الشاعر الكويتي
محمود شوقي عبدالله الأيوبي
شاعر الطبيعة الإندونيسية
ولد الشاعر محمود شوقي الأيوبي في الكويت عام 1900م (1319هـ)، وقيل عام 1901م، ووالده من أصول كردية، وكان قد نزح من العراق إلى الكويت، وكان يُطلق عليه "عبد الله الكُردي"، أما أمه فمن عرب "المنتفك".
وقد أسماه والده محموداً، ولكن الشاعر أضاف إلى اسمه اسم "شوقي" لشدة إعجابه بالشاعر أحمد شوقي.
ودرس محمود شوقي الأيوبي في كتاب المُلا عبد الله الأنصاري، ثم في المدرسة المُباركية، وقد سافر إلى البصرة، ثم إلى بغداد حيث درس في دار المعلمين العالية، وبعد انتهاء الدراسة عمل مدرساً في قرية "أبي الخصيب" بالعراق.
ورحل بعد ذلك إلى سورية ولبنان وفلسطين ومصر، ثم رجع إلى العراق، ثم عاد إلى الكويت ليعمل مدرساً بالمدرسة المباركية، ولكنه يترك الكويت إلى العراق مرة ثالثة ليلتحق جنديا بسلاح الخيالة.
ثم سافر إلى الإحساء، فالرياض في ربيع الأول 1348هـ (إبريل 1939م)، وأدَّى مناسك الحج، ثم هاجر إلى إندونيسيا للدعوة والتعليم، بتكليف من الملك عبد العزيز، وأقام هناك عشرين سنة، من 1349-1369هـ (1930-1950م).
وقد عاد الأيوبي إلى الكويت عام 1950م حيث أقام في قرية الشعيبة، وتوفي في ذي الحجة 1385هـ (مارس 1966م).
وشعره كثير جدا، نشر بعضه في جريدتي "أم القرى" و"الإصلاح"، وهناك تداخل في دواوينه، فقد ينشر القصيدة الواحدة في ديوانين.
من دواوينه المطبوعة
1- الموازين : طُبع في دار المعارف بمصر عام 1953م، من قبل البعثة الكويتية بالقاهرة في (450) صفحة، ويشتمل على (140) قصيدة.
ويقول الأيوبي عن هذا الديوان "قصائده قصيرة، وهي من وحي صباح الفردوس الاستوائي (أندونيسيا) المجاهدة، تلك البلاد المحبوبة التي مكثت فيها نحو عشرين عاما، وإن أفضل ما يُهدي المواطن سِفراً لأبناء وطنه، هي عصارته الروحية التي تمخّضت عن تجارب قاسية فهي للشباب في عنفوان فتوته دروس، وللشيوخ في مجالسهم رياحين النفوس".
وقد تحدث في الديوان عن مكارم الأخلاق، وعظمة الخالق، ودقة نظام الكون.
2- رحيق الأرواح : طبع في القاهرة في دار العهد الجديد عام 1955م من منشورات رابطة الأدب الحديث ويقع في (352) صفحة، وقد طُبِع على نفقة الخفاجي صديق الشاعر، وكتب على صفحته الأولى: "أعذب الأناشيد الصوفية، وأروع الألحان الروحية التي تُمثِّل الشعر الصوفي في الأدب المعاصر في أوضح تمثيل"
وقد نظمه في أندونيسيا في فترة من أحلك فترات حياته.
ومن عناوين قصائد الديوان: رحيق الأرواح، ومنبر النجوى، ولحن الكروان، ومحراب الشاعر، وشهوة الظلام، وقلب الشاعر، ودموع السلام، وأخلاق الحب، وطهر الحب، وأحلام الشباب، ومصباح الهوى، وعروس البحر، والأمواج، وبرزخ الحيرة، والمزامير، وبين الأرواح والأشباح، والمرايا والغياهب.
3- الأشواق : طُبِع في القاهرة، عام 1955م، من منشورات رابطة الأدب الحديث، ويقع في (317) صفحة، ويشتمل على (47) قصيدة، ومن عناوين القصائد: أنغام الفجر، وأمواج الفجر، ونشوة الشروق، وسحر الأصيل، وظلال الشفق، والناي المحطم، والفأل الحزين.
4- هاتف من الصحراء : طُبِع في القاهرة عام 1955م على نفقة رابطة الأدب الحديث، ويحتوي على (42) قصيدة، ومن عناوين القصائد: موسيقا الأمل، وشعلة الخلود، ورحيق الوفاء، وأنا شيد الطبيعة، وملحمة عالم الشاعر، والإنسانية المعذبة.
5- ألحان الثورة : طُبِع في الكويت عام 1969م، على نفقة ابن أخته عبد الله زكريا الأنصاري، ويقع في (448) صفحة، و(92) قصيدة في مناسبات مختلفة، ومن عناوين القصائد: فردوس الشهداء، والمغاني والأغاني، وثورة الشعر.
6- المنابر والأقلام : أعدّه وقدّم له: عبد الله زكريا الأنصاري،، وطُبع في الكويت، عام 1982م، ويقع في (226) صفحة، وينقسم إلى قسمين
المنابر: وقد نظمه في أندونيسيا.
والأقلام: وقد نظمه في الكويت.
ومن عناوين القصائد: مدرسة الإسلام، وأمة الإسلام، والكفاح، وإلى أبناء العرب في المهجر، وتحية الشباب الأندونيسي، ودموع حائرة، وفتى الصحراء.
7- الملاحم العربية : ويقع ديوان الملاحم العربية في خمسمائة وسبع وستين صفحة من القطع المتوسط، وتحتوي كل صفحة على ما بين خمسة أبيات وسبعة أبيات، ويضم قرابة ثلاثة آلاف بيت.
وهو يضم سبعاً وعشرين قصيدة مطولة في الملك عبد العزيز، ومن أهم قصائد الديوان "شذى الصحراء"، ومطلعها:
هو الإمامُ الحُرُّ مِغْوارُ الحِمى عبدُ العزيزِ العبْقريِّ المُرْتَضى
وملحمة "الوثبات"، ومطلعُها:
أعيدا مُنَى نفْسي لتلْكَ المَضـارِبِ
بصُبْحٍ، وإنِّي في الهوى غيْرُ كاذِبِ
وملحمة "أريج الدهناء"، ومطلعها:
للحَقِّ سَيْفٌ في الحمَى مسْلُولُ ولَـهُ على رأْسِ العداةِ نُزُولُ
الدواوين المخطوطة
وهي كثيرة، ترد بأسماء مختلفة، وأشهرها:
1- أحلام الخليج : ويقع في مجلدين كبيرين بخط المؤلف. ويقع الجزء الأول في (445) صفحة، ويحتوي على (25) قصيدة، ويقع الثاني في (616) صفحة.
ومن عناوين قصائد الديوان: الملحمة الكويتية، وشذى الصحراء، ويوم الملحمة، وحول أبي قبيس، ونسيم العيد، وفتى العروبة، ونجم البحرين، ونشوة، وغروب وشروق، وموجة عابرة، واللحن الراقص، ومواكب الأحرار، ووطني.
عن الشاعر محمود شوقي الأيوبي انظر الدراسة التي أعدتها د. نورية الرومي: محمود شوقي الأيوبي: حياته وتراثه الشعري، عرض ونقد
شركة المطبعة العصرية، الكويت 1982م، وكتاب د. محمد عبد المنعم خفاجي: فصول في الثقافة المعاصرة
وديوان "الملاحم العربية: تصحيح وتوثيق ودراسة تحليلية، للدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، دارة الملك عبد العزيز، الرياض 1419هـ.
محمود شوقي الأيوبي: الموازين، ص365.
محمود شوقي الأيوبي: المنابر والأقلام، ص 129.
وكان الأيوبي محبا للطبيعة بشكل لافت، ومن العجيب أننا نراه يبدأ قصيدته في رثاء زوجته الأولى، وكانت إندونيسية، بوصف الطبيعة الساحرة، بل يكشف العنوان عن هُيامه بهذه الطبيعة الفتّانة، حيث يُعنْون قصيدته "الأيام السوداء في الفردوس الاستوائي: الإندونيسي"، يقول في مطلع قصيدة الرثاء:
تمتَّــعْ بمرْأى الحُسْنِ في وردَةْ الخَدِّ
وفي الأعْيُنِ الدَّعْجاءِ، والجيدِ، والنَّهْدِ
وذُقْ خمرةَ الفردوسِ في الجيدِ واللُّمى
ففيها شِفـاءُ النَّفْسِ والقلبِ والكِبْدِ
وإنْ رُمْـــتَ غاداتِ الجنانِ فإنَّها
على الأرْضِ مـنْ وَهْدٍ تسيرُ إلى وَهْدِ
وإنْ رُمْتَ فرْدوْســـاً مُقيماً، فإنَّهُ
بجاوا عروسِ الشرقِ، بلْ جنةِ الخُلْدِ
تفَجَّرَ يُنْبوعُ الجمالِ بِساحِـــها
ولكـــنَّ جاوا للطبيعةِ كالعِقْدِ
وقفْتُ بها في جنَّـةِ الوجْدِ والهوى
فأذْهلَني منْ سِحْـرِها سانِحُ السَّعْدِ
وأغْرَقْتُ روحي في أثــيرِ خلودِها
وَأَفْنَيْتُها في عالَمِ النُّـورِ والوجْدِ
ويحتل المديح قسما لا بأس به من تجربة محمود شوقي الأيوبي الشعرية في مهجره الإندونيسي، ومن هذه القصائد قصيدة يُهديها "للصديق العزيز والأخ الحميم في جاوة السيد محمد بن طالب بن مرعي الكثيري الهمذاني"، ويقول فيها:
حدا بي سحابُ الشوقِ، والشوقُ هاتفٌ
إلى صاحِــــبٍ في ذلكَ الحيِّ يمْرَحُ
أبرُّ بني همْدانَ للــــــدينِ والتُّقى
ومنْهُ غيوثُ الفضْلِ تهْمي وتَنْـــزَحُ
لمغْناكَ آسادُ العروبـــــةِ بادَرَتْ
مغمغِمَةً للمجْدِ ترْنو وتَطْمــــحُ
وما العزُّ إلا في حمَـــــاكَ مقرُّهُ
وأنتَ لهُ الباني إذا الناسُ طَوْهَحُــوا
تراقصت الألحـــانُ، ترنو مشوقةً
لمنزلكَ الميْمونِ ، والطَّيْـــرُ يَسْجَحُ
وسعْتَ صنوفَ الناسِ بالفضْلَ والحجا
وفي ريعِكَ الألبابُ تنْمو وتنْجــحُ
أحمد جميل مقدمي - عبدالكريم عرب - الشيخ أحمد الشرباصي - الشاعر محمود شوقي الأيوبي
وبـ تأمل ناسك استرسل ناثراً كندى الفجر أبياتا مختارة من شعره
من قصيدة الانسان
ذكر وأنثى كائنان كلاهما ... كونٌ صغيرٌ إن أردت بيانا
من قصيدة جمال العقل
العقـــــل شيءٌ ولا شيءٌ يعادله... ولو جمعت أكاليل السلاطيـــن
العقل نورٌ يسير الراشدون به ... إلى ذرا العز سيرا غير ممنون
ومن قصيدة جمال الأمل
حلّـــق بأجنحة السمو إلى العلا ... ودع التخـّيل في الردى ولو انجلى
واستصغر الأهوال مهما استفحلت ... كي لا يضل عن السبيل فتفشلا
إن الإرادة والثبات كلاهما ... ركنان للآمال ما بين المَـــــلا
إن الشجاع يموت موتا مرة ً... والغر يردى كل يوم في البلى
من قصيدة جمال الحياة
إن الحياة قصيرة ٌ غامر بها ... مستنبطا، واحذر تكون ُ معلولا
فرص الحيــاة كثيرة لكنها ... كالبرق تخطف عمرك المعسـولا
ومن قصيدة جمال العشق
شعلة العشق تدفع الروح دفعاً ... نحو روض العلا ومَرْج ِالبطوله
كل قلب لم يطعم العشــــق قلبٌ ... حجري يبدي الجمــــودُ خموله
والبيت العاشر
إنما العشق معبد لؤلؤي .. زاخر الروح بالمعاني الجليله
ومن قصيدة جمال المناقشة
ناقش الحر الكريما ... صائب الرأي العليما
واتركـَنْ غرا دعيّـا ... رأيه يبدو سقيمـــــا
من قصيدة جمال الورد
آهِ يا ورد من رآك يغنــي ... بغناء الحيـــاة لحنـــا بلحـنِ
آه يا ورد كلَّـلَ الشيبُ رأسي... فصنعتُ الإكليل منك لفني
تم منحه لقب "أمير شعراء الجزيرة" من قبل الملك عبدالعزيز آل سعود
ولديه من الأبناء
مضر
الفنان التشكيلي صفوان
نزار
صلاح الدين والد الفنان التشكيلي الراحل محمد الأيوبي
عبد الحق
محمد نجيب والد الشهيد النقيب حمد الأيوبي
عبد الله
عبد الناصر
ماوية
ليلى
ريا
أسماء
الفنانة التشكيلية ظمياء
الشاعرة والفنانة التشكيلية غيداء
مرضية
إبتهال
الشاعر محمود شوقي الأيوبي مع ثلاثة من أبناءه
من اليمين : عبدالله وعبدالناصر ومحمد نجيب
المصدر الموضوع
معلومات وصور أخذت من أحد أبناء الشاعر
إعداد وتلخيص العضو سعدون باشا
حقوق النسخ محفوظة للعضو سعدون باشا
ولمنتدى ( تاريخ الكويت )
يرجى تحري الأمانة العلمية في النقل