أسباب انتقال الإمام عبدالرحمن الفيصل الى الكويت !!
صورة الإمام عبدالرحمن الفيصل والد الملك عبدالعزيز رحمهما الله
ينبغي قبل العروج على أيِّ حدثٍ تاريخي إحداث تصوُّرٍ ذهنيٍّ للحيزين الزمني و المكاني للحدث حتى يمكن على الأقل أخذ صورة مقاربة ـ و لو بعض الشيء ـ للحدث.
و لذلك لا بُدَّ من تهيئة تاريخية للموضوع بالنسبة للقارئ الكريم :
وسنبتدئ ذلك أخي القارئ الكريم باستدعاءالتاريخ الرسمي حسب ما هو موثَّقٌ في مادة التاريخ للصف الثالث ثانوي شرعي ..:
(في سنة 1293هـ حاول الإمام عبدالله مساعدة آل عليان زعماء بريده ضد آل مهنا فاستنجد حسن بن مهنا بالأمير محمد بن رشيد فهب لنجدته وبدأ التحالف. وفي سنة 1299هـ حاصر الإمام عبدالله المجمعه فاستنجد أهلها بأبن رشيد فهب لنجدتها ومعه إبن مهنا ولما إقترب ابن رشيد من المجمعه فك الإمام عبدالله الحصار عنها. وبعد عامين حاول الإمام إعادة البلدة لطاعته فهب لنجدتها إبن رشيد وإبن مهنا ، ودارت بينهم معركة (أم العصافير) سنة 1301هـ
وإنتصر ابن رشيد وثبت مركزه بالوشم وسدير.
وفي سنة 1305هـ دخل أبناء سعود الرياض وقبضوا على الإمام عبدالله وتولوا الأمور فيها. حيث كانت تلك فرصه لإبن رشيد لتوسيع نفوذه وتوجه للرياض وحينما إقترب خرج كبار البلده واتفقوا معه على إخراج أبناء سعود. وبعد دخوله أخرج الإمام من سجنه وعين سالم بن سبهان أميراً للرياض. وعاد لحائل ومعه الإمام عبدالله وأخيه عبدالرحمن.
وبإيعاز من إبن رشيد قام ابن سبهان بقتل ثلاثه من أبناء سعود بن فيصل بعد بضعة أشهر وضجت الأسره السعوديه وأظهر ابن رشيد غضبه فعزل ابن سبهان عن منصبه
وإطمأن لوضعه في نجد ولم يعد بحاجه إلى تحالف حسن بن مهنا. وبدأت الخلافات بينهم. وتحالف ابن مهنا مع زامل بن سليم أمير عنيزه ضد ابن رشيد. وفي سنة 1307هـ أذن ابن رشيد لعبدالله بن فيصل وأخيه بالعوده للرياض وبعد يومين من وصولهم توفي عبدالله وخشى ابن رشيد من إستعادة عبدالرحمن لنشاطه فعين سالم بن سبهان على الحاميه بالرياض فلما تأكد عبدالرحمن بن فيصل أن ذلك تمهيداً للتخلص منه قبض على ابن سبهان. وعلم ابن رشيد بذلك وإ تجه للرياض سنة 1308هـ وعندما إقترب خرج له وفد برئاسة محمد بن فيصل لأجل التفاوض مع ابن رشيد وتم الإتفاق على أن يكون عبدالرحمن إماماً للعارض والخرج ويطلق سالم بن سبهان ويطلق ابن رشيد من كان عنده من آل سعود. ولعل مادفع ابن رشيد على الموافقه لإنشغاله بالقصيم التي اتحدت ضده فحاربهم وإنتصر عليهم في المليداء سنة 1308هـ
. وعلم الإمام عبدالرحمن رحمه الله بهزيمة أهل القصيم وخرج بعدها وهاجم بلدة الدلم وانتزعها من رجال ابن رشيد ثم توجه للرياض ودخلها . وعلم ابن رشيد بذلك وجهز جيشاً لمحاربة الإمام عبدالرحمن وإلتقيا في معركةحريملاء سنة 1309هـ ، وإنهزم الإمام عبدالرحمن وكانت هذه آخر معارك الدوله السعودية الثانيه .) انتهى من مقرر مادة التاريخ للصف الثالث ثانوي شرعي ..
و هوعلى هذا الرابط : http://vb1.alwazer.com/t48940.html
ـ إذن الإمام عبدالرحمن الفيصل رحمه الله كان يسعى لإعادة الدولة السعودية ، و بالتالي استولى على بلدة الدلم وانتزعها من رجال ابن رشيد ، ثم توجه للرياض ودخلها ، و بعد ذلك توجَّه لحريملاء لكونها المحطة التالية ، حيثُ أنَّ الدرعية كانت قد هُدِمت قبل ذلك بكثير عام 1233 هـ .
ـ كما أنَّ ابراهيم المهنا أخا حسن المهنا امير بريدة كان يحث الامام على الخروج و استعادة دولة أبيه وأخيه فقد ( استطاع ـ ابراهيم ـ بعد معركة المليدا ـ و أسر أخيه حسن ـ ان يجمع من بقى معه من اهل القصيم ،وانضم إلى عبد الرحمن بن فيصل ومعه قبيلة العجمان فشجعهم ذلك وهاجموا بأتباعهم بلدة الدلم, وانتزعوها من رجال ابن رشيد ثم ساروا إلى الرياض ودخلوها ولكن لم يمكثوا طويلا بل غادروا إلى إقليم المحمل )
عن موقع آل مهنا كما على هذا الرابط : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%84_%D9%85%D9%87%D9%86%D 8%A7
من غير المتوقَّع بالطبع من ابن رشيد الذي كانت قد انعقدت له البيعة في جُلِّ مناطق نجد أن يقِفَ مكتوف اليدين من تلكم الأحداث العاصفة ، بدءاً باستيلاء الإمام على الدلم و مروراً بإخراج ابن سبهان ممثل ابن رشيد ، و انتهاءاً بتطلعات الإمام التوسعيَّة لاستعادة أمجاد الدولة السعودية الثانية.
( فما أن علم الامير محمد بن رشيد بتحركات الإمام حتى جهز جيشا وتوجه به لمقاتلة عبد الرحمن بن فيصل ومعه قبيلة العجمان وإبراهيم بن مهنا ومعه اهل القصيم ).
أمَّا بالنسبة للوضع في حريملاء فقد كان الأمير علي بن حمد المبارك رحمه الله قد تولى أمارة حريملاء في ربيع الثاني من عام 1290 هـ ، (وكان رجلا صالحا كريما سخيا ) ، روضة الناظرين جــ2 ص 283هـ في ترجمة العلامة محمد بن فيصل رحمه الله .
ـ( و في صفر من عام 1309هـ ـ أي في فترة أمارة الأمير علي ـ أقبل الإمام عبدالرحمن بن فيصل رحمه الله هو وابراهيم المهنا رحمه الله ومعهم جنود كثيرة وقصدوا بلد الدلم واستولوا عليها ، ثم ساروا إلى الرياض وأميرها محمد بن فيصل رحمه الله فدخلوها بغير قتال ، ثم ساروا إلى المحمل ، وكان محمد بن عبدالله بن رشيد حين بلـغـــه مسيرهم خرج من حايل بجنوده فسار إليهم وهم على حُريملاء فسـار إليهم وهزمهم وقتل من جُـندِ الإمام عــدة رجال منهم إبراهيم المهنا ).
أنظر عقد الدرر لابن عيسى المطبوع مع عنوان المجد ص 101 ، (عنوان السعد والمجد ) للناصر .
إفادة المؤرخ ضاري بن فهيد الرشيد رحمه الله"شاهد عيان":
ذكر ضاري بن فهيد الرشيد وهو من المعاصرين بل الحاضرين لوقعة حريملاء عن أحداث وقعة حريملاء وأسبابهاـ في تاريخه الذي أملاه عام 1331هــ أن الإمام عبدالرحمن بن فيصل عندما أخرج حامية محمد بن عبدالله الرشيد من الرياض واستقل بها كاتبَ أمير عنيزة زامل بن سليم وأمير بريدة حسن بن مهنا فتغَـيَّرا على محمد بن عبدالله فأحسَّ بذلك محمد فأوقع بهم في المليداء في جمادى الأولى من عام 1308هـ وعَـثر على مكاتيب بين الإمام عبدالرحمن بن فيصل وحسن المهنا .
ثم قال ضاري: ( أما عبدالرحمن بن فيصل لما قتلوا أهل القصيم علم أن محمد الرشيد أشرف على مكاتيبه ووعده لهم ، صار يترقب ، أما محمد فتغافل ولم يذكر شيئا كأنه ما سمع شيئا حتى مضى ثمانية أشهر وهو لم يزل يترقب فرصة من عبدالرحمن ويرسل عليه الجــواسيس والعيون خفية حتى أنهم جاؤوه وقالوا : أنه ظهر من الرياض ونزل حريملاء وعنده شِرذمةٌ قليلةٌ من البَدوِ وهم العِـجمان وبعضُ شِـيع ، عند ذلك ركب حالاً ابن رشيد غازيا فلما وصل حُـريملاء أرسل خيلا وعيونا جاؤوا مسرعين على أنهم قد رأوا خيام عبدالرحمن وقد كانت ثلاثيـن خيمة فـحالاً أمر القوم أن يجردوا الركاب من جميع الثقل وأن يركبوا خفافا والمسافة التي بينهم خمس ساعات ، وذلك بعد ما تعلَّت الشمس ، فعند ذلك أغاروا عليهم فجأة ، ولم يكن لهم من النجدة إلا الهزيمة ) ، انظر ( نبذة تاريخية عن نجد ) ــ ضاري بن فهيد بن عبيد الرشيد ــ صـ 57 ، أ ملاه على وديع البستاني في بومباي حين كان يستشفي هناك عام 1331هـ ، وانظر عقد الدرر صـ 101 . . .
ـ أمَّا محمد بن فيصل بن تركي فأقـام في القصر في حماية آل مبارك "ولم يتعرض له ابن رشيد بشيء، لكون محمداً الفيصل رحمه الله كان يميل الى المسالمة"، و أما الإمام عبدالرحمن فأرادَ الخروج من حريملاء ، فأمر علي بن حمد أخـاه سعدا بالخروج بالإمام عبدالرحمن من حريملاء عند قدوم ابن رشيد ، و كان سعداً من الشجعان الأشِـدَّاء ، و معه خـيَّال التوحيد الفارس المشهور ، فوقفا لجـموع ابن رشيد في "خنقة ملهم" فارتدَّ مقدَّم الخيل على مؤخرها نظرا لتضايق المكان ، فسميَّ ذلك المكان بــ ( جـضَّـة سـعـد ) .
ثمَّ اخترق به سعد و خـيَّال التوحـيد صفوف جيش ابن رشيد ، فلما جاوزا حريملاء انهزموا به العجمان إلى الأحساء .
ـ إذن الامام خرج به سعد بن حمد المبارك و خيال التوحيد ،أمَّا سعد فحمى ظهر خيال التوحيد الذي خرج بالإمام حتى سلَّمه للعجمان .
و محمد بن عبدالرحمن شقيق الملك عبدالعزيز الأكبر أخذه العجمان .
ـ فمن هوخيال التوحيد ؟؟
خـيال التوحيد هو سعود مولى آل سـعود أحد المغاوير الشـجعان وكان لسعود بن فيصل من قبل ، وحضر وقعة طلال عام 1290هـ التي هـزم فيها سعود بن فيصل ، وإياه يعني شليويح العـطاوي حـين قال بعد تلك الوقعة :
.....(عن موقع مجالس العجمان ) ..
معركة حريملاء:
هذا ما قاله الشيخ عبد الله بن فهد الدامر رحمه الله عن معركة حريملاء ) عندما التقينا بالاستاذ فهد بن شلحاط كاتب روايات الشيخ عبد الله الدامر:
ضيف اللقاء الاستاذ/ فهد بن شلحاط يملي على مجري اللقاء فالح بن عمره روايات الشيخ عبد الله الدامر رحمه الله "عن شاهد عيان من العجمان" عن احداث حريملاء
( العجمان مع عبد الرحمن ونازلين في حريملاء ويوم ارتفعت الشمس في كبد السماء ليسمعون الصوت لمعارف الخيل واصلتهم جاءهم بن رشيد .
و محمدالدامر ومانع بن جمعه وكمعان وشافي بن فهيد ال منيخر متسابقين: عبد الرحمن !!!! عبدالرحمن !!.
أولاد المرزوق وعلى مشيتهم ليذا محمد بن عبد الرحمن جذع يفختت ( ولاهو يعرف الدامر )
قال: يا محمد لا تخليني.
قال لابالله ماني بمخليك .
وحدها عليه وينبزه لهو على قطاة الفرس.
وقال: يا الربع عندكم عبد الرحمن أنا قد قسمي ذا البزر اللي معي وهو يقفي به والربع يوم جاءوا عبد الرحمن إلا ما عنده إلا خيال التوحيد خيال طيب من أهل العارض من خوياهم يقولون له خيال التوحيد ما عينوا عنده إلا هو ويشلونه ويركبونه مدري منهم اركبوه على فرسه أو اركبوه مع واحد منهم لكنهم جابوه يوم الله جابه.
عاد يقول محمد بن عبد الرحمن لمحمد الدامر: تراك قدك أبوي كان أبوي ما جاء .
قالله يا ولدي أبوك عنده رجاجيل بيجيبونه كان الله جابه ولا بيحام عليهم كلهم ، اظهروه الرجاجيل وصارت الهزيمة على عبد الرحمن بن فيصل..) انتهى عن موقع مجالس العجمان ..
على الرابط : http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=7682
ـ نرجع لرواية ضاري الرشيد ، يقول ضاري الرشيد :
(أما عبدالرحمن فهم انهزموا فيه أربعة خيالة من العجمان وانحدروا إلى الأحساء ، أما الهزيمة فالذي قضب ( أمسك) ذلك النهار فلا تسأل)
( نبذة تاريخية عن نجد ) ــ ضاري بن فهيد بن عبيد الرشيد ــ صـ 57 ، أملاه على وديع البستاني في بومباي حين كان يستشفي هناك عام 1331هـ ، وانظر عقد الدرر صـ 101 . ..
ـ قلتُ سبق في شهادة عبدالله الدامر أن أولئك الاربعة من العجمان هم :
محمدالدامر ومانع بن جمعه وكمعان وشافي بن فهيد ال منيخر .
، وتسمَّى هذه الوقـعـة أيضـا بوقعة حـريملاء كما سماها ضاري بن رشيد في نبذته التاريخية عند تعداده لوقعات محمد بن رشيد . (المصدر السابق ص76 وانظر عقد الدرر لابن عيسى ص101.).
ـ قلتُ: عندما دخل ابن رشيد حريملاء و وجد أميرها و أهلها قد أخرجوا الإمام ـ خوفاً على حياته ـ غضب غضباً شديداً ، وكاد أن يوقِع بسعد بن حمد المبارك لولا أنَّ الأمير علي بن حمد ذكَّره بأنَّ الشرع الشريف ثمَّ شمائل العرب و أخلاقهم الأصيلة تقتضي حماية الضيف و الدخيل ماداما في الجوار .
عند ذلك جنَح ابن رشيد الى أخذ تعويض مالي كنوع من العقوبة على حريملاء لإخراجها الأمير ، والتي دفع جزءاً كبيراً منها الأمير علي رحمه الله ، و هذه الأحداث معروفة ومشهورة ، يعرفها من أدرك كبار السن العارفين بالأحداث ..
ـ ممَّا ينتسقُ في عقد ولاء أهل حريملاء للدولة السعودية بأطوارها الثلاثة ، و نُصرتهم للدعوة لإصلاحية و دولتها السلفية ،وبالله المستعان و عليه التكلان .
عندما يكتب الحظ حروفة لن يفوز الا المحظوظ بقدرة الله تعالى وحكمتة ,,الله سبحانة وتعالى هو من يسخر الآسباب والعباد لكل شيء من عبادة وله في ذلك حكمة لانعرفها ,,