كتاب تاريخ الكويت للرشيد بقلم راشد الفرحان 1960م
كتاب تاريخ الكويت
هذا الكتاب ألفه علامة الكويت وأديبها الأستاذ المرحوم الشيخ عبد العزيز أحمد الرشيد عام 1345هـ ـ 1926 م وطبع في بغداد بالمطبعة العصرية ويقع في جزئيين على مجلدين وهو أول كتاب تاريخ ألف خاصا بالكويت .
أما موضوع الكتاب فهو كما جاء في مقدمة المؤلف حيث يقول :" يقسم هذا التاريخ إلى قسمين :
( الأول ) وهو الذي أقدمه الآن بين يدي القارئ يبحث عن حكام الكويت الغابرين والحاضرين وعن حوادثهم وحروبهم وعلاقاتهم بالدول والحكام ويبحث عن حالتهم الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية والسياسية وما فيها من قرى وآثار وما حوت من مدارس ومساجد ويبحث عن حركتها العلمية و نهضتها الأدبية.
(الثاني ) وهو ما سأقوم باعبائه فيما بعد فيبحث عما فيها من علماء وأدباء وشعراء مع طرف من أخبارهم وأشعارهم وعن بيوتها المعروفة وعمن زارها من العلماء والأدباء والكتاب والأعيان كل ذلك سنبحثه إن شاء الله بعدل وأنصاف ... ألخ ".
ومن هذا نفهم أن المؤلف الراحل قد قسم كتابته في تاريخ الكويت وأدبها إلى قسمين كما سبق وبالرجوع إلى الكتاب نجده قد تكلم عن القسم الأول في جزأين فذكر في الجزء الأول من القسم الأول عن تأسيس ومنشأ عائلة الصباح الحاكمة وعن حالة الكويت الطبيعية من حيث أحيائها ومساجدها ومدارسها وقراها وبعض الأماكن المشهورة فيها كما ذكر حالة البلاد الاقتصادية وصيد اللؤلؤ والتجارة وما يوجد فهيا من الصناعة اليدوية وتكلم عن حالة البلاد الاجتماعية وعن حركتها العلمية ونهضتها الأدبية كما امتدح بعض الأساتذة والعلماء من الذين زاروا الكويت وأثنى على بعض رجال الكويت وخص بعض البيوت المشهورة وقد ذكر في هذا الجزء كثيرا من أخبار الكويت الأدبية والأشعار والمدائح والأزجال التي قالها الشعراء الكويتيون في مناسبات وذكريات لهم حتى كانت الناحية الأدبية في هذا الجزء طاغية على الناحية التاريخية .
أما الجزء الثاني فإنه تكلم فيه إتمام للقسم الأول عن حكام الكويت والحوادث والحروب التي وقعت في عهد كل منهم كما أشار إلى بعض الأسباب التي دعت الشيخ مباركا إلى عقد المعاهدة مع الحكومة البريطانية وذكر ما دار بين مبارك والأستاذ السيد رشيد رضا من حديث بهذا الشأن .
هذا ما جاء في الجزء الأول والثاني من القسم الأول من تاريخ الكويت أما القسم الثاني الذي أخبر المؤلف عنه في المقدمة ووعد بأنه سيقوم بأعبائه ونشره فيما بعد وسوف يبحث فيه عن علماء الكويت وأدبائها وشعرائها والكتاب والأساتذة الذي زاروها .. الخ فإنه ذكر بعضا من هذا في الجزء الأول ولا ندري بعد ذلك ما سبب توقف المؤلف عن إتمام الكتاب إلا ما ذكره سيف مرزوق الشملان في مقدمة كتابه من تاريخ الكويت لابن الرشيد ظل محجوزا عليه في الجمرك وبعد وفاته كلم الشيخ يوسف بن عيسى ا لقناعي الأمير الشيخ أحمد الجابر الصباح فسمح بأن يستلمه الورثة .
وإني أعجب ويعجب معي الناس حين أسمع مثل هذا الخبر وكيف يتفق هذا مع تشجيع الشيخ أحمد للمؤلف ابن الرشيد وتقريبه له من مجلسه متخذا منه واعظا يعظه كل صباح ومستشارا في كثير من الأمور ،ومع هذا فإنه دفع له في ذلك الوقت ألفين وخمسمائة ( 2500 ) روبية مكافأة له على عمله تجاه تاريخ الكويت.
وبعد فلعل الذين يلومون المؤلف في تركه بعض الأمور والأحداث التي سمعت من غيره ولم يثبتها في كتابه يعذرونه في ذلك حيث لم تتح له الفرصة في إتمام كتابه كما وعد لوجود فئة رجعية ضالة مضلة من الجامدين على ما ألفوا الجاهلين أنفسهم ودينهم ووطنهم الذين لا زلنا نعاني خلفالهم من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
ويكفي أنهم ذات يوم حرضوا بعض العوام من إتباعهم يترصدون للأستاذ العالم الشيخ السيد رشيد رضا حين زار الكويت ابتغاء قتله لأن مشايخهم أفتوا بكفره .وإذا كانوا قد حكموا على ثلاثة من رجال النهضة في الكويت ومنهم المؤلف بالإعدام فلا غرابة أن يحكموا على كتابه بالوقف أو الحجز في الجمرك .
وعلى كل فإن الشيخ المرحوم عبد العزيز الرشيد عالم فاضل وأديب شاعر وقف في وجه الجمود وجاهد في سبيل نصرة الحق والدين وعرض نفسه لألسنة الجهلاء وأخطارهم وصبر حتى قاد النهضة الفكرية العلمية والأدبية في الكويت.
وكتابه كما قال الأستاذ عبد الله زكريا "محاولة مفيدة وجهد طيب مشكور عليه حفظ لأبناء الكويت شيئا من تاريخ بلادهم وألقى بعض الأضواء على معالم هذا الطريق " .
المصدر: مختصر تاريخ الكويت وعلاقتها بالحكومة البريطانية والدول العربية لراشد الفرحان 1960م.
__________________
www.flickr.com/photos/aljamea
التعديل الأخير تم بواسطة الجامع ; 01-09-2009 الساعة 02:56 PM.
|