عند التوجه شرقا من شارع السيف نجد هناك عدداً آخر من النقع ذات الاحجام المختلفة منها نقعة علي الفضالة ونقعة محمد صالح التركيت ونقعة ناصر النجدي ونقعة هلال المطيري ونقعة الروضان ونقعة المناعي ونقعة العماني ونقعة الونيان ونقعة بورسلي ونقعة جاسم الغانم ونقعة القشيبي ونقعة الغيث ونقعة النقيب ثم نقعة المعتوق، وهي آخر نقعة في منطقة الشرق لايواء سفن السفر والغوص في فترات انتهاء الموسم.
ويشير عدد من كبار السن الى وجود نقعة قديمة صغيرة الحجم تابعة للشيخ خزعل بن مرادو حاكم امارة المحمرة سابقاً وهي تقع غرب مبنى القنصلية البريطانية الذي شيد هناك في نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين.
النقعة القريبة
يذكر ان الشيخ خزعل كان كثير التردد على الكويت اثناء فترة حكم الشيخ مبارك الصباح الذي كانت تربطه به علاقة متينة، وكان يتوجه الى تلك النقعة القريبة من قصره الواقع بالقرب من دسمان بواسطة (جالبوت) ينقله من الباخرة الى هناك وتقع شرق نقعة خزعل اسكلة القنصلية البريطانية التي شيدت في أوائل الثلاثينيات لرسو يخت المعمتد البريطاني الذي كان يستخدمه للتوجه لزيارة البواخر والبوراج البريطانية وغيرها عند قدومها الى الكويت، وتمتد تلك الاسكلة حوالي مائة متر داخل البحر.
وتقع في اقصى الشرق نقعة دسمان التي شيدت في الفترة نفسها تقريبا. وتقع في اقصىالشرق نقعة دسمان التي شيدت في الفترة نفسها تقريبا لايواء يخوت ولنجات الشيخ احمد الجابر الصباح التي كانت ترسو قبالة قصر دسمان. وتعتبر هذه آخر نقعة في منطقة الشرق التي تنتهي بطرف سور الكويت من هذا الجانب.
ويضم هذا الجانب من شارع السيف أيضاً عددا من العماير التابعة لاصحاب النقع وغيرهم من التجار وهي تطل على البحر مباشرة وتستخدم لتخزين المواد والادوات التابعة لهؤلاء بداخلها.
الجهة الجنوبية
تضم الناحية الجنوبية من شارع السيف، عدداً من الاماكن والمعالم التي لا تقل اهمية عن الموقع من الجهة الشمالية منه والمطلة على البحر.
فعند العودة الى قصر السيف والتوجه شرقا يقع جنوب القصر مباشرة سكن الشيخ مبارك الصباح الذي شيده في نفس فترة بناء القصر. وكان يربط القصرين جسر خشبي يمر عبر شارع السيف الذي يفصل بين الموقعين، ويوجد مقابل مدخل قصر السيف من ناحية الجنوب ايضا موقع «عيش ابن عمير» الذي كان يجتمع حوله مساء كل يوم الفقراء والمحتاجون حاملين أوانيهم لملئها بالارز الذي كان يوزع مجانا، ويذكر ان المرحوم الشيخ جابر الاول بن عبدالله الصباح - الحاكم الثالث للكويت - سن هذه العادة الكريمة لمساعدة الفقراء والمحتاجين من أبناء البلاد والقادمين اليها، حيث اشتهر بكرمه وحبه للخير ومساعدة الضعفاء.
وقد حافظ على هذه العادة جميع حكام الكويت الذين جاءوا من بعد ولم تتوقف الا في مطلع الخمسينيات. وكان الارز يوزع في ذلك المكان على من يؤمه من الناس الذين كانوا يحملون أوانيهم بأيديهم لملئها بهذه الوجبة الشعبية.
ويقع خلف سكن الشيخ مبارك الصباح السجن القديم في أحد الازقة التي تتفرع من المدخل الشمالي لسوق التجار. وعند التوجه شرقاً من موقع عيش بن عمير في شارع السيف توجد هناك مكاتب شركة نفط الكويت، التي استأجرتها الشركة عند بدء عملها في الكويت في فترة الثلاثينيات، وكان الموقع عبارة عن منزل ذي طابقين.
وقد استخدم هذا المنزل مقرا لدائرة الصحة بعد انتقال مكاتب شركة النفط الى موقع آخر، ويلي مقر دائرة الصحة مدرسة السيد حسين باقر الطبطبائي الذي اتخذ جزءاً من ديوان الحاج نجف آل غالب مقراً لمدرسته لتعليم القرآن الكريم في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، ويلي ذلك الديوان شرقا كشك الشيخ سلمان الحمود الصباح الواقع في فريج الشيوخ الذي كان يضم عدداً كبيرا من بيوت الشيوخ.
ويذكر ان ذلك الكشك كان مبنيا من الطابوق الاصفر (الآجر) وتتكون وجهته من أقواس جميلة مواجهة للبحر، ويقع شرق الشكك (المستوصف الشرقي) الذي انشأته دار الاعتماد البريطانية في بداية القرن العشرين، وكان مقره الاول في دار الاعتماد نفسها، ثم انتقل الى عدة اماكن كان آخرها هذا الموقع، ويقوم المستوصف بفحص موظفي دار الاعتماد البريطانية وعلاجهم بالاضافة الى بحارة السفن والركاب القادمين الى الكويت، وكذلك المواطنون الذين يفدون اليه للعلاج ويعمل بذلك المستوصف طبيب بريطاني يدعى (جرينوي) كان يتبع دار الاعتماد البريطانية، ويساعده اثنان من الكويتيين يعملان مضمدين لمراجعي ذلك المستوصف، وكان جرينوي يتوجه الى البواخر من الفرضة باسطة (سفينة بخارية صغيرة كانت ترفع علما اصفر اللون)، لفحص الركاب قبل السماح لهم بدخول البلاد. وكان يأمر بحجز المرضى منهم في (الكرنتينة) لعدم ايام حتى يتم شفاؤهم، كما يمنع دخول بعض المواد الغذائية والفواكه القادمة من الهند عندما يشتبه بوجود اى خطورة صحية لدخولها نتيجة تفشي الامراض هناك.
وكان الدكتور جرينوي يعود المرضى من المواطنين في بيوتهم بواسطة دراجة بخارية، كان يمتلكها، اذا استدعى الامر لعلاج الحالات العصيبة، وقد غادر الدكتور جرينوي الكويت في منتصف الاربعينيات واستبدل به دكتور آخر يدعى ايزي.
وقد استمر المستوصف الشرقي في العمل حتى عام 1951 عندما تسلمت دائرة الصحة العامة الحجر الصحي في الكويت. تلي المستوصف الشرقي سكة تضم داخلها «مسقف» الشيخ صباح ناصر الصباح، يلي تلك السكة من ناحية الشرق مسجد الخلفة ثم عدد من البيوت والدواوين ثم (المستوصف السوري) الذي اسسته حكومة الكويت في عام 1939 وعمل به احد الاطباء السوريين ويدعى الدكتور يحيى الحديدي ويلي المستوصف السوري عدد من العماير والدواوين تمتد شرقا الى مسجد الخميس الواقع حاليا في مدخل شارع الميان، وتقع قرب ذلك المسجد مدرسة المرحوم شملان بن آل سيف التي افتتحها في عام 1924 لتدريس الايتام وابناء الفقراء مجانا، والتي أسماها «مدرسة السعادة للأيتام» وعمل بها عدد من المدرسين الكويتيين الاوائل.
وقد استمرت تلك المدرسة في العمل حتى عام 1930 وعندما اضطر المرحوم شملان الى اغلاقها بعد ان واجه مصاعب مالية نتيجة غزو سوق اللؤلؤ الصناعي المنتج في اليابان الاسواق الاسواق العالمية.
وقد عمل في التدريس بهذه المدرسة في فترة لاحقة للتدريس كل من المرحومين احمد حمادة وعلي حماد يوسف حمادة.
ويقع شرق مدرسة شملان عدد من الدواوين والعماير التابعة لاصحاب السفن تمتد الى ما قبل الوصول الى منزل الكولونيل ديكسن الوكيل السياسي البريطاني لدى الكويت خلال الفترة من 1926 حتى 1936. وكان ذلك المنزل من مقر دار الاعتماد البريطانية (القنصلية) حيث أقام فيه كل من تقلد منصب المعتمد السياسي ابتداء من عام 1904 الى عام 1935.
كما ضم اول مكتب للبريد في الكويت منذ عام 1904، وذلك قبل نقل دار الاعتماد البريطانية الى منطقة دسمان في حوالي عام 1929. وتقع شرق سكن القنصل عدة داووين وعماير تابعة لعائلات منطقة الشرق من التجار والنواخذة المشهورين قبل الوصول الى المستشفى الاميري، الذي افتتح عام 1949.
ويلي المستشفى عدد من الدواوين والعماير ايضا قبل الوصول الى مقر القنصلية البريطانية ومن بعدها قصر دسمان.
منطقة القبلة
تبدأ منطقة القبلة من الجهة الغربية من قصر السيف بمبنى الجمارك تليه شبرات الجمارك يليها مخفر شرطة الميناء فالفرضة بمساحتها الشاسعة ومراسيها المختلفة التي تتكون من المرسى الشرقي المخصص للتشاشيل ومرسى سفن القطاعة ونقل المسافرين لموانئ الخليج، ثم نقعة الجولان - أو نقعة البصارة كما يشير اليها البعض - حيث ترسو فيها عشرات (الأبلام) التي تصل يوميا من العراق وايران حاملة معها مختلف انواع المواد الاستهلاكية.
وكانت هذه المنطقة، الممتدة من غرب قصر السيف الى مدخل الفرضة المقابل للمدخل الشمالي للشارع الجديد تضم مبنى الجمرك القديم المبني من الطين بالاضافة الى حوطتين كبيرتين مبنيتين من الطين تابعتين للجمارك تخزن بهما المواد الاستهلاكية كالسعف والكرب وغيرهما من المواد القادمة من العراق وايران عن طريق البحر. ويأتي بعد مخازن الجمارك عدد من العماير والمقاهي تليها نقعة الوكيل ثم نقعة الغنيم او نقعة الماء - كما يطلق عليها ايضا والتي كانت ترسو فيها السفن القادمة من شط العرب وهي محملة بالماء لبيعه على الحمّارة والكنادرة.
المقاهي والعماير
وتطل على نقعة الغنيم وما حولها من شواطئ عدد من المقاهي والعماير منها عمارة المرحوم ابراهيم الغانم المتصلة بديوانه- المقابل لها من الناحية الاخرى من شارع السيف - بواسطة جسر خشبي يمر عبر ذلك الشارع، وكان ذلك الديوان مقرا للمرحوم أحمد الغانم الذي اشتهر بعلاج المرضى من المواطنين وتجبير الكسور دون مقابل، وكان يؤمه الكثير من الناس للعلاج في ذلك المكان الذي خصص لهذا العمل الانساني.
وتلي نقعة الغنيم من الغرب نقعة سعود ثم المدرسة الاحمدية التي شيدت في العشرينيات في موقع ديوان آل العبد الجليل المطل على البحر. ويلي المدرسة نقعة سيد ياسين الرفاعي ثم نقعة بودي التي اصبحت فيما بعد تابعة لعائلة المرزوق تليها نقعة الخالد ثم نقعة فلاح الخرافي، فنقعة ناصر البدر وبعدها نقعة علي المانع وهي نقعة قديمة جدا اندثرت منذ فترة طويلة بعد ان هجرها اصحابها لتركهم العمل بالسفر التجاري، وتأتي بعد تلك النقعة نقعة حمد الصقر التي اشتهرت بوجود بركة الماء السبيل فيها، فقد بني المرحوم حمد الصقر هذه البركة وخصص لها بوما سماه (الدوبة) كان ينقل الماء من شط العرب إلى البركة لتوزيعة مجانا على المحتاجين. وتلي نقعة الصقر نقعة العبد الجليل التي يطلق عليها ايضا نقعة سحيلة، وكانت تلك النقعة تضم بركة كبيرة للمياه تصب بها ابوام شركة الماء ليباع على الحمارة والكنادرة والمواطنين، وهي من ضمن ثلاث برك شيدت لهذا الغرض بعد تأسيس شركة الماء، وتلي نقعة العبد الجليل نقعة المبارك التي تم دمجها فيما بعد مع نقعة غانم العثمان، تليها نقعة عبد العزيز العثمان ونقعة عبداللطيف العثمان، تليها اليسرة وهي عبارة عن ساحل صخري طويل يقع غربي نقعة عبداللطيف العثمان، وكانت نساء كثيرات يتوجهن الى شاطئ اليسرة لغسل الملابس هناك حيث يتوافر من الطين الاحمر الذي كان يستخدم في التنظيف، وتقع غربي اليسرة عمارة تابعة لاحمد عبدالله الصقر تليها نقعة الخرافي، ويشير كثير من المهتمين بهذا الموضوع الى ان هذه آخر نقعة في منطقة القبلة، ولكن عددا من كبار السن يؤكدون وجود نقعتين قديمتين كانت بقايا اسوارهما لا تزال متناثرة غرب نقعة الخرافي في بداية القرن الماضي.
أما نقعة الساير ونقعة سعود المطيري. فكانتا في الماضي تؤويان سفن الغوص التابعة لاصحابهما بينما تم استخدامهما في السنوات الاخيرة. الثلاثينيات والاربعينيات لرسو سفن الصيادين اثناء توقفها عن العمل. ويقع غربي نقعة الساير المستشفى الاميركي - الذي كان مطلا على البحر مباشرة آنذاك - في منطقة الوطية وهي منطقة ساحلية خالية تحتوي على أماكن تضم آثار أقدام كان البعض يعتقد انها تعود الى احد الصالحين وهو (الخضر). وعند التوجه غربا نصل الى طرف سور الكويت وبوابته التي تؤدي الى المقصب.