الحمار في التراث والأدب الكويتي!
الحمار في التراث والادب
والبيئة الكويتية القديمة
يحكي قصصا طريفة
التاريخ 13/08/2008
مدينة الكويت القديمة حيث تكثر استخدام الحمار
في الركوب والانتقال والمهن والحرف
من منتهى الفضلي الكويت (كونا) -- ذكر الرحالة جوردن لوريمر في كتابه (دليل الخليج) عندما كان موظفا لدى الحكومة البريطانية في الهند بين عامي 1903 و 1915 عن احوال مدينة الكويت القديمة انه كان لدى الكويتيين نحو ثلاثة الاف حمار يستخدمونها في الركوب والانتقال والمهن والحرف كما ورد ذكر الحمار في الكثير من الامثال الشعبية اذ ان شخصية الحمار بالامثال تعبير رمزي بالوصف والتشبيه لحالات وانماط لصور في الحياة العامة.
وحول الحمار في التراث والادب يقول الكاتب والمؤرخ الكويتي عادل عبدالمغني والذي اصدر كتاب عنوانه (الحمار في التراث والادب الكويتي) ان للحمير في التراث الكويتي اهمية كبيرة نظرا لعدم توفر وسائل النقل والمركبات آنذاك وكان تعتبر احد وسائل النقل الرئيسية وقامت على ظهورها مهام هامة والعاملون في هذه المهنة يطلق عليه اسم "الحمارة".
واوضح في لقاء خاص مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان من "الحمارة" من يشتغل بنقل وتوزيع وبيع الماء على البيوت حيث كان يحمل على ظهر الدابة ثلاث قرب جلدية مملوءة بالمياه العذبة ولهذه المهنة سوق خاص كان يعرف بسوق الماء ومحلها بالقرب من سوق الدعيج.
وبين ان المياه العذبة كانت تجلب من شط العرب بوساطة السفن الشراعية وكانت توضع في خزانات كبيرة تعرف باسم (الفناطيس) ومن مصادر المياه ايضا الامطار التي تتجمع خارج السور في الاماكن المنخفضة وتعرف باسم (الخضاري) اضافة الى مياه الغدير والابار (القلبان).
واضاف انه كان لبعض الناس عميل من الحارة للقيام بتزويدهم بالماء من دون الحاجة الى ذهابهم الى سوق الماء واذا كان اهل البيت غير معتادين على الدفع المباشر يقوم "الحمار" بواسطة حجر من الجير برسم خط على شكل 1 ثم خط اخر بجانبه دلالة على انه قام بتزويد البيت بقربتين من الماء او ما يعرف ب"دربين".
واشار عبدالمغني الى وجود مهنة اخرى يستخدم فيها الحمير وهي نقل الجص وعرفت المهنة ب"الجصاصة" حيث تنقل الحمير الرمل من البحر لاستخدامة في البناء كما استخدم اهل (الحظور) وهي شباك تنصب على ساحل البحر لصيد الاسماك وعموم صيادين الاسماك الحمير لنقل الاسماك لبيعها في السوق وكذلك اصحاب المحلات والحرف المختلفة استخدموا الحمار في تنقلاتهم وتوصيل حاجاتهم واغراضهم.
وقال المؤرخ عبدالمغني انه تم استخدام (العربانة) التي يجرها الحمار لنقل كافة الاغراض واللوازم والاحتياجات ومن المهن التي استخدم فيها الحمار شاوي الغنم وهو الرجل الذي يرعى الماشي ويسرح بها خارج سور الكويت القديم.
واشار الى دور الحمير في المناسبات والاعياد اذ يقوم اصحابها بتزيينها بالحناء والخرق البالية ووضع الاجراس عليها لتأجيرها للأطفال بمناسبة العيد واستخدامها لاجراء المسابقات فيما بينهم الا ان المجلس البلدي آنذاك منع ذلك في عدة قرارات اصدرها.
وتناول عبدالمغني انواع الحمير قائلا ان افضلها (الحساوي) فهو ابيض اللون وعالي الارتفاع وسريع المشي وقوي البدن ويطلق عليه لقب (الصول) او (الشهري) على الحمار القوي الكبير الحجم منه ويأتي بعده الحمار (الفارسي) ويضاهيه بالقوة الا ان لونه يختلف واقرب ما يكون الى اللون الرمادي كما ان مشيه سريع واشبه ما يكون بالقفز ويأتي بالمرحلة الاخيرة حمار (المخكرة) فهو اسوأ انواع الحمير لبطء سيره وهزاله
وهناك فصيلة اخرى مهجنة من الحمير وهي البغال التي لا تحمل ولا تلد ومنها نوعين فمن كان ابوه حصان وامه حمار يكون من البغال وعندما تكون الام فرس والاب حمار يكون الانتاج من فصيلة (البردون) وشكله يختلف نوعا ما عن البغل لطول رأسه وارتفاع جسمه.
وافاد ان الحمير كانت تباع وتشترى في ساحة الصفاه اضافة الى الدواب الاخرى وكان هناك دلالون محترفون في مزاولة هذه المهنة.
وحول ذكر الحمار في الامثال الكويتية قال عبدالمغني انه ورد في 27 مثلا منها ما تناول قصص وخرافات عن حياة الحمار كأمثلة "لاتكبر الحمار بقولة هش" او "حمار كارك" وايضا "زين الحمار ما ظهرت له قرون" وغيرها من الامثال.
وانتقل عبدالمغني الى دور البلدية في اصدار مجموعة من القرارات:
منها ما تلزم اصحاب الحمير عدم تحميلها ما فوق طاقتها من الاحمال او منع مرورها في بعض الطرقات وقيامها ببعض النشاطات.
وذكر انه في احدى جلسات المجلس في نوفمبر من عام 1932 ووفقا لمحضر الاجتماع ورد قرار ينص على ان "يعلن اعلانا الى جميع سواقي الحمير ان يسجلوا اسماءهم في الادارة وان لا يشتغل احد في سياقة الحمير ما لم يكن لديه رخصة".
- واستعرض عبدالمغني جملة من قرارات البلدية بخصوص استخدام الحمير ومنها اعلانين صدرا في العام 1933 الاول يمنع تجول النساء في الاسواق مدة ايام العيد والاخر منع تأجير الحمير على الاولاد لركوبها في المسابقات كما كانت هناك الكثير من الجلسات تناولت قضايا ومشاكل حول منع اصحاب الحمير من اخذ الرمل من اماكن معينة بدون علم اصحابها واستطاع المجلس ان يفض العديد من قضايا النزاعات حول الدواب انذاك .
وقال ان المجلس البلدي قرر عام 1940 وضع رسم على الحمالين والحمارة في السنة قدره روبية واحدة وان يحمل كل واحد منهم نمرة مسجلة في البلدية وينشر اعلانا في ذلك.
ومن القرارات البلدية ايضا تلك التي تناولت تحديد نقل اجور نقل الماء في القرب على ان تعين شركة الماء قطع (تنكات) صغيرة تؤشر فيها على عددها في القرب وعلى كل "حمار" ان يحمل معه قطعة بمقياس القرب التي تحملها الدابة لتكون مرجعا عند الخلاف.
كما اصدرت البلدية قرارا ينص على منع جميع اهل الحمير من ركوب الدواب في شارع العتيقي وغيره من الشوارع العامة.
وانتقل عبدالمغني الى ذكر الحمار في البيئة الكويتية مشيرا الى (حمارة البحر) وهي نوع من الاسماك الصغيرة لها وجه عريض مفلطح شبيه بوجه الحمار اما (اذن الحمار) فهو نبات صحراوي يكثر في شمال الكويت واوراقه سميكه اما (ام الحمير) فهي اراضي منخفضة غرب الكويت تتجمع فيها المياه تعرف ب(خضاري ام الحمير) بسبب ما يقال ان حمارة غاصت ارجلها فيها فاطلق عليها هذا الاسم.
واضاف ان هناك (حد الحمارة) وهو من اسماء مغاصات اللؤلؤ جنوب الكويت اما (حشيش الحمار) فهو نوع من النباتات الصحراوية و (حمارة القايلة) تطلق بهدف تخويف الاطفال و (حمار البحر) جزء صغير من الخشب يستخدمه القلاليف في صناعة السفن اما (الحماران) فهما نجمان صغيران يقعان بين نجمي العقرب وسهيل وبهما يهتدي نواخذة الغوص والسفر.
وتطرق عبدالمغني الى شخصية (ابو طبيلة) قائر انها شخصية شعبية كانت تقوم بدور المسحراتي في شهر رمضان وهو ينادي بأعلى صوته بأهازيج شعبية وهي مهنة يمتهنها حتى اخر شهر رمضان ليقدم الاهالي ما تجود به انفسهم من مبالغ نقدية او مواد حيث يضعها ابو طبيلة داخل الخرج المحمول فوق ظهر الحمار.(النهاية)
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 09-06-2009 الساعة 07:34 AM.
|