لم أفاجأ، عندما قرأت يوم الأحد الموافق 15/11/2009 احدى المقالات، بكل هذه الافتراءات على رجال قدموا دماءهم الزكية من اجل الديموقراطية التي ننعم بها اليوم، والتي لم تكن هبة يوما من الايام.
لقد سبق ان تم الرد على آخرين يشتمون اهل الكويت، بل ويخونون اعضاء المجلس لعام 1938 بدعوة ضم الكويت الى العراق وتفنيدا للمقالة واحقاقا للحق حتى لا يزور التاريخ اود ان اشير الى هذه النقاط الثلاث:
اولا: عندما قدم اعضاء المجلس التشريعي لعام 1938 مسودة الدستور من 69 مادة ومن ضمنها مادة تنص على ان «الكويت امارة ذات سيادة مستقلة ولا يجوز النزول عنها».
ثانيا: جميع جلسات المجلس التشريعي الاول والثاني لعامي 1938 و1939 برئاسة المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، فكيف يوافق رئيس المجلس واحد اهم رموز الاسرة الحاكمة آنذاك على دعوى الانضمام الى العراق؟
وان افترضنا جدلا موضوع الانضمام، فهل قدم كاقتراح ام هو من نسج الخيال؟ فالمنطق يفترض ان يقدم الموضوع للرئيس كي يناقش بالمجلس، ولا توجد ورقة واحدة، ولو وجدت لسطرها من هم قبلك ممن يدعون بانهم مؤرخون.
ثالثا: يوم 18 على 19 فبراير 1939 بُثَّت من اذاعة الزهور برقيتان مزورتان باسمي سليمان خالد العدساني واحمد زيد السرحان، وعندما ذهبنا واستفسرنا عن هذا الموضوع اتضح ان في الامر مكيدة وزورا وبهتانا.
واذا كانت هاتان الورقتان صحيحتين، فأين هما بعدما حل المجلس ولم تظهر تلك الرسائل، حيث انها كانت مختلقة من قبل الملك غازي.
رابعا: ان السبب الرئيسي للمشكلة هو طرح موضوع النفط مما اثار حفيظة المعتمد البريطاني، واوعز الى الشيخ المغفور له احمد الجابر الصباح بحل المجلس.
والملك غازي يعلم علم اليقين ان الكويت اكتشف فيها النفط عام 1934 ببحرة، وهو يريد ان يمد نفوذه بالسيطرة على الكويت من اجل النفط، ولكن من الظلم ان يشوه كبار اهل الكويت الذين لهم اياد بيضاء في بناء بلدهم الكويت من مدارس ومستشفيات وغيرها فهم اساس الكويت.
اهل الكويت رجال ولكن ليس كما يدعي صاحب المقال بانهم «دياي» حاشا لله ان يكونوا كذلك، لماذا ذهب اسد الجزيرة الشيخ مبارك الصباح باسترضاء ثلاثة من كبار التجار من اهل الكويت عام 1910، وهم الذين يملكون اسطولا عجيبا مكونا من 800 سفينة جابوا بها الهند الى افريقيا والعراق؟
واذا كنت تعير من ذهب الى العراق بانها جريمة، فأسألك بالله أين لجأت عائلة وابناء القتيلين الشيخين محمد وجراح الصباح عندما استولى مبارك على الحكم في 8/5/1896 ألم يستقروا في العراق بمنطقة الزبير مع خالهم الشيخ يوسف الابراهيم الذي كانت لديه املاك كثيرة في العراق بمنطقة الدورة وغيرها؟
لماذا القفز على الحقائق؟
أين املاك اسرة الصباح من النخيل أليس في منطقة الفاو في العراق، والشكاوى التي رفعت من ابناء الشيخين محمد وجراح الصباح ضد الشيخ مبارك الصباح الى الدولة العثمانية، وهذا الكلام ليس من عندي، وانما موجود في الوثائق البريطانية، وكذلك الارشيف العثماني «اسطنبول يلديز» منذ ان استولى الشيخ مبارك الصباح على الحكم، حاولوا استعادة الحكم مرة اخرى من خلال المشاركة في الحروب التالية:
1 - الحملة البحرية لمهاجمة الكويت بتاريخ 30/6/1897
2 - موقعة الصريف عام 1901 من كان من المشاركين أليسوا ابناء الشيخين محمد وجراح الصباح على رأس المواجهة مع عبدالعزيز بن متعب الرشيد؟
هل يعقل ان نسمي ابناءهم الآن خونة؟ يا له من ظلم وافتراء!
اما هجومك على الرمز احمد السعدون، فهو يكفيه شرفا انه عندما شنت الحملة الشرسة اثر ندوة اقيمت في مقر التحالف الوطني، فالذي حسم الامر هو سمو الامير حفظه الله بان احمد السعدون لم يقل شيئا مما نسب اليه، اما الادعاء الظالم بان السعدون هو من حرض صدام حسين عام 1990 بغزو الكويت، فهذا الادعاء لا يحتاج الى تبرير وتوضيح، فأحمد السعدون منذ ان خرج من الكويت بتاريخ 10 اغسطس 1990 والتقى بالامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح يوم 12/8/1990 وكذلك اجتمع مع سمو الامير الوالد بمجلس الوزراء ولمدة ساعة ونصف الساعة بحضور اعضاء الحكومة بالمنفى وكانت لديه رسالة من اخوة افاضل جرى بينه وبينهم اتصال اثناء وجوده في منطقة الحفر بالسعودية وهي :
«بأن نجند كل طاقاتنا وجهودنا من اجل العمل تحت مظلة واحدة، وهي مظلة الحكومة من دون ادنى تحفظ وبقلوب مفتوحة».
ولكن لم يتم الرد عليه، وعندما ظهر طارق عزيز في احدى شبكات التلفزة الاميركية بتاريخ 28/8/1990 يشتم النظام الكويتي اتصل الشيخ ناصر المحمد بأحمد السعدون يطلب منه ان يفند مزاعم طارق عزيز، هذا هو احمد السعدون.
لقد أخطأت بحق اهل الكويت، شتمت رموزها الاموات قبل الاحياء، واذا كان احمد السعدون محرضا فقد حل المجلس عام 1986 وليس لديه حصانة ولم يعد الى المجلس الا في 5 اكتوبر 1992 فلماذا لم يتخذ ضده اي اجراء ان كان فعلا متآمرا على مصلحة الكويت العليا، لكنه الفجور بالخصومة والكره الدفين لاهل الكويت، فمن يعمل ليلا ونهارا على تمزيق الوحدة الوطنية؟ فحكام واهل الكويت لا يعرفون الشتيمة ولا البذاءة ولكن هذه السلوكيات دخيلة علينا.
اقول لاي مدع بان اعضاء مجلس 1938 خونة ومتآمرون: الحقيقة ان المقصود بهذه التهمة الاول والاخير هو المغفور له الشيخ عبدالله السالم لانه كان رئيس ذلك المجلس، وفي عهده كان دستور 1962 وبذكائه وحنكته استطاع بهذا الدستور ان يضمن حكم الاسرة الى أبد الآبدين والمتمثل بنص المادة الرابعة من الدستور والمشاركة الشعبية وفق نص المادة السادسة من الدستور الذي يعتبره البعض انه غلطة تاريخية لا تغتفر لعبدالله السالم ويجب ان تصحح.
وفي الختام، مع تأكيدي ان ردي كان للايضاح، ووضع النقاط على الحروف، وليس رغبة مني بالدخول في مهاترات.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.