عبدالله خلف
عاصر عبدالعزيز فهد المذن الاذاعة الكويتية مع تطورها في بداية الستينيات مع دفعة جديدة من الشباب عملوا في عدة مواقع في الاذاعة وساهموا في وضع اسس برامج المنوعات والتمثيليات والبرامج الشبابية. رحم الله الاذاعي أبا سعود الذي كان يعمل بهدوء وسكينة ولا تفارقه الابتسامة وبشاشة الوجه.
ومن الذين كانوا يحترمون عملهم ولا يتقيدون بمواقيت فيتجاوزونها الى ساعات متأخرة من الليل ويواصلون الليل بالنهار، بدافع حب العمل.. كان في الزمن الجميل، جميل في كل المؤسسات والوزارات، جميل في الاسر وفي التجمعات الشعبية ينشرون الحب مع اعمالهم.. عبدالعزيز المذن يعد من الدفعة الثانية المؤسسة للاذاعة وكان معه في دفعته الاساتذة منصور المنصور واخواه عبدالعزيز ومحمد، والدكتور صالح حمدان ومحمد الشمالي وعبدالرحمن الهادي تولى امرهم في العمل التمثيلي (من الدريشة) الاستاذ رضا الفيلي.. كما توليت انا كاتب هذه السطور فرقة التمثيل الاولى (ديوانية أبو سعود) ودور أبو سعود قام به صالح موسى الجمعان ومعه المرحوم عبدالعزيز الخطيب والمرحوم عبدالله خريبط والسيد يوسف المضف ومحمد جعفر والأخ احمد درويش ومعظم هؤلاء هم الذين اسسوا فرق التمثيل ثم انطلقوا الى المسارح، واجهزة الاعلام، ومنهم من ابتعد حيث مشاغل الحياة من دراسة وتجارة واعمال اخرى وثبت في الاعمال الفنية في التمثيل والاخراج قلة، منهم المرحوم عبدالعزيز فهد المذن..
ومن جهة اخرى احمل انا معه ذكرى تأسيس مسرح الخليج العربي حيث تولى في اول مجلس ادارة امانة الصندوق واستمر بين التمثيل والاخراج حتى ثبت على الاخراج في المسرح والاذاعة وتولى البرامج الدرامية المهمة مثل (نافذة على التاريخ) مع كبار الاذاعيين والممثلين امثال الاستاذ احمد سالم، والمرحوم علي المفيدي وغانم الصالح وعلي الزفتاوي ومحمد حسن وحسين البدر ومن استجد بعد ذلك في هذا البرنامج.. والاعمال الاذاعية شاقة لا يستطيع الثبات عليها والتحكم بها الا القادرون على التعامل مع الوقت والصبر على قيادة مجموعة مختلفة الاهواء، ولقد ذهب المرحوم أبو سعود الى دورات اذاعية في القاهرة وبغداد كما صاحب الفرق المسرحية التي احيت اسابيع ثقافية عديدة في عواصم عربية.
رحم الله عبدالعزيز فهد المذن الذي عمل في عدة مجالات فنية بهدوء النسمات الرقيقة وبابتسامة دائمة، لم يزاحم احدا في عمله، كان مستقلا في تفكيره وآرائه كان صابرا على ما ابتلي من مرض، ويؤمن بنفس راضية انه بلاء اختبار من الله سبحانه، فلم تفارقه الابتسامة في مراحل مرضه على الرغم من الآلام والمتاعب الجسدية وكان يحتضن اهله وذويه واصحابه بالبشاشة، واحاط ببنيه واحفاده بكل محبة وحنان ونشر الحب بينهم..
رحم الله الاذاعي الفنان عبدالعزيز فهد المذن.. وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان..