¶ 15 سنة بعد نيله الدكتوراه قدم فيها نحو 50 بحثاً علمياً. ومع ان المسألة لا تقاس بالكم وبالأرقام بل بالكيف، فقد تعدّت الدراسات التي استشهدت بأبحاثه الـ 1000 دراسة. أما نتائجها فقد تمحورت حول قضيتين رئيسيتين، الأولى إدارة مشاريع نظم المعلومات وكيفية قياس أدائها ومخرجاتها، والثانية قياس جودة مواقع الإنترنت وكيفية تقدير فائدتها وسهولتها، وهذا المقياس يعكس 25 جانباً من الجوانب المهمة في مواقع الإنترنت التي تحتاج إلى التركيز، واستخدمت في أكثر من عشر دول.
¶ نأى بنفسه عن الدخول في صراعات سياسية أو حزبية، وابتعد عنها تماماً، شخص «غرقان» بالشأن العلمي ولا علاقة له بهذا التيار أو ذاك، حتى منصبه كنائب لمدير جامعة الكويت للخدمات الأكاديمية لم يثره عدم التجديد أو يسأل لماذا؟ حتى لا يفسر موقفه بالخطأ. فالمقربون منه يقولون عنه انه شخص مستقيم، أكاديمي صادق بتعاملاته.
¶ أهمية العدواني انه أضاف إلى سجل الكويت في البحث العلمي أبحاثاً ذات قيمة، فالمعيار هنا هو الاستشهاد والاستفادة الفعلية من نتاجه الذي ظهر في الخارج أكثر مما ظهر في الداخل، والتقدير الحقيقي لمساهماته جاءه من غير أبناء بلده، فالباحث والأكاديمي الأميركي فانكاتيش والمدرس في جامعة أركنساس، وهو بالمناسبة من أكبر الأساتذة في مجال نظم المعلومات على مستوى العالم، وضع أبحاث الدكتور عادل العدواني من ضمن أفضل 100 باحث ما بين 1996 و2009.
¶ قد يسأل البعض وماذا يعني هذا التصنيف؟ وهو سؤال مشروع لمن لا يملك الخلفية عن كيفية الاختيار والأسس المتبعة؟ موقع الأستاذ الجامعي الذي مضى عليه نحو 12 سنة، وهو البروفيسور «فانكاتيش. كوم» يعتبر مركز تصنيف يرتكز على المعايير التي وضعتها جمعية نظم المعلومات العالمية واختيارها ست مجلات علمية تمت التوصية عليها بكونها تمثل أفضل ست مطبوعات وبناء على أبحاث منشورة ولهذا كان اختيار البروفيسور العدواني من الكويت بعدما سبقها بحصوله على الترتيب الرابع عالمياً وفق المعيار المنضبط في الفترة ما بين 2003/1999 الذي يأخذ بالاعتبار الجهد والتفوق الفردي... تلك الحصيلة جاءت بعد سلسلة من الأبحاث لتقول لهذا الإنسان: اجتهدت وأبدعت وأنجزت ولهذا تستحق التقدير والتثمين بعيداً عن ظاهرة الجوائز والمسابقات.
¶ يعجبه البروفيسور جون فوربس ناش أستاذ الرياضيات الأميركي الذي نال جائزة نوبل عام 1994 للعلوم الاقتصادية، وبراعته في إيجاد «نظرية التوازن» التي حصل فيها على شهادة الدكتوراه سنة 1950، وهي رسالة لم يتعدّ حجمها 28 صفحة فقط والإعجاب هنا عائد إلى نوعية المبدعين وإنتاجهم الفكري الذي يخرج عن مسار العامة ليترك بصمة خاصة قد تغير من سلوكيات وقواعد علمية شائعة.
¶ أعطى بقدر ما يستطيع، لم تغره المناصب، وطوال خمس عشرة سنة لم ينقطع عن المساهمات الجادة في حياته العلمية والعملية، حيث قدم عددا من الاستشارات والدراسات لمؤسسات عامة وشركات قطاع خاص، لاسيما الدراسة التي أعدها عام 1998 حول الدور الاستراتيجي لنظم المعلومات في المؤسسات الكويتية، وأقام عدد من الدورات التدريبية لخدمة المجتمع، وكان من ضمن المحكمين والمسؤولين لعدد من المجلات العلمية، وكذلك اشتراكه في عضوية جمعيات نظم المعلومات والتحكيم الخارجي وترؤسه لعشرات اللجان العملية.
¶ وجد أن الإنترنت تأتي في السلم الأخير من اهتمامات المسؤولين والقيادات في القطاع الخاص بعد عرضه لـ 40 قضية للتعرف على احتياجات تلك الشريحة اثناء عمل دراسة له في نهاية التسعينات، وتبين له أن الواقع شيء والطموح شيء آخر وما تحتاج إليه الكويت الحاجة لتطوير البنية التحتية لبعض المؤسسات وتأهيل الموارد البشرية واعتبار نظم المعلومات كمورد استراتيجي.
¶ قبل ثماني سنوات سئل في حوار صحفي أجرته الزميلة «الأنباء» عن مستقبل الحكومة الإلكترونية اجاب في حينه: لن تجد لها واقع قبل مرور 15 سنة! واليوم يجد ان التغيير لم يكن بالحجم المتوقع، بل كان الى الأسوأ، والمشكلة ليست فقط بنقص الكفاءات، بل «بالتسييس» الذي طال المؤسسات العلمية وبالناس الذين لم يسمعوا بعد بشيء اسمه الحكومة الالكترونية، او سبق ان استخدموها ولهذا لابد من التعادل الفعلي والتنسيق الحقيقي بين المؤسسات والوزارات المعنية وايجاد الامكانات البشرية الضرورية، فالقضية مؤسسية بالدرجة الاولى وبنقص المعلومات والوعي والمعرفة بأن الحكومة الالكترونية ملك للدولة وليس لأشخاص.
¶ تفوق العدواني لم يكن مصادفة وتميزه بالابحاث العلمية، فالأسرة كانت من اوائل المشجعين على الدراسة بتوفيرها للمناخ الصحي، وكذلك الزوجة التي كان لها الدور الأكبر بالوقوف معه ومساعدته اثناء الدراسة في الخارج، وهو من عائلة تتكون من ثمانية ابناء، توزعت دراساتهم واهتماماتهم وان كان لا ينسى تلك الوقفة امام الناظر عندما كان بالأول ابتدائي وشاهد زملاء له يتعرضون للضرب على غيابهم، وعندما نودي على اسمه اصابه الرعب لكنه بدل ان ينال العقاب نال المكافأة بتكريمه من ادارة المدرسة لنجاحه وتم اعطاؤه «مسطرة وقلما ومسّاحة رصاص»، يومها ادرك ان من يجتهد ويتعب في حياته لا بد ان ينال ما يستحقه.
¶ الآن جاء دور خدمة الكويت بعد حصوله على اعلى درجة علمية وطموحة موجه لان تصبح بلده ذات شأن على خريطة البحث العلمي، واذا ما تحقق ذلك سيكون مدعاة للسعادة من جانبه، سيما ان ما قدمه من ابحاث يهدف لأن يضع الكويت في قلب دائرة الابحاث على مستوى العالم، ويبرز دورها وربما يكتمل هذا الطموح اذا ما أتيح له إصدار مشروع كتاب يتناول واقع ومستقبل ادارة نظم المعلومات على الوطن العربي، وهو جهد يتطلب وجود فريق عمل متكامل من الصعب ان يعهد الى شخص واحد بمفرده مهما بلغت مهاراته وقدراته.
¶ خلال العام الجامعي 2008/2007، وأثناء توليه منصب نائب مدير الجامعة للخدمات الأكاديمية المساندة، حقق مجموعة خطوات في المراكز السبعة التابعة للقطاع، وذلك باتباع منهجية التفويض المتوازن أو اللامركزية في الإدارات مع أعضاء الفريق الذي يعمل معه ضمن أسلوب إداري اتصف بالصدق والنزاهة وشمل جريدة «آفاق» ومركز التعليم عن بعد ومركز الخوارزمي للتدريب على الحاسب الآلي ومكتبة الطالب وإدارة المكتبات ومركز نظم المعلومات ومركز خدمة المجتمع.
¶ مارس القيادة في الإدارة وفق قناعاته التي تعمل على مساعدة الآخرين برؤية الصورة الشاملة والإيمان بها بأن أسوأ القرارات تلك القائمة على ردود الفعل والتغيير عنده هو الثابت الوحيد في العمل، أما المهارة فتكمن باكتشاف وإخراج امكانات العاملين معه في كثير من الأحيان، تماما مثل اللؤلؤ في البحر ومن الصعب معرفة قيمته من دون الوصول إليه.
¶ تجربته في الإدارة علمته ان المنظمات والهيئات كائن حي يحتاج إلى بيئة صالحة وقيادة وتأقلم مع الواقع، لأنه لا يوجد حل واحد لجميع المشاكل، فأفضل الأهداف والخطط أن تشرك الآخرين معك لتكون حافزا لديهم واحساسهم بأن ما تحقق من انجاز هو ملك للجميع وليس لشخص واحد، وعليه فلن يكون من العدالة أن تطلب من الموظف الكويتي أن يعطي مثل الموظف الأميركي، فكلاهما يعيش في بيئة مختلفة.
السيرة الذاتية
عادل محمد العدواني.
مواليد 1963.
حصل على شهادة الثانوية العامة من ثانوية فرحان الخالد عام 1982، وتخرج في جامعة الكويت عام 1987، بكالوريوس ادارة الاعمال، وحصل على الماجستير من جامعة جورج واشنطن سنة 1992 (ادارة الاعمال تخصص نظم المعلومات) والدكتوراه في جامعة جنوب أليفري تخصص نظم المعلومات عام 1996.
عمل في قسم ادارة الاعمال بجامعة الكويت سنة 1996 بدرجة استاذ مساعد، بعد ان اصبح مسمى القسم هو «الطرق الكمية ونظم المعلومات» لمدة اربع سنوات، ثم رقي الى استاذ مشارك عام 2000 وفي عام 2005 رقي الى درجة استاذ دكتور (البروفيسور) وحتى الآن.
تولى منصب مدير مركز الحاسب الآلي في كلية العلوم الادارية (1996 ــ 1998) ومنصب نائب مدير جامعة الكويت للخدمات الاكاديمية المساندة (2006 ــ 2008).
حاصل على المركز الرابع عالميا في مجال الانتاج البحثي في تخصص نظم المعلومات ومن افضل 100 باحث في العالم في مجال نظم المعلومات (1996 ــ 2009).
قدم اكثر من 50 بحثا علميا ودراسة وتقارير تتعلق بنظم المعلومات.
حاصل على جائزة الانتاج البحثي من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي سنة ،2002 وجائزة القيادة التنظيمية من جمعية ادارة تكنولوجيا المعلومات العالمية سنة 2001.