاريخ 1960/12/25 وبلغ عدد اعضائها 234 عضوا، وفاز عبدالمحسن سعود الزبن بالمركز الاول، واصبح رئيسا للجمعية، واتذكر تلك الجمعية الرائدة في الكويت والمداولات التي سبقت اشهارها في ديوان المرحوم ياسين سيد هاشم الغربللي والانتخابات التي تمت في مدرسة الغزالي، وكل تلك الامور تمت بمساعيه وبمساندة الاهالي، فهي عبارة عن جمعية خاصة، ولكن وفق القوانين والضوابط التعاونية.
وتعود الذكريات الى عام 1980 عندما اختارني ضمن قائمته لانتخابات مجلس ادارة جمعية الشامية والشويخ التعاونية، فكان يداوم بالجمعية اكثر من الوقت الذي يعطيه لصحته واسرته واعماله الخاصة. وما وصلت اليه الجمعية اليوم من مكانة بارزة، ما هو الا نتيجة ذلك العمل الكبير الذي رسمه المرحوم عبدالمحسن الزبن.. دعواتنا له بالرحمة والمغفرة وحسن الثواب.
|