بدأت الحركة الأدبية في الكويت قديما في فترة حكم المرحوم الشيخ مبارك الصباح رحمة الله توجت في تأسيس المدرسة المباركية و الجمعية الخيرية ثم عهد الشيخ أحمد الجابر رحمه الله تم افتتاح صرحين علمي وأدبي بعد المدرسة الاحمدية وهما المكتبة الأهلية والنادي الأدبي ويعود الفضل في ذلك إلي الادباء والمحسنون الأفاضل من أهل الكويت رحمهم الله وسوف أتطرق لهذين الصرحين الذين كان لها أثر كبير على أهل الكويت في ذاك الوقت .
المكتبة الأهلية
في عهد الشيخ مبارك رحمه الله تم تأسيس الجمعية الخيرية في عام 1913 م الموافق 1331 هـ و كانت الكتب التي جمعت للجمعية الخيرية هي النواة الأولي لتأسيس المكتبة الأهلية في عام 1923 م الموافق 1341 هـ ويرجع الفضل في تأسيسها لأهل الأدب في الكويت وعلى رأسهم للمرحوم الشيخ يوسف بن عيسي القناعي والذي كان يرئسها بنفسه ومديرها هو المرحوم سلطان بن الكليب رحمة الله .
تم افتتاح المكتبة وزودت بالكثير من الكتب النافعة المفيدة وتم جلب اغلب الكتب التي كانت محفوظة في بيت أل بدر الكرام حيث ساهم رجال الكويت الأفاضل رحمهم الله في هذه المكتبة بمالهم وتبرعوا بالكثير من الكتب القيمة النفيسة التي ضمت إلي كتب المكتبة القيمة وأصبحت فيما بعد مورداً للعلم وللمطلعين من أهل الكويت .
النادي الأدبي
في عام 1924 م الموافق 1342 هـ فكر مجموعة من الشباب الكويتي المثقف في ذلك الوقت في تأسيس ناد يجمعهم ويكون ملتقي لهم لتبادل الآراء والأفكار فيما بينهم وإلقاء المحاضرات ونشر العلوم النافعة والمعرفة بين الشباب في ذاك الوقت وهو أول نادي يؤسس في تاريخ الكويت ويعود الفضل في ذلك لصاحب الفكرة المرحوم خالد سليمان العدساني رحمه الله .
تم افتتاح النادي وكان له صدي عظيم في جميع إنحاء الكويت وفي حفل الافتتاح ألقيت القصائد والخطب من قبل أعضائه و كان رئيسة الشيخ عبدالله الجابر رحمه الله ومدير النادي المرحوم عيسي الصالح القناعي وأمين الصندوق هو المرحوم أحمد محمد أحمد الغانم رحمه الله انظم للنادي الكثير من شباب الكويت الذين لهم الفضل الكبير في نهضة الكويت .
ساهم أهل الكويت في النادي ماديا ومعنويا من الكتب النافعة والصحف والجرائد الصادرة في ذاك الوقت وساهم المرحوم أحمد الجابر رحمه الله في نشئت النادي أيضا وشارك المؤرخ الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله في إلقاء محاضرات عن الأخلاق والفقه واللغة العربية .
وفي الختام أرجوا إن أكون وفقت في أعطاء نبذة عن المكتبة الأهلية والنادي الأدبي للإخوة الأعضاء الكرام وعن رجال الكويت من المثقفين والمحسنون رحمهم الله الذين لهم الفضل في نهضة الكويت.
المصدر "بالتصرف " :
1. كتاب "تاريخ الكويت" للمؤرخ المرحوم الشيخ عبد العزيز الرشيد رحمه الله .
2. كتاب "من تاريخ الكويت" للعم سيف مرزوق الشملان حفظة الله
تحياتي باك 3
حقوق النسخ محفوطة للكاتبPAC3 ولمنتدى (تاريخ الكويت)، أرجوا عند النقل ذكر المصدر (للكاتبPAC3 من منتدي تاريخ الكويت www.kuwait-history.net) .
أرجوا تحري الأمانة العلمية في النقل... وشكرا
النادي الأدبي الكويتي
تبني الأديب الكويتي خالد سليمان العدساني فكرة تأسيـس ملتقي يجمع شمـل الشباب الكويتي ويكون مجالاً لتبادل الأفكار فكـان النادي الأدبـي الذي أنشي عام 1924م .
في عـام 1926م ترأس الشيخ عبد الله الجـابر الصباح إدارة النادي الأدبي وكان محبا للأدب وقد أعطاه دفعه كبيرة في بدايته.
وقد إنضم إلي النادي العديد من الأدباء والمثقفـين الشبان وتبرع له محبو القراءة بالعديد من الكتب حتي صار منارة من منارات الكـويت الثقافية.
وقد أحدث النادي في السنين الأولـي من تأسيسه حركة أدبـية ويقظة ذهنية بين صفوف الشباب الكويتي وإنتسب إلي عضويته مئات الشباب وألقيت فيه المحاضرات العلمية والأدبية التي كان لها دويها البعيد ليس فقط في أرجـاء الكويت بل في ما جاورها من إمارات الساحـل الساحل العربي أيضا.
وقد أكدت النشاطـات التي قدمها النادي الأدبي أن الثقافة هي الوسيلة الوحيدة الفعالة التي جعلت الكويت تلتحم بالعالم العربي فلم يقتصر الأمر علي المحـاضرات التي ألقـاها عبد العـزيز الرشيـد أو أشعـار خالد العدساني أو حجي قاسم.
بل تعددت نشاطـات النادي إلي دعوة زعماء العالم العربي ورجال الإصلاح ومنهم الشيخ أمين الشنقيطي أحد دعاة الإصلاح الإسلامي في موريتانيا والعراق والخليج.
وفي جولة الزعيم العربي التونسي عبد العزيز الثعالبي إلي دول الخليج مر بالكويت وإستضافه النادي الأدبي وقد أحدث وجوده طـاقة هائلة من حماس القوي الوطنية في المنطقة.
ومع قدوم الشيخ محمد الخراشى الأزهري المصري
(الذي كان يـدعو للمذهب البهائي)
إلي النادي حـدث خـلاف في الرأي بينه وبين الشيخ عبد العـزيز الرشيد هذا الخلاف أحدث ضجة كبيرة وصل أصداؤها إلي السلطة الحاكمة بعدها أشرف النادي علي غلق أبوابه.
وهكذا نري أن نشاطات النادي كانت ملتهبة من أولها وقد أثارت غضب الإدارة البريطـانية وجعلـت من العالم العربي مسرحا لمقاومة قـوي الإستعمار سواء البريطانـي أو الفرنسي ولعل ذلك يفسر عمر النـادي القصير الذي لم يزد علي العامين.