كتاب سيف مرزوق الشملان «رحلتي مع الكلمة» د. يعقوب الغنيم
أهلاً وسهلاً
كتب د.يعقوب يوسف الغنيم
هذا ترحيب خاص بأستاذي سيف مرزوق الشملان وذلك بمناسبة إطلالته الجديدة علينا. ولم تكن هذه الإطلالة مجردة، فقد صحبها كتاب جديد من تأليفه هو كتاب «رحلتي مع الكلمة» أجمل خلاله مسيرته في ستين سنة منذ بدأ يكتب وينشر ما يكتب فجاء كتاباً منوعاً ضم الكثير من الموضوعات المهمة التي نحتاج اليوم الى الإحاطة بها فكاتبها أحد أعمدة كتابة تاريخ الكويت، وله في هذه الناحية المهمة من حياتنا دور كبير لا يمكن أن ننساه.
الأستاذ سيف مرزوق الشملان بذل جهده منذ عهد فتوته بالاهتمام بكل ما يتعلق بالوطن من تاريخ وتراث، وكتب في موضوعات شتى منها كتابه «من تاريخ الكويت»، وكتابه الآخر «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي» وكتابه «الألعاب الشعبية الكويتية» وأعمال أخرى يصعب إيراد ذكرها لضيق المكان، ولكنها أعمال ذات أهمية كبرى، وذات تنوع يلفت النظر، اضافة الى مقالاته العديدة التي بدأ نشر أول مقال منها في سنة 1952 حين كان طالبا في السنة الأولى من المرحلة الثانوية بالمدرسة المباركية، وكان نشره في مجلة «البعثة».
وصار هذا المقال بداية سيل من المقالات نالت مجلة «البعثة» القسم الأكبر منه، ولو حرص على جمع كل ما كتب لكان لنا فيه فائدة لا مثيل لها، ولكان حجم الذي سوف يحتويها من الضخامة بمكان.
أنا – شخصياً – أعتز بصلتي القديمة بالأستاذ سيف الشملان، ويسعدني دائماً أن أطلع على كل ما يكتب، ولذا فقد كان الفرح يغمرني وأنا أتلقى منه هديته الرائعة المتمثلة في كتابه الجديد «رحلتي مع الكلمة» والواقع أنني كنت أترقب صدور هذا الكتاب، وقد سمعت من الأستاذ مراراً أنه يعكف على تأليفه تمهيداً لتقديمه للنشر، ونتيجة لذلك الترقب فإن سعادتي لا توصف بوصوله إليّ.
إنه يجمع الكثير من المعلومات والفوائد وقد وضع تحت عنوانه ما يدل على أنه كتاب يحكي رحلته منذ سنة 1950 حتى سنة 2010 (طيلة ستين سنة) في التاريخ والتراث والسياسة والأدب والمجتمع، ولم ينس أن يضيف الى ذلك ردوده وتعليقاته على بعض الكتابات التي وردت حول الموضوعات التي يهتم بها وهي التي له رأي حولها.
بدأ الكتاب بمقدمة كتبها أستاذه عبدالله زكريا الأنصاري، ولا ننسى أن نذكر أن كليهما معجب بالآخر، وأن رأي الأستاذ عبدالله بتلميذه كان رأياً يدل على معرفة تامة به وتقدير لهذا التلميذ النجيب، يقول الأستاذ الأنصاري في جزء من المقدمة: «إن سيف مرزوق الشملان محقق موثوق، ويمكن الاعتماد عليه اعتمادا تاما في معرفة وضبط التواريخ، وتتبعها في مظانها وما حولها».
وضع الأستاذ الشملان لكتابه مقدمة ألحق بها حديثاً مسهباً عن سيرته الذاتية، وعن سيرة أسرته آل سيف وأسرة الرومي وعن عمله وبداياته في القراءة والكتابة وأسفاره موثقا ذلك بعدد من الوثائق والصور التي ضمنها كتابه.
ثم استعرض ما كتب عنه خلال السنوات الماضية، وأورد بعض مقالاته المنشورة وهي مقالات اجتماعية وتاريخية متنوعة ختمها ببعض مقالاته عن البحرين، وهي مقالات تدل على صلاته بأهل البحرين الكرام وحبه لهم، ودرايته بتاريخ بلادهم.
وفي ختام هذا المقال أرجو من أبناء وطني أن يهتموا بهذا الكتاب قراءة ودراسة، ففيه الكثير مما ينبغي أن يُعرف عن الكويت وأهلها، وفيه معلومات إن لم نحرص على حفظـها ضاعت مع الزمن. كما ضاع لنا – للأسف الشديد – كثير من تراثنا الذي حرص الأستاذ أبو مرزوق على الاهتمام به.
بعد ذلك:
أهلاً بسيف مرزوق الشملان
أهلاً بكتابه «رحلتي مع الكلمة».