اتخذ الحوار في هذه الحلقة منحى مختلفا عما سبقه، فذكريات العم «بوخالد» التي كانت حاضرة في ردهات المنزل وتلك الصور التي تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ الكويت السياسي وذكريات الماضي الجميل التي استرجعها بوخالد وجذبت الحفيدات «دانة و دلال شيخة ونورة » ليجلسن معنا ويسمعوننا ويدلين بدلوهن ازاء بعض الامور ما اضاف نكهة مختلفة على هذا اللقاء وجعلته بعيدا عن الرسمية والتقليدية وبعيدا عن الواقع السياسي الحالي والماضي.
أيضا ابحرنا مع العم احمد زيد السرحان في هذا اللقاء والامسية العائلية التي اجتمع فيها الابناء والاحفاد في بيت العائلة، ابحرنا معه في ذكريات مراحل متعددة من حياته، بعيدا عن السياسة سألناه عن كرة القدم التي عشقها في شبابه وانخراطه في اول فريق كرة قدم للكويت فعاد بذاكرته الى منتصف الثلاثينيات ليستذكر شغفهم بالكرة التي لم يعرفوها في الكويت الا من خلال اسرة جاءت من مومباي حاملة معها لعبة كرة القدم للكويت فكانت البداية وتطرق حديثنا مع العم احمد زيد السرحان الى ذكرياته وعشقه غناء كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي واللقاء الذي جمعه بها وحبه لكل ما يتعلق بام كلثوم الذي دفعه لشراء شقة بالقرب منها ليصبح جارا لسيدة الغناء العربي.
ولم يكن بالامكان ان يجمعنا لقاء مع العم بوخالد دون ان نعرج على موضوع يعشقه العم بشدة وهذا المحور بالضرورة هو علاقته بعالم الساعات لكونه وكيل الرولكس في الكويت منذ اكثر من 60 عاما وله مع تجارتها ومصممها «ويلدسدورف» قصة كان لابد ان نسمعها منه شخصيا.
واستمر حديث الذكريات مع العم بوخالد ليتحدث لنا عن لقائه مع الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات.
وفي هذا اللقاء، كشف العم احمد زيد السرحان عن كونه من اشد المتفائلين بوصول من ثلاث الى اربع مرشحات للمجلس المقبل، الا انه قال ان ذلك مرهون بتوحيد جهود الجمعيات والتكتلات النسائية. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
التجارة أفضل
* بوخالد.. ألا يوجد احد من ابنائك سار على درب أبيه السياسي او حتى ينوي ذلك في المستقبل مثلا؟!
- لا.. وانا من الناس الذين لا يشجعون مطلقاً اي احد من الابناء والاحفاد والعائلة عموما على اتخاذ اي تجاه سياسي.
* لماذا..؟ هل هو امر له علاقة بطبيعة الوضع السياسي الحالي؟!
- لا.. هي وجهة نظر وقرار مضى عليه سنوات طويلة، انا ومن خلال تجربتي السياسية ارى انها عمل متعب، كما ان العمل السياسي ليس له مستقبل بالنسبة لمن يحترفه، ولهذا انا اوصي ابنائي واحفادي بالابتعاد عن السياسة والاهتمام فقط بالخط الاقتصادي والمالي، او اي اتجاه آخر بعيد عن السياسة لقد اوصيتهم فعلا بذلك، وتحفظي على انخراطهم بالعمل السياسي يمتد الى كل اجزاء العمل السياسي، وبالمرتبة الاولى العمل النيابي فانا ارى بعد كل هذا العمر، ان بناء مستقبلهم سيكون بالتجارة والعمل الحر.
* هل ابتعدت عن السياسة، فقط لانها عمل متعب؟
- متعب، ومقيد، عندما تكون تاجرا تكون حرا في تصرفاتك وعملك وحتى في سلوكياتك عندما تبتعد عن السياسة، وتعود الى وضعك الطبيعي بين الناس، يمكنك ان تنام كل ليلة وانت مرتاح البال، السياسة متعبة جدا لقد اختبرتها لفترة 10 سنوات وطاب خاطري منها.
التجارة خدمة اولا وشرف كبير ثانيا وهي غنى النفس، عندما تكون تاجرا تكون لديك حرية الرأي والقرار والحركة، ستكون ملكا لنفسك، لقد اوصيت اولادي واحفادي بالبعد عن السياسة وهآنذا اوصيهم اليوم من خلال هذا اللقاء واؤكد عليهم هذه الوصية، وفي الوقت الذي اشدد عليهم بضرورة الاهتمام بالعمل التجاري فأنا لا اكف عن تذكيرهم وتحذيرهم بالابتعاد التام عن الاتجار بالمحرمات وبكل ما هو مخل بالشرف وضد الشريعة احذرهم من انتهاج الاساليب الملتوية في العمل التجاري فالتاجر لابد وان يكون لديه سمعة شريفة ولابد ان يحرص على الحفاظ على هذه السمعة من اي خدش.
الرياضة
* بو خالد.. حياتك مرت بمحطات كثيرة، من التجارة الى السياسة وعودة مرة اخرى الى التجارة، ولكن هناك معلومة ربما لا يعرفها الكثيرون وهي انك كنت لاعبا سابقا في اول فريق قدم في الكويت.. ما ذكرياتك الباقية عن تلك المرحلة؟!
- كانت اياماً جميلة جدا، الرياضة وكرة القدم تحديدا كانت محطة قصيرة في حياتي لم تزد على 4 سنوات تقريبا، ذلك حدث في الثلاثينات لكن لا اذكر العام تحديداً، لم نكن نعرف كرة القدم ايامها في الكويت، لكن كانت هناك اسرة جاءت من مومباي، وهم الآن من احدى العوائل المعروفة في الكويت، ابناء هذه الاسرة هم من علمونا الكرة، وهم الذين اقترحوا تأسيس فريق رياضي، شجعونا فأحببنا الفكرة، وهكذا تم التأسيس طبقا للأصول المعروفة بعدد 22 شخصاً.
* من كان معكم في الفريق؟!
- لا اذكر الاسماء بدقة الآن لكن كلهم توفاهم الله، لعبنا كان بدائيا ايامها ما كان عندنا ملعب حقيقي ولا فلوس لشراء ملابس رياضية نرتديها في اللعب، كنا نلعب على ارض فضاء في المكان الذي انشئ فيه لاحقا مجمع الصالحية، ما عندنا ملعب فعلي ولكن كنا قد وضعنا كومة من الحجارة من الجهتين وكان هذا هو «الجول» بدون اعمدة او اي شيء، اما الملابس فنظرا لعدم توافر المال ايامها، فلم يكن عندنا الا «سورجرى» او سراويل هاف اذكر اني اشتريت واحدا بسعر نص روبية وظل عندي لسنوات الحال كان بسيطا وفي ذاك الوقت لم نكن بعد قد عرفنا البترول.
ويضيف العم احمد السرحان مستذكرا: اذكر في تلك الفترة ان هناك بارجة بريطانية جاءت للكويت وعندما علموا بان هناك شبابا يلعبون الكرة وجهوا لنا دعوة لمشاركتهم اللعب.
* نأتي الى محطة اخرى من حياتك الا وهي العمل التجاري، هل طغى حبك للتجارة على كل ما سواه وسرقك بالتالي من الرياضة والسياسية؟!
- انا اساساً تاجر..، والتجارة ليست محطة في حياتي وانما الرياضة والسياسة هما كانتا محطتين مؤقتا في حياتي، ولم استمر بالاثنتين وعدت من حيث جئت الى عالم التجارة، على الرغم من مشاق وتعب العمل التجاري الذي مارسته مع الوالد منذ الصغر الا انني وجدت نفسي فيه، لكن لم اجد نفسي مطلقا بالعمل السياسي وللعلم، طريقي التجاري لم يكن مفروشا بالورود ابدا.
معاناة
* كيف ذلك؟
- الوالد رحمه الله، كان حريصا على ان يجعلنا نحساً بقيمة العمل والتعب والنجاح ولذة الحصول على الرزق والربح بعد عمل دؤوب، لقد عملت بالتجارة مع الوالد في فترة زمنية صعبة، في الثلاثينات مثلاً إبان حرب هتلر، كانت الظروف المعيشية صعبة، تأثرت تجارتنا كثيراً بسبب الحرب، تحصيل الديون من التجار خارج الكويت كان من أكثر الامور صعوبة، فعلى ايامها كان الوالد يعطي البضائع للتجار العرب على ان يعودوا لدفع ثمنها بعد بيعها، واذا ما تأخر التجار لمدة تزيد على الـ 4 شهور دون دفع الدين كان الوالد يرسلني لتحصيل الديون والمبالغ المستحقة، وكانت الرحلة جداً شاقة وخطرة، كنت اخرج من الكويت إلى البصرة ومن البصرة اركب القطار إلى سوق الشيوخ ومن هناك اتجه إلى الناصرية وأبدأ جولة طويلة على الاقدام للبحث عن هذا وذاك، إلى ان احصل كل المبالغ المطلوبة وقبيل ان تبدأ رحلة العودة إلى الكويت كان لابد أن اخذ حذري واحصن نفسي وما معي من نقود من هجوم قطاع الطرق، واذكر ايامها اني كنت اذهب لاحد الخياطين لكي يخيط لي حزاما من القماش «كمر» كما كنا نسميه يحتوي على جيوب اضع فيها النقود وكنت ارتدي هذا الحزام تحت الدشداشة، واركب القطار من مكان إلى آخر حتى اصل للكويت، واسلم الامانة التي الفها حول جسدي لوالدي، وعندها فقط اتنفس الصعداء، فالتعرض لهموم قطاع الطرق ايامها وسرقة كل الاموال كان أمراً محتملاً في تلك الفترة.
الساعات
* مارست أنواعا مختلفة من التجارة،لديك ايضا وكالات عديدة في مجالات متنوعة، ولكن اشعر بأن لتجارة الساعات خصوصا معزة واهتماماً مختلفاً لديك.. ما السر في ذلك؟!
- هذا سؤال مهم بالنسبة لي، انت تسأليني الآن عن أمر أعشقه بالفعل،عندما أجيبك على هذا السؤال فأنا سأتحدث عن قصة حب عمرها يصل لـ 60 عاما اليوم! انها قصة حبي الساعات ولـلرولكس تحديداً، لقد وقعت في غرام هذه الساعة منذ اللحظة الأولى التي رأيتها فيها، لم يكن أحد في الكويت يعرف هذه الساعة ولهذا اعتز كثيراً بأني من ادخلها للكويت، وحافظ على ريادتها هذه الساعة الراقية التي ارتبطت بمشاهير واثرياء العالم جزء لا يتجزء من حياتي، لقد التقيت في العام 1950 تقريبا بمؤسس الرولكس «هانس ويلد سدورف» وهو بالمناسبة ألباني الأصل، قابلته في احدى المناسبات في جنيف، وبالنسبة له كانت المرة الأولى التي يتعرف فيها على شخص من العرب، لمس في شخصي طموحاً وحباً للعمل التجاري والتقينا كثيرا بعدها.
وفي احد اللقاءات التي جمعتنا قال لي: «مسيو إمد.. - هكذا كان ينطق اسمي - ستكون لديك ساعة الحياة -
"have the watch of ilfe you will"
بالفرنسية هكذا: ثم قالها
."vous avez le watce de vie":
* هل تتكلم الفرنسية؟!
- بحكم العمل والعلاقات التجارية والتعامل تمكنت منها.
* وماذا حدث بعدها؟
- بعد أن قدم لي الساعة، أعجبتني بالفعل بل انبهرت بها، ومنذ ذلك الحين أصبحت وكيلها في الكويت فأول دخول لساعة الرولكس في المنطقة كان بالكويت عام 1950 وقد بذلت مجهوداً كبيرا طوال هذه السنوات للحفاظ على رقي وريادة هذه الساعة.
* المقربون منك نبهوني إلى أنك دقيق جدا في مواعيدك بالثانية.. فهل لذلك علاقة بعملك مع الساعات؟
- بالتأكيد ما يقارب من 60 عاما من عمري قضيتها مع «الرولكس» لا بد وأن أكون أكثر من غيري إيمانا ودقة بقيمة الوقت والمواعيد، بالفعل أنا أشعر بأن عملي مع الساعات أثر على حياتي كثيراً، حياتي تسير بنظام كبير وهناك أعمال ما زلت حريصا على أن تتم في مواعيدها المحددة يوميا.. مثلا منذ سنوات وحتى اليوم اعتدت على أن أتواجد في مكتبي بأوقات معينة من اليوم، نومي، وجباتي كلها تسير وفقا لنظام منضبط.
الرولكس بالنسبة لي بعد كل هذا لعمر عشق وولع كبير وليست مجرد علامة تجارية، وأنا أحتفظ بـ"ديزانيات" متعددة لكل منها لكل المراحل الزمنية التي مرت بها.
أم كلثوم
* بوخالد أنت عاشق لأغاني أم كلثوم، ولك قصة معها كما علمنا من المقربين لك.. هل لك أن تحدثنا عن هذه القصة؟!
- فعلا أنا واحد من الملايين في العالم العربي ممن ملأ قلبهم الشجى والدفء والحب يوما من خلال أغاني أم كلثوم، لا أظن أن هناك أمراً ما توحد رأي العرب جميعهم حوله بقدر عشقهم لصوتها، وأنا واحد من الملايين الذين عشقوا صوت سيدة الغناء العربي، وما زلت أذكر كيف كنت وعدد كبير من المعارف والأصدقاء نجتمع في كل خميس بالديوانية لعلمنا أنه اليوم المحدد لإذاعة حفل ستغني فيه أم كلثوم وتبثه إذاعة صوت العرب من القاهرة.
صوت أم كلثوم الرائع الشجي لطالما أثار ليالينا، كنت كغيري من الشباب في تلك الفترة هائما بصوتها وأغانيها، وعشقي لأغاني أم كلثوم امتد لشخصها ولهذا كان لدي حلم يتمثل بلقاء هذه السيدة العظيمة فسافرت ذات يوم لمصر، وحاولت بشتى الطرق أن أجد طريقا لمقابلتها، وقد نصحني بعض الأصدقاء المصريين بالتعرف على مذيع مشهور في تلك الفترة هو من كان يقدم حفلاتها كل خميس بالإذاعة وأخبروني أنه وحده قد يتمكن من تدبير لقائي بها، وبالفعل تعرفت على المذيع «أظن اسمه أحمد فتحي» في إحدى المناسبات، واتصل بي ذات يوم واخبرني بان علي ان أحضر في الحفلة القادمة لأم كلثوم فسافرنا وكنا 4 شباب من الكويت وحضرنا الحفل الذي حضره اناس من كل البلاد العربية.
كان الحفل في دار الاوبرا المصرية لم يكن امراً سهلاً ابداً ان يجلس احد ما مع ام كلثوم لكن استطاع المذيع احمد فتحي تدبير ذلك لدقائق معدودة تلبية لرغبتي الشديدة والحاحي وفي الاستراحة بعد الفصل الأول اصطحبني الى حجرتها في المسرح وكانت تجلس معها مرافقتها الدائمة وكان اسعد يوم في حياتي!
* ما هو انطباعك عنها؟!!
- مدة اللقاء لم تزد على الدقائق الخمس لم اكن مصدقا اني اخيراً سأرى سيدة الغناء العربي التي سحرت العالم بأغانيها، أذكر ان أحدهم ممن كان يقف خارج الغرفة اكد علي لاكثر من مرة طالبا مني عدم الإطالة في الحديث لان السيدة تود ان ترتاح في الاستراحة قبيل اكمال الحفل، وبالفعل دخلت اليها وعرفتها بنفسي واني من الكويت واخبرتها بمقدار سعادتي كوني قد التقيها الا ان ردودها كانت مقتطبة جداً، ففي مقابل كل سؤال أطرحه عن صحتها واحوالها كانت تجيب بكملة او كلمتين مثلاً الحمد لله كويسة.. ثم تسكت، و«تشرفنا» ويطول الصمت فيزداد ارتباكي.
* هل كانت مغرورة او هل لمست فيها ذلك من خلال تحفظها بالحديث والرد؟
- ابداً كانت امرأة محترمة وبعيدة عن الغرور ولاغطرسة ولا تكبر مطلقاً.
* ما اكثر ما عشقت من اغانيها؟
- كل اغانيها بلا استثناء، ولعي بسيدة الغناء العربي إبان تلك الفترة «أيام الشباب» جعلني اقدم على شراء شقة في مصر بشارع ابو الفدا بالعمارة المجاورة تماما للتي كانت تسكن فيها ام كلثوم لقد اشتريتها فقط حتى اخبر الشباب في الكويت اني اصبحت جاراً لسيدة الغناء العربي! «سوالف شباب يعني»وكنت اتباهى حينها اني قابلت ام كلثوم دونا عنهم..
* هل مازلت تحتفظ بهذه الشقة؟
- لم افكر في بيعها رغم اني لم أزر القاهرة منذ نحو 20 عاما، مر على امتلاكي للشقة نحو 50 عاماً هي تطل على النيل مباشرة الا ان العمارة قديمة والمصعد الموجود فيها قديم وهي في الدور التاسع ولهذا لا افكر ابداً منذ سنوات في السكن بها الا ان الاحفاد والابناء يسكنون فيها كلما زاروا القاهرة وللعلم ابنة الرئيس الراحل انور السادات تقطن ايضا في نفس العمارة.
لقاء عبدالناصر
* اذا ما انتقلنا من مرحلة الشباب الى تلك المرحلة التي مارست فيها العمل السياسي لاحقا وترؤسك لمجلس الامة في عام 1967، فقد التقيت ايضا بشخصيات اخرى مثل الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس محمد انور السادات، فهل تحدثنا عن تلك اللقاءات؟
- في الحرب التي حدثت عام 1967 بين مصر وإسرائيل، كان للكويت دور فعال وملموس عندما ارسلت لمصر فرقة عسكرية لمساعدة الجيش المصري، واستقبال الرئيس عبدالناصر لي لاحقا كان نوعا من التقدير والتعبير عن الشكر للكويت على موقفها، الا ان ماميز هذا اللقاء وجعلني اعتز به هو ان الرئيس عبدالناصر لم يستقبلني كما تتطلب الرسميات والبروتوكولات وانما دعاني لمنزله ومن المعروف انه لا يستقبل احداً في بيته الا المقربين، وكان هذا اللقاء الذي جمعني بالرئيس عبدالناصر هو الثاني، وفي هذه المرة كان ببيته وبحضور محمد لبيب شقير رئيس مجلس النواب المصري وكان بمعيتي سفير الكويت حينها المرحوم حمد الرجيب، حيث زرنا الرئيس عبدالناصر في بيته الواقع «بمنشية البكري».
ويضيف العم أحمد زيد السرحان مستذكراً لقاءه بالرئيس محمد أنور السادات: التقيت بالرئيس السادات مرتين ايضا كانت احداها اثر مرور اربعين يوما على وفاة الرئيس المرحوم جمال عبدالناصر، وثانيهما كانت بدعوة شخصية حيث قابلت الرئيس السادات في استراحته الخاصة بعطلة نهاية الاسبوع في القناطر الخيرية.
دخول المرأة للمجلس
* هل تتوقع دخول المرأة البرلمان فيجيب عن ذلك قائلاً:-
- في الواقع انا متفائل بدخول 3 الى 4 نساء بالمجلس القادم، هذا اذا ماتوحدت كلمة النساء وقناعاتهن بشأن ذلك.
* كيف ذلك؟!
- اذا ما توحدت جهود الجمعيات والتجمعات النسائية وتكاتفت في عمل مشترك لدعم وصول المرأة للمجلس وتوافقت فيما بينها وتحت الخلافات الهامشية التي تحدث جانبا، ودعمنا المرشحات الموجودات »الكفوءة منهن« لابد ان تصل المرأة لقاعة عبدالله السالم، واذا ما صوتت النساء ايضا لصالح المرأة الكفوءة.
* وهل يصوت بوخالد لامرأة في الانتخابات الحالية؟!
- انا وغيري ايضا اذا ماشعرنا بان هذه المرأة تستحق، ما الذي يمنع؟!
* بوخالد هل تعتقد ان المرأة ممكن فعلا تحجب عن التصويت لمصلحة المرشحة الكفوءة كما يقال من ان المرأة خذلت المرأة في الانتخابات الماضية؟!
- فعلا، المرأة دورها مؤثر، وعدم اهتمام الناخبات النساء بدعم المرشحة الكفوءة امر مؤسف، لابد ان تعي المرأة ان المرأة النائبة هي خير من يمثلها ويعبر عنها وعن قضاياها، مؤسف ان تحجم المرأة عن التصويت للمرشحة، وانا ادعو النساء للتصويت للكفاءة وبموضوعية شديدة.
* بوخالد.. هل يمكن ان نقرأ يوما مذكراتك الشخصية وذكرياتك مع من جمعك بهم العمل السياسي، اظن انك تتمتع بذاكرة متوقدة قادرة على استذكار الكثير من المواقف التي قد يكون من المفيد حفظها وتسجيلها؟
- في الواقع لم يسبق ان فكرت في ذلك ولا اعلم مدى امكانية اتمام ذلك في ظل ظروفي الصحية الحالية.
* بوخالد.. اود ان اشكرك كثيرا على هذا اللقاء وان كنت اود ان اتساءل عن سبب تحفظك الشديد الذي كان يسود اللقاء؟
- انا اتحفظ حتى لا يفسر كلامي بانه نقد موجه لاشخاص معينين، انا من الناس الذين لا يحبون ان ينتقدوا احدا ولا يحبون التطرق لسلوكيات وشخوص الغير، لاني احترم ذاتي واحترم الناس مهما اختلفت معهم بالرأي، انا لا اهوى الظهور الاعلامي مطلقا ولم اكثر من اللقاءات الصحافية طوال مشواري في العمل السياسي، افضل ان اعمل على ان اظهر واصرح وانتقد، على الرغم من ان لدي الكثير مما اود قوله، لكني لا احب ان انتقد احدا ولدى قناعاتي الشخصية فالناس لا تنسى النقد ولا التجريح، وما يقال في تصريح اعلامي او صحافي اليوم تجاه شخص ما لن يندثر، بل الناس تتمتع بذاكرة جيدة وما سيقال بحق فلان، سيسمعه ابناؤه واحفاده من بعده فالخطيئة وذلة اللسان تسجلان دائما للانسان وانا اترفع دائما عن كثرة الكلام والنقد والاقاويل وافضل ان اشغل نفسي بأمور العمل التجاري والانجاز اكثر من القيل والقال.
الحفيدات: لا نريد العمل في السياسة
* حين سألنا بوخالد عن توقعه دخول امرأة ما لقاعة عبدالله السالم من عدمه في الانتخابات الحالية؟
- أحالنا إلى حفيداته قائلا: بما أن الحفيدات حولنا «دانة و دلال شيخة ونورة » فياريت تسمعين رأيهن أولا قبل أن أخبرك برأيي حول هذا الموضوع، وهنا أتوجه بسؤالي لكل من شيخة ودانة ونورة ودلال أيضا فتبادر شيخة صلاح السرحان قائلة: جدي من أشد الداعمين لحقوق المرأة السياسية ونحن معه أيضا نتمنى أن تصل المرأة الكفؤة للمجلس.
* ألا يمكن أن تكون هذه المرأة نائبة المستقبل من حفيدات أو بنات العم أحمد السرحان الشاهد على ديموقراطية الكويت؟
- «دانة وشيخة ونورة معا» بابتسامة وبعد نظرة إلى الجد العم بوخالد: لا لا نظن وليس في هذا أي حجر على رغبة غير موجودة أساسا لدينا، طبعا الوالد لا يحبذ دخولنا السياسة ونحن جميعنا انجذبنا لدراسة تخصصات بعيدة عن السياسة وكلها متعلقة بالاقتصاد والتجارة وتوافق «دانة» شقيقتها الرأي وهو ما تتفق عليه نورة ودلال أيضا بحضور والدهن- صلاح السرحان- مؤرخ العائلة الذي يهتم منذ الصغر بأرشفة وكتابة ذكريات الوالد وحفظ صوره القيمة التي تؤرخ لمراحل عمله السياسي بالمجلس، وننتهز الفرصة هنا لكي نتقدم بالشكر له فهو من وفر لنا هذه الصور المنشورة باللقاء على الرغم من فقدان الكثير منها خلال فترة الغزو الغاشم على الكويت.
مذكرات السرحان
لدى سؤالنا العم ابو خالد عن كتابة مذكراته كانت اجابته بانه لم يفكر بذلك من قبل، الا ان ابنه صلاح السرحان (بو مزيد) علق قائلا: اتمنى ان يقرر الوالد كتابة مذكراته، وحينها ستكون فرصة لكي أخرج العديد من صور الوالد التاريخية من الألبومات التي احتفظ بها، وكلها يظهر فيها عدد كبير من رجالات الكويت الذين كان لهم دورهم الفعل في مسيرة الكويت الديموقراطية.
|