ذكريات أهل الشعيبة ( نهار عامر المحفوظ )
-
مساء ليلة الإثنين الموافق 18 نوفمبر 2007 التقى قدماء أهل الشعيبة تلبية لدعوة كريمة من الأخ الاستاذ الفلكي عادل حسن السعدون في ديوان منزله (علاء الدين) في الفنطاس الزراعية، وكانت ليلة تاريخية في اللقاء الذي جمع جمهورا غفيرا من أهالي الشعيبة القدماء قبل ان يشملها القرار التنظيمي الاستعباطي بتحويلها الى منطقة صناعية وتجهير سكانها الى مناطق متفرقة شتت شمل أهلها المتاحبين والمتآخين، فالشعيبة من أقدم القرى الساحلية الكويتية، ولكن قصر النظر وقلة التدبير مسحاها من الخارطة الكويتية لتبقى منها فقط الذكريات الجميلة التي يرددها ابناؤها بحسرة في لقاءاتهم وقت المناسبات، وجاءت بادرة الأخ عادل السعدون تلبية لرغبة جميع الشعيباوية في تلك الأمسية الحزينة بحزن الحاضرين على قريتهم التي فرق بينهم وبينها سوء التخطيط وقرارات التخبط الحكومية، فهل ضاقت مساحة الأرض الكويتية لتستهدف منطقة تاريخية وتتم ازالتها بالكامل؟! على العموم لقد حدث ما حدث فهذه الكويت صلوا على النبي. في ذاك المساء استعاد أبناء الشعيبة ذكرياتهم الطفولية والشبابية، وتحدثوا عن فضائل قريتهم الجميلة وكرم وتلاحم آبائهم واجدادهم، فقد كان عددهم قليلا نسبيا ولكنهم أقوياء في تلاحمهم وتكافلهم، وقد أدلى كل من الحاضرين بدلوه في سرد ذكرياته والحديث شمل كل الجوانب الشعيباوية، وما تعرضت له القرية من أمطار غزيرة غرقت فيها بعض البيوت وسحبت السيول معها بعض السيارات والمقتنيات الى البحر، وكيف كانت فزعة الأهالي لانقاذ ما يمكن انقاذه ومساعدة الأسر المتضررة، وكذلك طاف الحديث حول مسجد الشعيبة القديم الذي تم بناؤه عام 1810 على يد أفراد عائلة الصقر الظفيري وبمساعدة بعض العائلات من بني خالد، وكذلك تطرق الحديث الى مدرستي الشعيبة بنين وبنات، وذكر بعض أسماء الاساتذة الكرام الذين أدان لهم الحاضرون بالشكر والعرفان على ما بذلوه من جهد في تعليم أبناء وبنات أهل الشعيبة، ولم يخلُ الحديث من ذكر بعض الطرائف وقت الطفولة و ما تخللها من بعض المشاغبات والمقالب الطفولية، دون ان ينسى الحضور طبيعة ثقافة أهل القرية الاجتماعية في تقدير واحترام كبار السن، وكذلك المدرسون الذين كانوا ما ان يراهم الطالب في محل او شارع إلاّ ويتجنب لقاءهم ليس خوفا وانما احترام، وفي نهاية الأمسية قدم السعدون مجموعة كبيرة من الصور النادرة تحيي ذكرى الشعيبة وتتحدث عن الأيام الخالدة، وقد شمل المضيف إخوانه بكرمه بوجبة عشاء دسمة ومتنوعة، وأخيرا باسم الحضور نشكر الأخ الاستاذ الفلكي عادل السعدون على مبادرته الكريمة.
|