الاستاذ الراحل عبدالله فضاله من مواليد 1900 م علي جهة التقريب . . . . كان الحزن رفيق دربه منذ صغره . . ففي الرابعه من عمره وافت والده المنية و تكفله عمه و قام علي تربيته فأدخله عند المطوع ، و كذلك أحضر له عالماً معروفاً بدينه و تقواه ليلقنه علوم القرآن الكريم و الدين هو الأستاذ المربي محمد بن جودر و لكن الطفل بدأ يراوغ معلمه . . . لقد كانت نبضات الفن تحرك مشاعره . . فكان يهرب من المدرسه لكي يلتقي بزملائه من الذين كانوا آنذاك يجيدون الغناء و العزف علي العود و يجتمعون حول العود و النغم و الصوت و الكف . . . و كان يسرق اللحظات لكي يقف أمام المقاهي للاستماع الي اسطوانات كبار المطربين آنذاك لكي يحفظ منهم كلمات الأغاني و يتعلم طريقه الغناء و العزف كذلك و قد تأثر في بدايات طريقه الفني بالفنان محمد شريده و هو مطرب قديم و كذلك محمد بن سمحان و الفنان أبو الأصوات عبدالله الفرج الذي قدم له عبدالله فضاله بعد ذلك مجموعه كبيره من الاصوات التي غناها .
لقد أخذ عبدالله فضاله يتلمس طريقه بروح عاليه لا تقهر فهو ما أن حصل علي عود أهداه له المرحوم الشيخ إبراهيم الفاضل بعد أن أعجب به و تنبأ له بالمستقبل حتي صار همه الأول و شغله الشاغل أن يتعلم بنفسه العزف علي آله العود . . . لقد حاول أن يفعل ضرباً من المستحيل و العجيب أن ينجح في هذه المحاوله فيعلم نفسه بنفسه العزف علي العود و ينجح و يحقق بذلك عملاً لم نسمع به من قبل و لم يصادف له مثيل .
و بدأت الأخبار تترامي إلي عمه بان ابن اخيه يحضر مجالس الطرب و يدندن علي العود . . . فأعلن عمه عدم رضاه عليه . . . فخاف الطفل من عمه . . و اختفي عن الأنظار لفترة . . و خلال البحث عنه علم بأنه ذهب الي الهند فوق إحدي السفن الضاربة في الخليج و المحيط و ذلك عام 1913 تقريباً .
و بعد عودته الثانيه حدث وان زار الكويت ( حسن درسة ) مندوب شركه اسطوانات بيضافون فرع بغداد من العراق حيث اتفق مع عدد من المطربين من أمثال عبداللطيف الكويتي و الفنان صالح العبد الرزاق كذلك اختار الفنان الضرير الشاب عبدالله فضاله للتسجيل لأول مرة في حياته ست اسطوانات و هي ( يامال ) ، و ( بريخه ) نوع من أنواع النهمه ، و ( أن هندا يرق منها المحيا ) ، و ( شدو الضعاين ) ، و ( قلت آه من لهيب النار ) ، و ( يالله يالله ) ، و ( يابوفهد ) . . .
و حول بداية تسجيلات الراحل عبدالله فضاله رأي موثق للراحل الدكتور يوسف دوخي في رساله الماجستير ، و كتاب الأغاني الكويتيه حيث يقول :
علي أثر تلك الانطلاقه الفنيه الاولي برز نفر من الفنانين المتالقين في صياغه الفن ونشره بروح جديده مقتفين بذلك أثر من سبق في المدرسة الاولي ( فكان أول كويتي بدأ بتسجيل أغانيه علي اسطوانات ، هو الاستاذ الموسيقار عبداللطيف الكويتي في قصيدته :
عَوَاَذِلُ ذَاتِ الخال فيَّ حواسِدُ ) .
( سجلتها له في بغداد شركه اسطوانات بيضافون 1927م ، و علي أثرذلك توجه الي القاهره ليسجل بقيه أغانيه بمصاحبه ( أمير الكمنجه ) سامي الشوا و عزف محمود الكويتي علي آله العود ، وكان ذلك في عام 1929م ) .
و بعد فتره قصيره من طبع و نشر تلك الاغاني ، يقول المرحوم عبدالله فضاله ، ( كنا نذهب أنا و محمود الكويتي و عبداللطيف الكويتي الي ( بومباي الهند ) لطبع و تسجيل أغانينا ، و كان يصاحبنا أحياناً للضرب علي أله المرواس ، ملا سعود الياقوت ، وهو مطرب قديم مشهور ) وقد جاء في الذكري الرابعه لوفاه المرحوم (عبدالله فضاله ) في العدد الرابع من مجله عالم الفن الكويتي في الصفحه 39 ما نصه .
( ولد عبدالله فضاله عام 1900 ، علي وجه التقريب ، و سجل أول اسطوانه له في الهند عام 1913 ن ولما قفل الي الكويت رحل الي بغداد و سجل ست اسطوانات لشركه عراقيه ، و يعتبر عبدالله فضاله ، أول فنان كويتي سجل أغانيه في القاهره ، كما يعتبر من رواد حركة تطوير الاغنيه الكويتيه ) .
و هذا الرأي – كما نراه – مخالف لما ذكره عبدالله الحاتم في كتابه ( من هنا بدأت الكويت ) ، و الذي يقول فيه ، ( إن بدايه تسجيل الاغنيه الكويتيه كانت في عام 1927 م ) .
و الباحث يرجح هذا القول الاخير لعده أسباب منها ، ما ذكره الحاتم بقوله :
( إن دخول آله الفونوغراف ( الحاكي ) في الكويت كانت أواخر عهد الشيخ مبارك الصباح 1838 – 1915 )
( و قول المرحوم عبدالله فضاله )
بعد أن رسخت قدمي و عرفت أصول الغناء ذهبت الي الهند و العراق و سجلت كثيرا من الاغاني ، ثم جاءت الحر العالميه الثانيه ( 1939- 1945 ) فدعتني اذاعه البحرين ، و عملت بها حتي نهايه الحرب ) .
هذا اذا ما تتبعنا بدايه أغاني عبدالله فضاله علي طريقة ( نهمه اليامال البحريه ) المسجلة علي بعض الاسطوانات القديمه نجده شاباً يافعاً تجاوز الخامسه و العشرين من عمره تقريباً و ليس بتلك السن المماثله للثالثه عشره من سن الطفوله .
واذا ما اضفنا حديث محمود الكويتي ، عن تلك الرحلات و التسجيلات في الهند و البلاد العربيه نجده يقول :
( . . . و كنا ثلاثه أنا و عبداللطيف الكويتي ، و عبدالله فضاله و ظهر في أيامنا داود و صالح الكويتي و كانا يعزفان علي العود و آله الكمان ) ، هذا بجانب ما يؤكده عبداللطيف الكويتي ، من أن تلك البدايه كانت 1927 ، أو 1928 ، و ليس كما ذكر في ترجمه حياة عبدالله فضاله من أن بدايه حياته الفنيه كانت في تلك السن المبكره في ذلك الوقت ، ولقد ظهر في تلك الآونه عدد من الفنانين البارزين ، أمثال ، فهد أبو خليف ، و خلف بن عسك ، و علي المتيرف ، و عدد آخر من العازفين المهره مثل مرزوق مناحي ، و داود و صالح الكويتي ) .
مقالات عن الراحل عبدالله فضاله
و عاد الفنان الفارس من جولته الفنيه منتصرا مرفوع منتصرا مرفوع الراس ، لقد كان في كفاحه من اجل الفن فارسا في ساحه النضال ، لقد أراد أن يثبت بعقليه المؤمن بربه و بالحس السليم أن الغناء و الموسيقي فن رفيع و أن كل فن رفيع أساس من أسس حضارة الأمم لقد استطاع من غير أن تنتظم في خاطره هذه الأفكا و المعاني أن يحققها في زمن صعب قديم و استطاع أن يرد بالمحبه و الجداره و الموهبه علي كل الذين انكروا عليه ينزع شاب الي احتراف الطرب و الغناء و ان يجعله حبه و همه و مستقبله .
و بعد رجوعه من رحلته الفنيه حقق لنفسه تواجداً فنياً ة قاعده جماهيريه ليس في الكويت بل في منطقه الخليج و الجزيره العربيه . . و هذا الوضع الجديد له غير من موقف عائلته ، و كذلك أصبح مطلوبا كنهام علي ظهر السفن ( مطرب السفينه ) و هذه كانت لها آثار عده لانها تعتبر مدرسه الرجال آنذاك كما أتاحت له فرصه غناء فنون البحر و الأصوات .
* مجله عالم الفن – العدد 680 – 5 \ 5 \ 1985م
احتضن عبدالله فضاله سفن الغوص و أخذ يتحسس أفقاً جديده في حياته العمليه و في البحث عن سر هذا البحر الكبير . و عندما بدأت رحلة الغوص بدأ النهام عبدالله فضاله أحد النهامين الموجودين في تلك السفينه استجماع مافي قلبه من كل معاني النبض الانساني . . النبض الموجود في تلك السفينه أن يستشعر كل الاشواق و كل المشاعر و ان يرفع صوته معلناً باسم الحب و الايمان و الامل بدايه رحله من رحلات الغوص علي شواطئ الكويت . . . و عاش عبدالله فضاله ليالي و أياماً بحريه بكل مافيها من سعاده و شقاء و رهبه . . . عاش لوعه الحزن و الفراق علي أهله و أحبابه ، و بات يفكر في سر هذا البحر الذي يبحر عليه للمره الأولي في حياته . . .
كان يتسلل الي نفسه وحشه الاغتراب من انتظار المجهول . . . و توالت الايام البحريه و لياليها الطويله الجميله و النهام الصغير عبدالله فضاله يصنع لها النبض و الحركه و الجمال و يعطي لها المعني الكبير المعني لذلك الكفاح و الصبر و الجلد . و كان لابد لعبدالله فضاله أن يعاني كثيرا من هموم العيش المختلفه لكي يستطيع أن يكون حقا صوت الحياه . . . أعني مافي الحياة خصوصا حياة الفنان . و قد شاءت مقادير عبدالله فضاله ان تطحنه التجارب ، وان تؤهله للممارسات و شاءت له المقادير ، ان يعرف كثيراً . . من الآلام ليتمكن بعد ذلك من أن يسمح عن الاخرين بلحنه و صوته و كلمته كثيراً كثيراً من آلامهم علي مر السنين .
* مجله عالم الفن – العدد 678 – 21 \ 4 \ 1985م .
و الان أصبحت فرحته كبيره و هو يملك الانغام . . . انغام أوتاره التي يحملها عوده ليبدأ بها رحله طويله من الكفاح و العطاء وهو لا يدري أن هذه الرحله ستسطر له المجد بدموعه و عرقه ستسطرها علي صفحات ناصعه من تاريخ الحضاره الفنيه لوطنه و حبه الكويت التي وهبته الكثير و الكثير لدفعه الفن الموسيقي و نشره و تسجيله و لم تبخل في ان تفتح ذراعيها و تحتضنه . . تحتضن ابنا من ابنائها الموهوبين ليعيش بين جوانحها لتجعل منه رائدا كبيرا و فنانا لامعا عظيما . . تصنع منه وله تاريخا مجيدا للفن الموسيقي و تدخله التاريخ من ـوسع أبوابه ذلك هو الفنان الخالد عبدالله فضاله .
* مجله عالم الفن – العدد 676
و يعتبر من أوائل الفنانين الكويتيين الذين أرسوا مبدأ التجديد في الأغنيه الكويتيه ، بوضع جمل موسيقيه و بتنويع الانغام دون تغيير معالم و روح الاغنيه الكويتيه التراثيه ، وهو أول من تغني بأغاني السامري مثل ( جزي البارحه جفني عن النوم ) ، و ( ألا يا اهل الهوى واعز تالي ) ، و غيرها من السامريات الجميله و ادخل عليها العود و الكمان والمرواس ، و المعروف أن غناء السامري في السابق كان يؤدي بالفرق الشعبيه دون آلات موسيقيه .
و الفنان عبدالله فضاله مطرب نشيط و كثير اللإنتاج ، سجل العديد من الاسطوانات في فتره الخمسينات و ماقبلها : اسطوانات حجرية ، واسطوانات ( بلاستك ) في الستينات .
* جريدة القبس – العدد 8734 – 14 \ 10 \ 1997م .
لهيب النار
و سجل في القاهره عند شركه بيضافون في عام 1929 م ( حسب ما ذكر في سجل شركة بيضافون الصادر عام 1930 م ) باسم عبدالله فضاله الكويتي مثل ( شدوا الضعاين ) و ( قلت آه من لهيب النار ) و ( استماع ) و ( ان هندا يرق منها المحيا ) .
و سجل في دولة البحرين و تعتبر أول آلات تسجيل الاسطوانات في المنطقه ، و سجل هناك العديد من ( الأصوات ) و ( السامريات ) و ( اليمانيات ) مثل أغنيه ( غرد حمام الغصون ) عند شركه سالم فون ، و ( سامريه ) و ( جزي البارحه جفني عن النوم ) و ( يا اهل المحبه ) عند شركه إبراهيم فون ، و ( يا راكب ) هلالي علي الربابة عند شركة أبوبكرفون .
و سجل في الكويت كذلك عند شركه ( طه فون ) ، وكان صاحبها كويتياً يدعي طه صبري ، وسجل ( يقول من في المحبه ) ، وصوت ( مربي واحترش ) ، وصوت ( أيا معشر الأحباب ) ، وصوت ( لولا النسيم ) .
و عند شركه بوزيد فون التي يملكها السيد علي الصقعبي ، سجل العديد من الاسطوانات مثل صوت ( لحاك الله ) و ( سقي الله ) و ( روضه الخلان ) و صوت ( يا بديع الجمال ) و غيرها . . .
و سجل في الهند – ببومبي عند شركه صادق فون ( بسته ) باسم ( لو تدري ابحالي اشصار ) و هذه الاسطوانة تعتبر نادرة من حيث الشكل ، و لكون عبدالله فضاله كويتياً وضع علم الكويت القديم الذي استخدم في فتره ماقبل الاستقلال ، في ورقه البيانات علي الاسطوانه .
أعماله الغنائيه كثيره
قدم الفنان عبدالله فضاله الكثير من الاعمال الغنائيه الاصليه للمكتبه الغنائيه الكويتيه ، الاذاعيه منها و التلفزيونيه و في شتي المجالات . . . من أبرز أعماله :
رب الملا
خذوني معاكم
سيدي يازين
طول الدهر سهران
كان الروض يجمعنا
طال هجر الحبايب
دنياك لو طالت
علي يودان
عيدنا عيد الوطن
ياللي أسرت الفؤاد
الصبر أجيبه منين
تمر الليالي
أنا ودي ولكن ماحصلي
أسمر عشقته
مر الزمان وفات
أعلل نفسي في الغرام
هلت دموع العين
ايا معشر الأحباب
أنا البارحه
أحمد الله و أشكره
و أعمال أخري كثيره .....
وفاته
في اليوم الخامس عشر من شهر أكتوبر عام 1967 فجعت الأوساط الفنيه و الثقافيه في دولة الكويت و الخليج و الجزيره العربيه بخبر مصدره دولة البحرين الشقيقه ينعي فنان الكويت الكبير عبدالله فضاله أرحمه السليطي الذي كان يقضي فترة راحه ممتعه بين الأهل و الأصدقاء و الأشقاء هناك ، فداهمته العله ، و نقلوه الي المستشفي الأمريكاني في البحرين ، وفاضت روحه الي بارئها ، و لكا أجل كتاب .
و قد أمر الراحل حضرة صاحب السمو الشيخ عيسي آل خليفه ( رحمه الله عليه ) حاكم البحرين آنذاك بنقل جثمانه في طائره خاصة الي الكويت . . . تكريماً للرجل الذي أحب دولة البحرين ، و خصها بفنه .. و اتخذها علي مدي حياته الحافله بالمكان الفني المتميز وطنا ثانيا له . . و عند وصول جثمان المرحوم عبدالله فضاله الي ارض وطنه الكويت ترامي الناس حول جثمانه من كل حدب و صوب ، من جميع الأجيال الذين عاشوا أعماله الغنائيه الجميله . . هذا الفنان الذي استطاع أن يتبوأ مكانه في قلب شعب الكويت و وجدانه .
و قد تأصلت و توجت معاني التكريم و التقدير له ، من والد الشعب الكويتي و رائده آنذاك الراحل حضره صاحب السمو الشيخ صباح السالم الصباح ( رحمه الله عليه ) الذي أوفد مندوبه للعزاء و قبل أن يواري (عبدالله فضاله ) التراب . . .
و سعي الي آل الفقيد معزياً و مواسياً حضره صاحب السمو الشيخ الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح ( رحمه الله عليه ) الذي كان آنذاك ولياً للعهد . . كما كان سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ الراحل سعد العبدالله السالم الصباح ( رحمه الله عليه ) آنذاك وزيراً للداخليه و الدفاع يشرف بنفسه علي راحة الفقيد في مثواه الأخير . . .
الجميع كانوا في وداع عبدالله فضاله من أبناء الأسره الحاكمه الكريمه و رجالات الكويت الذين عرفوا عبدالله فضاله و كبار الشخصيات في وزارة الإرشاد و الأنباء آنذاك وزاره الاعلام حالياً و في مقدمتهم المرحوم معالي الشيخ جابر العلي السالم الصباح ( رحمه الله عليه ) ، الذي كان راعي الفن والفنانين في الكويت آنذاك ... و جماهير الشعب الكويتي بكل فئاته . . .
جمعيه الفنانين الكويتيين و وفاه عبدالله فضاله
و من إيمان جمعيه الفنانين الكويتيين وأعضائها بدور هذا الرجل في الحركة الفنية و جهوده المضنيه في إداره الجمعيه خلال أربع سنوات قبل وفاته . . . أوقفت الجمعيه جميع ارتباطاتها و اعمالها الفنيه لمده ثلاثه ايام و احضرت أحد المقرئين ليتلوا القرآن الكريم يوماً كاملاً . . . و أطلق أسم المرحوم عبدالله فضاله علي الصالة الرئيسيه للجمعيه اعترافا صادقا لما قدمه هذا الفنان من أجل فنه و أبناء شعبه .
و قد كان لجمعيه الفنانين الكويتيين كلمه علي شكل بيان أذيعت من خلال إذاعه الكويت و نشرت في الصحافه المحليه بمناسبه و فاته و قد تضمنت مايلي :
في اليوم الخامس عشر من شهر أكتوبر عام 1967 جاءنا من البحرين الشقيق ، حيث كان يقضي فترة ممتعه بين أهله و أشقائه ، فدهمته العلة ، وفاضت روحه إلي بارئها ، ولكل أجل كتاب .
ولد عبدالله فضاله عام 1900 علي وجهه التقريب و توفي والده و عمره لا يتجاوز أربع سنوات ، فكفله عمه صالح و أحضر له عالما معروفا بدينه و تقواه ليلقنه علوم القرآن الكريم و الدين ، و لكن الطفل بدأ يراوغ معلمه و بدأت الأخبار تترامي لعمه . . أن ابن اخيه يحضر مجالس الطرب و يدندن علي العود ، فأعلن عمه عليه الثوره ، فخاف الطفل من ثوره عمه فاختفي عنه ، فرحل وهو لم يتجاوز العاشره إلي الهند ( نهاماً ) فوق السفن الضاربه في الخليج ، و سجل أول اسطوانه في العند عام 1913 ، و لما قفل الي الكويت رحل الي بغداد ة سجل ست اسطوانات لشركه عراقيه .
لقد استطاع عبدالله فضاله أن يتفوق علي رفاقه و أن تتعدي أغانيه حدود البلاد ، ويعتبر عبدالله فضاله أول فنان كويتي سجل أغانيه في القاهرة ، كما يعتبر من رواد حركة تطوير الأغنية الكويتية .
لقد ذهب الرجل الي بارئه بكل أمجاده ، و علي التاريخ ألا يغفله لحقه عليه ، فرحم الله عبدالله فضاله الأديب الشاعر الفنان و أسكنه فسيح جناته .
جمعيه الفنانين الكويتيين .
# كرمته الدوله بإطلاق اسمه علي أحد الشوارع في منطقة السالمية .
عبدالله فضاله في سطور
v عبدالله فضاله رحمه السليطي .
v من مواليد الكويت عام 1900 م .
v متزوج و له خمسة من الأبناء هم ( فضاله و يوسف و ثلاث بنات ) .
v عمل في البحر تبابا و عمره حوالي عشر سنوات ، ثم نهاما حتي يستطيع أن يمارس هوايته بعيدا عن أنظار الأهل و الأقارب الذين كانوا في تلك الفتره ينظرون الي الفن نظره دونية .
v بعد عودة الفنان أبو الأصوات ( عبدالله الفرج ) الي ارض الكويت اخذ يقيم الحفلات الخاصه هنا وهناك حيث قدم عدداً كبيراً من الاصوات التي كتبها و لحنها وكان الراحل عبدالله فضاله أحد ابرز الذين تأثروا كثيراً بفن الصوت الذي كان يقدمه عبدالله الفرج .
v تمتع بموهبه كتابة القصيدة باللغه الفصحي و كذلك باللهجه العاميه المحليه ، كما كان يتمتع بموهبة التلحين و الغناء معاً ، تميزت غالبيتها بفن الصوت والسامري أو الأغنيه الخفيفه ...
v سجل في الهند مجموعه من الأغاني الكويتيه علي اسطوانات منها بستة بعنوان ( لو تدري أبحالي إشصار ) عند شركة ( صادق فون ) في بومبي .
v أول ملحن كويتي أدخل آله البيانو في الأغنيه الكويتية المطوره كما استعمل كثيراً من الايقاعات الكويتيه القديمه .
v غني حوالي ( 500 ) أغنية في شتي المجالات غالبيتها من تأليفه و تلحينه .
v غني من فن الزبيري ( خماري مثولث ) و يعتبر من الايقاعات الصعبة و أدخل عليه آله العود و المرواس و الأغنيه هي ( مسكين ياقلب براه الهوى ) .
v ساهم في انتشار الاغنيه الكويتيه الي خارج نطاقها الاقليمي ، و يعود ذلك الي قدراته المتميزه بين زملائه في الساحه الفنيه ، فكانت أعماله الغنائيه وصلت الي جميع دول الخليج و الجزيره العربيه قبل ظهور الاذاعه .
v أول من تغني باغاني السامري و من اشهر اعماله الغنائيه التي قدمها في هذا المجال سامريه ( الا يا اهل الهوى واعزتالي ) و اغنيه ( جزى البارحه جفني عن النوم ) هذا بالاضافه الي مجموعه كبيره من السامريات الناجحه .
v اسس و اصبح رئيسا لمجلس اداره جمعيه الفنانين الكويتيين لسنوات . . .
v اول اغنيه من فن الصوت سجلها علي اسطوانه كانت بعنوان ( لقد خبراني ) من تاليف قيس بن الملوح و ذلك في عام 1928م وله من الاصوات المشهوره كذلك ( الا يا دار فوز ) .
v اول من غني و عزف الحان الربابه علي آله الكمان و سجلها للإذاعه .
v يعتبر من اوائل الفنانين الذين سجلوا اسطوانات في القاهره عند شركه بيضافون عام 1929م منها ( شدو الضعاين ) و ( قلت آه من لهيب النار ) و ( استماع ) و ( ان هندا يرقا منها المحيا ) .
v سجل الكثير من الأغنيات من فنون الأصوات و السامريات و اليمانيات علي اسطوانات في دوله البحرين منها اغنيه ( غرد حمام الغصون ) عند شركه سالم فون ، وسامريه ( جزى البارحه جفني عن النوم ) و ( يا اهل المحبه ) عند شركه ابراهيم فون و ( ياراكبين ) هلالي علي آله الربابه عند شركه ابوبكرفون .
v وسجل في الكويت عند شركه ( بوزيد فون ) التي يملكها السيد علي الصقعبي مجموعه كبيره من أحلي اغانيه نذكر منها صوت ( لحاك الله ) و ( سقي الله ) و ( روضه الخلان ) و صوت ( يا بديع الجمال ) و غيرها . . . و سجل في الكويت كذلك عند شركه ( طه فون ) التي كان صاحبها كويتياً يدعي طه صبري مجموعه من الاعمال الغنائيه منها ( يقول من في المحبه ) ، وصوت ( مربي واحترش ) ، وصوت ( أيا معشر الأحباب ) ، وصوت ( لولا النسيم ) واغنيه ( العجايز ) . وكان للفنان عبدالله فضاله شركه لتسجيل الاسطوانات باسمه ( فضلي فون ) و سجل فيها مجموعه من اعماله الغنائيه منها صوت ( جلا بالكاس ) و ( يا عروس الروض ) .
v عضو فرقة الموسيقي باذاعه الكويت عام 1951م ( مطرب و عازف علي آله العود ) .
v عمل في لجنة النصوص في الاذاعه الكويتية .
v غني من الحانه و كلماته عدد من المطربين العرب و الكثير من مطربي الكويت منهم : صالح الحريبي ، عبدالعزيز محمد ، حوريه سامي ، كارم محمود ، فايدة كامل ، هيام يونس ، رويدا عدنان ، مائده نزهت ، و بديعه صادق التي غنت أغنيه ( ياللي أسرت الفؤاد ) ، وآخرون .
v سافر إلي دوله البحرين إبان الحرب العالميه الثانيه حيث استقر و عمل فيها لمده أربع سنوات . . . و الي الكثير من العواصم العربيه و الاجنبيه منها : الصومال ، بمباسه ، لاموه في أفريقيا و بغداد و بومباي في الهند و البحرين و القاهره .
الراحل بو فضاله مع الملحن و المطرب الراحل سعود الراشد .