ولدت المربية الفاضلة المطوعة لولوة ملا صالح السعد الربيعة بالكويت عام 1320 هــ (1902)، وقد اشتهرت باسم المطوعة لولوة أم ايوب.
ونشأت المربية الكريمة في بيت علم، وفي اسرة وهبت نفسها لتعلم القرآن الكريم وتعليمه، فقد كان ابوها ــ رحمه الله ــ ملا، وهو الذي علمها قراءة القرآن الكريم واصول الدين.
كانت مدرستها ــ التي احترفت فيها مهنة التدريس ــ بمنزل زوجها حمد الخميس الكائن بمنطقة القبلة بالسوق، مقابل بيت المواش بجوار بيوت الشايجي والنفيسي، ثم في منطقة الصالحية. وكانت تعلم الفتيات من سن عشر سنوا ت الى سن العشرين، حيث كانت تعنى بتحفيظهن القرآن الكريم.
كانت الدراسة بمدرستها ــ او كتابها ــ صباحاً ومساء، كما هو الحال في كثير من كتتاتيب ذلك الزمان ومدارسه. اما اجرها الشهري الذي كانت تتقاضاه من كل طالبة، فهو ربع روبية كل اسبوع، او ما تيسر لكل طالبة ان تدفعه.
قامت ام عبدالحي البناي بالتدريس لطالبات المطوعة، حيث ضمتهن الى مجموعتها وذلك خلال سفر المطوعة لولوة لاداء فريضة الحج، وكانت الرحلة الى الاراضي المقدسة تستغرق فترة طويلة.
من تلميذاتها الفاضلات، بنا ت العصفور، والعجيل، وبوحيمد، والمفرج، والفليج والفارس، والصقر، والجسار، والغيث، والراشد، والطخيم، والدخيل، والشعان، والصبيح، والحمضان، والعصيمي، وغيرهن كثيرات من بنات منطقتي القبلة والصالحية، وبعد توقف المربية الفاضلة عن التدريس، كانت العائلات سالفة الذكر على اتصال دائم بها في كل المناسبات، في الافراح، وفي شهر رمضان، والاعياد، وحتى في حالات المرض، حيث كانت تقرأ للمريض القرآن الكريم على الماء والدهن والتمر، وهذا وفق رغبات الناس في ذلك الزمان.
كانت ــ رحمها الله ــ سيدة تقية ورعة، متحلية بالخلق الكريم، وحب الخير، ومساعدة الناس بقدر ما تستطيع، توفيت المربية الفاضلة عام 1450 هــ (1984)، وتغمدها الله سبحانه تعالى برحمته واسكنها جنة الفردوس مع الصديقين والابرار.