أول مذيعة للبرامج الانكليزية.. تعلمت اللغة بالخيزرانه
أمل جعفر: أنا كفيت ووفيت.
حوار: هالة عمران
ولدت في لبنان عام 1942، درست بالمدرسة القبلية، ثم عائشة، ثم التحقت بثانوية المرقاب، رفض والدها ذهابها للدراسة بالقاهرة، فانهارت بكاءً، أحبت الإعلام منذ الطفولة، فكانت شغوفة بالإذاعات مثل صوت العرب والـ«بي بي سي»، تعلمت من والديها الاحترام، قرءاتها لنجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس لكنها ركزت على القراءات الانكليزية إلى جانب اتقانها للغة الفرنسية التي أجادتها بطلاقة، هي رومانسية تميل إلى العقلانية،
سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو الأب الروحي لها الذي اقنع والدها ان تعمل كأول مذيعة بالتلفزيون في بداية البث،
تنقلت بين التلفزيون والإذاعة وارتبطت بالإذاعة واستمرت فيها حتى تقاعدت، يعجبها في مذيعات اليوم، نادية صقر، هالة سرحان، وليلى رستم، وإحياناً صفاء أبو السعود، الكاميرا والميكروفون كلاهما مرعب بالنسبة لها، جاء زواجها عن قصة حب من الإعلامي رضا الفيلي، وفي عام 1964 تزوجا وانجبا أربعة من الابناء، تعشق جميع الأحفاد، وحفيدتها «ريم حالة خاصة بالنسبة لها»،
زكي طليمات قدوتها بالحياة العملية، أما الحياة الخاصة فالوالدين، ترتاح في المدينة المنورة، حيث تشعر بالراحة النفسية، وتعيش الآن بعدما قدمت كل ما عندها ما بين الحديقة وممارسة هواية الزراعة وتعشق التطريز، عملها بالإذاعة محطة ساخنة، وزواجها من أهم المشاهد في حياتها، كل هذا كان ضمن حوارنا مع الإعلامية أمل جعفر ولكن من الوجه الآخر.
< حديثنا عن طفولتك ونشأتك؟
- ولدت في لبنان سنة 1942 وعمري 66 سنة، فالعمر ليس بعدد السنين ولكن بالإحساس، نزح أهلي إلى الكويت، فعمي رحمه الله عليه عزت جعفر الذي أتى إلى الكويت عام 1935، وجئت مع أسرتي وكان عمري ثلاث سنوات درست في المدرسة القبلية ثم مدرسة عائشة، ثم التحقت بثانوية المرقاب،
لم أكمل دراستي الجامعية، حيث أنه لم يكن بالكويت جامعة وقد رفض والدي وعمي ذهابي لإكمال دراستي الجامعية بالقاهرة، فسجنت نفسي بغرفتي أربعة أيام، وانهرت بكاء،
فقد كان لدي الكثير من الأنشطة التي مارستها في فترة دراستي الثانوية ومنذ طفولتي احببت الإعلام، وعشقت سماع الراديو حتى أثناء مذاكرتي، وأتذكر استهجان والدي لهذا الأمر قائلاً: «خل الراديو يوكلك عيش»، فكنت أتابع عن شغف إذاعة الـ«بي بي سي»، وصوت العرب في زمن أحمد سعيد.
< ماذا تعلمت من والدك؟
- والدي كان رجل دغري لا يحب العوج ربانا تربية صالحة، لم تصل بشدتها إلى درجة الكبت بل كان يتبع الوسطية معنا، فتربينا على فن التعامل مع الأجانب بحكم أن بيت والدي وعمايّ مفتوح للناس جميعاً، كذلك والدتي لم تحد عن هذا النهج،
وأهم ما تعلمته منهما إحترام الوالدين وهذا ما غرسته في ابنائي، فقد كنت أفهم مقصد أو مراد والدي من مجرد النظرة، كذلك والدتي، رغم أنها كثيرا ما ضربتني أما أبي فلم يفعل ذلك أبداً.
< كيف تكونت ثقافتك؟
- في مرحلة الدراسة الثانوية تخصصت في القسم الأدبي باللغة الإنكليزية، فكنت دائمة القراءة للكتب الانكليزية، فكنت اقرأ أي كتاب أو صحيفة أو مطبوعة تقع تحت يدي، فقد قرأت لنجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس في فترة المراهقة، ولم أكتف بقراءة القصص الغرامية،
بل كنت اتطرق لكل الموضوعات العلمية والاكتشافات، لكن ركزت اكثر على القراءات الانكليزية، إلى جانب اجادتي للغة الفرنسية، حيث انني اشعر بأن اللغة الفرنسية هي لغة شاعرية عربية، وقريبة الإحساس وخاصة في الشعر والقواعد.
< هل أنت رومانسية أم عقلانية؟
- وقتما يتطلب الموقف الرومانسية أكون رومانسية، والعكس والآن أصبح الأساس عندي العقلانية.
عروسة المولد
< كيف جاءت فكرة وملابسات عملك كمذيعة؟
- أتذكر الشيخ صباح الأحمد أميرنا حيث أنه يمثل لي الأب الروحي، ففي عام 1961 عندما تم افتتاح تلفزيون الكويت تحدث إلى والدي وعمي لكي أعمل بالتلفزيون، لكنهما كانا مصرين على الرفض، واستمرت المحادثات لفترة طويلة من الزمن حتى اقتنع والدي، كان اقتناع أهلي مشروطا بأن يكون في فترات محددة، وأن يكون ذهابي وعودتي مع أحد من الأهل، كان بيتنا وقتها بجوار التلفزيون ولا يبعد عنه سوى عشر دقائق سيرا على الأقدام، ومع ذلك كان لابد أن يصاحبني أحد من أهلي في الذهاب والعودة،
أتذكر المرحوم خالد المسعود الذي كان وقتها رئيسا للتلفزيون، كان في بعض الأحيان يأخذني معه بسيارته ويوصلني حتى يسلمني إلى والدي يداً بيد.
بعد هذه المرحلة حدثت تغيرات فقد تنقلت بين الإذاعة والتلفزيون، ومع تجربتي بالإذاعة تملكني شعور بارتباطي بالإذاعة أكثر من التلفزيون، فقد كنت أكتب نصوصي وموضوعاتي بنفسي، وشعرت أن عطائي للإذاعة أكثر، وأذكر انني كنت بالتلفزيون مثل عروسة المولد، أما الإذاعة ففيها التزام اكثر، حتى أن مذيعات تلفزيون القرن الـ21 مرتبطات بالكاتب والمعد والمكياج والشعر، فالممنوع والمسموح كان إحساس نابع من الداخل.
< باعتبارك أول مذيعة بالإذاعة هل العمل الإذاعي فن؟
- الإذاعة فن وعمل بمعنى أنه من لا يعمل باقتناع لن ينجح والأهم هو حب العمل بإحساس، فقد كنت أفكر قبل خلودي للنوم ما سنعمله غداً، وأراجع صوابي وأخطائي السابقة،
فقد عملت أنا وأقراني «جيلي» بالإضاءة والديكور كمساعدة للآخرين، وذلك بسبب حبنا لعملنا، أما الآن لا أعلم إن كانت نوعية مذيعات الستينيات موجودة أم لا.
< ما تقيمك للبرامج الحوارية الآن؟
- للأسف البرامج الحوارية الحالية فيها الكثير من الأخطاء، منها هو عدم فهم المذيعة لدورها، لذلك نشاهد مذيعات يردن أن ينفردن بالحوار ويتركن الضيف وكأنه ضيف شرف،
المذيعة تتحدث والضيف مستمع، يفترض على المحاورة أن تترك المجال للضيف، حتى تجذب المشاهد، فأساس الحوار المذيع، وليس كل محاور يستطيع أن يأخذ ما يريد من الضيف، فللباقة دور هام.
< إنطلاق بث التلفزيون كان حدثاً مهما في تاريخ الكويت، فما الذي تتذكرينه من هذه الفترة؟
- كان بيت من لديه تلفزيون مثل السينما الآن، حيث كان مجبرا على استقبال الناس في بيته، فقد كان أهلي ممن لديهم ماكينة سينما وكنا مجبرين على فتح الباب للجميع لمشاهدة الأفلام، وتقديم الشاي والقهوة،
وهو حال كل من لديه جهاز تلفزيون، مع ظهور التلفزيون، اصبحت الإمكانيات المادية لدى الناس أفضل، فاستطاع الكثيرون امتلاكه وكانت فترة الإرسال محددة من 6 إلى 10 مساء واستمرت في التزايد إلى أن وصلت لما هو عليه الآن.
صنع التاريخ
< تعتبرين رائدة إعلامية.. فما المعاناة التي عاناها جيل الرواد ومن هم؟
- في الصحافة كان من الرواد من جيلي الإعلامية فاطمة حسين وفي الإذاعة والتلفزيون باسمة سليمان، منى طالب، شيخة الزاحم، ماما أنيسة، كان إحساسنا وقتها مختلف، لاننا كنا نؤمن أننا نساهم في صنع التاريخ، وتحسين صورة المجتمع الخليجي بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة،
وقد أعطتنا الوزارة وقتها الإذن بعمل ما نريده ولكن كان ذلك طبقا ما يمليه علينا الضمير، لدرجة أن ممنوعات الوقت الحالي لم تكن ممنوعة في عقد الستينيات، وهناك الكثير من الأمور التي اتعبتنا فقد كنا نقضي شهراً كامل لتغطية المؤتمر فنقوم بالتحضير ثم المتابعة ثم التنفيذ عكس الوقت الحالي فأصبحت العملية تتم في يومين،
للأسف ما يحزنني أن الكويت كانت مركزاً للمهرجانات مثل مهرجان التلفزيون والإذاعة، حيث كانت الكويت المركز الرئيسي للمهرجانات الإعلامية، في الستينيات والسبعينيات وأوائل الثمانينيات، أما الآن فقد اندثر دورالكويت بهذا المجال،
واللوم موجه إلى مسؤولي الإعلام والعاملين فيه، حيث أن هناك من يريد تأخر الإعلام فقد كانت الكويت أول دولة خليجية إعلامياً، لدرجة أن أشقاءنا من سلطنة عمان والسعودية والبحرين والإمارات يتدربون على أيدينا،
وكنت أنا إحدى المدربات للمذيعين و المذيعات والمخرجين، الآن لا نعلم إلى أين ذهب الإعلام الكويتي.. ولولا القنوات الخاصة بإمكاناتها لغاب الإعلام الكويتي، لذلك نتمنى على من يعمل بالإعلام أن يخلص له.
كراج الأمن العام
< هل تتذكرين موقفا نادرا تعرضت له في الإذاعة؟
- لديّ موقفا نادراً لا أنساه ودائماً ما يذكرني به سالم الفهد وكيل التلفزيون في ذلك الوقت حين قلت «أيها الساعة السادة الآن» لم يكن بالإذاعة إمكانات مثل الوقت الحالي، فقد كان مبنى الإذاعة في بدايته كجراج للأمن العام وعبارة عن شبرات تم تحويلها إلى مبنى صغير، معداته بسيطة،
كذلك اتذكر موقف طريف اثناء عملي، كان هناك مؤتمر في الشيراتون وكنت وقتها في الشهر الأخير للحمل في ابنتي العنود، فقلت لهم لن تروني غداً فسيكون موعد ولادتي، وفعلاً في اليوم التالي ذهبت للمستشفى ووضعت ابنتي العنود.
< ما أشهر البرامج التي قدميتها؟
- قبل بدء البرنامج الإنكليزي عام 1965، كان لدي برنامج تمثيلي مدته 5 دقائق اسمه «خلي بالك» كان يعده الفنان سعد الفرج ود. نشمي عبدالكريم ولا يزال يقدم وهو برنامج سلوكي توجيهي .
وهو من أجمل البرامج التي قدمتها باللغة العربية ومن أحبها لقلبي إلى جانب برنامج «اروع الألحان» لتعريف الناس على موسيقانا والعالم الغربي، وذلك من خلال مقارنة بين أشهر الأغاني هنا وهناك.
< تركك للتلفزيون وتوجهك للإذاعة ما أسبابه وأيهما كان الاقرب لك الميكروفون أم الكاميرا؟
- حدث تبادل بين الإذاعة والتلفزيون، وعندما ذهبت للإذاعة، قررت الاستمرار هناك، خصوصا عندما بدأت التقديم بالانكليزية وكنت أول مذيعة للبرامج باللغة الانجليزية بالكويت عام 1965،
واستمريت حتى تقاعدت، وليس لدي فارق بين الميكروفون والكاميرا لان كلاهما مرعب فقد كنت أخشى كلاهما حتى اخر يوم لي في الاستوديو، فالرهبة شيء مؤكد لدى الممثلين في أول دقيقة،
وهذه الرهبة ناتجة عن تفكيري في شكل البرنامج وطريقة تقديمي له، ورأي الجمهور بعد ذلك، وعندما تمر جميع الأمور بسلام أطمئن على انني قد نجحت فيما أقدمه.
تعلمت بالخيرزانة
< ماهي قصة اتقانك للغة الانكليزية..؟
- عندما دخلت المدرسة لم يكن لدي لغة ولم أكن احبها وكان لوالدي صديق مقرب هو مدرس مصري كان يعمل في إحدى المدارس فأخبر والدي عن ضعفي باللغة الانكليزية فبدأ يدرسني كنت اخطئ كثيراً،
وأذكر أنه اثناء الدرس كان ينادي على الخادمة «سكنية» لتجلب له «الخيزرانه» كان عمري وقتها «7» سنوات فتعلمت الانكليزية بالضرب،
وبعد زواجي بفترة سافرت إلى مصر وقابلته بالصدفة في إحدى فنادق القاهرة، فتحدثت اليه بالانكليزية ولالاه لما تعلمت اللغة فقد حببني فيها وشجعني على القراءة لا «شكسبير» وغيره من كتاب الروايات
وبعدما تزوجت وانجبت اولادي خالد وخلود وسافرت مع زوجي إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث درست الاعلام والعلاقات الدولية هناك، عرفت مدى الدقة التي يتعاملون بها هناك وزادت معرفتي للغة الانكليزية.
< من وقف بجوارك وساندك..؟
- أمي وأبي اللذين نجحت بسبب رضائهما عني فقد علماني الطريق الصحيح اضافة إلى زوجي أبو خالد.
خمسة أفراد
< شاركت في تأسيس قسم الإذاعة الانكليزية فمن شاركك في الأمر..؟
- لم يكن وقتها من الكويتيين أحد فقد كان مسؤول الاخبار وقتها انطون شبيطة فلسطيني الاصل ومسؤولة انكليزية عن الـ«أف. إم» وأخوة من الهند وباكستان مسؤولين عن الإدارة فقد كنا في البداية خمسة افراد.
< كيف تنظرين لمشوار عطائك...؟
- قدمت ما استطيع تقديمه ولو كان لدي اكثر لاعطيته وأراه مشواراً جيداً فبعد «31» سنة عطاء استطعت تكوين علاقات قوية وصداقات في كل انحاء العالم خاصة بسبب عملي بالإذاعة الانكليزية
ومازلت اتواصل مع الجميع ومن يصل إلى الكويت من اصدقائي يتصلون بي فقد كنت خير سفير للمرأة العربية لذلك يتذكرون المرأة الكويتية التي ساعدتهم وصادقتهم، يكفي أن ما قدمته يشرف بلدي الكويت.
< زواجك بالاعلامي رضا الفيلي.. حديثنا عنه وما ثمرة هذا الزواج...؟
- جاء زواجي عن قصة حب، شهد التلفزيون بدايتها واستمرت بيننا حتى بعد ان انتقلت للاذاعة حيث كان يعمل هو بالاذاعة قبل دخولي التلفزيون
وقد حدث معنا ما اشبه بتبديل الاماكن وفي عام 1964 تزوجنا ورزقنا الله بأولاد وذهبنا للدراسة معنا في أميركا وكل مجهودنا بالنجاح
فقد بدأت أنا والفيلي صغيران وكبرنا معاً وهذه هي قمة السعادة واللذة في حياتنا فلم نعتمد على الأهل وكان اعتمادنا على انفسنا حيث كانت شقتنا غرفة واحدة وسفرة ومطبخ صغير والحمدلله اعطانا الله اربعة من الابناء
خلود مديرة علاقة عامة في شركة «زين» وخالد مهندس كمبيوتر بشركة البترول، وعنود محامية بمجلس الوزراء، وآخر العنقود لم تتزوج بعد وتعمل في قسم الاخبار بالتلفزيون
واكثرهم تأثرا بي هي ابنتي الكبرى خلود حيث انها تعمل بمجال قريب للاعلام رغم انها خريجة علوم سياسية ولديها روح التعامل مع العالم، ولم يفكر احد منهم في ان يكون مذيعا مثلنا انا ووالدهم فلكل واحد منهم رغباته فمثلاً خالد منذ صغره يهوى الكمبيوتر اما الصغيرة فتحب التصوير والفن مثلي، وهذا التنوع العائلي جميل لأن به اثراء.
حالة خاصة
< كيف العلاقة مع احفادك..؟
- احبهم جميعاً لكن ريم ابنه خلود حالة خاصة واشعر احياناً بأنها ابنتي هي الآن تدرس بالجامعة كذلك بنات ابني خالد، فأنا استلم المولود منذ ولادته إلى ان يذهب المدرسة
ودائماً يقال ان الاعز من الولد من ولد الولد ولكني غير مقتنعة بهذا المثل حيث انني لا احب احفادي أكثر من ابنائي، بل هم متساوون عندي في الحب،
والمحبة للاحفاد تكون بمقدار حب امة أو ابيه الحمد الله احبُ ابنائي بالتساوي وليس عندي تفضيل لبنت أو ولد.
< كيف استطعت الموازنة بين تربية الاولاد وعملك وهل اختلف اسلوب التربية بالماضي عن الوقت الحاضر..؟
- هنا بيت القصيد، فلم يكن لدينا خدم، فقط كان عندي ولد يمني يساعدني في التنظيف فترة الصباح اما الطبخ والغسيل وجميع الامور كانت على كاهلي، في هذه الفترة كانت بداية عودتنا من اميركا ودخول اولادي للمدارس
فرتبت نفسي بأن اعمل بالاذاعة في فترة تواجدهما بالمدرسة وقبل عودتهما بساعة أكون متواجدة بالمنزل لتحضير وجبة الغذاء،
وان لم اكن قد انهيت من عملي اعود بعد فترة الغذاء للاذاعة لإنهاء ما تبقى من عمل فكل الامر كان تنظيم فقط، واتذكر انني كنت ادوم في رمضان عقب الافطار وإقوم بتجهيز متطلبات الافطار طيلة اليوم ولا اجد صعوبة في الامر هذا كان بالماضي اما الآن فأصبح الأمر اسهل وايسر مع وجود الامكانيات الحديثة.
أما التربية فلا تختلف بإختلاف السنين والامر يعتمد على الأم وأسلوبها في تربية الابناء ودائماً الاسلام هو طريقنا في التربية لذلك كنت حريصة على تربية ابنائي تربية اسلامية وكنت اطلب منهم قراءة القران والصلاة حيث انني غرست فيهم القيم الاسلامية لأنها الحافظ .
< من اشهر من اجريت معهم مقابلات...؟
- الملك حسين رحمه الله والملك سعود الفيصل والرئيس ياسر عرفات وغيرهم حيث تقابلت مع كل الزعماء خلال مؤتمر القمة الاسلامي بالكويت هذا إلى جانب العديد من الشخصيات الفنية.
< مرحلة البعثة إلى أميركا مع الزوج رضا الفيلي للدراسة نود ان نتوقف عند ملامحها وأهم مؤثراتها..؟
- سافرنا من عام 1969 إلى العام 1974 فقد كانت البعثة لزوجي أبو خالد لاكمال دراسته فذهبت معه كمرافقة وحصلت على اجازة لمرافقة زوجي كان وقتها لدينا خلود ثلاث سنوات وخالد سنة ونصف، في البداية شعرت بالممل لدرجة البكاء وكانت حالتي سيئة جداً
وعندما حصلت على اجازة جاءت الموافقة للدراسة كأجازة دراسية وليست بعثة فأول سنة لم ادرس فيها بعد ذلك درست لمدة ثلاث سنوات
كانت مشكلتي هناك ان عميد كلية الاعلام كان قساً متعصباً اسمه «د. براون» وبدأ يصطنع لي مشكلات وبدأ ينقص درجاتي حيث انه كان يرى ان الاناث لايجب ان يدرسن الاعلام،
وهذا دليل على ان التعصب ليس فقط بالكويت بل في أميركا كذلك فقد كان يقول لي مسلمة وأم ماذا تريد من الاعلام ويوم تخرجي ذهبت اليه ولا أعلم ان كان قد فعل هذا ليدفعني للأمام أم بسبب تعصبه الواضح ضد المرأة.
< هل اختلف دور المرأة الكويتية بين الماضي والحاضر.. وهل حصلت على حقوقها؟
- لانحتاج لمن يتكرم علينا بحقوقنا فقد منحنا الله كامل حقوقنا في القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم كان مثالاً لذلك لذا لانود ان نأخذ من الحقوق سوى ما اعطانا الله فلما لايعطي المجتمع المرأة هذه الحقوق فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير زوجته السيدة خديجة وهذا نوع من السياسة حيث قال صلى الله عليه وسلم «خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء»
فقد كان النسوة يساهمن في الحروب بجهدهن ومالهن كذلك دور المرأة الكويتية في الماضي كان كبيراً فقد كانت تتحمل إدارة البيت وشؤون الاسرة لمدة ستة اشهر فترة غياب الزوج للتجارة والبحث عن اللؤلؤ.
< تقاعدت بعد عطاء دام 33 عاماً فلماذا لم تكملي المشوار..؟
- شعرت أنني عملت ما علي وقد كفيت ووفيت ولم اترك الاعلام رغم جلوسي في البيت، بل انني مازالت اتابع كل ما يحدث فيه والحمدلله الآن تفرغت لأولادي واحفادي وزوجي.
أبو خالد في الواجهة
< ماذا بقي من الطموح؟
- ليس هناك انسان يستطيع تحقيق كل طموحاته مهما وصل، فلا يزال طموحي داخلي، لكن يكفي ما انجزته خلال رحلة عمل طويلة، الآن انتبهت اكثر لأسرتي وقدمت لهم المطلوب مني على أكمل وجه، ولا يزال زوجي أبو خالد في الواجهة.
< التقديم خاصة والإعلام عامة.. رسالة أم وظيفة.. وما رأيك في إعلام هذا العصر؟
- التقديم رسالة للناس ومصدر فخر وهذا هو احساسي عندما كنت أقدم شيئاً مفيدا يخدم وطني ويستفيد منه الآخرون،
اما إعلام العصر فهما صنفان «أحدهما يعرف ما يود الوصول اليه وتقديمه للجمهور، فيما الآخر يود الابهار والظهور على شاشة التلفزيون وكل ما يهمه تصفيف الشعر والاستعراض بالملابس والميك اب، لكن هناك مذيعات ملتزمات والجيد منهن سيبقى رغم القلة الجيدة.
كلام في الممنوع
< ماذا تقولين في القنوات الخاصة.. وماذا تقولين فيمن يُديرها؟
- سنحكي في الممنوع.. للأسف من الواضح ان القنوات العربية أو المحلية لا تقارن بالأجنبية، ومهما استمرت لن تظل أي قناة خاصة سوى من لديه رسالة يود تقديمها،
كذلك الأمر نفسه بالنسبة للصحف، ففي بعض الاحيان أتشبع معلوماتيا خاصة في ظل تكرار المادة في كل الصحف والقنوات الفضائية والبقاء سيكون للأصلح.
< بماذا تنصحين المذيعات الجديدات الناشئات؟
- الثقافة، والقراءة والتعليم،فكلما تعلم الفرد كلما أصبح أفضل وطوَّر نفسه، خاصة في ظل توفير الكمبيوتر والانترنت وسرعة وسهولة الحصول على المعلومات، فبضغطه زر الآن تستطيع المذيعة تثقيف نفسها.
< من قدوتك.. ومن سيكون خليفتك؟
- الأستاذ زكي طليمات قدوتي الإعلامية لأنه من علمني معنى الإعلام رغم انه كان مسرحيا قديرا، فقد دربني على نطق الكلمات ومخارج الأحرف، اما في حياتي الخاصة كان والدي هما قدوتي.
اما عن خليفتي فعدم وجودي على الساحة يجعلني لا استطيع التنبؤ بهذا الأمر.
< أين تقضين استراحتك؟
- أذهب لاعتمر في بيت الله، حيث انني أعشق المدينة فقد دعا رسول الله للمدينة لذا أشعر هناك بالراحة النفسية.
< كيف تقضين وقت الفراغ؟
- أجلس في الحديقة، وأحاول التجديد في المأكولات حتى لا يمل أولادي وأحفادي، وألبي طلبات احفادي من الأكل، والطبخ بالنسبة لي مزاج، كذلك أحب التطريز.
< وماذا عن هواياتك؟
- زراعة الورد والأشجار من الليمون والبرتقال وغيرها كذلك زراعة التين والرمُان.
< من هم أصدقاؤك.. وهل التواصل معهم قائم..؟
- صديقاتي هن صديقات العمل، وعندما تسنح الفرصة نتقابل في المناسبات الخاصة والأعياد مثل باسمة سليمان وفاطمة حسين ونحن دائماً على تواصل كذلك ليلى العثمان، وأنا لا أذهب سوى للتسوق.
وسط أسرتي
< ما أكثر محطة ساخنة بحياتك؟
- عندما بدأت في البرنامج الانكليزي، حيث كنا نريد اثبات ان الكويت لديها القدرة على عمل مثل هذه البرامج، وكان معنا في تلك المرحلة سعدون الجاسم وكيل الوزارة أطال الله في عمره، وفي الوقت نفسه كان هناك محطة شعبية برئاسة سالم الفهد،
وكنا نستمر في العمل لفترات طويلة لدرجة ان أهلنا كانوا يرسلون لنا الغذاء في الإذاعة ولا نخرج الا مع انتهاء عمل المحطة واعداد عمل الغد، ورغم العناء والمجهود المبذول في هذه المرحلة الا انها كانت من أجمل المراحل في حياتي، حيث انها اعطتني سعادة فقد كنا مصرين على عمل شيء جديد وجيد.
كذلك زواجي من أبو خالد محطة مهمة وجميلة في حياتي ودراستي في أميركا، ثم أولادي وأحفادي وأخيراً محطتي الحالية وسط اسرتي.
الإعلام يجري دمي
< لو عاد بك الزمن للخلف هل كنت ستغيرين حياتك وتختارين مجالا آخر للعمل في غير الإعلام؟
- لا أبد بل كنت سأدخل الإذاعة، فالإعلام يجري في دمي، وان لم يكن الإذاعة فلابد ان يكون مجال إعلامي.
< ما هو الشيء الذي تخشى أمل جعفر مواجهته؟
- أخاف من الله فقط، ولا أعمل ما يغضبه وهذا أهم شيء عندي، ولا اخشى أي مخلوق.
أعتب على الصحافة
< لمن سيكون عتابك.. ولمن الورد؟
- أعتب على الصحافة التي لا تبرز أمور مخفية، فالجمعيات الخيرية تذهب أموالها خارج الكويت فيما ان هناك كثيرين فقراء في الداخل فليس كل الكويتيين اغنياء، بل منهم محتاجون أكثر من الفقراء.
اما الورد فإلى زوجي ورفيق دربي.. رضا الفيلي.
< ماذا تحب أمل جعفر وماذا تكره؟
- أحب النظام، ولا أحب الخطأ، فليس لديّ دبلوماسية وهذا طبع يجعل زوجي وأولادي يزعلون مني، فأنا صريحة، فلا يصح الا الصحيح.
< ما خطوطك الحمراء.. وهل عندك خطوط خضراء؟
- بيتي وأولادي وزوجي، فهم مملكتي الخاصة، ولا اسمح بالاقتراب منهم.
اما الخضراء فهم اصدقائي من الجنسين داخل وخارج الكويت .
شبرة
< أمل جعفر أول مذيعة ... كيف كان التلفزيون بدون مذيعات؟
- أنا أول مذيعة موظفة حكوميا، لكن كانت سهيلة الحاج ابراهيم تعمل مذيعة بالتلفزيون منذ ان كان محطة تجارية لعائلة بهبهاني ، قبل ان تأخذه الدولة، والتلفزيون كان عبارة عن شبرة بها استديو، وكانت اللقاءات على الهواء حتى البرامج الموسيقية والحفلات الغنائية، فلم يكن هناك تسجيل،
لذا كانت الاخطاء كثيرة، حيث كان الامر ككل جديد، المشكلة التي كانت تصادفنا هي الضحك احيانا ونحن على الهواء مباشرة، وأتذكر انني ذات مرة ضحكت على الهواء فتم اغلاق الكاميرا الخاصة بي.
رسائل في سطور
< نود منك كلمة في كل من يوسف مصطفى... لابد ان تخسس نفسك وتنقص وزنك.
سلوى حسين... أنت فين؟
أمل عبدالله... الله يعطيك العافية والصحة ويزيد نشاطك، فقد تعبت كثيرا في حياتها.
ماجد الشطي... شو الأخبار
فيصل الدويسان.. بني فيصل مال أول
د. فوزية الدريع.. تريد تطبيق النظام الغربي في العالم العربي وهذا صعب
بركات الوقيان.. بعض الاحيان فوق وبعضها تحت ... إثبت
بسام العثمان... يناسبك
ماما أنيسة.. استاذتي وماما
سعد الفرج.. مشتهية أكلمك
الزين والشين
< كيف وبصراحة تنظرين لمذيعات الفترة الحالية؟
- بصراحة منهن «الزين» ومنهن «الشين» فيفترض على المذيعة بالمقام الاول ان تحب عملها، وتهتم بتنمية شخصيتها وثقافتها وليس شكلها والميك أب، وهذا بالنسبة للعالم العربي ككل وليس الكويت فقط،
فليلى رستم في مصر كانت تجذب انتباه المشاهدين لدرجة أنها واثناء عرض برنامجها لايتحرك احد من امام التلفزيون، ورغم كثرة مذيعات العصر الحالي لا احد يعجبني منهن سوى نجوى ابراهيم وهالة سرحان وهي شخصية قوية وصفاء ابو السعود فقد كانت البساطة هي السمة المميزة لجيلي .
ولكن دائما اركز على القنوات الاجنبية حتى الناطقة بلغات لا أعرفها مثل اليابان والصين وايطاليا وكوريا، ويجب علينا الانتباه الى الاعلام في المغرب والجزائر وتونس فلديهم امكانات اعلامية وكوادر قوية جدا- ويعجبني من المذيعات الكويتيات نادية صقر في «الراي» للاسف ليس في الخليج كثرة من المذيعات المثقفات الجاذبات للمشاهد.
الدولة لم تكّرمني
< التكريم ماذا يمثل لك وهل تم تكريمك؟
- تكريمي جاء من جهات خاصة آخرها الذي نظمته عائشة الرشيد، أما الدولة فلم تكرمني ،
وأنا لا اتحدث عن نفسي بل هناك أناس كثيرون يتم تكريمهم بعد وفاتهم وهذا على مستوى العالم العربي في كل المجالات، ويفترض تحديد يوم محدد من الدولة لتكريم المبدعين في جميع المجالات،
لذلك أطالب باهتمام الدولة حيث ان التكريم يشعر الفرد بالسعادة لأنه قدم شيئا لبلده، ويشجع الآخرين على الابداع والانتاج
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 20-06-2009 الساعة 05:10 PM.
الله يغفر لة ويرحمها ,,الجيل السابق مدرسة في الفكر والأخلاق والتقدير والشفافية ..والجيل الحالي مثقف ولكن بهوية مختلفة ,,أنفتاح الاعلام الان أذاب كثيرا من الصعوبات ولكن الموهبة تبقى سيد الساحة ,,