بيوت الكويت قديما
عاش الكويتيون قديما في بيوت اتسمت بالبساطة ولم يعرفوا الرفاهية ولا المباني الحديثة الأ بعد ظهور النفط في الكويت وبداية النهضة العمرانية في الخمسينات وكانت بيوتهم قديما متقاربة تتخلها طرق ملتوية و كثير ما تكون هذه الطرق مقفلة في نهايتها بتراوح عرضها مابين 2 إلي 6 أمتار ولكنها كافية للتنقل ومرور الدواب و كان لتقارب بيوتهم الكثير من الفوائد لسكانها منها فوائد صحية كحمايتهم من اشعة الشمس الحارقة والظروف المناخية الصعبة كالعواصف الرملية بالأضافة للفوائد الأمنية كشعورهم بالأمن والآمان لقرب البيوت من بعضها كما ان تقارب البيوب من بعضها يسهل عملية الدفاع عنها في حال تعرضها لعدوان من الخارج .
البيوت قديما : راعي الكويتيون الحجاب في بناء بيوتهم قديما وتبدو البيوت للأعيان قديما وكأنها عالية وذلك لارتفاع جدرانها وغالبيتها من طابق واحد خالية من النوافذ الخارجية و أن وجدت تكون نوافذ عالية جداً حيث لا يستحب فتحها لكي لا يسمع صوت النساء من الخارج .
جميع نوافذ البيت تكون من الداخل وتطل على الفناء والذي يسمي " الحوش " و الذي يقع في منتصف البيت حيث يوجد في منتصف الحوش مكان لتخزين الماء ويسمي " البرجة " ولا يكاد بيت يخلو منها قديما وكان بناء البيوت قديما تحتمه التقاليد والعادات التي تحكم كشف ما هو داخل البيت للعامة من الخارج فسبحان مغير الأحوال.
الأبواب والمداخل: لكل منزل قديما باب كبير ويمسي " باب بوخوخة " ويختلف حجمه ونوعية الزخارف والنقوش حسب ثراء صاحب البيت وهو الباب الرئيسي للبيت قديما وهو بابين في باب واحد ويستخدم الباب الكبير لخروج الحيوانات من داخل البيت والباب الصغير لدخول وخروج أهل البيت وذلك برفع أحدى الأرجل للأعلى تتبعها الرجل الأخرى .
يؤدي الدخول من الباب الرئيسي إلي ممر ويسمي " الدهليز " وهو الممر الذي يصل مابين الباب الخارجي و الحوش وليس كل بيوت الكويت قديما بها " باب بوخوخة" حيث إن غالبية الأسر القاطنة في مدينة الكويت من ميسوري الحال قديما.
باب بوخوخة
البيت من الداخل : يتكون البيت من الداخل من غرف " دور" وفي اغلب الأحيان يكون عددها من بين 3 إلي 4 غرف وتمسح من الداخل بالجص وعددها حسب حجم العائلة وإحجامها مابين صغيرة وكبيرة حسب حالة صاحب البيت المادية ويوجد نوافذ للغرف " الدور" من الداخل تطل على "الحوش " وأما سطح البيت فيستخدم للنوم في فصل الصيف ولا يوجد قديما نوافذ للبيت تطل على الخارج إلا نادر وتكون عالية مراعاة للحجاب ولا توجد قديما في البيوت دورات للمياه إلا ما ندر وتستخدم للاستحمام فقط وتوزيع الغرف" الدور" في البيت قديما كتالي :
• دار المقعد. وتستخدم لجلوس افراد الاسرة اليومي اما للاكل والحديث.
• دار اليهال. وتستخدم لنوم الاطفال.
• دار الجيل.وتستخدم لتخزين المواد الغذائية.
• المطبخ.
مخطط للبيت قديما
بيوت الأثرياء: بيوت الأثرياء قديما تختلف عن بيوت العامة من حيث الحجم وعدد الغرف حيث توجد بعض وسائل الراحة الغير متوفرة للغير كالأبواب المزخرفة والنوافذ ذات الحماية الحديدية والأثاث وغيرها وتنقسم بيوتهم إلي قسمين وهي على النحو التالي:
1. الحرم : وهو القسم الذي تتواجد به النساء والأطفال و به عدد من الغرف تطل على الحوش الداخلي .
2. الديوان"الديوانية":وهو قسم مخصص للرجال يسمي باسم العائلة وليس باسم كبيرهم.
ولكل قسم مدخلة الخاص به ويوحد بينهم ممر يسمي " مدربان " كما توجد فتحة بين القسمين وتسمي " النقبة " وتعرف أيضا " بالفرية " وهي عبارة عن فتحة بالحائط تسمح بالاتصال مابين القسمين دون الدخول إضافة على ذلك يوجد أيضا في بيوت الأغنياء " الباجدير" وهو برج في اعلي البيت متصل في البيت له أربعة فتحات من الأعلى مقابل للاتجاهات الهواء حيث يدخل الهواء داخل الفتحات لداخل البيت وهي بمثابة التكيف في الوقت الحالي ولمشاهد هذه النوعية من البيوت زيارة بيت البدر وبعض ماتبقي من الدواوين القديمة الواقعة على جون الكويت في الحي القبلي والشرقي.
الديوانية : الدوانية مجلس مخصص للرجال فقط كما قلت سالفا وتكون ملحقة في البيت وأثاثها وحجمها حسب إمكانيات و مكانة وشخصية صاحبها وتكون في الغالب في منازل الأثرياء أو المقتدرين قديما ولم تكن الدواوين بالكثرة قديما كما هو في الوقت الحالي حيث ليس بمقدور الكثير تحمل نفقاتها قديما إلا الشخص المقتدر وللدواوين اثرها الكبير في ترابط الأسر الكويتية قديما روادها هم من التجار ورجال العلم والمثقفين والعامة وتقام بها الاحتفالات بالمناسبات كالأعياد وشهر رمضان وكذلك الأعراس الخاصة بالعائلة نفسها أو أقربائهم أو جيرانهم .
حظائر الحيوانات : كانت بعض مساكن الكويتيون قديما تضم حظائر للحيوانات والطيور لذلك عندما قاموا ببناء بيوتهم حرصوا ان يكون الباب ذو فتحتين وهو مايعرف " باب بوخوخة " الباب الكبيراستخدم لدخول وخروج الحيوانات كالإبل والخيول والحمير والأبقار والأغنام من و الي الحظائر أما الباب الصغير استخدم لدخول وخروج أهل البيت.
مواد البناء المستخدمة قديما : استخدم الكويتيون مواد للبناء قديما وهي كتالي :
1. الطابوق والأحجار : استخدم الكويتيون قديم الطين والطابوق الأصفر والجص والأحجار البحرية التي تجلب من منطقة عشيريج حيث تقطع وتحمل على سفن " التشالة " وهذه الأحجار تمتاز بمساماتها التي تساعد برودة البيوت في فصل الصيف الحار والدفء في فصل الشتاء واستخدام الأحجار و الطابوق يتعمد حسب حالة صاحب البيت فميسوري الحال تكون بيوتهم من الطابوق الطيني والأثرياء من الطابوق الأصفر الذي استيرادة من الخارج والأحجار البحرية تم جلبه من عشيريج حيث ثمنها أغلي من الطابوق الطيني .
الاحجار البحرية - عشيرج
2. الأسقف : استخدم الكويتيون قديما جذوع الأشجار من الجندل و الباسجيل المطلية باللون الأسود للتغطية الأسقف ويعرف هذه الطلاء باسم " سيالي " وذلك لحفظها من التآكل ثم تغطي بعد ذلك " المنقور " أو مايعرف بالبارية ويصنع من القصب ثم يضع فوقها طبقة طينية مكونة من الجص الذي يجلب من المجاص مضاف له الرماد والذي يعتبر بمثابة عازل فعال ضد تسرب مياه الإمطار قديما ورغم ذلك تتسرب داخلها الإمطار قديما في حال سقوطهاٍ.
المنقور ويباع على شكل طيات ويستخدم في تغطية الاسقف
3. الجص : يجلب الجص من المجاص وهناك أماكن معروفة في الكويت قديما للمجاص حيث يقوم العاملين بها بحرق القمامات وشجيرات العرفج وغيرها في حفر تسمي " مجصة – ميصة " حيث تحرق بها القمامات والشجيرات لمدة يومين وتترك وبعد ذلك تنظف الطبقة العلوية منها فتظهر طبقة بيضاء تجمع على ظهور الحمير ينقلها الحمارة وتستعمل في طلاء جدران الغرف " الدور " .
الأستاذية و"البنائون " : يرجع لهم الفضل رحمهم الله في بناء البيوت قديما ويسمي رئيس البنائون قديما بـ " الأستاذ " وهو ما يعرف بالمقاول في الوقت الحالي ويتجمع البنائون من الصباح الباكر عند بيت الأستاذ للعمل ويتم اختيارهم حسب حاجة العمل ومن الأدوات التي يستخدمها البنائون قديما :
1. الخيط
2.سيالي :مادة مثل القار تستخدم لدهان الجندل والباسجيل .
3. باري : حصير ويسمي " المنفور" من قصب يجلب من العراق ينحط فوق الجندل لتغطية اسقف البيوت قديما .
3. جدوم : فأس يستخدم للنجارة والقطع .
4.الهيب : قصيب مصنوع الحديد ثقيل الوزن يستخدم بتكسير الصخور .
5. الصخين . من ادوات البناء قديما تستخدم لتقليب المونة .
6.الماكري : " بتة" مالت الباب .
7. الملمص : حبل يستخدم لاخراج الدلو من الجليب ويسمي " العوقدة " .
8.الكمشة : " اداة تستخدم للمساح " الجمجة " .
9.البلد : يستخدم لضبط زواية البيت " العاير " .
10 دامر : مادة للحماية من الرطوبة تدهن بها اخشاب الجندل والباسجيل قبل السيالي .
أستاذة البناء قديما : يختلف الأستاذة قديما في تصنيفهم فمنهم أستاذ درجة أولي وثانية وثالثة وتعتمد شهرة الأستاذ قديما حسب المدرسة المتعلم منها ومن اشهر الاستاذية قديما كالتالي :
1. المرحوم ناصر الفرحان وهو مدرسة تخرج على يديه الكثير من الأستاذية في حي المرقاب قديما .
2. المرحوم عبدالله ناصر الفرحان .
3. المرحوم فهد ناصر الفرحان .
4. المرحوم سعد صالح الفرحان .
5. لمرحوم عبدالعزيز المقهوي وهو مدرسة تخرج على يديه الكثير من الأستاذية في الحي القبلي
6. المرحوم عبدالعزيز العيسي .
7. المرحوم صالح والمرحوم فايز الذربان .
8. المرحوم راشد الرباح وهو مدرسة تخرج على يديه من الأستاذية في حي الوسط قديما .
9. المرحوم خليفة الرباح .
10. المرحوم عبدالله راشد الرباح .
11. المرحوم فهد الرباح .
12. آل بحوة الذي ظهر منهم كثير من أستاذية البناء قديما ومنهم المرحوم عبدالسلام البحوة
13. المرحوم عبدالحي البناي .
14. المرحوم محمد بن دحيم .
15. المرحوم سليمان العمير. وغيرهم الكثير .
قري القصور والجهراء وجزيرة فيلكا لا يختلف البناء بها عن ما هو مدينة من طريقة البناء حيث هناك أيضا أستاذية بناء وهذا بعض ما حصلت على أسماءهم من احد كبار السن وهم على النحو التالي :
1. الغريبي - سعد الغانم في قرية ابوحليفة .
2. المياس- وبن سعيد- الهويدي في قرية الفحيحيل .
تراخيص البناء : لم تكن المباني قديما مرخصة حتى عام 1944 حيث وضعت الحكومة غرامة وقدراها 20 روبية لكل من يحاول البناء من دون ترخيص حيث كانت أجور البناء في هذا العام حسب الأستاذ حيث أن اجر كبار الأستاذ آنذاك 10 روبيات وفي عام 1940 م ارتفعت اجو البناء في الكويت مما أدي اللي تذمر الأهالي فتقدم أعضاء المجلس البلدي باقتراح لمدير البلدية في تلك الفترة بالاجتماع مع الأستاذية لتجديد أجور البناء وتم التوصل للتالي :
• أستاذ درجة أولي 20 روبية.
• أستاذ درجة ثانية 15 روبية .
• أستاذ درجة ثالثة 12 روبية
• والحد الداني لأجور العامل هو 4 روبيات لليومية .
وفي الختام ارجوا أن أكون وفقت في إعطاء نبذه بسيطة للإخوة الأعضاء والزوار الكرام عن بيوت الكويت قديما والمواد المستخدمة قديما في شرح بسيط عن هذه البيوت التي اتسمت بالبساطة كساكنها رحمهم الله ومع ذكر الاستاذية والبنائون رحمهم الله حيث كانت الآلفة والمحبة هي السائد بينهم إلي إن من الله على أحفادهم النعمة والخير وسكنوا في قصور ومنازل بها الكثير من وسائل الترفية والراحة الغير متوفرة للأجداد قديما رحمهم الله
تحيات
أخوكم باك3.
المصادر بالتصرف :
كتاب لمحات من تاريخ الكويت
للأستاذ يوسف عبدالمحسن التركي
كتاب الجغرافية التاريخية للكويت
للدكتور محمد رشيد الفيل
حقوق النسخ محفوطة للكاتبPAC3 ولمنتدى (تاريخ الكويت)، أرجوا عند النقل ذكر المصدر للكاتب PAC3من منتدي تاريخ الكويت www.kuwait-history.net) .
أرجوا تحري الأمانة العلمية في النقل... وشكرا