راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > التاريـــخ الأدبي
 
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2008, 06:58 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي موضي العبيدي الشاعرة العتيبدة - فرحان الفرحان

في تاريخ الكويت الحديث الذي يمتد الى اربعة قرون هناك سيدات برزن في مجالات عدة سواء في الطب والعلاج او القراءة على المرضى او التدريس او الرعاية الاجتماعية لكن هناك سيدات برزن في مجالات اخرى مثل موضى العبيدي التي قدمت ولدها فداء للوطن وهنا نسجل تاريخ هذه السيدة على حلقات ونعيش في اجواء تلك الفترة التي عاشتها من عمرها المديد وأقول هنا:
ان من ابرز من ظهر من النساء في منتصف القرن التاسع عشر، السيدة موضي العبيدي ولقد خلدها التاريخ لأنها سجلت جزءا من حياتها شعرا حفظ في الصدور حتى وصل الينا بفضل من قيده، وكانت قد بزت غيرها من النساء اللاتي ضقن ذرعا من شظف العيش في تلك الفترة لهذا كانت تنفس عن نفسها بهذا الشعر الذي دخل في التاريخ.
وها انذا احكي قصة حياة هذه السيدة الفاضلة وأبدأ بمن سجل حياتها وقدمها الينا لنتعرف على حياتها ونمط العيش في تلك الفترة من الزمن.
وانا هنا سأذكر المراجع والكتب لاختلاف الكتابات والقصائد التي رويت عن بعضها البعض وعدم تطابقها.
اولا: اول من تحدث عن هذه السيدة وسجله المرحوم الشيخ عبد العزيز رشيد الرشيد في كتابه تاريخ الكويت وهو يتحدث عن معركة الصريف، حيث ذكر في كتابه المطبوع سنة (1926 م) ويعتبر عبد العزيز الرشيد أقرب من كتب عن حياة موضي العبيدي حيث كتب في سنة (1926) وذلك بعد وفاتها بخمس سنين.
وقد ذكر في الطبعة الثانية صفحة (164) وصفحة (165) عن معركة الصريف، وهنا نبثها كما هي حتى نبين قيمة هذه اللوعة من القصيدة المرفقة وكيف ان ولدها محمد قد لاقى حتفه حاله حال الكو يتيين الذي ذبحوا هناك، والسبب انهم ذهبوا ولم يعدوا او يدربوا على فنون الحرب والقتال، وكان كل عملهم بالبحر، لكن لنترك الشيخ عبد العزيز الرشيد يتحدث عن هذه المعركة الفاجعة.

ندب الكويتيون قتلاء الصريف

كان الكويتيون في مدينتهم ينتظرون حقيقة تلك الحادث بفارغ الصبر. ينتظرونها وهم على احر من الجمر. وقد ساورتهم الهواجس والمخاوف وبينما هم كذلك واذا بـ (اقرينس) احد خدام مبارك قد ولج المدينة متنكرا يتعثر باذيال الذلة والانخذال. فاطار النبأ المفجع بينهم ورمى جموعهم بتلك القنابل المزعجة. فترك الكويت اذ ذاك كالسفينة التي تتقاذفها الأمواج. تركها وقد ارتفع عويلها الى عنان السماء. وغادر دموعها الحمر تجري كالسحاب المنهمر. تركها تندب قتلاها ندب الثكالى. وقد عم الغم البيوت. وشمل الأسى الأفراد والجموع. فلا بيت الا وفيه عويل. ولا قلب الا وقد اضطرمت فيه النيران. فهذا يبكي على الفه الصدوق، وتلك تنوح على ابنها البار وذلك يتفج على قريبه الحميم. والكل في المصاب مشتركون ونظموا القصائد النبطية في تلك الحادثة. سنذكر نماذج منها في باب الأدب.
وفي صفحة (434) في باب الأدب يضع نموذجا من شعر هذه الشاعرة العتيدة:
امرأة من بيت ال العبيدي ترثي ابنها القتيل في وقعة الصريف بين ابن الرشيد والكويتيين
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
يا ليت منه ميتا ما درى به
علم لفا به مرس القلب تمريس
والنار عجت في الضمير التهابه
واليوم له عن جفن عيني مراريس
والحنظل المذيوق زاده شرابه
على الله اللي كفى على ضمر العيس
واليوم ما ادري اي خب لفا به
نصيت بيته قلت يا اقرينس
وين الحبيب وقال ما علمنا به
اخفى مع البيرق الحرب السناعيس
وان تسأليه والي المحدير جابه
رديت من كثر ابكا والهواجيس
دمعي كما وبل نشا من سحابه
يالله يا فكاك حب المحابيس
انك تفك محمدا من صوابه
ابجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
واعداد ما هبت هبوب النسانيس
على النبي صليت هو والصحابة

لم تكن معركه الصريف او حرب الصريف هي التي حركت قريحة هذه السيدة المفجوعة لكن من قبل كان لها بعض من الأشعار سنتحدث عنها في حينها وسنلقي الضوء على من تحدث عن هذه السيدة غير عبد العزيز الرشيد في حديث لاحق.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #2  
قديم 17-02-2008, 06:59 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

في هذه الحلقة عن موضي العبيدي انقل ما اورده الفاضل المرحوم عبد الله خالد الحاتم، وقد كتب عنها بعد الشيخ عبد العزيز الرشيد باربعين سنة، ويمكن ان يكون عبد الله الحاتم قد وفى بعض الشيء حيث نقل بعض قصائدها بصورة اطول.
وانا هنا انقل قصائدها التي رواها وكتب عنها الافاضل ويمكن يحلظ القارىء الكريم تكرر القصيدة في اكثر من بحث والسبب في تثبيتها هو اختلاف الرواية والكتابة.
كان المرحوم عبد الله الحاتم قد الف كتابه «من هنا بدأت الكويت» وطبعه في دمشق سنة (1962م) ويكون بهذا ثاني شخص تحدث عن هذه السيدة المنكوبة، وقد اورد قصة حرب الصريف وقصيدتها وقصة مقتل ابنها في هذه المعركة ومن ثم ذكره قصيدة غرق ابنها الثاني في الغوص وهي تحكي ذلك بلوعة في القصيدة الثانية وعليه اثبت تلك القصيدة.
وهذا الحاتم يروي في كتابه من هنا بدأت الكويت في صفحة (72 /73 /74): اول شاعرة.
امرأة من آل عبيدي : موضي العبد العزيز العبيدي ـ غادرها ابنها وخلاصة قلبها الى المصير المجهول، غادرها وهي في اشد ما تحتاج اليه مثيلاتها!
غادر البيت بين الندب والعويل، ليلتحق بالجيش الذاهب لمحاربة ابن الرشيد.
وهناك في ارض القصيم، وعلى رمالها بين الطرفيه والصريف، تلاقى الجيشان: جيش مبارك الصباح وجيش عبد العزيز الرشيد، والتحما في معركة رهيبة قضي فيها على الجيش الكويتي برمته، ومن كتبت له السلامة من هذه المعركة لم تكتب له السلامة من قبضة بن الرشيد الذي نادى صارخا في جنوده اقتلوا كل من وقع بأيديكم من اتباع مبارك ولا ترحموا احداً.
ولم ينج سوى الشيخ مبارك وخادمه اقرينيس الذي دخل الكويت خلسة ليوزع المصائب والرزايا على البيوت! وما كاد خبر قدومه يشيع بين الناس حتى صاروا يتوافدون على بيته من كل حدب، كل يسأل عما جرى لقريبه، ومن بينهم هذه الام الثكلى التي جاءت تتعثر في مشيتها لتستقصي خبر ابنها الذي غادرها ولم يعد، وما كادت تعلم بخبره منه حتى مادت الارض من تحتها واسودت الدنيا في عينيها، وعادت ادراجها بعين دامعة وقلب حزين، وجاشت قريحتها بهذه القصيدة الرائعة تبكي ابنها: محمد بن عويش. وهي اول امرأة كويتية شاعرة:
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
يا ليت منهو ميت مادري به
علم الخطا يا ناس ما به نواميس
من يوم قيل الشيخ وخذت اركابه
علم لفا به مرس القلب تمريس
والنار شبت في الضمير التهابه
والنوم له عن جفن عيني حراريس
والحنظل المذيوق زاده شرابه
على الليل قفا على ضمير العيس
واليوم ما ادري اي خب لفا به
نصيت بينه وقلت يا اقرينيس
وين الحبيب وقال ما علمنا به
اقفى مع البيرق الحرب السناعيس
وان سلم رب المقادير جابه
رديت من كثر البكا والهواجيس
دمعي كما وبل نشا من سحابه
بالله يا فكاك جبر المجابيس
اتفك اتفك محمد من صوابه
بجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
واعداد ما هبت اهبوب النسانيس
على النبي صليت هو والصحابه

هذه المرأة كأنها على موعد مع المصائب، او كأنها ما خلقت الا لتكون هدفا لسهام الاقدار، فما كادت تفيق من تلك الضربة العنيفة التي انزلها به القدر في صميم قلبها حتى فوجئت باعنف منها، فوجئت بوليدها الثاني الذي تركها الى الغوص على امل العودة اليها ولكنه لم يعد وانما ثيابه التي عادت اليها.
فقالت ترثي ابنها:
يا بو سعيد عزى لمن ضاعت ارباه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
بسهر توالي الليل والنوم ما جاه
في مرقده كنه بجمر يملي
على حبيب سمت الحال فرقاه
الخير اللي للقرايب يهلي
ليتك حضرته يوم قربت مناياه
ماجا يا مشكاي في القوع خلي
الله يسود وجه يوسف وجزواه
ذا حق من خلا خويه يولي
يا ليتني بالهير دميت وياه
موج البحرفوقي وفرقه يزلي
والا تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفه حقه ونصيفه لي
يوسف خطف بشراع وقفا وخلاه
وانا موصيته على جبرة لي
يا ليت يوسف يوم للغوص وداه
تذكر ادموعي جدم بابع تعلي
جتني اهدومه عقب عينه مطواه
لا وفق الله محمل جابها لي
مدري درادير ازرق الموج وداه
والاكلاه الحوت واكبر غلى
ليته ربيط كان تسعون بشراه
تسعون للي هو للقرايب يهلي
ليته ورا سيلان والهند مرباه
وارجي يجيبه لي شراع معلي
البندق اللي له مخباه
نقالها عقب عينه يولي
يمكن يكون المرحوم عبد الله الحاتم هو ادق من نقل قصائد هذه السيدة المنكودة لكنه لم ينقل جل ما قالته ذكر المرحوم الحاتم «تبكي ابنها محمد عويش» والصحيح ان ابنها هو محمد البراك لا محمد العويش والعويش يعتبر من احفادها من احدى ابنتيها هذه ملاحظة نذكرها في سياق الحديث.
واكتفي بهذا النقل لانقل في الاسبوع القادم عن باحث آخر حول هذه السيدة الحزينة التي كتب القدر ان تنتقل من مأساة الى مأساة، لنحاول تغطية بحث الفترة التي عاشتها مع شاعرات وشعراء عصرها.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #3  
قديم 17-02-2008, 07:00 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

ربما يكون الاستاذ الفاضل سيف مرزوق الشملان هو اكثر من تابع هذه الشاعرة وذلك في كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي» وقد ذكر ذلك في الجزء الاول في الصفحات (442، 443،444) وقد علق على من كتب في الجزيرة العربية عنها على انها شاعرة من البادية بدون الرجوع الى المصدر.
لكن هنا احب ان انقل ما اورده الاستاذ سيف وأضعه في حلقتين او عددين واعلق على ما كتب بذلك، يقول:
كانت في الكويت زمن الشيخ مبارك الصباح شاعرة شعبية معروفة هي المرحومة (موضي العبيدي). وتعتبر اول شاعرة عرفت في تاريخ الكويت. وهي شاعرة مجيدة. وكانت حياتها بائسة، فقدت ابنها الاول (عبد العزيز) في الغوص على اللؤلؤ حيث غرق في قاع البحر عندما كان يغوص اي (سني) وذلك حوالي عام (1313هـ 1895م) وابنها الثاني (محمد) قتل في معركة الصريف الشهيرة سنة (1318هـ 1901م) وكان في عنفوان شبابه وقالت فيه مرثية مؤثرة اشتهرت في الكويت ومطلعها:
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
علم الخطا يا ليت محد درابه
علم لفابه مرس القلب تمريس
والنار شبت بالضمير التهابه
في حوالي عام 1313 هـ ـ 1895م كان ابنها عبد العزيز في الغوص مع النوخذة (يوسف الفهد) وكان عبد العزيز غيصاً. وكانت تخشى عليه من البحر. ولكن ماذا تفعل؟ وكانت قد خطبت له احدى الفتيات ليتزوجها بعد رجوعه من الغوص، ولكن القدر كان قاسيا عليها. فقد اختطف ابنها وهو في ريعان شبابه الغض. فبكته وحزنت عليه كثيراً. وقالت هذه القصيدة في رثائه تقول:
يا بو سعيد عزيل من ضاعت ارياه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
يسهر طول الليل والنوم جافاه
في مرقده جنه بنار يملي
على وليف سمت الحال فرقاه
الطيب اللي للقرايب يهلي
مدري درادير ازرق الموج وداه
والا كلاه الحوت الحوت يا كبر غلي
يا ليتني دميت بالهير وياه
موج البر فوقي وفوقه يزلي
ليتني تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفه حقه وابي نصفهن لي
او ليتني حضرته يوم قربت مناياه
ما كان يا مشكاي بالقوع خلي
ويوسف خطف بشراع وأقفى وخلاه
وانا اموصيته على جبرتن لي
الله يسود وجه يوسف وجزواه
ما ذكر دمعي وسط حوشه يهلي
جتني هدومه بعد عينه مطواه
لا وفق الله محمل جابهن لي
ليته ورا سيلان والهند مرباه
وارجى اجيبه لي شراع امعلي
البندق اللي عندنا له امخباه
نقالها بعده لعله ايولي
صلاة ربي عد ما حل طرباه
واعداد ما سار القلم بالسجلي
قصيدة مؤثرة للغاية. وتصف كيف انها ذهبت الى بيت النوخذة يوسف الفهد توصيه خيرا بابنها قبيل السفر للغوص. وتتمنى ان تكون قد توفيت مع ابنها في البحر وتقاسمت الغرابيل «المصائب» معه الى آخر حديثها في هذا الصدد. كما انها ذكرت في قصيدتها بعض الالفاظ والتعابير البحرية مثل (درادير «تيارات البحر» ـ دميت «نزلت في قاع البحر» ـ خطف «رفع الشراع» ـ الشراع ـ جزواه «بحارته» محمل «السفينة»).
تشير الشاعرة في آخر القصيدة الى خطيبة ابنها بقولها:
(البندق اللي عندنا له امخباه) وصفتها بالبندقية المخبأة ليوم الحاجة اليها، وصفتها بهذا الوصف لعلو منزلتها. وانه لن يحملها غيره مطلقا اي لن تتزوج...
اكتفي بهذا ما ذكره الاستاذ يوسف حول قصة موضي العبيدي حتى اتفرغ بالتعليق على بعض الملاحظات التي اوردها الفاضل حول قصة ابنائها ويوسف الفهد وغرق ابنها وما تشير آخر القصيدة الى خطبة ابنها وكذلك اسم ابنها الذي فقد في الغوص هو يوسف لا عبد العزيز والى ان نلتقي في الحديث القادم بالتعليق على ما ذكرنا واكمل ما اورده الاستاذ سيف حول ملاحظات على من كتب عنها من ابناء الجزيرة.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #4  
قديم 17-02-2008, 07:00 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

اعود للحديث عن السيدة موضي العبيدي الشاعرة البائسة واكمل ما ذكره الاستاذ سيف مرزوق الشملان، يقول:
مع الاسف ان قصيدة موضي نسبها احد ادباء المملكة العربية السعودية وهو السيد (عبد الله بن رواس) في كتابه (شاعرات من البادية) صفحة 367 الى شاعرة من قبيلة العوازم اسمها (سعدى) ويقول في تقديمه للقصيدة:
(اما الشاعرة العازمية سعدى فقد رثت ابنا لها غرق في البحر، فقالت تخاطب احد اقاربها). وقد نشر القصيدة ناقصة «عددها ثمانية ابيات فقط»، كما ان ابياتها محرفة.
وسبق للسيد عبد الله بن رواس ان نسب قصيدة موضي العبيدي في ابنها الذي قتل في معركة الصريف الى شاعرة من بادية الكويت لم يذكر اسمها وقال بانها ترثي ابناً لها قتل في معركة الصريف.
لو ان السيد عبد الله بحث ونقب وسأل لما وقع في هذين الخطأين بصدد شاعرتنا موضي وقصيدتيها.
هناك اديب آخر في المملكة العربية السعودية وهو السيد (عبد الرحمن العبيد) نسب قصيدة موضي في رثاء ابنها الغريق الى الشاعرة سعدى في كتابه (قبيلة العوازم) صفحة .145 ونقل القصيدة من كتاب شاعرات من البادية على علاتها.
وهنا اعلق على ما كتبه الفاضل سيف الشملان حيث يقول:
اولا: انها فقدت ابنها الاول عبد العزيز في الغوص.
1 ـ ان ابنها الذي فقدته هو يوسف وليس اسمه عبد العزيز.
2 ـ ان ابنها محمد الذي قتل في الصريف اولا.
3 ـ بعد سنوات ذهب ولدها الصغير الى الغوص وسني هناك ومات.
4 ـ النوخذة يوسف الفهد هو في الحقيقة يوسف علي محمد الفرحان وعمه فهد محمد الفرحان وتربى في بيت عمه فهد فكان كثيرون يظنون انه ابن فهد علما بان فهد الفرحان وزوجته بنت موضي العبيدي وانجب منها بنتا هي مريم وتزوجها يوسف علي محمد الفرحان ومن ثم اخذ معه الى الغوص بوسف ابن موضي العبيدي وهذه هي القصة.
5 ـ آخر القصيدة يشير الى ان:
البندق اللي عندنا له مخبأة... انا كنت متابعا قصة هذه المرأة البائسة وفعلا فان عندهم بندق للحماية حالهم حال كثير من الكويتيين الذين يستعملون اسلحة للحماية... وليس في تلك الفترة كما هي عندنا اليوم بنت تكون مخطوبة لفلان كل ما هنالك ان في البادية ابن العم (يحير) بنت عمه الى ما شاء الله وقد يتزوج غيرها وتظل (محيرة).
6 ـ الاستاذ سيف ذكر في آخر القصيدة التي قالتها لولدها الغريق بيت غير موجود عند الحاتم وهو:
صلاة ربي عد ما حل طرياه
واعداد ما سار القلم بالسجلي
7 ـ المرحوم عبد الله الحاتم في كتابه من هنا بدأت الكويت ذكر في قصيدة رثاء ولدها الذي قتل في الغوص اربعة عشر بيتا بينما ذكر الاستاذ سيف الشملان ثلاثة عشر بيتا وهناك اختلافات في الرواية.
8 ـ كان المرحوم حمد الجاسر قد ذكر في مجلة العرب وافرد ثلاث صفحات لكتاب تاريخ الغوص على اللؤلؤ وأثنى على الاستاذ سيف وعلق على قصيدة ذكرها احد الكتاب الى انها امرأة اسمها سعدى بدون دليل علما بان الشيخ عبد العزيز الرشيد هو اول من كتب عن هذه الشاعرة العتيدة.
وقد كانت لفتة الاستاذ سيف الى التعليق على هذه النقط بمكانها. وكان المرحوم حمد الجاسر يعلق على كتاب الاستاذ سيف برمته الذي كتبه عن الغوص وعلى انه كتاب قيم ومن ضمن الحديث عن الغوص قصيدة هذه المرأة المفجوعة بولدها.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #5  
قديم 17-02-2008, 07:01 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

ربما يكون من اقرب من عاش في فترة موضي العبيدي هو المرحوم عبد العزيز عبد الله المحارب الدويش الشاعر المشهور في تلك الحقبة من الزمن في نهاية القرن التاسع عشر وابنه عبد الله عبد العزيز الدويش الذي ولد قبل وفاة موضي العبيدي بست سنوات ومع هذا يكون والده قد سمع قصائدها ونقلها الي ابنه عبد الله الذي ثبتها في كتابه.
وعليه كانت الفاضلة ليلى محمد صالح قد اعتمدت على عبد الله الدويش في نقله في كتابها ادب المرأة في الكويت عن موضي العبيدي وقصيدتيها الاثنتين المشهورتين، وبعد اطلاعي على تلكما القصيدتين وجدت الفوارق بين ما نقلته الفاضلة ليلى عن المرحوم الدويش وبين ما كتبه المرحوم عيد الحاتم، لذا يستحسن ان انشر هاتين القصيدتين مرة ثانية ليلحظ القارىء الفوارق بينهما.
علماً بأن السيدة ليلى قالت: ان موضي العبيدي ولدت في فريج العليوه من المرقاب وهذا يجانب الواقع، حيث موضي العبيدي ولدت في فريج الفرج قرب دروازة العبد الرزاق.
ثانياً: ان ولدها الذي ذهب الى الغوص ليس اسمه عبد العزيز كما ورد في كتاب الفاضلة بل اسمه يوسف.
الله من علم لفا به قرنيس
يا ليت منهو ميت ما درى به
على الذي قفا على ضمر العيس
واليوم ما درى باي حفر رمى به
نصيت بيته وقلت له يا قرنيس
وين الحبيب قال ما علمنا به
اقفى مع البيرق لحرب السناعيس
وان سلمه والى المقادير جابه
ردت في كثر البكا والهواجيس
ودمعي كما وبل نشا من سحابه
يا لله يا فكاك جبر المحابيس
انك تفك محمد من صوابه
بجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
اعداد ما هب هبوب النسانيس
علي النبي صليت هو والصحابه
وفي قصيدة اخرى رثت فيها ولدها عبد العزيز:
يا بو سعيد عزى لمن ضاعت ارياه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
يسهر توالي الليل والنوم ما جاه
في مرقده جنه بنار يملي
على حبيب سمت الحال فرقاه
الخير اللي للقرايب يهلي
ليتني حضرته يوم قرب مناياه
ما جان يا مشكاي بالقوع خلي
الله يسود وجه يوسف وجزاواه
ما ذكر دمعي وسط حوشه يهلي
يا ليت يوسف يوم للغوص وداه
تذكر دموعي عند بابه تعلي
يا ليتني بالهير وميت وبياه
موج البحر فوقي وفوقه يزلي
ما ادري دراير ازرق الموج غطاه
والا كلاه الحوت واكبر غلي
والا تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفة حقه ونصيفه لي
يوسف خطف بشراع واقفي وخلاه
وانا موصيته على جبرتلي
جتني هدومه عقب عمره امطواه
لا وفق الله محمل جابهلي
البندق اللي عندنا له مخباه
نقالها عقب عينه يولي
والمهرة اللي عندنا له امرباه
ركابها عقبه لعله يولي

بعده جاء المرحوم حمد السعيدان وذكر في موسوعته (الموسوعة الكويتية) الطبعة الاولى سنة (1971) صفحة (970) يقول حول كلمة العبيدي، اسرة كويتية.
العبيدي: السيدة موضي عبد العزيز العبيدي شاعرة كويتية فقدت ولديها في حرب الصريف مارس (1901) توفيت (1921) ثم كرمتها الدولة ومنحتها ميدالية فضية في 1 نوفمبر .1969
أمام هذه النقول التي رويت عن هذه السيدة البائسة اكون قد ابرزت لك عزيزي القارىء الفوارق فيما نقل عن هذه السيدة نظراً لأن النقول كلها شفوية ويزيد هذا وينقص ذاك وينسى الآخر ويضيف آخر من عنده بعض الكلمات ليستقيم اللفظ.
وعليه اكون قد انتهيت من هذه الحلقة لانتقل الى حلقة اخرى في الاسبوع القادم مع باحث آخر كتب عن هذه السيدة ويا ليتهم تكلموا عن الاجواء التي عاشتها موضي العبيدي واسرتها.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #6  
قديم 17-02-2008, 07:01 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

قبل أن أنهي ما أكتبه عن موضي العبيدي في سلسلة من كتبوا عنها وقصة حياتها تبرز المرحومة هداية سلطان السالم حيث انها كانت قد كتبت كتاباً هو «خريف بلا مطر» سنة (1973) واعادت طباعته مرة ثانية، الا ان هذه الطبعة التي بين يدي لا يوجد عليها تاريخ للطباعة، وتقول في هذا الكتاب مجموعة قصص أبرزها قصة قرينيس والعنوان «علم قرينيس» وتقول:
هذه القصة لم تكتب لكن تكون قصة كتبتها في فترة للتأريخ بها لأول شاعرة كويتية ونشرت بعنوان «موضي عبد العزيز العبيدي» واذا كنت اثبتها اليوم تحت عنوان جديد هو علم اقرينيس فما ذلك الا لأنها تصور حقبة ماضيه من تاريخ الكويت.
لقد افردت لهذه القصة ستة عشر صفحة (16)، تكلمت فيها عن موضي العبيدي ثم عن اولادها محمد وابنها الثاني الذي غرق في الغوص بالبحر وسمته حسين لكنها تحدثت عن رحلة ابنها الاول محمد وكيف استعد للحرب في الصريف حاله حال الشباب الكويتي الذين ذهبوا معه هناك طبعاً ولدها الثاني ليس اسمه حسين بل يوسف ولم تتحدث عن زوجها ولا عن بناتها الاثنتين وهنا انقل بعض من الفقرات التي ذكرت في هذا الكتاب حيث تقول في صفحة (156،157) من الكتاب.
«ثم تأتيها آلام المخاض ولما تكتمل السنة الاولى لزواجها، ويطل على الدنيا بكرها«محمد».. فإذا الدنيا تكاد لا تسعها.. وتقبل على الطفل حانية حادبة...»
ومع نهاية السنة الثانية، ترزق بحسين طفلها الثاني... فتزداد فرحتها.. وهي ترقب الصغيرين يحبوان، ويناغيان..
لكن السنة الثالثة تحمل اليها ما يهد كيانها، فقد افاقت ذات صباح، لتجد ان القلب الكبير قد سكت الى الابد...
لقد مات والدها، فليهطل قلبها من عينيها، وليحرقها الحزن والتفجع.. فقد فقدت السند الناصح الحاني.. ولكن الدموع لا تنفع فلا دافع للقضاء ولا راد.. وعلى العكس من كل الارزاء، فإن رزيئة الموت تبدأ من قمة المأساة، ثم تتدرج لتتلاشى.
... ومع ذلك فإن وفاة والدها، تبقى علامة ظاهرة في مجرى حياتها..
وتمضي حياتها بعد ذلك، عادية لا يميزها عن سواها من نسوة الكويت اي شيء الا تلك الاختلافات البسيطة في التفاصيل والخصوصيات.
ويدور الزمن وينمو الطفلان فاذا بلغ احدهما السن المعقولة الحقته بدار المطوع، ليبدأ بتعلم الالف باء، ثم ينتقل بعد ذلك الى حفظ الابجدية، تهجئة وشكلاً ثم ينتقل الى الفاتحة، فالسور القصار حتى ينهي ختم القرآن وتذوق هي الفرحة حين يتم الواحد منهما قراءة القرآن.. ويعرف كيف «يفك الخط» وتلك كانت ذروة التعليم في الكويت يومذاك..
وتستمر الايام في تعاقبها الرتيب وترقب الولدين وهما يشبان عن الطوق فاذا اصبحا قادرين على العمل واكتساب الرزق الحلال اختار اولهما «محمد» ان يعمل في التجارة، مع ابيه فيكون استمرار لابيه كما كان أبوه استمرار لجده، وفق العادة التي درج عليها الكويتيون منذ القدم.
أما الثاني «حسين» فقد استهواه البحر فاتجه الى حرفة الغوص، شأن الكثيرين من الشبان الاشداء الذين تعودوا على انتزاع ارزاقهم من اعماق لجته.
ومن جديد تمضي حياة الاسرة هادئة رتيبة لا يميزها اي شيء عن حياة آلاف الاسر الكويتية.. الكل يسعى في عمله، ويصارع الظروف القاسية من اجل الحياة الكريمة. على ان التحول الاكبر في حياة الاسرة يبدأ ذات مساء، حينما يدخل الابن البكر محمد على امه، بادي البشر بدرجة غير اعتيادية.
والى ان تتحدث الكاتبة حول قصة ابنها الثاني الذي سمته حسين فتقول في صفحة (166، وصفحة 167).
وتمضي موضي ايامها بعد ذلك في بكاء وتفجع، وحين تهم ان تفيق بعض الشيء من صدمة الفاجعة، حتى يعاجلها القدر بصدمة اخرى قضت على البقية الباقية من صبرها وتجلدها.. وجعلتها تعيش الصدمة الاولى.
فقد جاءها النعي بأن ابنها الثاني حسين قد اغتاله البحر في لحظة من لحظات ثورته فبقي طعماً للاسماك...
كانت الصدمة من القوة بحيث اذهلتها، فلم تطلق دمعة واحدة، ورفاقه يعطونها ثيابه، واعتصمت بالصمت لا تكلم احداً ولا تتناول طعاماً وانما تتطلع الى البعد بعيون ذاهلة.
فإذا انقضت ايام عليها وهي على هذه الحالة خرجت عن صمتها لتنطق بكلام يفتت القلوب:
يا بو سعيد عزي لمن ضاعت ارباه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
يسهر توالي الليل والنوم ما جاه
في مرقده كنه بجمر يقلي
على حبيب سمت الحال فرقاه
الخير اللي للقرايب يهلي
ليتك حضرته يوم قربت مناياه
ما جا يا مشكاي في القوع خلي

ثم تقول:
يا ليتني بالهير ميت وياه
موج البحر فوقي وفوقه يزلي
والا تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفة حقه ونصيفه لي
جتني هدومه عقب عينه مطواه
لا وفق الله محمل جابها لي
ما ادري درادير ازرق الموج وداه
والا كلاه الحوت واكبر علي
ليته ربيط كان تسمون بشراه
تسمون اللي هو للقرايب يهلي
ليته وراه سيلان والهند مرباه
وارجى يجيبه لي شراع معلي
لقد نقلنا قصيدة (يا بوسعيد عزى لمن ضاعت ارباه) كما اوردتها الكاتبة بحذافيرها علماً بأنها تختلف عن نقل الحاتم والدويش لكن هناك فوارق في كثير من الابيات التي وردت ونحن في حاجة الى التوثيق من القراء الكرام حول هذه الاختلافات في الروايات.
وفي النهاية اكون قد وفيت بما نقله السابقون عن هذه المرأة البائسة ان اختلفت رواياتها او ربما قصص بعض حياتها لكن الذي يهمنا ان نثري الموضوع بهذا البحث حتى تكون عندنا قصة حياة موضي العبيدي كاملة مع مرور الوقت ونحن نكتب عنها.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #7  
قديم 17-02-2008, 07:02 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

بعد أن اوشكت على الانتهاء من النقول التي كتبت عن موضي العبيدي كنت في زيارة لمركز المخطوطات للاستاذ محمد ابراهيم الشيباني فوجدت عنده ـ من ضمن المراجع الموجودة في هذه المكتبة ـ وجدت قد كتب عنها في المملكة العربية السعودية وفي كتيب وهو جزء من سلسلة كتب عن مدن وقرى المملكة العربية السعودية ومن ضمنها عن الزلفي ومؤلف الكتاب هو عبد الرزاق بن احمد اليوسف المسعود المطبوع سنة 1408هـ و1988م ويذكر في صفحة 90 حتى 92 اسماء الشعراء الذين ينتمون الى مدينة الزلفي وذكر منهم المرحومة موضي العبيدي.
وعلى اساس ان منبت اهل هذه السيدة واصلها من الزلفي وفي مرجع آخر هو قاموس تراجم الشخصيات الكويتية في قرنين ونصف اعداد وتحرير د. احمد عبد الله العلي واحمد عيسوي ومحمد بدوي يقول في الصفحة .393
«موضي العبيدي»
موضي عبد العزيز البراك العبيدي
اول امرأة كويتية شاعرة
شاعرة كويتية اشتهرت بقصيدة رثائها بعد ان سمعت نبأ مقتل ابنها من قرينيس خادم الشيخ مبارك وجيش عبد العزيز الرشيد، فقدت ولديها عبد العزيز في الغوص عام 1895 والآخر محمد في حرب الصريف في مارس .1901
توفيت عام .1921
التعليق: اولاً: لا يوجد في اسم عائلتها البراك بل اسم احد ازواجها، ثانياً: الذين نجوا من المعركة لم يكن الشيخ مبارك وكرينيس وحدهم بل آخرون نجوا كذلك، ثالثاً: ولدها الذي قتل في الصريف اولاً ثم غرق ولدها الثاني فيما بعد.
بعد هذه الملاحظات كانت قد وردت لي رسالة كريمة من الاستاذ عبد العزيز العندليب يسجل فيها ملاحظات على الحلقة الخامسة التي وردت في الاسبوع الماضي وقد سجل حول بعض الاخطاء المطبعية والاخطاء التي وردت في بعض شعر هذه الشاعرة العتيدة ويسرني في هذا المقام ان اضع رسالة الاستاذ العندليب برمتها للفائدة وعلماً بأنه متابع ومدقق جيد وهذه نص االرسالة:
حول مقال الاستاذ الفرحان عن موضي العبيدي تعقيباً على ما كتبه الباحث الفاضل الاخ الاستاذ فرحان الفرحان في الحلقة الخامسة من بحثه عن الشاعرة الكويتية المرحومة موضي العبيدي اود ان اذكر ان ثمة اخطاء مطبعية عديدة في القصيدتين المنشورتين في المقال، اما السيد يوسف الوارد ذكره في القصيدة الثانية فهو النوخذة الذي ركب معه ولدها عبد العزيز الذي قيلت القصيدة في نعيه، اما ما ذكره الاستاذ الفرحان من ان مولد الشاعرة المرحومة كان في فريج الفرج فهو الصحيح وليس فريج العليوه في المرقاب.
وبالنسبة الى الاخطاء المطبعية فهي:
1ـ في البيت الاول وكذلك الثالث من القصيدة الاولى «البائية» فالاسم الصحيح هو قرينيس وليس قرنيس.
2ـ سقطت واو بعد كلمة الحبيب في شطر البيت الثالث (العجز) والصحيح وين الحبيب وقال ما علمنا به.
3ـ في البيت الخامس الصحيح ردّيت في كثر البكا والهواجيس وليس ردّت.
4ـ في البيت الثامن (الاخير) وردت كلمة هبّ والصحيح هبت هبوب النسانيس، اما على فقد اصبحت (علي) بنقطتين تحت الالف المقصورة.
5ـ في البيت الاول من القصيدة الثانية يا بو سعد وليس كما ورد يابو سعيد.
6ـ في البيت الخامس من القصيدة الثانية يوسف وجزوان وليس كما ورد يوسف وجزاوان والجزوة (اليزوة) الجماعة.
7ـ في البيت التاسع منها (ونصيفة) بنقطتين على الهاء لتصبح تاء وهي بكسرتين (منونة).
8ـ في البيت الثاني عشر من القصيدة، الصواب نقلها من عقب عينه بولي وقد سقطت (من) فاختل وزن البيت (العجز).
كما ان اسم المرحوم الاستاذ عبد الله الحاتم في اوائل المقالة اصبح عبيد الحاتم... الا ان هذه الاخطاء المطبعية كلها لا تخفى على القارىء اللبيب.
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد العزيز العندليب

وبعد هذا أكون قد انتهيت من النقول التي ذكرت عن هذه الشاعرة في مراجعها اللهم ما غاب عن الذهن وبعدها سأبدأ بالحديث عن قصة حياة هذه المرأة العتيدة وحياتها من منتصف القرن التاسع عشر حتى الربع الاول من القرن العشرين والاجواء التي عاشت فيها والمنطقة التي تواجدت فيها والحي والبيت الذي تربت فيه وسأذكر بعض قصائدها ومناسباتها وصلة قرابتها مع بعض العائلات الكويتية ومنهم احفادها واقاربها.
هذه المرأة التي تركت بصمات لا تمحى في التاريخ ربما ظل شعرها غافلاً فترة من الزمن وذلك بسبب ما يرتبط بحياة المرأة في تلك الفترة وعدم رغبة بعض اقاربها في اشهار صورتها الشعرية التي عاشتها هذه الشاعرة الكبيرة.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #8  
قديم 17-02-2008, 07:03 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

بعد ان انهيت ما كتب عن هذه الشاعره «موضي العبيدي» في الحلقة السابقة، أجد لي متسعاً رحباً للحديث عن هذه السيدة التي برزت في القرن التاسع عشر واستطاعت ان تشق لها طريقاً في زحمة الاوضاع في تلك الحقبة من الزمن والتي لا تتيح للمرأة ان تعبر عما في مكنونها، لذا فنحن نعتبر «موضي العبيدي» حدثا فريداً بتلك الفترة من الزمن.
وحتى نستطيع ان نلم بجميع جوانب حياتها، علينا ان نتحدث عن اسرة هذه السيدة واهلها وذريتها، فنقول:
«موضي العبيدي» الاصل من «الزلفي» احدى قرى نجد القريبة من الكويت.
كانت اسرة موضي العبيدي تدعى في الزلفي اسرة العصيمي، وهم من قبيلة بني تميم، ثم (تعتبوا) نسبة الى قبيلة ـ اعتبه ـ، لأن غالبية سكان نجد من قبيلة بني تميم وتفرقوا في القرون المتأخرة الى القبائل المعروفة اليوم، فمثلاً القبلان اصبحت الجبلان الاصل من تميم وهم سكان الصمان حالياً من قبيلة امطير.
كان في الزلفي رجل بسيط هو عبد الرحمن العصيمي جد هذه الاسرة (العبيدي). ورزقه الله بـ (علي) الابن الذي اسس هذه الاسرة الشعرية، وعلى هذه هو من استطاع التحايل على ابراهيم باشا والتخلص من بطشه حينما حاول الاخير ان يسب الامام محمد بن عبد الوهاب، فاستطاع (علي) بلباقة تجنب سيف ذلك الباشا فلم يصبه ما اصاب اصحابه الذين لقوا حتفهم على يد ذلك الغاشم.
رزق علي بابن اسماه عبد الله، وكعادة اهل نجد والكويت حمل التصغير فبدلاً من ان ينادى بعبد الله، اخذوا ينادونه بـ «عبيد»، ثم اضيفت لها فيما بعد ياء النسب فاصبح (عبيد = عبيدي)، الذي اطلق على من ينتسب له (العبيدي).
وصل عبد الله الملقب بـ العبيدي الى الكويت في اول القرن التاسع عشر سنة 1800م.
ويجب ان نعلم ان الاتصال بين نجد والكويت ودول شرقي الجزيرة العربية كان مرتبطا منذ القدم، وقد كانت البعيدة تعتبر محطة من محطات الحج، فالذي يأتي من نجد لابد ان يمر بالقصيم ثم محطة الزلفي فمحطة الحفر ثم محطة الرقعي فمحطة الجهرة ثم مدينة الكويت هذا عن طريق الكويت.
ولما كانت الحياة في بعض السنين جدباء من قلة الامطار، يتجه ابناء نجد الى دول الخليج والشام وغيرها للعمل وطلب الرزق لاعالة عائلاتهم.
ومن ضمن هؤلاء عبد الله علي عبد الرحمن العصيمي المعروف بالعبيدي في الكويت واخذ مسكناً له في فريج الفرج قرب البحر والمناخ والفرضة.
رزق عبد الله بولدين هم عبد العزيز ومحمد، وتزوج عبد العزيز واصبح له مجموعة من الابناء بقي منهم محمد، عبد الله، منيره، موضي وهي الشاعرة موضوع الحديث.
أما محمد فتزوج وانجب سليمان الذي دعي للزواج من ابنة عمه الشاعرة موضي وانجبت له محمد وعبد العزيز.
ننتقل الى منيرة شقيقة الشاعرة موضي حيث تزوجت من ناصر بورسلي فانجبت راشد بورسلي والد الشاعر فهد بورسلي.
كما قلنا عبد العزيز كانت له ابنتان وولدان، وذرية الابناء هم، محمد رزق بن عبد العزيز وعبد المحسن والذي نسب له فريج العبيدي في اول المرقاب قرب المسيل، وكان عبد المحسن هذا له دكان، وورث الدكان من بعده ابنه محمد، واستمر دكانهم وميزان هذا الدكان قرابة خمسة وستين عاماً.
أما شقيق عبد المحسن المذكور وهو «عبد العزيز فكان شاعراً لا يقل عن عمته موضي.
رزق عبد العزيز بثلاثة ابناء هم عبد الله، صالح، محمد، ومحمد، هذا هو الذي حفظ شعر عائلته في الزلفي والكويت.
أنجب محمد ستة من الابناء هم عبد العزيز، عبد الرحمن، عبد الوهاب، عبد الله، احمد، بدر، وبدر هو من الناشطين من آل العبيدي، وقد تزوج من ابنة عمي وكان مصدراً لي للكثير من المعلومات عن اسرته «آل العبيدي».
صالح شقيق محمد أنجب أحمد، خالد، مبارك وعبد العزيز.
أما الأخ الثالث عبد الله فرزق ابنا اسماه على اسمه (عبد الله).
نعود الى عبد الله شقيق الشاعرة موضي فكان له من الابناء ناصر وعبد العزيز، وعبد العزيز هذا انجب عبد الله ومطلق وسعود،
وعبد الله بن عبد العزيز كان له سعود، حسين، ناصر، عبد العزيز، وفهد.
لكن عبد الله هذا غادر الكويت ليعيش في الزلفي ـ نجد ـ فتوفي هناك.
أما شقيق عبد الله «مطلق» فيعتبر من اكبر آل العبيدي سناً وله من الاولاد عبد العزيز وجمال.
هذا ملخص عن اسرة آل عبيدي هذه الاسرة التي انجبت خلاف موضي الشاعرة مجموعة من الشعراء اولهم علي جد والد موضي.
الثاني هو والدها عبد العزيز والثالث هو ابن اخيها محمد عبد العزيز بالاضافة الى ابنها محمد الذي كان شاعراً مجيداً، والخامس هو حفيد اختها «منيرة» زوجة ناصر بورسلي وهو الشاعر فهد راشد ناصر بورسلي.
السادس هي ابنة موضي العبيدي من زوجها الثالث «منيرة العويش» زوجة حسن الزنكي (ام دينار)، فقد كانت شاعرة جيدة، والسابع هو محمد حسن الزنكي وهو حفيد الشاعرة موضي العبيدي وهو شاعر جيد له قصائد مرموقة وهو يعتبر آخر احفاد هذه الشاعرة التعيسة الحزينة.
أمام هذا الاستطراد عن اقارب هذه الشاعرة من الذين نبغوا في الشعر سواء في الكويت او نجد منذ قرنين ونصف الى يومنا الحاضر ربما لا يضاهيهم من الذين برزوا في عالم الشعر في الجزيرة العربية من اسرة واحدة الا آل القاضي الذين ظهر منهم محمد العبد الله القاضي وعبد العزيز محمد القاضي وابراهيم القاضي ومحمد صالح القاضي.
ان الحظ لعب دوراً لبروز آل القاضي وعدم بروز آل العبيدي مع وجود هذه الشاعرة فيهم.
ويكفي من الشهرة القصيدة الغنائية التي ظلت ردحاً من الزمان يتغنى بها في السامري والتي اصبحت تردد في الاونة الاخيرة من الزمن والتي تقول فيها:
والعبيدي يقول يا ريم ويا ريم ويا ريم
والكساوي حرير والثوب الازرق سماوي
يا بنات الهنود يا لابسات العمايم
ارحموا ذا الغريب اللي على الدرب هايم
طحت في حبكم ردوا عليّ جوابي
الدوا عندكم لا تحرموني شبابي
افرشوا لي حرير بين القمر والثريا
وعطروني بالزباد وماي الورد رشوا عليّ
لقد زودني بهذه الابيات الشاعر الزهيري (نسبة الى قصيد الزهيري) الاخ عبد الله مبارك النوبي.
وقد اكمل السيد ابو عبد الله ـ عبد العزيز البصري ـ هذه القصيدة بأسلوب آخر فيقول:
العبيدي يقول يا ريم ويا ريم
والكساوي حرير والثوب الازرق سماوي
يا بنات الهنود يالاويات العمايم
ارحموا ذا الفقير اللي على الدرب هايم
طحت في بيروكم ردوا عليه جوابي
والدوا عندكم لا تحرموني شبابي
وافرشوا لي حصير بين القمر والثريا
بخروني وزياد ماي الورد رشوا عليه
يا زهر بالفصون علامك اليوم ذاري
لالفحك السموم ولاشرقني حرامي
هذه القصيدة التي اوردتها بروايتين هي التي تتردد على الاسماء ردحاً من الزمن وقلماً نجد عرسا في الكويت لا تغنى به هذه القصيدة المحببه لهم.
اذن، فإن العبيدي وآل العبيدي كان لهم بصمات في تاريخ هذه البلاد ويكفي ان احد ابنائهم استشهد بمعركة الصريف.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #9  
قديم 17-02-2008, 07:05 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

كنت قد تحدثت في الحديث السابق عن عائلة موضي العبيدي، وفي هذه المرة سأتطرق الى المنطقة التي عاشت بها هذه الشاعرة.
ربما يكون نصيب فريج الرزاقه والفرج الحظ الوافر في التلاقي والتعارف وتركز العائلات، فكان نصيب هذه الشاعرة ـ موضي العبيدي ـ ان تسكن عائلتها في فريج الفرج قرب المناخ سابقا والفرضه وقرب قصر السيف.
ودعني قارئي العزيز اصف لك هذا الحي حتى تستطيع ان تتماشى مع واقع الحال اليوم فإنك تقف في الشارع الموصل الى قصر السيف فيكون مسجد الرزاقة على يمينك وموقف السيارات على يسارك، هذا الشارع اليوم الذي به مسجد الدولة ومقابلة مسجد الحداد وفيه البورصة والبنك التجاري والمناخ على اسمه القديم وبنك الخليج.
فاذا وقفت وتركت مسجد الرزاقه على يمينك وكأنك تعيش في تاريخ الكويت قبل نصف قرن من الزمان وما سبقه سنة 1950م، فستجد قرب مسجد الرزاقه في طريق ـ شارع ـ دسمان ياخور او اسطبل لخيل الشيوخ وبعده يأتي مسجد الرزاقه ثم منزل احمد الماجد وحفرة ومنزل الشيخ موسى العبد الرزاق وبعده بيوت الرزاقه ثم بيت الحسن الذي منهم وزير المالية الحالي، وتنتسب له الشاعرة «مريم الحسن» ثم بيت محمد شاهين الغانم فبيت الحشاش ثم بعدها تأتي سكة فرعية، وان تواصل السير الى البحر يأتيك بعدها موضي العبيدي وخلفه بيت علي ابو يوسف الفرحان ثم بيت موسى السدرة ثم ديوان الشيوخ ثم بيت الشيخ يوسف بن عيسى.
واذا كنت واقفا قرب مسجد الرزاقه وعلى يسارك بيت الزواوي ثم ديوان الرزاقه فالمسقف لآل العبد الرزاق ثم بيوت الرزاقه ـ البيوت الكبيرة ـ ثم بيت الدويري ثم بيت الفرج، وحول بيت الفرج سكة تكون بها «الدخينه» ديوان عبد الله الفرج وعلى مقربة منهم بالسكه هذه بيت صالح محمد الفرحان «ابو سعد» ثم بيت الدريس وبعده سكة الفرحان والثنيان ثم بيت ام هاشم شقيقة الشيخ يوسف بن عيسى، وتواصل السير حتى تصل لمسقف الشيوخ ثم بيوت الشيوخ ثم البحر.
هذا تبسيط تقريبي للمنطقة التي كانت تسكن بها موضي العبيدية.
هذا المنزل الذي ورثته عن زوجها ابن براك اول ازواجها والذي انجبت به ابنتها نوره قبل ان يتوفى ابن براك ويؤول البيت اليها والى ابنتها نوره.
وقام صالح محمد الفرحان «ابو سعد» ورشح لها عبد الرحمن العويش الذي ينتمي الى نفس قبيلته، مع العلم بان زوجة صالح الفرحان «مريم العامر» صديقتها الحميمة، وكانوا يتدارسون القرآن ومعهم مريم الحسن بصورة مستمرة، فتقدم لها السيد عبد الرحمن العويش فأصبح الزوج الثاني لهذه السيدة وأنجب منها بنتاً اسماها منيرة على اسم خالتها زوجة ناصر بورسلي.
كان عبد الرحمن العويش من المقربين من لدن المسؤولين في الدولة وكان مكلفا بالاعلان عن تقديم الطعام وقت الغداء، فكان ينادي وقت الغداء بالعيش، ولهذا التصقت التسمية مصغرة كما التصقت بـ (جابر عيش) التسمية المشهورة.
كان عبد الرحمن العويش بعد سنوات طويلة وبعد انفصاله عن موضي العبيدي قد تزوج بزوجة اخرى تدعى صالحة، وأنجبت له ابناء وبنات منهم ذرية آل العويش المعروفين في الكويت اليوم، ومنهم السيدة شمة زوجة الحوطي.
وبهذا وبعد ان كبرت ابنة عبد الرحمن العويش «منيرة» تقدم لها السيد حسن الزنكي وتزوجها وأنجب منها اربعة ابناء وبنات وهم عزيزة ودينار ويوسف ويحيى ومريم.
ظلت موضي العبيدي تعيش في بيتها وبقربها بيت علي الفرحان وأمامها منزل صالح الفرحان الذين ذكرتهم في اكثر من قصيدة عندما تحولت بناتها الى ازواجهم (نورة ومريم) وفقدت ابنيها الاثنين اللذين كانت تعتز بهما، وكانت من قبل قد تزوجت بابن عمها «محمد سليمان العبيدي» وانجبت منه ابناء ذكورا كما ذكرنا آنفا، وبفقد زوجها الثالث آثرت الانطواء وانتقلت الى منزل ابنتها «عزيزة» بنت العويش وزوجة حسن الزنكي (ام دينار) وظل بيتها مغلقا فترة من الزمن وكانت تأتي الى البيت مرة في عمرها وهي ترثى البيت وساكنيه وهي تقول في قصيدة حزينة:
أمس الضحى جيت بيت مظلم خالي
وأمغبر عقب صبياني يزورنه
يصفق به الريح بجفاي واقبالي
جابلت بابه على راعيه محزونه
وبعدها غادرت البيت نهائياً الى منزل ابنتها عزيزة العويش زوجة حسن الزنكي مع احفادها دينار واخوانه واخواته.
وشاء القدر ان تتزوج حفيدتها عزيزة وان ترى في اواخر عمرها ابن حفيدتها عيسى احمد العوضي الذي كان له صولة وجولة في الرياضة وكرة القدم وخصوصا نادي العروبة الذي ورثه نادي العربي اليوم.
وهكذا تسجل هذه الراحلة جزءا من قصة حياتها شعرا.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #10  
قديم 17-02-2008, 07:06 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

كنت قد تحدثت في الحلقة الثامنة عن نسب موضي العبيدي والحلقة التاسعة عن مواقع سكنها والمنطقة التي عاشت فيها والفريج الذي تربت فيه هي واخواتها واخوالها منذ منتصف القرن التاسع عشر في هذه الحلقة العاشرة سأتحدث عن الاجواء التي عاشت فيها هذه الشاعرة موضي العبيدي.
ربما يعتبر الشارع الممتد من مسجد الرزاقة حتى قصر السيف كان في القديم هو منتدى اهل الكويت غير الرسمي فعندما تلقي نظرة على تاريخ هذا الشارع تجد في اوله ياخوراً ومربط الخيل واثناء ركوب الخيل وصهيلها والمرور في هذا الشارع متجهين الى قصر السيف من هذا المربط والخيال على فرسه او حصانه وهو يسير اماً مسرعاً او مخففاً السير فنجد التعليقات هنا وهناك عن هذا الفارس.
وبعدها نجد مسجد الرزاقة وصلاة الجمعة الذين يجتمع به الرجال والنساء في الاماكن الخلفية في مكان خاص وبعدها امامك ديوان الرزاقة وهو بحق كأنه ناد يلتقي به اهل الكويت ويتبادلون الاخبار وقد اشتهر هذا الديوان قرابة قرنين من الزمان وكان الشعراء والادباء ومن عنده اخبار جديدة لابد ان تسمع في هذا الديوان وكان يبرز في هذا الديوان الشاعر محمد عبد اللطيف العبد الرزاق وعندما تسير الى الامام تجد مقابل هذا الديوان بين ال الحسن الذي منهم وزير التربية الاسبق حسن الابراهيم الحسن ومنهم وزير المالية الحالي وقد برزت في هذا البيت شاعره مقلة هي مريم الحسن وآل الحسن كانوا متواجدين في هذا المنزل قبل ان يتحولوا الى منزلهم قرب مسجد الفهد وامسقف الفهد بعدها تأتيك قرب ديوان العبد الرزاق الدخينة مقر الشاعر عبد الله الفرج وعلى ذكر عبد الله الفرج فإنه يرتبط بصلة قرابة مع آل العبد الرزاق حيث تزوج فضل العبد الرزاق بنت الفرج بعدها يأتيك منزل صالح محمد الفرحان وزوجته مريم احمد العامر التي كانت تحفظ من القرآن الشيء الكثير وكانت طبيبة شعبية في تلك الحقبة من الزمن وبالمقابل كان هناك بيت الشاعر محمد الفوزان الذي كان يتبادل القصائد الشعرية مع الشاعر عبد الله الفرج ولما كانت في هذه الفترة متواجدة موضي العبيدي وكما قلنا في حلقة سابقة ان اباها شاعر واخاها شاعر وابن اخيها شاعر فلماذا وهي على هذه الحالة وهي تسمع الشعر هنا وهناك وعندما كانت الدخينة معقل عبد الله الفرج كانت سيدات الحي «الفريج» يجتمعن عند موضي العبيدي وهي تسمع احاديث السيدات وبعضهن وهن ذاهبات الى البحر لتنظيف وغسل الملابس ومن ثم يسمعن هناك اصوات موسيقى البحر فتجد في هذا الشارع مجموعة من الشعراء من مثل الفوزان والرزاقة والفرج ومثلهم النسوة اللاتي يقرضن الشعر، وبهذا يلهب الخيال والشاعرية في هذا الحي والشارع وهنا اضرب مثلا من جلسة هذه النسوة حينما كانت الجلسة غير مكتملة فإذا مريم الحسن وموضي العبيدي لم تجدا زميلتهما مريم العامر وعندها ذهبتا الى منزلها مقابل منزل العبيدي وعندما دخلتا بيتها لم تجداها بل وجدتا زوجها صالح الفرحان فبسرعة خرجت القريحة الشعرية من مريم الحسن وقالت:
دخلت بيت فرحان ولهان
ما شفت مريم العامرية
نشدت عنها قالوا زعلان
بيت ابوها راحت زرية
لا راعية خطا ولا شين
غض النهد لاوي الزرية
لا عنا لها العاني جوعان
تملا له المقرف من اخلاص الشدية
اتقند الفنيال بالهيل
والعنبر الزجي جفية
بعدها عندما سمع صالح الفرحان هذه الابيات ذهب مسرعاً وجاء بزوجته مريم العامر وقال لها انا متأسف وهكذا اعيدت المياه الى مجاريها بسبب هذه السيدة الفاضلة مريم الحسن.
وهنا تكون السيدة مريم العامر في احدى السنوات ويكون احد اقارب زوجها يحن على اهله يريد ان يذهب الى الغوص وهو طويل القامة لكنه صغير السن فرأساً وجهت له هذه الابيات تقول:
يا طويل الظهر وين انت رايح
تحسب الغوص لعبك بالبرايح
الغوص ما هو لك ولا بشروال
الغوص موتخويض انقع والقرايح
أما تبادل الشعراء مع بعضهم الشعر وهؤلاء النسوة يجلسن مع بعضهن ولا يوجد وسيلة للتسلية الا هذا الشعر ومن هنا تفتقت قريحة الشاعرة موضي العبيدي.
كانت في اثناء جلساتهن الضحوية التي تجتمع بها هذه النسوة وكان اللقاء عندما يذهب ازواجهن وابنائهن الى العمل ولقد كان في الحي رجل يسمى (داود) وكان يتعمد ان يتلصص على هؤلاء السيدات المحتشمات وابتدأوا يتناقلون بأن هذا الرجل يقف امام منزله في اللحظة التي تمر بها سيدة منهن او غيرهن لكي يلفت نظرها علها تلتفت اليه وعندما سمعت موضي العبيدي هذه القصة قالت لزميلاتها انا اعمله بيت من الشعر اخليه ينحاش من الفريج ولا يسكن عندنا ابداً وفعلاً عملت البيتين التاليين وهي توجه الكلام الى داود هذا:
داود يا ابو سنون الفارة
ذموه الحمارة
حيث... من جاه
خيس داره
ودوّه للمجصة
وان قام كسروا عصه
لما اتخيس ادباره
بعد ان سمع داود هذه الابيات هرب من الحي وذهب يبحث عن مسكن آخر حيث ان هذه الابيات اصبحت تلفت ومحط نكته لهذا الرجل الذي لا يعمل وقت العمل ويتلصص على النسوة.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجلاهمة - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 19 06-09-2010 05:15 PM
آل المزيدي - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 6 09-02-2010 02:24 AM
آل الأنصاري - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 2 04-04-2009 02:30 PM
آل بن نخي - فرحان الفرحان 14/7/2003 IE التاريــخ الإجتماعي 0 23-03-2008 05:47 PM
آل النقي - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 4 16-03-2008 05:54 PM


الساعة الآن 10:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت