النوخذه زامل حمود الفجي

[Q8TSAR]

النوخذه زامل حمود الفجي الرشيدي





1890-1977



احد رجالات البحر خاض غماره وراى اهواله وقاسى صعابه وحدقت به اخطاره ولد في الكويت عام1890م وهي السنه التي يطلق عليها خرجان. فالكويتيون كانوا يؤرخون ايامهم وسنواتهم بالحوداث التي تلم بهم
.فخرجان هي السنه التي نزل بها صقيع شديد ومن شدته ظهور الاغنام السوداء(العرب) بيضاء فسميت تلك السنه بسنة الخرجان .
تفتحت عينا الحاج زامل الفجي فوجد البحر سبيلا للرزق الحلال امتهنه الكويتيون فنزلوا بساحته فانصاعت لهم امواجه العاتيه فاتوا من قعره الموحش بالخيرات والدرر النفيسه .
كانت نشأة الحاج زامل الفجي لها الاثر الكبير في تحديده مساره في البحر فهو حينما مارس الغوص واتسعت خبرته وبرع فيه اصبح لا يدخله الا عزالا والعزال من يغوص على حسابه فلا يريد زامل حمود الفجي سلفا من احد لانه رجل حق يعطي من له حق عليه وفي ركوبه للبحر يعرف من اول وهلة الحق الذي له والذي عليه. عرف عنه الصدق بالقول والعمل والحلم الذي هو سيد الاخلاق قليل الكلام الا بما ينفع نقي السريره لا يحمل حقدا على احد مهما كان الخلاف كان دؤوبا بالسعي بالخير والاصلاح بين الناس والذي كان يرافقه في دخوله للغوص هو النوخذه محمد جاسم العماني صاحب السمبوك (مركب) ذو السمعه الطيبه المنصف بين بحريته حيث امضى معه سنين عديده والحاج زامل الفجي كان اذا رجع من الغوص الكبير رجع وغاص غوص الردة وهو ما يعقب موسم الغوص الكبير ومدته اسبوعين .
ويعد من النواخذه القليل الذين وصلوا الى جزيرة سيلان لغوص هناك على في هيرات سيلان .

وعندما ينتهي موسم الغوص بدخول فصل الشتاء كان الحاج زامل الفجي يزاول مهنة بيع الدهن العداني وتجارة بيع الاغنام .

وقد كان الشعر النبطي له نصيب في حياة الحاج زامل الفجي حيث يعبر به عما يجيش في خاطره واحاسيسه وله اشعار وردية بينه وبين صديقه المرحوم عبدالله العليوه حيث بعث اليه بقصيده يشكره فيها على وقفته الى جانبه في ساعة الضيق:

اسمعوا يا اهل السوالف والعلومي=قايل بيتين في راعي الحميه
قايل الصواب يلي عسى عمره يدومي =زامل الفجي على فزعة خوية
واشهد انه من مشاكيل القرومي =بيض الله وجه من جاب الوصيه
يوم بشرني تشاثن الهمومي= قمت انا وياه نبكي بالسويه
جابها زامل منه لزومي=جعل شيبانه بجنات عذيه
جنة الفردوس من رب الرحومي= يعطي الجنه وهو راعي العطيه
من سبب بوحمود بشرنا الامومي=كل ما يطلب الزامل واهنيه
زامل اللي ما مشى ويا الرخومي=من خلج يكرم عن علوم الرديه
حدث وهو رجل فهومي=رخص الجهال وذل من الخطيه
واترجى شوفهم مثل الحلومي=مثل عود جابوا عياله هديه
وانت يا زامل ترى حقلك لزومي=نذبح اللي نذبحه يوم الضحيه

ورد زامل الفجي على ابن عليوه
جعل عمرك طيب منت معدومي= يا بو صالح لازمك يلزم عليه
والله اني مجهد لك باللزومي= من كذب يا عل عمره للمنيه
يا عشير اللي كما الشقحه الردومي= ما طغاه الزين بعلوم الردية
قلت علامك ما تشومي= انت طيب مير هذه لك خطيه
قال انا هودت من هناك العلومي=قل لبو صالح ترانا بالسويه
قال انا ادعليه بخير كل يومي=مثل ما رخص لي ورعان صغيه
يا الله المطلوب يا ممشي الغيومي=جعل منهو واصل يسمع نويه
من تب قول النبي زين السلومي=ساعده مولاه بجنان هنيه

وهذه ايضا قالها زامل الفجي في ولده محمود عام1956 عندما ذهب الى مصر وحدث العدوان الثلاثي على مصر :
ياحمود يا بعدك عن الرجل بعداه=حالن من دونك غويط السهالي
متنحر دار عسى الرب ياقاه=وانك تجيره يا عزيز الجلالي
يدور الطولات لاقت فرقاه=مهو بخيل من دفوش العيالي
جاني كتابه يوم حنا قريناه = يشكر على راعي الفضل بالجمالي
عبدالله السالم عسى ما عدمناه= شيخ الكويت اللى حكم في العدالي
يا كثر مايعطي من المال كثراه=تعطي يمينه ما درت بالشمالي
وابوه سالم من قديم شكرناه =وجده مبارك محتمي كل تالي

وفي عام 1977 طوى الموت صفحة مشرقة من حياة احد رجالات البحر بالكويت العم زامل حمود الفجي عن عمر يناهز 87عاما رحمه الله.